رواية ملامح الحزن العتيق / كاملة


صبااحكم مسائكم سكر
اليوم جايبه معي قصه حلووووه وممتعه وغريبه للكاتبه اقدار
وانشاءالله تعجبكم طبعا

احياناً تُنْهكنا المشاعر بقدر ماينهكنا الوجع ..

الحب في غير موضعه مؤلم رغم انقيادنا له وتلذذنا بألمه ..!

واندفاع عقولنا خلف قلوبنا امرٌ يصعب علينا ان نوقفه ..

ولأن الحب ليس باختيارنا كما هو المرض والموت ..!

فنحن عاجزين عن مقاومة حكم الله والاعتراض على المكتوب ..!

وفي ملامح الحزن العتيق ..!

صورة واقعيه اكثر مما هي خيالية ..

مشاعر كثيرة .. بعضها باردٌ كالصقيع .. وبعضها نارها كالسعير ..

بعضها في محلها ..

وبعضها لا ..

وتأبى الا ان تتخذ مكاناً ليس لها ..

قد يرحمها قدرها وقد يصدها ..!

..

على هذا البياض سكبت لكم احداثٌ قد تكون مريرة وقد تكون عادية ..

انتم هنا الحكم ..

وانتم هنا الأهم ورأيكم سآخذ به اياً كان .. ومهماً كان ..

وقفتكم معي في …. ( مهلاً ياقدر ) … كانت كفيلة بأن اعود لكم بثقة اكبر .. وحبٌ اقوى .. وشوقٌ غامر لحروفكم ومتابعتكم وانتظاركم ..!

ملامح الحزن العتيق شبه مكتمله ..!

الأحداث الأخيرة انهكتني كثيراً فآثرت ان استعين بكم وبأفكاركم ..

اتمنى من العلي القدير ان اجد لديكم ذاته الترحيب الذي وجدته مسبقاً هنا بينكم ومعكم ..!

ملاحظة ..

كل ماورد في الرواية من اسماء للقرى والشركات هو من وحي خيالي فقط .. وان شاءت الصدفه ووجدتم اسماً مشابهاً فهو من محض الصفة فقط فلا تلوموني ولاتعتقدوا بأني قاصدة ..!

تابعوني سأكون ممتنة

اختكم ومحبتكم

اقدار

************************************************** **************

مرارة واقع .. وشقاء ايامٍ عصيبة ..!

صباحٌ جديد .. وشقاء يومٍ وليد بدأ من بداية ساعاته الأولى . هكذا هي الحياة شقاء ..
اليوم تحديداً ترغب في البكاء اكثر من أي وقتٍ مضى ..
الطريق طويل .. واسبوع مضى قصير جداً امام ماستعانيه في ا لأيام القادمه ..
في الجيمس والنوم يغلبها والعباية مضايقتها والدنيا عليها زحمة ..
تتخيل نفسها في سريرها ونايمه بكل راحه وهدوء بدون همسات اميرة اللي تدعي وتسب في عمتها ام زوجها ..
وبدون تربيت فاطمة مدرسة الدين لها وتلقينها محاضرة طويلة عريضة عن الصبر والتحمل ومحاولتها ارضاء زوجها وامه ..
وبدون لااله الا الله بصوت عالي تفزع الميت …
لدرجة انها تحسب نفسها بيصير عليهم حادث والعم سعد يتشهد ..
حاولت شادن تمد رجولها اللي تحسها انشلت من كثر ماهي مثنيتها بالسيارة وماقدرت تمدها من المقعد اللي قدام مسبب لها زحمة ومضيق عليها المكان .
التفتت على سارة وهي شبه ميته .. وابتسمت .
هذي سارة صديقة عمرها من يوم عرفتها وهي نوامه ومحد يقدر يصحيها بسهولة ..
امها تقول نومها موت ..
واذا سألت عنها وهي نايمه تقول سارة ميته .
اكلوا مطب قوي وتجاوزه العم سعد بقدرة قادر وكل مدرسة صاحت ..
الا فاطمة تتشهد وتسبح وتهلل ..
امانادية المعروفة بخوفها المبالغ واللي محد يتحمله من البنات قعدت تصيح وكأن الموت قاب قوسين او ادنى منها ..
كعادتها عند أي مطب ولا جمل او ناقه يقابلهم بالطريق .
: يارب متى تتوب علينا من هالعنا ..؟
قالته نورة الحامل بالشهر السابع وهي فعلاً متأزمه من المشوار الطويل لقرية السبيل واللي تبعد عن جدة حوالي 300 كيلو .
رفعت سارة طرحتها عن وجهها قالت : وين يتوب علينا ونادية معانا وصوتها يشرد حتى الغنم اللي حوالينا ..
كتمت شادن ضحكتها حتى ماتحرج نادية .. ودقتها بكتفها يعني اسكتي ..
وابتسمت نورة اللي تحس بالمعاناة من صوت نادية وصراخها والملل من كثرة شكاويها وخوفها ..
قالت نادية بسخرية ممزوجة بخوف وترقب : ماعليه ماعليه ، انتي بس نامي وكبري قلبك وانسي إنا بطريق طويل ومجهول وارواحنا نشيلها على كفوفنا ..
زفرت سارة بآهه ممزوجة بملل من كثر ماتعيد وتزيد نادية بهالكلام : اوووه ، ياقلبي حتى انتي نامي وقوي قلبك ، واذا صار لك شي فهو مقدر ومكتوب ..
ردت ناديه باعتراض : اش حستفيد اذا نمت وانقلبت سيارتنا ولا صدمنا جمل ولا سيارة مقابلتنا بالطريق الضيق هذا ..؟
سارة وهي تلف براسها على الجهه الثانية في محاولة منها انها تعدله استعداد لنومه جديده : تستفيدين انك اذا جوك الملايكة يحاسبونك تردين بتركيز وانتي مرتاحه وشبعانة نوم مو تعبانه وتخربطين وتنسين اللي سويتيه بدنياك ..
شهقت فاطمة قالت : استغفر الله العظيم ، اللهم لاتؤاخذنا بما يقول السفهاء منا ، سارة اش هذا الكلام ؟ لاتنسين ان الانسان مايتكلم الا بعمله وقلبه .. والا يمدي كل كافر جاوب على كيفه عشان يدخل الجنه ..
ردت سارة وهي تعدل غطاها وتسند راسها على كتف شادن : الحين انا السفهاء الله يسامحك ،
: مااقصد ياسارة بس نخاف ربي يسخط علينا بسبب كلمتك ..
: ادري يافاطمه بس كيف اسكت هالخبله اللي وراك ..
تكلمت اميرة : بنات استهدوا بالله مو معقوله ياسارة كل ماشفتي نادية خايفه فتحتي سالفه طويلة عريضة ..
التفتت على ناديه قالت : بعدين انتي ياناديه الله يهديك وسعي صدرك وبالك وفوضي امرك لله ، وترى اللي ربي مقدره لك راح يصيبك لو كنتي بحضن امك ..
سكتت ناديه آسفه لحالها وحالتها .. وبقلبها ” مو بيدي ياناس .. عمري ماتصنعت الخوف ولا تدلعت .. حكايات المدرسات اللي ضاعت ارواحهن على الطرق البعيده ماتفارقني ثانية وحده والموت بالنسبة لي رعب “
امتلا الجو روحانية وهدوء وسكينه بفعل تسبيحات فاطمة وتهليلها واستغفارها واللي اقتدى فيها الكل ونهجوا نهجها بهاللحظات ..!

اربع ساعات طويلة ومملة وتعيسة مضت عليهم في السيارة الواسعه لمن شافها من برا .. والضيقه والملل والتعب وقلة النوم على اللي راكبات فيها ويدورن الوسع والراحه ..
اخيراً وصلوا ..
المهم انهم وصلوا بالسلامه ..
السلامه في حال مثل هذا هي المرجوة والمطلوبة وغيرها كل شي يهون ..

نزلوا من السيارة وكل وحده معاها شنطتها وأكياس فيها اغراضهم تخص الشرح من وسائل تعليميه وكتب وأدوات وماالى ذلك .. وحافظات اكل عشان الفطور ووجبات سريعه للغدا اللي مايلحقون عليه في بيوتهم الا من بعد الساعه 6 المغرب او 7 .
: هاتي هاتي عنك يانورة ..
قالته شادن وهي تمد يدها لاغراض نورة
ردت نورة وهي تنتظر المساعده وبدون تردد سلمتها الاغراض وقالت من قلب : الله يجزاك خير ..
اخذت شادن نص اغراض نورة اللي يادوب تشيل عمرها والنص الباقي شالته سارة بحكم انهم اخف مدرستين معاهم ،، بنات ماتزوجوا وشباب وصغار بالسن والأهم همومهن اقل من هموم المتزوجات .

***

في مكان ثاني .. !!
كله هموم ومآسي..
الأمل مثل الطيف اللي يلوح من بعيد بعضهم يقدر يمسكه ويناله ويظفر فيه ويصير من اسعد الناس ..
وبعضهم يعتبره سراب يشوفه من بعيد وهو عارف انه مايقدر يوصله ويعيش وروحه على كفه ، مهموم .. وشبح الموت اقرب له من طيف الأمل ..
واقفه قدام غرفة الانعاش وهي تتضرع لله وتبتهل وتدعي يارب عافها .. ( يارب اشفها انت الشافي لاشفاء الا شفاءك .. شفاءً لايغادره سقماً )
يارب طفلتي بريئة وماتقدر على التحمل اكثر من كذا يارب الطف بها انت اللطيف الخبير .
طلع الدكتور من الغرفة وهو يشوفها مو معاه … !
تمشي رايحه جايه قدام الباب ،
تنتظره وتتمتم بكلام قدر يعرف انها تدعي لبنتها وتكلم ربها وحس ان قلبه عوره عليها ..
وش يقول لها ..؟
وشلون يبث لها الخبر ..؟
كأنه اول مرة تواجهه صعوبه بهالشكل رغم انه اعتاد على مواجهة الصعاب وخاصة لمن ينقل خبر وفاة المريض لاهله ..!!
تنحنح عندها عشان تحس فيه . فزت بمكانها وبسرعه توجهت له .
: ها يادكتور طمني على بنتي . !!
تردد الدكتور ورد بارتباك : اااا ممممم ..
نزلت نظارته من فوق عيونه وقعد يمسحها بمنديل ويدعكها بقوووة ..
طالع فيها وقرر انه يقول وعلى الله .. : يا اختي ام ندى انتي تعرفين حالة بنتك من اول ماجبتيها مو مرتاحة بحياتها وووو .. بلع ريقه الطبيب السعودي اللي حس ان الحرمة اللي قدامه في مقام امه وحب يمهد لها الصدمه اللي راح يقولها والقنبله اللي راح يفجرها .. كمل بحنان فاض عليها ووصلها وعرفت مغزاه .. تعرفين ياخاله الطفلة ندى تعذبت كثير ولو عاشت اكثر ووضعها هذا حالتها بتسوء وبتتعب اكثر وهي طفله ماتتحمل
قاطعته ودموعها مغرقة غطاها اللي مو مبين شي من وجهها : ماتت ..؟
نزل راسه بالأرض قال : الطيحه قوية وراسها تأثر ماقدرنا نسيطر على النزيف الداخلي .. انتي انسانه مؤمنه ياخاله وان شاء الله ربي يبارك لك في اخوانها .
: اخوانها …؟
وانهارت تبكي وراحت وخلته آسف لحالها ومحتار منها ومن آخر كلمة اطلقتها …
ركبت مع اول ليموزين قابلتها عند بوابة المستشفى وتوجهت لبيتها اللي اجتمعت فيه جنتها بانتماء نايف وشادن له مع نارها وجحيمها اللي هي وجود صالح الزوج الثاني سبب شقاها وشقى عيالها .

***

قبل اذان المغرب بحوالي نص ساعه
دخلت البيت راجعة من المدرسة ..
زفرت بآهه من عمق تعبها … وعيونها تبحث عن امها اللي تنوح داخل غرفتها ..
: يمه ..! ندى .. ! يمه وينكم ..؟
طلعت امها من غرفتها وهي تشهق ووجهها متورم ويدل على انها ماتبكي من فعايل زوجها اللي شادن اعتادتها ..
هالدموع غير ..
وهالحزن غير ..
ماقد شافته بوجه امها الا لمن توفى ابوها ..!
حطت يدها على قلبها وهي تشعر ان نبضه توقف ..
وتحس برعشة في اطرافها وهي تنتظر الكارثه ..
بكت امها وحاولت تتكلم بس الحزن الجمها والقهر اخرسها
قالت شادن بخوف : يمه لايكون نايف ….
قاطعتها الام الثكلى والمكلومة وهي تهز راسها وتمسح خشمها بمنديل قالت بصوت مبحوح : ندى …
شهقت شادن وتهاوت على الارض من هول الخبر ..
رجولها ماعادت تقدر على الوقفه .
الصدمه والمرار والفقد والوجع ..
نزلت دموعها على خدها ..
على الرغم ان موت ندى ممكن يكون احسن لها واحسن لاهلها الا انها اعتادت عليها وعلى براءتها ووجودها في البيت واهتمامها فيها ..
ندى البراءة والضعف والطفله اللي بدون هموم ومآسي وماتعرف من الدنيا غير شادن الحنونة وماما الحبيبة .. ونايف الأخ العطوف .. وتعرف صالح الأب الشرير واللي صورته ترتبط في ذهنها فوراً بالخوف والبكا ..
: يمه اش صار لها مو تاركتها طيبه وتضحك ومافيها الا العافيه قبل ماامشي للمدرسة ..؟
اخذت امها منديل ثاني من العلبة اللي على الطاولة وجلست تمسح عيونها وخشمها وكأن شادن شالت بعض حزنها وبكاها وخففت شي من اللي بقلبها ..
قالت بصوت مبحوح : ابوها اليوم دخل علينا مو في عقله واخذ مني الخمسمية ريال اللي تركتيها عندي غصباً عني .. وهو خارج شاف ندى تبكي خايفه من صوته .. بكت وزاد نحيبها وكملت بحزن بالغ .. دفها ياشادن لمن شافها خايفه منه … طاحت على راسها ودخلت في غيبوبة وماطولت ..!
صرخت شادن وبكت اكثر قالت ودموعها ماخذه مجراها على وجهها : يعني ذبح بنته ..
ذبح بنتك انتي يايمه ..!! ذبح اختي انا .. !!
تكفين يمه لاتسكتين ..
حاولت ام نايف تهدي نفسها وتوضح الصورة المؤلمة لبنتها الثايرة بلحظات حزن وقهر قالت وهي تشهق وتحاول تتماسك : كلمت خالك ابغاه يروح يدفنها ويروح معاي للشرطه
بس حلف ان تكلمت ولا جبت سيرة صالح ليسوي اللي مانرضاه ..
: حسبي الله ونعم الوكيل .. اش تتوقعين منه يايمه .. هذا صالح ماسكه مع رقبته ولو ضريناه راح يضره ويطالبه بفلوسه واخوك عاد يبيع ولده ولايفرط بريال حسبي الله ونعم الوكيل …
آآآه بس ياويلي عليك يانايف ..
وينك عنا يانايف تركتنا ولا ندري عنك ..!
كملت مناحتها مع امها .. وكل وحده تحاول تشيل الهم لوحدها وتستفرد بالحزن عن الثانية ..
بس وشلون والمصيبة وحده والهم واحد والخوف مشتركات فيه مع الأسى والحزن ..
خسارة اذا البنت فقدت عزها وسندها ..
خسارة اذا راح الأب وخطفه الموت بعز شبابه وعز حاجتها له ..
وخسارة اذا راح الاخ السند اللي تحتاجه في ظل وجود صالح السكير وماتدري وين اراضيه بعد ليلة ماتنساها طول عمرها قضاها نايف بمضاربه مع صالح .. نتجت عنها كسر ضلعين لصالح وشرخ بجبينه اضطر انه يعمل لها ثلاث غرز بالمستشفى ..
ومن بعدها اختفى نايف لاحس ولا خبر ولا احد يدري هو حي ولا ميت .. وعلمه عند العليم الخبير ..
ومابقى غير صالح السكير العربيد واللي مايعرف من الايمان غير اسمه .. والخوف من ربي مايعرف له طريق او وجهه ..

***

وجع الفراق والفقد ..!

بعد ثلاثه ايام من العزا وهطول الدمع ومرارة الحزن على ندى
والحسرة والخوف على الغايب ..!!
استسلمت عزيزة ( ام نايف ) للنوم بعد مااعطتها شادن حبتين بندول سكنت الصداع اللي يهاجمها بين فترة وفترة ..
انسحبت من الغرفة بهدوء وهي تمشي على اطراف اصابعها ..
واخذت جوالها .. دقت على اقرب الناس لها واللي دايماً تلاقيها وقت حاجتها لها ..
انتظار ..!
كان هذا جواب جوال سارة عليها ..
زفرت بآهه دلاله على الضيق والملل .. و ” اكيد تكلم خالد هالوقت ”
مااعطتها سارة فرصه تكمل تخمينها لأنها دقت عليها ..
: هلا سارة .. آسفه على الازعاج ادري تكلمين حبيب القلب ..!
: ههههههههههه لا عادي ماازعجتيني اصلاً هو تعبان ويبغى ينام ..!
: من يلومه والحين الساعه اثنين ونص الفجر …. اسمعي بتداومين ..؟
: ايوه خلاص خارجه الحين ..
: سلمي على البنات ..
: يوصل .. ها كيف امك اليوم ..؟
: ماعليها احسن من امس .. الحين تركتها تنام ..
: ياقلبي عليها مو سهل اللي شافته وتعيشه .. الله يصبر قلبها ويريح بالها .
: اللهم آمين ..
: طيب نايف للحين مارجع .. ؟
: المشكله ياسارة ماندري وين اراضيه .. !! وامي خايفه ان صاير له شي ..
: لا ان شاء الله مافيه الا العافية ..
اسمعي .. خالك ليه ماسأل عنه في المستشفيات او بلغ الشرطه بغيابه ..؟
: خالي مايبغى سيرة نايف بالمرة لأنه على قولته اعتدى على صالح واللي يعتدي على صالح معناتها اعتدى عليه هو وضر مصالحه الشخصية .. تخيلي ياسارة امس يقول لامي قلعته وليته هو اللي مكان ندى وافتكينا منه ..!
: ياربي هذا ماعنده قلب .. حسبي الله ونعم الوكيل ..!
: خليها على الله بس .
: طيب وصالح للحين مارجع ولا يدري عن بنته ..؟
: لا مارجع وعساه مايرجع ..!
: شادن حبيبتي انتبهوا منه .. ياخوفي لايقول انكم انتم اللي ذبحتوها ..!
: مايقدر يقول هالكلام .
قاطعتها سارة : يالله يالله ياشادن هذا ابو سعد عند الباب .. ان شاء الله اليوم راح امر عليكم اذا ربي رجعني ..
: ترجعين بالسلامه ان شاء الله واشوفك على خير ..
: ان شاء الله يالله مع السلامه
: الله معاك .. لاتنسين دعاء السفر ..
: اوكي .
قفلت من صاحبتها وسندت براسها على مخدتها في محاولة واستجداء للنوم ..!
الوحدة قاتلة ..
والتفكير في الأمور السيئة اللي تحيط بها شيء متعب لأبعد الحدود ..
ياليت فيه من يواسيها ويخفف همها عنها ..
..
فكرها مشغول بأشياء اكبر منها ..
موت ندى ..
غياب نايف عن البيت ..
خطر وجود صالح في البيت عليها ..!
خوفها على امها وعلى نفسها منه ..
حزن امها ومشوارها الطويل للسبيل ..
حضنت مخدتها وغمضت عيونها غصب ..
رفعت صوتها وكأنها تبي تطرد أي فكرة تهاجمها وتنغص عليها نومها قالت : ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) .لعل وعسى انها تصحى وتلا قي امها بكرة بحال احسن ونفسية مرتاحه اكثر من اليوم والايام اللي قبل …
***

قرية السبيل ..

وفي المدرسة القديمة واللي جدرانها مشتققه وأسقف غرفها خشب وفوقه تراب ..
وتحديداً في صف سادس ابتدائي ..
نادية وهي منهمكه في الشرح ..
المسائل الرياضيه تخلي المدرس ينسى كل اللي حوله وينغمس مابين الأعداد وكأنه في متاهه ويدور على منفذ للخروج ..!
: يلا ياجهير قومي عند السبورة وحلي المسألة ..
وقفت جهير ووصلت السبورة وهي تتسحب خايفه تكون طريقة الحل اللي في راسها غلط ..
قالت بسرعه وهي تطالع ورى الباب الحديد المفتوح حتى الهوا يدخل لأن التكييف ماله اثر بالمدرسة ولا حتى المراوح : ابله شوفي فيه عقرب ورى الباب .. !!
وكأن نادية انصعقت بماس كهربائي ..
تجمدت بمكانها ..
والصورة والمنظر لا تحسد عليهم ..
رجعت تمشي بهلع لآخر الفصل ..
حاولت تبل ريقها بلعابها بس جميع عضلاتها مشلوله عن اي حركه .. الا المشي البطيئ ..!
قالت عذبه اللي جالسه في الصف الأول : ابلا انا اذبحها الحين ..
صرخت نادية بهلع : لا لا لا لا تقربين منها … ياربي كيف حنخرج الحين ..
ردت عذبه وهي تحس ان مدرستها مرعوبة ويمكن تغيب عن الوعي بأي لحظة .. : ابله انا دايم اذبحها عادي ..
ردت وصدرها يعلو ويهبط وكأنها قاب قوسين او ادنى من الموت : لا لا لا .. فركت يدينها وطقطقت اصابعها قالت بقلق : ب ب بنااات ك ك كييييف نخرج .. ؟
طلعت مزنه مع الباب والعقرب بمكانها ماتحركت ..
: ابلا اطلعي والله ماتقرب منتس .. شفتيني انا طلعت وماتحركت .
تثنت نادية على الأرض ووجهها ممتقع الوان ودموعها متجمده بمكانها والخوف يرجف بأطرافها قالت بخنقه : لا لا خلوني هنا مزنه روحي نادي المديرة ..!
راحت مزنه ورجعت مع المديرة ونورة واميرة اللي كانوا جالسين معاها في الادارة ..
اميرة بهلع لمن شافت حال نادية اللي نساها وجود العقرب وخطرها : نادية اطلعي ماراح تسوي لك شي .
ردت نادية بعيونها ونظراتها اللي تنقلها مابين العقرب واميرة .. والضعف والخوف هم تعبيراتها ..
تكلمت نورة : خلاص يانادية ربك حطها بعيون مسلمين الحين تجي الخالة تموتها انتي لاتخافين واطلعي ترى خوفتي البنات معاك ..
وقفت عذبة ونزلت جزمتها ( الله يكرمكم ) وخبطتها بقوة وخبرة وكأنه امر معتاده عليه ..
قالت وهي تحركها بقطعة من كرتونة الطباشير اللي بجنب السبورة : خلاص ماتت .
دخلت ابلا سميحه على نادية ومسكتها بيدها لحد ماوقفت قالت : اهوه عزبة اتلتها مافيش خوف دالوأتي يالله اطلعي يانادية بأى خوفتي البنات .
ردت نادية : خرجوها برا الله يخليكم عشان اخرج ..
اخذت عذبه العقرب الميته واللي اختلطت اجزاءها ببعض من قوة الضربه وحطتها على قطعة كرتون كبيرة وطلعتها برا ..
خرجت نادية من الفصل ودموعها على خدها تترجم تعابير كثيرة بداخلها ..
فرحة بالنجاة ، ورهبة الموقف ، وصدمة من الواقع ، وخوف من الجاي والقادم ..!!!
اخذتها اميرة لغرفة المدرسات وجابت لها المديرة عصير ليمون تهدي فيها اعصابها ..!
وصارت نادية حديث جميع الطالبات والمدرسات ..
اللي تستهزيء منها واللي تحمد ربها على نعمة العافيه والصحه وقوة القلب .. واللي آسفه لحالها وتدعي لها بالشفاء والعافية ..

اضافت نادية لتاريخ كل المدرسات حدث رسخته الذاكرة من ضمن احداث قرية السبيل ومعاناة الطريق .. ومزجت مابين الفكاهه والعبرة ..

..

لاتحرموني من نقدكم وآرائكم وتعليقاتكم ..!

دمتم لي بعافيه

اختكم اقدار

*********************************
الفصل الثاني ….!

قرية الأجواد

في القرية الصغيرة والبعيده عن النهضة والتطور والتقنية ..!
الاجواد قرية تبعد عن السبيل بمسافه قصيرة ..!
واقف قدام بيته الجديد ..
بهامته وطوله الفارع ..
سمار جبينه منعكسة عليه اشعة شمس العصرية ..
وهو يساوي الارض من قدام الرصيف الجديد اللي حول البيت .. !
حط يده على اعلى بطنه من الجهه اليمين ووقف باعتدال ..!
” آآآآه يالتعب .. اللهم اني اسألك العفو والعافية ”
زفر بها ونزل الكريك ( اداة حفر ) من يده ..!
والتفت على الصوت اللي زهمه من وراه ..
: ياوليدي ارفق بنفسك تراك اهلكتها بالشغل .
جا عماد يمشي ناحية جدته ( ام ناصر ) ومسك يدها بدال الشغاله اللي تساندها وتعينها على المشي ..
قال : وش اسوي ياجدتي .. شغلي منيب تاكله على احد ..!
ردت الجدة ام ناصر بحدة : وهالعمال اللي انت مجمعهم وشو له تعطيهم فلوسك وهم مايخدمونك ..؟
: هذولا هم اللي سنعوه بس يبي له مساواة . . الا انتي وين بتروحين ..؟
: ابي اروح اسير على ام عبدالعزيز تقول خالتك مهيب صويحيه ..!
: علامها عسى ماشر ..؟
: السكر مرتفع عندها وتو رجل خالتك جابها من الطايف ..!
: لا لا ماتشوف شر ان شاء الله ..
: عماد ..!
: لبيه يالغاليه .
: وش سويت بموضوع بنت خالك ..؟
مسح جبينه اللي تكوم عليه العرق بقفا يده اليسار وقال : ابشري باللي تبين امس خلصت اوراقها وعن قريب بتقر عينتس فيها ..!
تهلل وجه ام ناصر وحست بالرضا والاطمئنان قالت من عمق قلبها : يالله ياكريم الوجه ارض عنه وخله لي واصلح له امره وشانه ..
سلم عماد على راسها وهو يبتسم قال : ايه هذا الدعا اللي انا ابيه مهب اللي انتي خابرته ..
: هههههههههه هذاك ادعي به كل وقت وكل ساعه ماعليّ منك ..
: اجل روحي لام عبدالعزيز قبل لا ازعل ثم ارجع في كلامي .
ضحكت الجده من طريقة تهديده قالت : توكلت على الله .. ناد لي هذي خلها تجيني ماعاد امشي الا وهي معي .
وقف عماد على باب البيت ونادى بصوته العالي : لسلي .. لسلي اطلعي تعالي بسرعه ..
جات الشغاله الاندنويسة بسرعه ومسكت يد ام ناصر ورافقتها تزور جارتها وام زوج بنتها ..!
وهو يراقبها بنظرة محبة وعرفان وبقلبه كالعاده امنيات انه يرد لها جمايلها عليه ويعينه ربه على كسب رضاها وودها ..

***

دق التلفون وشادن نايمه على الكنبة اللي في الصالة ..!
شافت الساعه 12 الظهر .. وقامت بكسل ومدت يدها عليه ..
: الو ..
سمعت صوته الكريه والبغيض يتسلل لسمعها من ورى السماعه
وهو يقول بخبث : اوووه شادن الحلوة في البيت هالوقت ؟.. غريبة ماداومتي ؟
كشرت بقرف قالت : خير اش تبغى بعد اللي سويته ؟
شهق باستهبال : انا سويت شي …؟ لا لا لا اكيد هالعجوز الخرفانه تكذب عليك وتتهمني .. تبغاك تكرهيني لأنها تغار منك ياعمري ..!
: حقيير وسافل وتااافه .
قفلت السماعه بقوة وهي تلعن الساعه اللي دخل فيها صالح حياتهم ..
” امي اللي خلت منك رجال قدام الناس تقول عنها عجوز خرفانه ياتاافه ..؟ الله لايسامحك ياخالي ليه تبلانا في هالبلوة ”
وقفت على حيلها بعد ماطار النوم وتعكر مزاجها ..
دقت باب غرفة امها بهدوء ودخلت .
تأملتها وهي تعانق سجادتها باخلاص ووفاء .
” ليتك تعلمت دينك من امي ياصالح الطالح ..
شتان مابين الأرض والسماء ،
ومابين الوحل والماء الفرات ..
مابين الطهر والوباء ”
سلمت امها على يمينها وشمالها ورفعت يدينها تدعي للميت والغايب والحاضر .. الزوج الحبيب اللي اخذته منها الدنيا وتغربلت بعده ..
وفلذات كبدها وقطع قلبها ..!
: يمه اجهز فطور ولا اسوي غدا ..؟
: لا حبيبتي لاتسوين شي جارتنا ام مشاري اتصلت تقول بتجيب لنا غدا وتجي تتغدى عندنا ..
: ترى الزفت هذا دق قبل شوي ..!
: اش يبغى ..؟
: ماادري عنه قفلت في وجهه قبل مااعرف اش يبغى ..؟
طالعتها عزيزة بشك وخوف قالت : ليه قفلتي قال لك شي ..؟
: كالعادة يمه ..
: حسبي الله ونعم الوكيل .. اش نسوي ياربي ..؟ الله يردك عليّ يانايف .. ياخوفي لايرجع اليوم ونايف للحين ماجا .. ومايلاقي احد يوقف بوجهه .
: يمه تراني بخلي سارة تقول لابوها يبلغ الشرطه عن غياب نايف .
ضربت عزيزة على صدرها قالت : لا الله لايقول ان فيه شي .. ان شاء الله يرجع لنا اليوم ..
: يمه نايف له اكثر من عشرة ايام غايب ..
: طيب اتصلي على ابراهيم صاحبه اسأليه عنه ..!
: اتصلي عليه انتي يمه .. نايف لو عرف اني كلمت صاحبه والله ليتجنن .
وقفت ام نايف وطبقت سجادتها وشرشف صلاتها قالت : اعطيني النوته اللي بمكتبة التلفزيون اتذكر اني سجلت رقم اهل ابراهيم لمن نام نايف عندهم زمان .
جابتها شادن واتصلت ام نايف على بيت صاحب ولدها ..
اول ماسمعت الو من الحرمه الكبيرة اللي ردت عليها ..
قالت : السلام عليكم ورحمة الله
: عليكم السلام ورحمة الله .. من معاي ..؟
: اختي انا ام نايف صاحب ولدكم ابراهيم .
: هلا بك اختي الله يعينكم .. ويساعدكم .. وان شاء الله ربي يفرجها على نايف قريب .
شهقت عزيزة ودمعت عيونها قالت : نايف فين ..؟ ويفرجها عليه من ايش ..
تخربطت الحرمة ولامت نفسها كثير لأنها صدمت ام نايف وفجعتها ..
: لاتخافين ياام نايف .. انا ماادري سمعت ابراهيم يقول انه في السجن موضوعه مرة بسيط .. اعذريني اختي والله اني حسبتك تعرفين بالموضوع ..
: يعني ولدي مسجون .. اش قضيته ..؟ ماتدرين ..؟
: اعتقد ان زوج امه .. أأأ اقصد زوجك له يد بالموضوع .. اتوقع متهاوشين وولدك ضربه هذا اللي فهمته .. بس ولا يهمك اختي الحين اخلي ابراهيم يكلمك ويقول لك على كل شي ..!
: الله يهديه ليه مابلغنا ..
: ابراهيم يحسبكم عارفين بالموضوع .. على العموم لاتخافين ان شاء الله موضوعه ماراح يطول .
مصيبة ثانية وهم جديد وقضية اكبر ..
دمعت عيونها وقلبها يبكي اكثر واكثر ..
قالت وهي تحاول تثبت صوتها اللي بدا يختل مثل شعورها واحساسها
: مشكورين الله يعافيكم ماتقصرون .. لاتنسين تخلين ابراهيم يطمني عليه .
: ولا يهمك الحين يدق عليكم ..
: يالله مع السلامه
: الله معاك .

التفتت على شادن اللي فهمت الموضوع وحضنت الخدادية وبكت بقوووة .. ” حبس حامينا ورادع وقاحته وتصرفاته .. الحين من بينقذني منه .. ياربي رحمتك وسترك ..”
: يمه .
شهقت عزيزة وهي تقرا افكار بنتها وخوفها وقلقها على اخوها وحياتها قالت : الحمد لله انه حي .. حسبته صاير له شي ..
قربت من شادن اللي تبكي بحسرة .. قالت بهمس : تدرين قضيته سهله .. اشوا انها مو مخدرات ولا سرقه او قتل او شي يفشل ويعيب ..!
رجعت خصلة من شعر شادن ورى اذنها وكملت
: اخوك دخل السجن وهو يدافع عن اهله وضرب صالح اللي يستاهل القتل يعني شي يشرف .
: ادري يمه بسسسسس ….
قاطعتها بوجع وقلة حيلة وهي تحاول تحميها وتطمن قلبها
: لاتخافين منه والله والله والله شوفيني حلفت بالله مايأذيك صالح وانا عايشة لك ..
قطع كلامهم صوت الباب اللي انفتح وتسكر بقوووة ..
وقفت شادن ودخلت غرفتها وانتظرت عزيزة لحد مادخل صالح وهو يطالع بغرفة شادن اللي قفلت بابها بقوة ..
قال : اش فيها كأنها شايفه جني ليه شردت ..؟
ردت عزيزة وهي قرفانه من نظراته الهايمه لغرفة بنتها ..
قالت : مالك دخل فيها ولو سمحت خذ اغراضك واطلع من بيتي الحين .
انفجر من الضحك ورمى نفسه على الكنبة
: هههههههههههههههههههههههههههههه الله يقطع شيطانك ياهالعجوز .. قومي بس سوي لي شاهي وثقليه خليني اروق ..
طلع بكت دخانه ودس زقارة في فمه وهو يحلم .. ويتأمل في باب غرفة شادن ..
انتبه للكرسي المتحرك حق ندى في زاوية الصالة ومطبق قال : هذا اش فيه هنا لايكون مكسور وتبغين واحد جديد .. نفض جيوبه وكمل : تراني طفران ماعندي فلوووس جيوووبي فاااااضية شوفي .
تكتفت عزيزة وطالعت فيه بحقد قالت : لا مو مكسور بنوديه لدار المعاقين يمكن يحتاجونه ..
وقف وهو مكشر قال : ليه بترمين بنتي بالدار ماتقدرين تقومين عليها .. ولا عيال خالد اهم من بنتي المسكينه .. بتتخلين عنها ياعزيزة عشانها معاقه ..
: بنتك ..؟ الحين بنتك ياصالح بعد مارميتها وقتلتها ..؟
: اييييش عيدي عيدي اللي قلتيه .. فين ندى ..؟
طالع يمين ويسار قال : لايكون سويتي لبنتي شي عشان تنتقمين مني لأني دخلت ولدك السجن .
: انت اللي قتلت ندى لمن دفيتها وطاحت على راسها .. بس ترى حق بنتي مارااح اسكت عليه .. وراح اطلب تشريح للجثه وادعي عليك عند الشرطه .
اخذ شماغه وهو يسب ويلعن ويتوعد ويهدد وطلع مع الباب …
تنفست ام نايف بعمق وراحت لبنتها تطمنها انها بدت تخوف صالح وتهدده وتشغله عنهم لأول مرة ..!!

***

في السيارة وهم راجعين لبيوتهم ..
سارة وهي مستعجله ومحرجة من نورة اللي بقت معاها : حبيبي اكلمك بعد شوي لسه ماوصلت .
قفلت سارة جوالها بعد ماردت على خالد حبيب الطفولة والعمر كله .. بالرغم انها مكلمته قبل الفجر الا انها تشتاق له ..
قالت نورة وهي تحاول تمد رجولها اللي شبه مقيده ومورمة من الحمل في جيمس ابو سعد : هذا خطيبك ياسارة .. ؟
: ايوه .
: الله يسعدكم ماشاء الله باين انه يحبك .
تكلمت سارة بأريحيه لأن الجمس ماباقي فيه الا هي ونورة قالت : انا بصراحة اموت عليه وخالد حب الطفولة والعمر كله ان شاء الله .. وهو امممم اعتقد يحبني ..؟
: اعتقد ..؟ وليه مو متأكده ..؟
: ههههههه خلودي مايحب يبين مشاعره .
: هههههههههههه يعني المهم يعرف انك تحبينه من صغرك ..؟
جمعت سارة اغراضها وحطتها بحضنها قالت : هالاكتشاف صار بعد الملكه ..
: ماشاء الله عسى الله يهنيكم انا والله ماعرفت زوجي الا من بعد الملكة ..
: اهم شي ربي يوفقكم وتتفاهمون .
: الحمد لله زوجي مافيه منه الله يخليه لي .
وصلوا بيت ابو مشاري ونزلت سارة قالت : يالله نورة مع السلامه اشوفك بكرة ان شاء الله .
: على خير ان شاء الله .. مع السلامه .
راحت سارة بسرعه دخلت البيت وقلبها يلهف على خالد ومكالمته ..
نزل مشاري اخوها مع الدرج ووقفت تسلم عليه قالت : فينك لنا يومين ماشفناك ..؟
: رحت للطايف عندي شغل .
صرت عيونها قالت : يعني عند رهوومه حبيبة القلب ..
: لا مارحت لخالتي ولا مريت عليهم .. بعدين تسأليني فيني ماقالت لك امي ..؟
: لا ماقالت لي اصلاً ماسألتها ..
: ولا اتصلتي وسألتي ..
: ممممم سوري كنت مشغولة ..
: ادري انك مشغولة ومو فاضية لأحد .. مو انا دقيت ثلاث مرات عليك وحصلته انتظار وحضرتك مافكرتي تردين ..
فتحت طرحتها وفكت الشباصة من شعرها وانسدل على ظهرها بأريحيه قالت : اكيد اني كنت اكلم خالد .
: الله ياخذ هالخالد ماادري اش عاجبك فيه ومخليك تتمسكين فيه للحين .
: مشاري لو سمحت ..!
: انتي تدرين اني مااطيقه .
: طالما انك ماتطيقه ليه ماتكلمت من البداية قبل لانملك ..!
: لأني توهقت فيه .. حسبته رجال ويستاهل اختي .. بس ماعرفته زين الا بعد الملكة .
: وليه ان شاء الله شو سامع عنه ..؟
: المشكلة اني مو سمعت .. اشر على عيونه وكمل : انا شفت بهذولي ياسارة وياليتني ماشفت .. ولا ياليتني شفت قبل ماتملكون .
اعطت الشغاله اغراضها تطلعها لغرفتها وتكتفت قالت : وايش اللي شفته على خالد يااستاذ مشاري ..؟
ناظر بعيونها برجاء قال : عندك استعداد تسمعين .. واذا قلت لك اللي شفته بتصدقيني ياسارة ..؟
صدت عنه ..
ماتبي تسمع عن خالد شي ..
ولاتبغى تصدق فيه شي ..
قالت ببرود : لا ماعندي ولاني مستعده اسمع في خالد شي ..! مشاري انا اعرف خالد اكثر منك .. واعرفك اذا حقدت على احد نسيت هند ولا اذكرك فيها .
رفع يده بيصفعها بس ردها وهو ضاغط على اسنانه …
تعوذ من الشيطان الرجيم .. واستهدى بالله ووخر عن طريقها متجه للباب ..
طلع مع الباب وهو يتذكر هند ..
هند صدمة عمره ..
الصفعه اللي تلقاها منها صحته وافاقته من الجري ورى مشاعره ..
تنفس بعمق وهو يقفل البوابه وراه ويمشي لسيارته ..
ذكراها تطلع شياطين الانس والجن قدامه ..
فضل انه ينسحب ويبعد عن البيت حتى مايتسبب بأي اضرار للي حوله ..!
رن جوالها وطالعت الشاشة .. وتهلل وجهها ..
فتحت باب غرفتها وعبايتها عليها وطرحتها على كتفها ..
رمت اغراضها على سريرها ونزلت عبايتها وهي تسولف معاه
: كنت اكلم مشاري ..
: وش يقول لك ..؟
: كنت اسأله فينه له يومين ماشفته قال انه كان بالطايف ..!
: هو متى يتزوج ويفكك من شره ..؟
: هههههههههه مين مشاري ..؟
: ايه اجل مين ..
: من قال لك ان مشاري مضايقني .
: يعني كلامه عني مايضايقك ؟
فتحت عيونها بقوة قالت : اش عرفك عن كلامه عنك .
: شي طبيعي ان كلامه عني مايعجبك لأنه يكرهني .
: ياربي اموت واعرف اش بينك وبين مشاري اخوي .. واش اللي غير حالكم وانتم زمان اصحاب ..
: مافيه شي يبقى على حاله .
: انت عارف انه الحين معارض على زواجنا ..
: قلعته لايوافق المهم انتي توافقين .
فسخت صندلها ( الله يكرمكم ) قالت : خالد الا مشاري ترى ماارضى عليه .
: فكينا منه وقولي لي كيف دوامك اليوم .
: يعني ….زيّ كل يوم تعب وشمس وحر وقلق ناديه …
راحت سارة تسرد له حكايات يومها بدقة متناهية ..
كانت تقول له ادق تفاصيل حياتها ..
يومياتها واحداثها ..
لأنها تعتبر نفسها ملكه وله لوحده ومن حقه هو ..
ولابد تطلعه عليها وعلى حياتها بحق وحقيقه .!
اياً كانت التفاصيل .. مهمه ولا العكس المهم ان خالد يعرفها لأن هذا من باب الاخلاص في نظرها ..!

***

اسبوع ثاني مر على وفاة ندى ورجعت شادن لمدرستها ..
كانت واقفه مع سارة بوسط الساحه المشمسة
قالت : ماعاد فيني ياسارة انا خايفه منه ..
ردت سارة وهي رافعه الكتاب بينها وبين اشعة الشمس : طيب والحل ..؟
: مافيه حل الا اني استأجر مع البنات هنا واوافق على كلام ناديه .
: لا لا ياشادن الله يخليك .. انتي ماتدرين نادية ترجع تداوم ولا لا .. بعدين صدقيني هذي مغامرة ويبغى لها تفكير وان سكنتي مع نادية هنا بتتجنن من العيشة هنا وبتجننك معاها ..
: ماشفتيه البارحه .. تمنيت الموت وانا بالوضع هذا .. لاسند ولا اهل ولا محامي عني ..
خلاص ياسارة ماعاد في بيتنا امان .. اتغرب واعيش مع بنات وبوسط قرية بعيده وعند ناس مانعرف منهم احد احسن من اني اعيش قرب صالح وشره ..!!
: فكري كويس ياشادن .. بتعيشين في قرية نائية مافيها من الخدمات شي ؟.. لاتلفون ولا مويه زي الخلق .. حتى الكهرباء ماتشتغل الا فترات في اليوم . . شادن الله يخليك دوري غير هالحل ..
: مانفعتني الخدمات في جده .. من اول ماادخل بيتنا لحد مااخرج واجي للمدرسة وانا في خوف ورعب..
هزت راسها بيأس ولوت فمها قالت : صدقيني ياسارة مافيه حلول . ابتسمت لصاحبتها اللي مو متخيله انها تقدر تعيش بدون ماتكلمها ولا تجي معاها ولا تروح لبيتها كل مااشتاقت لها .. وكملت : بعدين ياسارونة لاتنسين اني احب هالناس كلامهم يذكرني بكلام ابوي الله يرحمه .. ولمن كان يكلمني عن عاداتهم نفس عادات اهل السبيل .. !

سارة اللي شايله هم فكرتها وقرارها الصعب والجديد قالت بدون ماتعلق على آخر كلامها : طيب خالك وينه عنكم … قولوا له على تصرفات صالح معاك .
: هه حبيبتي خالي يعبد الريال عباده .. وصالح يطلبه مية الف ريال مو الفين ولا ثلاثه .. تبغينه يروح يقول له ليه تسوي وليه ماتسوي ..؟
لا ياقلبي لو شفتي خالي كيف يرفع صالح عند النجووم وكيف يحترمه ويقدره عشان هذاك يحس انه زي الناس له احترام ووجود ومايطالب خالي بفلوسه . وازيدك من الشعر بيت لمن قالت له امي ان صالح بيأذيني وانه يدور الفرص حتى يعتدي علي رفع صوته عليها قال لاعاد اسمع هالكلام تفضحونا بالناس .. وان سمعته لاتلومون الا انفسكم ..
: خلاص ياشادن اتصلي على الشرطه وبلغيهم .. مافيه احسن من هالحل .
حطت شادن اصابعها على عيونها اللي تعبتها الشمس قالت : صعب ياسارة .. هذي سمعة وشرف وانا خايفه ان صالح ينتقم مني اذا بلغت عنه ويوسخ سمعتي مااستبعد شي عليه .. خليني اسكن هنا وانفد بنفسي لحد مايطلع نايف ويرجع لنا ويرَّجع لنا معه الامان زي اول . .
جاتهم فاطمه تمشي قالت : بنات ليه واقفين بالشمس ادخلوا شوفوا اذانــيكـم كيف حمرا .
قالت سارة وهي تتحسس اذنها الحارة من اشعة الشمس القوية في ساحة المدرسة : يالله داخلين .. احرقتنا الشمس واحنا ورانا زواج .
ابتسمت شادن قالت : يالله ماباقي شي وتتزوجين .
: ان شاء الله انا وانتي بنفس الشهر .
: ههههههههههههه ضحكتيني .. من هذا اللي بيخطبني ويتزوجني بهالسرعه .
: ماتدرين كل شي مقدر ومكتوب ويمكن نصيبك يجيك اليوم وبكرة تتزوجين .
: الله كريم .
قالت فاطمه وهي تمشي قدامهم : ترى نادية بكرة بترجع ولولا اني حاولت فيها ورحت لها في بيتها واقنعتها كان فصلت .
ردت شادن : لاااا مو معقوله .
قالت سارة : والله انا متوقعه ان نادية تبطل من التدريس من زمان .. خاصة بعد سالفة العقرب ياربي ياهذاك اليوم حتى واحنا بالسيارة كل ماغفت فزت مفزوعه وتصرخ الله يعين زوجها المسكين تلاقينه للحين ماينام ..!
قالت فاطمه بلهجة ناصحة : سارة لاتتشمتين .
: مااتشمت يافاطمه والله اني آسفة لحالها .. بجد احسها مسكينه الله يعافيها ويساعدها ..
ردت شادن : الله يستر كيف بسكن هنا اذا فيه عقارب وثعابين و اوووووه شوفوا شوفوا …
التفتوا البنات على المكان اللي اشرت عليه شادن وهي ميته ضحك .. عنزة صغيرة تجري بوسط ساحة المدرسة وهي حاسة نفسها دخلت بالمكان الخطأ ..
تايهه وحايرة وتدور المنفذ اللي يرجعها لبر الامان .. وكل زاوية تروح لها تشوف عندها باب ولا مخرج ولا فتحه تخرجها من السور اللي مليان بشر ..
سوء حظها حطها في مدرسة وبكل زاوية مجموعة من الناس ..
شافوا اميرة مطلعه بنات فصلها ويضحكون على المنظر بالرغم ان البنات متعودات على الغنم وكل طالبه عند اهلها غنم ..!
الا انا المنظر مضحك ..
عنز في المدرسة وتجري باستخافاف وخوف ..
شافوا الخاله جات تمشي بالعصا وطردتها لحد ماخرجتها مع باب المدرسة ..
دخلوا البنات لغرفة المدرسات ميتين ضحك وكأن المنظر ولا في الخيال رغم انه عادي جداً .. بس غرابته على بنات المدينة واللي بعضهم ماقد شافوا عنز او غنم على الطبيعه الا في قرية السبيل ..

***

: يبه قلت لك سمعته مو كويسه وبس ..
: الحين يامشاري بعد ماملك على البنت جيت تقول لايمكن سارة تتزوجه .
: يايبه انت تدري اني من زمان ماني موافق بس اللي عرفته عنه قبل كم يوم خلاني ارفضه ومستحيل اخليه ياخذ اختي .
: قول لي اش سمعت ..؟
: مااقدر يبه .. الكلام ماينقال ..
: يعني غزلنجي .. يعرف بنات .. ولا مدمن ولا يسرق ولا ايش بالضبط فهمني ياولدي .
: يايبه الموضوع اكبر من هذا كله .. خالد .. استغفر الله العظيم .. المهم يبه ترى ماراح ياخذ سارة ..
رد ابوه بحكمه : خلاص صار زوج اختك.. وهي متعلقه فيه وانت تدري انها تكلمه بالساعات .
: هذا اللي كاسر ظهري يايبه وابيك تساعدني . قول لها لاعاد تكلمه لأنه ماراح ياخذها .
جلس ابو مشاري على الكنبه وهو تعبان قال : يامشاري ياولدي انا للحين ماادري عيب الرجال ايش بالضبط . بعدين خلاص طاحت الفاس بالراس وسارة صارت زوجته رسمي ..
: ااخخخخخ يايبه لوتدري باللي في قلبي .. النوم ماعدت اذوقه زي الناس هم سارة وزواجها ..
دخلت ام مشاري لابسه عبايتها وشنطتها في يدها قالت : مشاري يالله قوم ودنا لبريمان يالله .
التفت مشاري قال : يوووه كيف نسيت ام نايف الله يخزيك ياشيطان .. يالله يالله امشي يمه انا جاي وراك .
تكلم ابو مشاري : بتوديها تزور ولدها .
: اكيد يبه مسكينه مالها غيرنا .. حتى بنتها سمعت انها بتسكن في قرية السبيل عشان تفتك من شر صالح الله حسبي عليه .
: صالح هذا محد قدر يوقفه عند حده .. والله لولا اني ماابغى اتدخل فيهم وانا محد اشتكى لي لااروح اكسر راسه .
: الله يعينهم عليه هذا ابتلاء على قولة سارة .
طالع بساعته ووقف قال : يالله يبه بروح للحرمه اوديها تزور ولدها قبل ماتفوتها الزيارة .
طلع مشاري مع امه لام نايف اللي تنتظر اليوم هذا من اسابيع ..

***

هناك في المكان اللي مايتمناه لا عاقل ولا مجنون ..
الكآبة ماليه الدنيا عليهم ..
القيد قهر ..
والسجن عذاب ..
جالس يفكر بأخته وامه ..
من يوم ماجا وهو مايقدر ينام من الهم والتفكير فيهم ..
المدة طالت وهو بعيد عنهم وصالح مانوى يتنازل ..
وهذي فيها سجن سنه وهو مايقدر يعيش على هالوضع اكثر ..
ماهمه سجنه وبعده عن العالم والحرية كثر ماهمه انه بعيد عن امه واخته اللي تحت بطش صالح وطيشه وفساده ورذيلته ..
قلبه يحرقه وصالح حر ويمشي ويبطش باهله وهو مقيد بأسوار السجن .. ناداه مازن اللي تعرف عليه في السجن وشاف فيه الانسان الصالح بمعنى الكلمه ودخل السجن ظلم وبهتان .
: نايف وين رحت يااخوي .
: بهالدنيا يامازن
: لاتفكر وتتعب نفسك احمد ربك كلها ان طالت المدة سنه .. مو زي اللي مضى من عمره ثلاث سنين ظلم وباقي له ثلاث ..
: ادع ربك يامازن ان الله يظهر الحق ويفرجها عليك انت انظلمت والظالم يتمشى ويعيث في الأرض فساد وانت مسجون بتهمة مالك فيها ذنب . يمكن هذا امتحان من ربي .. ادع ربي وانا اخوك ترى المظلوم دعوته قريبه .
: مفوض امري لربي هو المنتقم الجبار .. هو الحق اللي مايضيع عنده الحق ياخوي .. واذا على صاحبي مصير رجله بتطيحه في شر اعماله لأن خطوته مو نظيفه ودربها فساد في فساد .. وربك ان امهل مايهمل .
: الله يظهر الحق وينول كل مجرم جزاه .
: اللهم آمين . تعال تعال خلنا نروح لابو سلمان شايب وجالس لحاله ماعنده احد وشكله زعلان لأن محد زاره اليوم .
: هالرجال شفت ابوي فيه رغم انه قتل ومحكوم عليه بمؤبد بس دفاعه عن شرفه ونفسه كفيل انه يكبره في عيوننا ومانعده مجرم .
قام نايف ومعاه مازن راحوا عند ابو سلمان اللي محكوم عليه بالمؤبد لأنه قتل رجال اعتدى على بنته الصغيره وقتله وللحين مابلغ ولده السن القانوني حتى يشوفون رأيه يسامح ولا يأمر بتنفيذ القصاص فيه .
: مساك الله بالخير ياابو سلمان ..
قالها نايف وجلس على طول بجنبه .
: هلا مساكم الله بالنور .
قال مازن وهو يجلس على طرف ابوسلمان الثاني : اش فيه مزاجك اليوم .. كأنك مو على بعضك . محد زارك ولا ايش ؟
: لا محد زارني وقلبي مشغول على بنتي الصغيرة .. الاسبوع اللي راح يقولون عندها حمى والدكاترة يعتقدون انها ضنك ..
دخل الشرطي قال : نايف بن خالد قوم لك زيارة .
وقف نايف وهو معتقد وجازم ان اللي زاره ابراهيم صاحبه كالعاده ..
وطلع وهو يتسحب .. وآخر شي توقعه وظنه انه يشوف امه قدامه ..

***

متمدد على الكنبة في بمكتبه ويقرا في كتاب عن السياسة والاقتصاد ..
عماد وقته كله مشغول ..
لايمكن يعطي نفسه لحظات للراحه او ينعم بالفراغ زي بقية الناس ..
يمكن لأنه يهرب من التفكير ..
ويمكن لأنه اعتاد على الانشغال .
قام عدل جسمه على الوضع اللي يريحه وحط تحت ظهره تكاية صغيره وقلب على صفحة ثانية ..
دقت عليه الشغاله الباب ووصلها صوته ..
: ايييييييه من ..؟
ردت الشغاله باتزان : مستر ماما كبيرة تبغاك .
قفل الكتاب بعد ماحدد الصفحة اللي وقف عندها وطلع لجدته اللي جالسة بصالتها ..
جلس عندها وحط يده على فخذها قال : ها يالغالية آمريني ..!
: مايامر عليك عدو وانا جدتك .. ابيك بسالفة .
ابتسم عماد وبانت اسنانه المصفوفة بدقة قال : عسى مهب نفس السالفه ..؟
عدلت ام ناصر جلستها وتعمدت اللهجه الجاده والحاده قالت : اليوم علمتني ام فهد مرة خالك ناصر تقول شافت وضحى بنت عبدالهادي عز الله وانا امك انها نعم النسب .. البنت مزيونه وامها ونعم السمعه وو …. تهدج صوت ام ناصر وكملت والدمعه بطرف عينها : ياوليدي دي اشوف عيالك .. لاتحرمني ….
قاطعها وهو يضحك ويحاول يغير مودها ويقلب الموضوع كالعاده لهزل : ههههههههههههههههه الله يخليتس لي بس .. وش تبين بالازعاج والغثا .. مايكفون عيال فوزية اذا جونا قلبوا بيتنا كن فيه جن مو اوادم .
ناظرت فيه يائسة ..
تدري انها ماراح توصل لنتيجه ..
قالت : لاتحدني على شين مايرضيك ياعماد .. تراني ابي اخطب لك واخليك توافق غصب عليك .. طاوعني ياوليدي واخذ لك مرة تسنعك وتراعيك وتجيب لك عيال قبل عمرك يروح ..
: الحين ورى ماتخطبينها لاحمد تراه طول ماجاه عيال وحرمته مهيب مريحته ودوم يشتكي منها ..
: احمد خله يجيني ثم يصير خير ..
: اوووه ذكرتيني فيه والله .. امس وانا في جده كلمني يقول هات امي لمنطقة فيها شبكه وده يكلمتس .
وبلهفه على ضناها اللي يعمل في السفارة السعودية بعمان قالت : ياوليدي وشلونه ..؟
: ماعليه طيب مستانس في عمان وماعاد يبي يرجع شكله بياخذ الجنسية .
: الله لايقوله .. يخلي جنسيته .. وش زينها السعودية …
: حتى عمان وش زينها .
: ماقلت شي بس وراه يخلي جنسيته وياخذ جنسية غيره ..
قدر عماد انه ي?

عن smsmssmsm

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …