قطيعة بيني و بين…. مذكرتي ^^

منذ صغري كنت أحب الكتابة كثيرا ..
و في فترة المراهقة كنت أكتب أسراري في مذكرة صغيرة بلون زهري أطلقت عليها إسم إيمي كانت هي صديقتي المقربة و المفضلة و بئر أسراري ..
كنت أحكي لها كل الأحداث المهة التي أمر بها و أصف لها تقلبات مزاجي بين سعادة و حزن و حيوية و اكتئاب و هكذا …

مع صديقاتي أنا كنت غالبا ما العب دور المستمع و خصوصا فيما يتعلق بالأسرار …
لم أكن أميل للبوح كمعظمهن …
ولكن مع إيمي كنت دائما أبوح و هي تصغي لي بكل حب دون مقاطعتي دون أن تسألني دون أن تحرجني… تكتفي فقط بما سردته لها و لا تطلب المزيد…
وهذا كان سبب حبي و احترامي لها…

كنت قد كتبت فيها يومياتي و بعض الخواطر عن الحب و ما كنت أحب أبدا أن يقرأ أحد من أفراد عائلتي ما أكتبه مخافة أن يستهزؤا بأسلوبي البسيط كوني قد درست العلوم بينما درست أختاي الآداب …
و قبل سنتان أو ثلاث كنت قد تشاجرت مع أختي الكبرى .. مجرد نقاش عابر و لكن لكي تستفزني و تظهر لي بأنها تعلم أسراري… رددت بعض الجمل التي كنت قد كتبتها في مذكرتي بطريقة مستهزئة للغاية..
كما قالت بأن أسلوبي “عبيط” هههه
صعقت في مكاني حينها … ولكني ابتسمت متظاهرة بأن الأمر عادي و لم يؤثر في…
ولكن في الحقيقة

يومها تلقيت صفعة قوية على شكل كلمات.. ولم تدري أختي مالذي كسرت بداخلي… لم تدري أنها كسرت بداخلي علاقة بريئة و صادقة بيني و بين القلم بصفة عامة …
و لم تدري أنها كسرت ثقتي بمذكرتي التي كانت تعني لي الكثير..
كانت صديقتي و لكن منذ ذلك الحين باتت بالنسبة لي مجرد مذكرة سهلة المنال.. يستطيع الجميع تصفحها و تكشف لهم بسهولة أسراري..

كنت أكتب بالأسبوع مرة أو مرتان .. و بعد ذلك اليوم ما كتبت أبدا في مذكرتي بل و ما عدت أحملها في حقيبتي اليدوية…
منذ ذلك اليوم و ضعتها في أحد الأدراج خاصتي و لم أتفقدها قط…
أعلم أن الأمر قد يبدو مضحكا و فيه نوع من السذاجة و لكن ألقيت باللوم على مذكرتي إيمي أكثر من أختي.. كونها لم تكن عند حسن ظني و أنا التي كنت أحسبها كاتمة أسراري…

و لكن مؤخرا عندما تعرفت الفراشات الرائعات و من أول كلمات إعجاب تلقيتها في حق كلماتي أو بالأحرى في حق إحساسي … أصبحت متلهفة للكتابة من جديد و البوح بما يجول في خاطري و إن كان أسلوبي ركيكا…
حتى و إن كانت كلمات الإعجاب تلك مجرد مجاملة إلا أنها كانت لي مرهما لجرح كنت قد نسيته أو تناسيته و نسيت معه إحدى هواياتي …
سردت هذه السطور فقط لأشير أن مجرد كلمات أجل بضع كلمات قد لا نلقي لها بالا كفيلة إما بأن تحبط من حولنا أو بأن تنير لهم الطريق و تزيدهم تالقا و إصرارا على النجاح….
فلينتقي كل منا كلماته و تصرفاته قبل أن يصدم بها الآخرين

عن mohammed hegazy

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …