قصتي مع المرض (صبرا جميلا والله المستعان)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف أكتب لكم في هذا المنتدى قصتي مع الألم الذي سبب لي الأوجاع في حياتي وكدت بسببه ألجأ إلى الانتحار.. لكن منعني من ذلك الأمـــــل برحمة الله وثقتي به سبحانه وتعالى…

بسمـ اللَــه الرحمــــ الرحيـــم ــن

أما بعد..
حكايتي بدأت عندما وصلت الـ18 من عمري, كنت فتاة نشيطه ومرحه, كنت أحب اللعب كالأطفال على رغم كبري على ذلك , فكانت توجد في داخلي طفله تحب المرح. ففي يوم من الأيام وبينما كنت ألعب مع أخوتي الصغار وكنا نركض ونقفز بساحة المنزل فإذا بي أسقط على الأرض فحاولت النهوض لكني لم أستطع وكأن جسمي لم يكن ملك لي!!!
استنجدت بإخوتي لكنهم ضنوا إنني ألعب معهم, لم أفعل شي للحظات حتى جاءت أختي الكبيرة وحملتني وفي عينيها نظرات استعجاب! , كذلك أنا فلقد استعجبت من نفسي كيف لا أستطيع القيام وأنا كنت أركض وأقفز قبل وقوعي بثواني فقط؟؟؟
مرت الأيام وأصبحت أشعر بأعراض غريبة فكنت يوم بعد يوم أشعر بالكسل و أصبح نومي كثيرا لا يطاق حتى أن أمي كانت يقضني أحيانا ولا أشعر بها وهي تقول لي إنني كنت أرد عليها لكني لا أذكر شي من ذلك كما أن نومي كان لأيام متواصلة!!!

مع مرور سنه أحسست أني بدأت أضعف أي لا أقوى الحركة فكنت أتعب كثيرا عندما أمشي خطوات قصيرة وأحيانا أسقط وأنا أمشي؟؟ ولا أستطيع النهوض بعدها وعندما آكل

لا أستطيع أن أبلع حتى إني أصبحت أعتمد على السوائل في أغلب الأحيان, فلقد اعتقدت أن ذلك بسبب تقويم الأسنان وكذلك كلامي أصبح غريبا فكنت أتكلم دون أن أحرك لساني لأنه ثقيل!!!
اشتكيت لأهلي ولكن دون جدوى فلقد اعتقدوا إني أبالغ لا أكثر لأن تلك الأعراض لم تكن متواصلة بل كانت تأتي أحيانا!
دخلت الجامعة..وكما تعلمون أن الجامعة تحتاج أن أمشي فيها لمسافات بعيده فكنت أنتقل من مبنى لمبنى و كانت الأعراض تزيد ففي أحد الأيام وبينما أنا في الجامعة كنت ذاهبة لأتحدث مع أحد أستاذاتي وكان مكتبها في الطابق العلوي الدور الثالث, لكن للأسف وأنا في طريقي إليها سقطت على الأرض ولم أستطع النهوض. ولكم أن تتخيلوا نظرات البنات وأنا على الأرض وكذلك الأستاذات , كانوا ينظرون إلي بتعجب واستخفاف حتى نهضت وكأن شيء لم يكن فأعراض هذا المرض ليست مستمرة لكنها في تقدم مستمر…
بعد محاولات عده مع الأهل وبعد أن رؤوا أن هذي الحالات تزداد مع الوقت, ذهبوا بي إلى المستشفى, شرحت للدكتور فطلب مني أن يأخذ تحاليل ولم يعلمني ما بي حتى تأتي نتائج التحليل وطلب مني أن أزوره بعد شهر , فعدت بعد شهر وطلب مني تحاليل أخرى حتى ترسل إلى الخارج؟؟!!
عندها أحسست أني سأهلك أو أنني مريضة بمرض خطير!!!
سألته لما؟, فأجاب : “سوف نأخذ التحاليل أولا ثم نرسلها وعندما تظهر النتيجة سوف تعلمين”.
فصرف لي دواء وقال إنه سيرى إن نفع معي هذا الدواء فإنه حينها سوف يعرف المرض…
أصبحت أتناول الدواء وكنت أشعر بالتحسن والنشاط في البداية وعندما ذهبت لموعدي مع الدكتور فإذا بالفاجعة!!!


سألني الدكتور عن الأعراض مره أخرى ليتأكد, وبعدها قال: أنتي صغيره وشابه وكذلك تخافين الله , فأسأل الله لكي العافية, تصبري!!!

أصبحت حينها أتعرق وتسرع نبضات قلبي وكنت حينها أنتظر ملك الموت يأخذ روحي قبل أن أعرف ما أصابني!!
فقال: نحن أخذنا التحاليل و أرسنا أخرى للخارج حتى نتأكد فقط ويمكنك أن تتأكدي من أي مستشفى آخر فأنا على ثقة من أنه سيقال لكي نفس الكلام…

بدأت أشعر بأن أجلي قد حان وتذكرت قول (إنا لله وإنا إليه لراجعون) وبدأت أردده بيني وبين نفسي حتى أني أدركت ما تحمل هذه الآية من معنى فلم أتمعن بمعناها يوم حتى هذه اللحظة…

فأكمل الدكتور حديثه و أصبح يكلمني عن مرضى السرطان ومرضى غيرهم من الحالات الصعبة وقال: لكي أن تحمدي ربك على أن مصيبتك أهون من ذلك كله, فأنتي مصابه بمرض “الوهن العضلي” وهو مرض لا يرجى برئه ويصاب به في المملكة فقط 3% ولا يعرف علاجه حتى الآن ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعدك هو العلاج الذي صرفته لكي وسوف تستمرين عليه طول عمرك على عكس المرضى الآخرون الذين ينتظرون موتهم في أي لحظه, ولكن احتمال أن العلاج بعد أعوام لن يفيدك لأن بعض الحالات تستجيب فقط لفترة معينه ثم يصبح العلاج لا فائدة منه وهذا المرض يجعلك كالمعاق الذي لا يستطيع تحريك جسمه ولكن لحسن حظك انكي في بداية المرض و إنشاء الله انكي سوف تستجيبين للعلاج…

حينها أصبحت أنظر لأخي وهو ينظر إلي ونحن صامتان ,فكانت عيون أخي تحمل الدموع ولكنه لم يسمح بأن يسقطها أمامي حتى لا أنفعل مع الموقف, وكان جسمي ثقيلا جدا حتى أنني لم استطع القيام!!!

فسأله أخي : هل تستطيع أن تعمل عمليه فيزال هذا المرض؟ أو أن نسافر بها إلى الخارج فيجدون لها العلاج هناك؟؟؟..

أنا كنت في هذه اللحظة في لحظة صمت ولم أتحرك من مكاني فكأنني صنم حينها وكانت دموعي تنزل حتى أن “نقابي” أصبح رطبا يلتصق على وجهي…

وقال الدكتور أنه لا يوجد علاج لهذا المرض حتى في الخارج لكن العملية ممكنه لأن المرض سببه غده كانت تعمل كمناعة للجسم في صغري ولكنها من المفترض أن تتوقف عن العمل في الكبر لكنها لم تفعل معي فلقد أصبحت هي المرض بحد ذاته حيث أنها تفرز مواد على الأعصاب لتصيبها بالكسل فنستطيع أن نستأصلها . وهذه العملية قد أجراها لأحد المرضى وشفي منها الحمد لله لكنه نصحنا بأن لا نجريها لأن احتمال نجاحها ضئيل جدا وقد تترك أثرا آخر كأن لا أستجيب للدواء إن لم تنجح, وطلب منا أن نفحص مره أخرى في مستشفى آخر لكي نتأكد فربما نجد علاج أفضل…

عندما ذهبت للمنزل لم يسألني أحد عن ما جرى لي لأنهم كما يعتقدون بأنني “أتدلع عليهم” , وفي اليوم التالي كنت أنتظر من أمي أن تسألني عما جرى أو تفتح الموضوع لكنها لم تفعل ,فقررت أن أفتحه أنا معها…

قلت لأمي وأنا أضحك: “ماما إذا أصابني مكروه ماذا ستفعلين؟؟” فأجابتني: “لا تتفاولين على نفسك” عندها ضحكت بصوت عالي وكان في داخلي حرررقة وكنت أحبس الدموع وأستبدلها بالضحكات وأجبتها : لكنك يا أمي ما سألتني وش قالي الدكتور؟”, نظرتني باندهاش وقالت: ” وش قال؟؟؟”, فأخبرتها وكانت الدموع تنزل من عيني لا إراديا والبسمة لم تفارق وجناتي حتى أخفف على نفسي من حدة الألم الذي أحبسه في صدري وأطمئن أمي بأنني لازلت بخير…

لم تتغير معاملة أهلي لي سواء والدي و أخي الذين كانوا دائما يسألون عني إذا ما أحسست بشيء أو إذا ساءت حالتي , فقرر والدي بأن أذهب للفحص في مستشفى آخر وذهبت فعلا فكان أخي هو الوحيد الذي وقف معي في محنتي هذه…

ذهبت لمستشفى آخر معروف و أطباءه معروفين, ولقد طلب مني الدكتور تحاليل أخرى وكذالك أجرى لي فحوصات عده كما فعل لي الدكتور الأول في المستشفى الآخر…
بعدما أتيت للموعد , أصبح الدكتور يشرح لي حالتي كما فعل الدكتور السابق وكلهم قالوا لي نفس الكلام !!!

إلا أن هذا الدكتور فقد اقترح علي أن أجري العملية وقال لي أنه لن يصيبني الأذى بإذن الله إلا لنسبه قليله فنسبة النجاح أصبحت جيده…

بعد أن استشرت أهلي أشاروا علي أن أجريها فليس لدي حل آخر وكنت على أمل أن الله سوف يساعدني ويشفيني بإذن منه ورحمه…

قال لي الدكتور أن هناك نوعين للعملية , إما أن يجريها “بالمنظار” وهو أن يفتح فتحتين صغار في أعلى البطن تحت الصدر ويدخل فيهما منظار ويسحب الغدة أو أن تكون عملية فتح كامل للصدر بحيث يفتح حتى القفص الصدري ويستأصل الغدة بكاملها ويزيل كل الشحوم التي حولها لكي لا يبقى لها أثر!!!

فاخترت أن تكون بالمنظار, وحدد معي الدكتور موعد للعملية و أصبحت أنتظر ذلك الموعد وكأنه موعد حتفي لأني أخشى العمليات كثيرااا…

مرت الأيام وكلما جاء موعد دخولي للمستشفى يتأجل الموعد لعدم وجود سرير بالمستشفى, ولكني كنت أردد (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) وأصبحت أتمعن في هذه الآية وما تحمل من معاني عظيمه!!!

في أحد الأيام وبينما كنت جالسه مع أختي الكبيرة التي أتت للزيارة وكانت تسألني عن أحوالي , رن جوالي وإذا بأخي الأكبر يطلب مني أن أجهز أغراضي لأنه قد دبر لي “واسطة” ووجد لي سرير فاضي في المستشفى, لأن حالتي حينها لم تستحمل التأجيل فكنت أتغيب عن الجامعة لأنني لا أستطيع المشي والحركة مع رغم مداومتي على العلاج…

دخلت المستشفى و كانت أمي مرافقتي وكذالك أخي لأنه يعلم كل تفاصيل المرض ويعرف ما ذا قالوا لي الدكاترة وكذلك يستطيع أن يتحدث معهم بالإنجليزية جيدا حيث أن أحد أطبائي الذين سيجرون العملية كان “هندي” ولا يتكلم العربية , ولكن أخي كان يتردد علي فكان يأتي في الصباح باكرا ويذهب في آخر المساء حتى يتحدث مع الدكاترة ويتفاهم معهم…

في أول يوم في المستشفى… أخذوا مني تحاليل أخرى, وفي اليوم التالي في الصباح جاءوا الدكاترة (كانوا فرقة ,دكتور أعصاب ومساعدته, ودكتور جراح ومساعديه, ودكتور للرئتين وغيرهم)…

قالوا لي أنه لا بد أن تكون العملية عملية “فتح صدر” لا ” منظار” حتى تكون النتيجة مضمونه وأنه لا بد أن أجريها اليوم و أغلب الظن أنها ستكون غدا…

وقعت أنا على دخولي للعملية وكانت عملية فتح للصدر , فجاءت الممرضة بعد ساعات و أخبرتنا بأن العملية سوف تكون غدا في الظهيرة!!!

لم أنم ذلك اليوم وكنت أفكر كيف ستكون العملية وماذا سيحل بي إن لم تنجح و..و…و… حتى أتى موعد العملية!!!

طبت مني الممرضة أن أستحم بصابونه خاصة للتطهير قبل العملية ثم أتوا اثنان من الممرضين وكانوا رجال ضخمين وأخذوني إلى غرفة العمليات فطلبت من أخي أن يرافقني فلا أريد أن أموت ولا يكون بجانبي, فهو الوحيد الذي وقف معي في محنتي و كان يمسح لي دموعي عندما ابكي…

بعد أن خرجت من غرفة العمليات, وضعوني في غرفة العناية المركزة وكانت غرفة خاصة جدا أي للحالات الصعبة جدا, وأتوا عائلتي يزوروني في تلك الغرفة وكانت الزيارة لساعة واحده فقط…

في اليوم التالي وأنا بالعناية قالت لي أحد الممرضات أن أخي موجود لكنه في الخارج لأنه لا يستطيع الدخول وقالت لي انه كان يبكي فبكيت قليلا ولأول مره لأني لم أكن أسمح للحزن أن يغمرني في تلك الحالة فكنت أريد أن أصبر حتى أكسب الأجر وربما يكون شفائي بسبب صبري؟؟؟

بعد أن خرجت من العنايةانتقلت إلى غرفتي مره أخرى و جلست فيها حوالي يومين أو ثلاثة آخرين, وكان الأهل والأصحاب يزوروني في كل يوم , وكنت سعيدة جدا لأنهم بجانبي…

أخذت إجازة من المستشفى للجامعة وكنت طبعا قد أخبرت أستاذاتي بأني من المحتمل أن أدخل للمستشفى في أي يوم و أعطيت كل واحده من أستاذاتي صوره من ورقة الدخول…

بعد أيام قليله من خروجي من المستشفى أصبحت أشعر بالنشاط و كأنني أريد أن أطير , فاستبشرت خيرا بذلك الإحساس, ولكني كنت لا أزال آخذ العلاج و علاجات أخرى معه , فكنت أتناول 5 علب من العلاج (حبه من كل علبه) كل يوم…

ذهبت لمراجعتي وأخبرني الدكتور بأنه يجب أن أقلل من العلاج كل شهر حتى نرى إذا أستطيع الاستغناء عنه أم لا, وأن الشفاء لن يظهر إلا بعد سنه من إجراء العملية وأن هذا النشاط إن شاء الله أن يكون خيرا…

حمدت ربي على العافية, فأنا الآن أفضل بكثير من قبل فالآن أنا نشيطه وأستطيع أن أمشي لخطوات بعيده ولله الحمد والشكر..

قررت بما أني تحسنت أن أقطع إجازتي وأبدأ بالدوام, وكما تعلمون كنت أسأل عن ما يجري في الجامعة من اختبارات ودروس في كل يوم تخبرني صديقتي و صديقاتي أخريات…

في أول يومداومت فيه كان عندي اختبار فدخلت القاعة ومعي عذري وكان مختوما من لجنة الأعذار, وبينما أنا جالسه أنتظر توزيع الأوراق فإذا بأستاذتي تقول لي باستحقار و بصوت عالي: “أنتي طالبه عندي أنا؟؟”, فأجبتها بنعم وأن لدي أعذار و قد أخبرتها سابقا بأني سوف أجري عمليه , فقالت لي بأنها لن تقبل عذري لأني تغيبت قرابة الشهرين وأنا لم أتغيب حتى شهر واحد فكانت 3 أسابيع فقط التي تغيبت فيها , كل ذالك كان أمام الطالبات وقبل توزيع الأوراق, فوزعت الأوراق و طلبت أن نتحدث لاحقا !!!

وقتها أنا لم أستطع التركيز في الاختبار فكنت في قمة الإحراج وكنت أريد أن أصرخ بصوت عالي وأبكي لكني تماسكت, فأجبت على الورقة وسلمتها وأنا لا أعلم ما كانت الأسألة وما كتبت كان كل همي يتركز على الكلام الذي قالته قبل الاختبار…

فتحدثت معها في القاعة وأمام الطالبات ولكن هذه المرة بصوت خافض فلقد خفضت صوتها حتى لا تزعج الطالبات اللاتي يختبرن وكانت مصره على أنها لن تقبل العذر وأنه قد فات الأوان ونصحتني بأن أعتذر من هذا الترم بالكامل , ولكن لم يبقى على انتهائه إلا اقل من الشهر!!!

فطلبت منها أن تختبرني ما فات لأن لدي عذر !! لكنها رفضت وقالت أن هذا ظلم للطالبات الأخريات فهي لا تقبل أي عذر سوى عذر الوفاة!!!

نصحتني بأن أعتذر عن المادة و قالت اذهبي واسألي الأستاذات الأخريات فسوف يقولون لكي نفس الكلام!!!

ذهبت وسألت كل أستاذاتي و أعطيتهم العذر فكلهم قالوا نستطيع أن نختبرك عن ما فاتك مادام لديك عذر, إلا واحده أخرى فقالت لي بوجهي:” لا أعدك بأنك سوف تنجحين!”

فقررت أن أعتذر عن الترم واستشرت صديقاتي وكانوا هم في حيره أيضا طلبوا مني أستشير أهلي, وعندما استشرت أهلي وأخبرتهم غضب والدي كثيرا وقال أنه سيشتكي تلك الأستاذة التي صرخت بوجهي فهو يستطيع أن يفصلها لأن مركزه يسمح بذلك و أصدقائه مسؤؤلين في هذه الجامعة ولكني طلبت منه أن لا يفعل لأني لا أريد أن أضرها ووعدت والدي بأني سوف أجتهد وأبذل جهدي والله سوف يحاسبها إن ظلمتني…

ولكني في الحقيقة كنت حائرة ولم أملك سوى البكاء فكنت كلما أرجع من الجامعة أبكي لأني لا أدري هل سأبقى أم سأعتذر عن هذا الترم؟؟؟

فاستشرت أخي الأكبر فهو بسبب انشغاله لم يكن يعلم عما جرى لي, وحينما أخبرته نصحني بأن أبذل جهدي وطاقتي كلها حتى أنجح وقال لي :”إعتبري هذا تحدي فتحدي أستاذاتك وانتصري عليهم”, بصراحة أستطيع أن أقول أنه الوحيد الذي أقنعني بل شجعني وكان كل يوم يساعدني ويشرح لي دروسي برغم خبرته..

كانت حالتي النفسية جدا سيئة وقتها وكنت أبكي في كل يوم حتى أني لا أستطيع أن أضحك دون أن تنزل دمعه من عيني وأستبدل الضحكة بالبكاء…

وكانت صحتي تتدهور وكنت أضعف في كل يوم, لكن عندما ذهبت للمراجعة أخبرني الطبيب بأن هذا طبيعي ومن المحتمل أن أتحسن لكن بعد سنه من إجراء العملية, فطمأنني ذلك…

كانت جدتي تدعي لي في كل يوم بأن الله يوفقني و كانت تتصل في كل يوم لتسأل عني ونصحتني بأن أقرأ على نفسي كل يوم من القرآن , فكنت أسعد كثيرا عندما تخبرني أمي بأنها تدعي لي وعلى الرغم من تعبها هي ومرضها الذي دام لسنوات وكان يزداد عليها في كل عام فكانت تنصحني بالصبر والسلوان!!!

بعد جهد وتعب ومرض وهم ونكد أصابني خلال عام واحد فقط, وكنت قد غيرت من حالي للأفضل فأصبحت أقرأ القرآن كلما زاد همي وغمي, و أسجد لله شكرا للصحة التي لا تزال سيئة لكنها أفضل من قبل وادعوا ربي بأن يوفقني ويشفيني أنا والمسلمين أجمعين كلما انتهيت من صلاتي…

وفي ختام هذه السنةبدأت أشعر بالتحسن وصحتي تتطور للأفضل الحمد لله , و المفاجأة الكبرى كانت أنني نجحت في هذا الترم وانتصرت على أستاذاتي الظالمات وهذا كان بفضل الله أولا ورحمته ثم بفضل دعاء جدتي (رحمها الله وأسكنها فسيح جناته) التي لم يمض على وفاتها شهر واحد فقط ,وكذلك دعوات أهلي ومساعدة أخي الأكبر( الله يحفظه)…

وهكذا كانت حياتي, لكنها الآن أصبحت أفضل بكثير ونفسيتي أصبحت أفضل من السابق على الرغم من حزني الآن على وفاة جدتي ولكني تعلمت من الحياة أن الفرح يلحق الحزن والحزن يلحق الفرح فهذه سنة الحياة وكما قال تعالى (إن مع العسر يسرى),فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس…

هذا فيديو لفيلم ياباني اسمه (لتر واحد من الدموع) لفتاة كان مرضها تقريبا نفس مرضي ونفس الأعراض بالضبط ولكن الفرق أنه مرضها لا يوجد له حل أبدا ,وكانت أيضا تتحلى بالصبر على الرغم من عدم وجود العلاج لها…

http://www.************/watch?v=4NGHsSn2kNk&feature=related

ملاحظة:
المسلسل عباره عن أجزاء وهو غير مرتب يمكنكم ترتيبه حسب الحلقات من نفس الموقع

عن ittihad1944

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …