قصص الأطفال وأساليب جديدة



وأنا أتجول في أحد المواقع الأدبية وجدت هذه المقالة للكاتبة فاطمة محمد إذ تقول :
فى إحدى مواقع الأطفال الإسلامية قرأت قصة بالإنجليزية ( والقصة على ما أعتقد مترجمة من لغة أخرى)، وكانت القصة تتحدث عن أميرة جميلة لكنها مختلفة عن كل أميرات الحكايات التى ترتدى الثياب الغالية والمجوهرات الجميلة وتعيش سعيدة فى قصر كبير
فأميرة هذه الحكاية هى أصغر أفراد عائلتها وهى جميلة ومحبوبة ولكن ذلك لم يجعلها مدللة أو غير مهذبة.
كانت الأميرة معجبة كثيرا بأبيها وتوقن أنه رجل عظيم له مهمة يؤديها وقد كانت تشبهه كثيرا شكلا وخلقا.
وقد مرت على عائلة الأميرة أوقات صعبة كانت الجميع يتعاون فيها ويساعد الآخر وكذلك كانت تفعل الأميرة.
وفى أحد الأيام حبس أعداء والدها الأميرة وعائلتها فى وادى بلا طعام حتى أكلوا من ورق الشجر وكانت أياما صعبة حتى خرجت الأسرة من هذا المحبس بعد سنوات قليلة، ولكن أمها التى عاشت أياما صعبة فى ذلك المحبس توفيت بعد أيام قليلة فحزنت لأجلها الأميرة وزاد بعدها إيذاء الأعداء لوالدها حتى قرر أن يترك بلده ويرحل إلى بلد آخر.
ثم تحكى القصة زواج الأميرة من شاب شجاع يحبه والدها كثيرا ولم يكن غنيا أو يمتلك قصرا وإنما يعمل كثيرا كى يحضر المال لأسرته وكانت الأميرة تساعده وتحضر الماء من العين وتطحن الدقيق لصنع الخبز وغير ذلك من الأعمال الشاقة حتى تعبت يداها وطلبت من والدها خادما فأخبرها أنها إن ذكرت الله سيساعدها الله، وقد رزق الله الأميرة بطفلين جميلين فكانت ترعاهما وترعى بيتا بكل نشاط.
وقبل أن تنتهى القصة تذكر لنا موقفا جميلة فعلته الأميرة وزوجها وذلك حينما صاما ثلاثة أيام متتالية دون أن يتناولا طعام الإفطار لأن خلال تلك الأيام طرق بابها محتاجين يسألون الطعام فكانت تعطيهم ما كانت تجهزه من فطيرة لإفطارها وأسرتها.
وفى النهاية تخبر القصة الأطفال الذين يقرأونها أن هذه الأميرة المختلفة هى السيدة فاطمة ابنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنها ليست أميرة خاصة فى الدنيا فقط وإنما فى الآخرة أيضا لأن رسولنا أخبرنا بذلك وأنها ستجد الجواهر والقصور والطعام الجميل فى الجنة وأنها ستعيش سعادة دائمة هناك.

انتهت القصة لكن الكلام لم ينته، فهنا لابد لنا من وقفة، إنها وقفة إعجاب بهذا الإبداع فى فن القصة للأطفال..
لقد جاء عرض سيرة السيدة الطاهرة فاطمة رضى الله عنها بطريقة مشوقة وجذابة للأطفال خاصة للبنات و فى المرحلة العمرية التى يتعلقون فيها بالشخصيات المختلفة والمثيرة بل مجرد التعلق بشخصية أو بطل هى سمة تلك المرحلة فهم متعلقون مثلا ( بالعروسة باربى، وينى الدبدوب ، القطة كيتى) وغيرها من الشخصيات التى تجذبهم وتثير اهتمامهم.
من أجل ذلك ولأننا نريد لأبنائنا أن يكونوا أكثر ارتباطا بتاريخنا وديننا وشخصياتنا العظيمة فلابد أن نبحث فيما لدينا من أدوات وأفكار لنعرض عليهم قدواتنا فى صورة محببة شيقة تدخل إلى قلوبهم وعقولهم ويهيمون بها حبا وتعلقا..
ولا يجب أن نقف عند تلك الفكرة وحدها وإنما يجب أن يكون لدينا الرغبة فى الابتكار والتجديد فأطفال الأمة يستحقون بذل غاية الجهد من أجلهم كما يستحق ذلك الجهد تاريخ الأمة وحضارتها التى لا تضاهيها حضارة من الحضارات الأخرى فى قيمها وأخلاقها ورقى تعاليمها…
وهنا يجب أن نذكر بما هو معروف لدى كتاب قصص الأطفال من أن الكتابة للطفل فى مرحلة عمرية معينة تتطلب معرفة خصائص تلك المرحلة وسماتها حتى يسهل وضع الفكرة فى قالب يقبله الطفل ويسعد به فتنغرس الفكرة فى كيانه وشعوره وتنطبع فى قلبه وعقله، لذا مع المنافسة الشديدة من أبطال الكارتون المترجم (كالدبدوب وينى والعروسة باربى و…) للصغار(و سبيدر مان و هارى بوتر و….) للكبار صار لزاما علينا أن ندخل حلبة السباق وقد أعددنا أدواتنا بحرفية وإتقان كى نكون على قدر المنافسة أو على الأقل نعدل كفة الميزان كمرحلة وخطوة أولى نحو التميز، وقد يظن البعض أن الشخصيات الخيالية قد تكون أكثر إثارة ومتعة من الشخصيات التاريخية الحقيقية التى نحث على عرضها للأطفال، وهنا نقول أنه لا غنى عن هذه وتلك.. ففى مدارس الغرب أيضا هناك حرص على تعريف الأطفال منذ سن رياض الأطفال بشخصيات الأعلام لديهم كمارتن لوثر كنج وإبراهام لنكولن وغيرهم بطريقة توحى لهم بعظم قدرهم وأهمية دورهم..
أما بالنسبة لقصص عظمائنا وقدواتنا فلسنا بحاجة لذلك من باب متابعة الآخر (وإن جاز لنا أن نأخذ من فنونهم ما يصلح لنا) وإنما الهدف والغاية هو ربط أطفال الأمة وجيلها القادم بتاريخهم وحضارتهم الأصيلة فى زمن بات افتقاد القدوة والمثل مأسأة يعانى منها الكبار والصغار على السواء.

ملطوش


عن zoehanji048

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …