خواطر شهرزاد–تاج الحزن–


بعض الاحزان لا نتوقع ان نسطرها يوما..لكننا احيانا نفعل

(1)

أخبريني يا سيدتي

ماذا هذا المساء شديد الظلمة

شديد الكآبة

شديد الحزن

شديد الرعب

ثقيل كجبل

بطيء كسلحفاة

بارد كميّت؟

(2)

ولماذا يا سيدتي

حكايتي يتيمة تتجول في خاطري كالغرباء

والورد يئن في الشرفات كالمطعون

و السيّاف نكّس سيفه وأجهش في البكاء؟

أخبريني يا سيدتي

أين ذهب الأمان

ما الذي حدث في المدينة هذا المساء؟

(3)

وأخبريني

أين أرسم علامات استفهامي

والكل في حالة ذهول

الكل في حالة صمت وسكون

لكنه سكون وليد الصدمة يشبه صمت الموت

تماما؟

أيكون الموت؟

من؟

أخشى أن أطلق رصاصة السؤال

فتقتلني رصاصة الإجابة!

(4)

إذن هو الموت

هو الموت يا سيدتي ثانية

وثالثة…ورابعة..وليست أخيرة

هو الموت يا سيدتي

أحفظ ملامحه جيدا

وأعرف مرارته

كتبت عنه الكثير وكتبني

ورثيت الكثير من الراحلين

أحياءهم وأمواتهم

(5)

لكن الموت هذه المرة

ليست قصيدة حزينة تنزفها في أذني

ولا حكاية مرعبة اسردها عليك

ولا نبأ يصلني فأستقبله بالدموع

الموت هذه المرة يا سيدتي يختلف

فالموت هذه المرة هو …أنتي

(6)

فتصوري ..حين يكون الموت هو..أنتي

تصوري..حين يكون النبأ الحزين هو..أنتي

تصوري..حين يكون ذلك النائم بلا روح هو..أنتي

فأي الحروف تسعفني عندها؟

وأي الكلمات تغيثني؟

وأي بقعة من الأرض تستوعب حزني؟

وأي فضاء يحتمل صرختي!؟

(7)

أواه يا سيدتي

بأي عنوان أعنون هذا الإحساس؟

وبماذا أُلقب هذا الجرح؟

وهذا الحزن الذي ما توقعت أن اكتبه يوما

وهذا هو الحدث العظيم الذي ما تمنيت

أن أسجله بتاريخ عمري يوما

لكنه حدث

ووجدتني أسجل فوق جدار قلبي بانكسار

وبيد مرتعشة

في مثل هذا اليوم رحل شخص

كان يمثل العالم..لهذا القلب

(8)

رحلتي إذن

رحلتي كأجمل ما يكون الرحيل

كنتي رائعة في كل شيء

مختلفة في كل شيء

صادقة في كل شيء

حتى في الموت

اخترتي أروع أنواع الموت

فمثلك لا تودعه الحياة إلاّ رافعة رأسها بفخر

ومثلك لا تودع الحياة

إلاّ لحياة أجمل وأبقى

(9)

هل تذكينر؟

حين سردت عليك حكاية حزني ذات مساء

وملأت كفيكي بالدموع

وعدتني أن تحفري ينابيع الفرح

في أراضي عمري

وان تمنحيني السعادة بلا حدود

وان تدربيني على الضحك الذي نسيته

مند سنين

وأن..وأن..وأن

وان لا يخرجك من عالمي سوى الموت

وصدقتي الوعد يا سيدتي

فلم يأخذك ولم يبعدك..إلاّ الموت

(10)

هل تعلمين؟

بنفس خائفة وقلب مرعوب

أحاول التكيّف مع فكرة غيابك

وأحاول أن أدرب لساني على ربط اسمك

بالموت

وأحاول آن اقنع قلبي

أن الطرقات فوق بابي لن تكون طرقاتك

وان رنين الهاتف لن يكون رنينك

وان الرسائل في بريدي لن تكون رسائلك

وان ذلك الطيف في الظلام لن يكون أنت

ترى؟

أن كان حنيني إلى الأحياء يقتلني

فماذا عسا يفعل بي حنيني

إلى الأموات؟

(11)

سيدتي

انتهت الحكاية

فنامي بسلام..على قلبك السلام

انتهت الحكاية سيدتي

والخوف كان فيها بطلا

والموت كان فيها الختام


وبعد أن أرعبناالمساء
عفوا أيهاالموت
ماذا تركتلي؟

مما راق لي ولامس حزني,,اتمنى ا، يروق لكم,,
دمتم بود,,

عن darkmoon07

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …