★يستحق المشاهدة والتمعن★ لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا ؟!!





لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا ؟

أولادهم هم أغلى الناس ، يخبئوا الكلام المهذب ،
والأسلوب الظريف ليقدموه للغرباء ،
ولا يكادوا يقدموا شيئاً منه لأولادهم ؛
مع أنهم أولى الناس بالكلمة اللطيفة ،
والتعامل اللبق.

ولعل هؤلاء شغلتهم متاعب التربية وروتينها عن حلاوتها ولذتها ،
وهي متاعب وآلام لا بد منها ، ولا ينبغي أن تؤثر على
علاقتنا بهم رغم شدة هذه المتاعب وكثرتها ..
إنها كآلام الولادة !

هل رأيتم أمّاً تضرب ابنها المولود حديثاً ؛ لأنه سبب آلامها ؟!!
مستحيل.. إنما تحتضنه.. راضية.. سعيدة.. قريرة العين
رغم كل ما تسبب فيه من معاناة وآلام .

وكذلك التربية يجب أن نفصل فيها بين متاعبنا بسبب الأطفال ،
وبين تعاملنا معهم .

يجب أن نبحث عن المتعة في تربيتهم ،
ولا يمكن أن نصل لهذه المتعة إلا إذا نزلنا لمستواهم ،

هذا النزول لمستوى الأطفال : ( ميزة) الأجداد والجدات ،
عند تعاملهم مع أحفادهم ، ينزلون لمستوى الطفل ،
ويتحدثون معه عما يسعده ،

ويتعاملون معه بمبدأ أن الطفل هو صاحب الحق في الحياة ،
وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة ،

ورغم أن الأطفال يحبون أجدادهم وجداتهم لا شك ،
إلا أنهم ينتظرون هذا التعامل اللطيف ، والعلاقة الخاصة منا نحن ،

وتظل صورة الأب الشاب القوي التقي هي النموذج الذي
يحبه الولد ويقتدي به ويتعلم منه كيف يقود البيت،
ويرعى زوجته وأبناءه في المستقبل.

وتظل صورة الأم الشابة الأنيقة ، ذات الدين والحياء والعفة ،
والذوق الرفيع هي النموذج الذي تتعلق به الفتاة وتقتدي به ،
وتتعلم منه كيف تكون زوجة وأماً ،

والفرصة لا تزال متاحة للجميع لتغيير العلاقة بالأبناء،
تغييراً ينعكس إيجابياً عليكم وعليهم ، سواء في التفاهم
والحوار معهم ، أو احترام شخصياتهم المستقلة ،
أو قبولنا لعيوبهم ونقائصهم .

إذن : تفهم ، واحترام ، وقبول .
كل هذا ممكن أن نحققه إذا جعلنا علاقتنا بأبنائنا أفقية ،
كعلاقة الصديق بصديقه ، يغلب عليها الحوار والتفاهم ،
أما إذا كانت العلاقة رأسية كعلاقة الرئيس بمرؤوسه ،
ويغلب عليها الأوامر والنواهي ،
لا شك سيكون تأثيرها الإيجابي قليل.

من علامات نجاحنا في التربية ، نجاحنا في الحوار مع أبنائنا
بطريقة ترضي الأب وابنه ،

ولكننا – للأسف
نرتكب أخطاء تجعلنا نفشل في الحوار مع الأبناء ؛

أهم أسباب الفشل في الحوار أسلوبان خاطئان :
الخطأ الأول :أسلوب ( لا أريد أن أسمع شيئاً ).
والخطأ الثاني :أسلوب ( المحقق ) أو ( ضابط الشرطة ) .

الخطأ الأول:

هو أننا نرسل عبارات( تسكيت
وكذلك إشارات( تسكيت ) معناها في النهاية
( أنا لاأريد أن أسمع شيئاً منك ).

مثل العبارات التالية : ( فكني ) ،
( بعدين بعدين ) ،
( أنا مش فاضي لك ) ،
(روح لأبوك ) ،
( روح لأمك ) ،
(خلاص خلاص) ،

بالإضافة إلى الحركات التي تحمل نفس المضمون ،
مثل : الأنشغال بأي شيء آخر عن الابن أو عدم النظر إليه ،
وتلاحظ أن الولد يمد يده حتى يدير وجه أمه إلى جهته كأنه يقول :
( أمي اسمعيني الله يخليك )

أو يقوم بنفسه ، ويجيء مقابل وجه أمه حتى تسمع منه ..
هو الآن يذكرنا بحقه علينا ، لكنه مستقبلاً لن يفعل ،
وسيفهم أن أمه ممكن تستمع بكل اهتمام لأي صديقة
على الهاتف أو زائرة مهما كانت غريبة ،
بل حتى تستمع للجماد ( التلفزيون ) ولكنها لا تستمع إليه
كأن كل شيء مهم إلا هو.

لذلك عندما يأتيك ولدك يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره ،
اهتم كل الاهتمام بالذي يقوله ،
هذا الاستماع والاهتمام فيه إشعار منك له بتفهمه ،
واحترامه ، وقبوله ، وهي من احتياجاته الأساسية :
التفهم ، والاحترام ، والقبول بالنسبة له ،
حديثه في تلك اللحظة أهم من كل ما يشغل بالك أياً كان ،

إذا كنت مشغولاً أيها الأب أو أيتها الأم..
أعطِ ابنك أو ابنتك موعداً صادقاً ومحدداً..
مثلاً تقول : أنا الآن مشغول الآن ،
بعد ربع ساعة أستطيع أن أستمع لك جيداً ،
واهتم فعلاً بموعدك معه..

نريد أن نستبدل كلماتنا وإشاراتنا
التي معناها ( أنا لا أريد أن أسمع منك شيئاً )
بكلمات وإشارات معناها
(أنا أحبك وأحب أن أسمع لك وحاسس بمشاعرك )

وبالأخص إذا كان منزعجاً أو محبطاً ونفسيته متأثرة
من خلال مجموعة من الحركات :
الاحتضان ، الاحتضان الجانبي ، والتربيت على الكتف،
ومداعبة الرأس، ولمس الوجه، ومسك اليد ووضعها
بين يدي الأم أو الأب… وهكذا..

لمّا ماتت رقية بنت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جلست فاطمة

( رضي الله عنهما ) إلى جنب النبي ( صلى الله عليه وسلم )

وأخذت تبكي .. تبكي أختها.. فأخذ رسول الله



( صلى الله عليه وسلم ) يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه


يواسيها مواساة حركية لطيفة ، ودخل علي بن أبي طالب
وفاطمة ومعهما الحسن والحسين ( رضي الله عنهم أجمعين )
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حجره ، فقبلهما ،
وعانق علياً بإحدى يديه ، وفاطمة باليد الأخرى ،
فقبّل فاطمة وقبّل علياً ( رضي الله عنهما )


حتى الكبير يحتاج إلى لغة الحركات الدافئة ،
فما بالكم بالطفل الصغير ؟!

والشواهد على احتضانه وتقبيله للصغار كثيرة جداً.

أما علاج الخطأ الثاني من أخطاء الحوار :

وهو أسلوب( المحقق )

أو ( ضابط الشرطة )..

جاء ولد لوالده، وقال : ( يا أبى اليوم ضربنى ولد في المدرسة ) ..
ركّز الوالد النظر في ولده ،

وقال: ( أنت متأكد إنك مش أنت اللي بديت بالضرب ) ؟!
قال الولد : ( لا والله.. أنا ما عملت له شيء )..

قال الوالد : ( يعني معقولة كده على طول ضربك ؟!)..
قال: ( والله العظيم ما عملت له شيء ) ..

بدأ الولد يدافع عن نفسه ،
وندم لأنه تكلم مع أبيه ..
لاحظوا كيف أغلق الوالد باب الحوار،
لما تحول في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه ويشكي له همه
إلى محقق أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب ،
بل أقتنع أن أباه محققاً ظالماً ؛ لأنه يبحث عن اتهام للضحية ،
ويصر على اكتشاف البراءة للمعتدي ..

الأب في مثل قصة الوالد كأنه ينظر للموضوع على أن ابنه
يطلب منه شيئاً ..
كأن يذهب للمدرسة ويشتكي مثلاً ،

ثم يستدرك الأب في نفسه ، ويقول :

قد يكون ابني هو المخطئ ، وحتى يتأكد يستخدم هذا الأسلوب ..

في الحقيقة الابن لا يريد شيئاً من هذا أبداً ،

إنه لا يريد أكثر من أن تستمع له باهتمام وتتفهم مشاعره

فقط لا غير.

الولد يريد صديقاً يفهمه لا شرطياً يحميه ،

ولذلك يبحث الأبناء في سن المراهقة عن الصداقات خارج البيت،

ويصبح الأب معزولاً عن ابنه في أخطر مراحل حياته ،

وفي تلك الساعة لن يعوض الأب فرصة الصداقة التي أضاعها بيده



في أيام طفولة ابنه، فلا تضيعوها أنتم.




أسلوب المحقق يجبر الطفل أن يكون متهماً يأخذ
موقف الدفاع عن النفس ،
وهذه الطريقة قد تؤدي إلى أضرار لا تتوقعونها





عن

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …