مـــــــــــــــــــــذاقـــــــــــــــــــــــــ ـــات ………………جولينا قزاز

بسم الله الرحمن الرحيم

………….
«الحريرة» ماركة مغربية مسجلة
غيابها عن مائدة الأفطار قد يتسبب في الشجار بين الأزواج
الرباط: لطيفة العروسني
مهما حرصت ربات البيوت في المغرب على تحضير اصناف متنوعة من الطعام لتقديمها على مائدة الافطار، اذا لم يتوسطها قدر الحريرة، فكأن المائدة فارغة، بل ان كثيرا من السيدات يرتعبن خوفا من رد فعل ازواجهن اذا لم يحضرن هذا الحساء الساخن، فذلك يعتبر تقصيرا لا يغتفر في حق الزوج الذي لا يرضى الا بهذه الشوربة ليفتتح بها افطاره، ولا يقبل بأي شيء آخر لتعويضها حتى وان تعلق الامر بحساء آخر مثل شوربة الخضر، فكثير من المشاجرات تقع بين الازواج في رمضان بسبب «الحريرة»، التي تعتبر الحساء المفضل لدى غالبية المغاربة في شهر رمضان باعتبارها وجبة لذيذة ومتكاملة تتمتع بعدة عناصر غذائية هامة. وان كان ينصح بعدم الاكثار منها حتى لا تتسبب في مشاكل سوء الهضم.
وتقدم «الحريرة» عادة مرفوقة بحلوى «الشباكية»، والتمر والتين المجفف.
اما تحضيرها فيتم بعدة طرق تختلف باختلاف المناطق المغربية، الا انه يمكن الحديث عن «ماركة مسجلة» للحريرة التقليدية المغربية وهي التي تحضر بالطماطم التي تعطيها لونا احمر شهيا، يميزها عن الحريرة البيضاء وهي المحضرة بالبرغل والحليب، والتي تحتل المرتبة الثانية في قائمة انواع الشوربات التقليدية في رمضان، الا انها لا ترقى الى مكانة الاولى، بالرغم من انها غنية ومفيدة، ويلجأ اليها من باب التنويع، احيانا، او عند ارتفاع سعر الطماطم. تتكون الحريرة من الطماطم والبصل والحمص والبقدونس والسمن البلدي والبهارات والملح، وقطع من اللحم، ثم يضاف اليها قليل من الدقيق في الاخير لتصبح ثقيلة، وبالرغم من ان العناصر التي تتكون منها الحريرة بسيطة وغير معقدة، الا ان التحضير يحتاج الى مهارة لمزج هذه العناصر بدقة، وبكميات محددة للحصول على الطعم المنشود، لذلك يجمع المغاربة على ان اطيب انواع الحريرة هي التي تحضر في البيت، فاشهر المطاعم لا يمكنها تقديم حساء يضاهي «حريرة الدار»، كما يقول المغاربة. وبما ان الحريرة تحظى بهذه المكانة على مائدة الافطار الرمضانية، سبق أن طرحت احدى الشركات المتخصصة في انتاج النكهات الغذائية في السوق، حريرة جاهزة لا تحتاج سوى الى ماء مغلي لتصبح قابلة للاستهلاك، الا انها لم تلق أي رواج يذكر، بل اصبحت موضوعا للتنذر، وسميت «حريرة العزاب»، وهو ما يدل على تشبت المغاربة بالطرق التقليدية في تحضير الاكل، وعدم تنازلهم عن الطبخ المغربي الاصيل، ففي رمضان على الخصوص، تطهو الكثير من النساء الحريرة على موقد الفحم، كما كانت تفعل الجدات في الماضي، وهو ما يضيف اليها نكهة خاصة ومذاق مميز، لدرجة ان رائحة الحريرة المنبعثة من المطبخ، قد يشمها كل جيران الحي.
تقديم «الحريرة» بدوره يخضع لطقوس تقليدية، فهي لا تقدم في الصحون المخصصة للشوربة كما هو شائع في المطبخ الاوروبي، فبعد الطهي تصب في قدر كبير، ثم توزع على اقداح صغيرة مقعرة، حتى تحافظ على سخونتها، وتشرب اما بالملعقة او مباشرة من القدح، وخلال رمضان يتزايد الاقبال على اقداح الحريرة او «الزلايف» بالعامية المغربية، ويفضل الناس في هذا الشهر استعمال الاقداح التقليدية المصنوعة من الخزف، وتناول الحريرة بواسطة ملاعق خشبية مقعرة كتلك المستعملة في البوادي، كل ذلك من اجل اضفاء «روح مغربية» على جميع تفاصيل الاكل.

عن rayan.ms

شاهد أيضاً

رقائق كورن فليكس بالشوكلاتة

:roseban3a المقادير : علبة كورن فليكس( وسط ) 6 حبات مارس نصف كوب زبدة لورباك …