أصيب وهو في آخر أيامه الكروية ..وعاد بعد أن طمس اليأس من قاموسه الكروي حسين عبدالغني ..نموذج يحتذى في التحمل والعقلية الاحترافية
تصوير: فايز الغامدي
ربما يستغرب الشارع الرياضي حول رجوع لاعب بعد إصابته، وأجرائه لعملية جراحية وقد تجاوز عمر الـ33عاماً .
ولكن مع حسين عبدالغني قائد فريق النصر ( لا مستحيل) .
النجم حسين عبدالغني الذي عاد من بوابة فريقه السابق الأهلي، ولعب آخر ربع ساعة من اللقاء، وشارك في جميع دقائق مباراة الدريبي أمام الهلال وأدى فيها أداءً طيبا إلى حد ما، وهو أمر متوقع لأنه بعيد عن أجواء المباريات، ولكن من شاهد حسين في مباراة فريقه أمام الحزم الأخيرة، يدرك حجم العمل الذي قام به ليعود كما كان، فقدم مستوى كبيرا، وساهم في صنع هدفين من الأهداف الـ5 .

ومن لا يعرف قصة حسين في تجهيز نفسه، والاحترافية التي كان عليها، لا يستغرب أن يظهر بهذا المستوى، بل إنه سيتطور مع قوة المباريات .
الموسم الماضي، وبالتحديد بعد مباراة النصر أمام الهلال في كأس ولي العهد(والتي انتهت هلالية)، تعرض حسين عبدالغني إلى إصابة في المباراة، وتم تشخيصها بأنها قطع في الرباط الصليبي، ليخيم الحزن على محيا الجماهير النصراوية .
وتبدأ معها رحلة العودة، ليقوم بتشخيص طبي لدى الدكتور خالد نعمان، وتبدأ رحلة العلاج ويغادر إلى العاصمة البريطانية لندن، ويقوم بالاستعداد لإجراء عملية جراحية لدى الدكتور لافال، وتقرر إجراء العملية يوم الثلاثاء 21 / 3 / 2010 و تنجح العملية بتوفيق من الله .
ليعود بعدها اللاعب إلى جدة، و يرتاح لأيام، ويبدأ برنامج التقوية والعودة الجادة التي بدأت بمغادرته لقطر ، وقام بالعلاج الطبيعي لمدة شهر و نصف في مركز سيبتار، وساعده الكثير من المقربين لنادي الريان القطري، لأنه خاض تجربة قصيرة مع النادي القطري لفترة سابقة، بعدها عاد إلى جدة لإكمال برنامجه العلاجي، وأثناء مغادرة الفريق النصراوي إلى معسكره الإعدادي لهذا الموسم في إيطاليا، غادر حسين عبدالغني مع عائلته إلى تونس ولم تكن رحلة سياحية أو للاستجمام، بل لمواصلة العودة القوية، والتجهيز من كافة النواحي، ويقوم حسين بالتعاقد مع مدرب خاص يقيم معه ويقوم بتدريبه يوميا وإعطائه برنامجا يساعد على تقوية العضلات ورفع المعدل اللياقي لمدة شهر، وبعدها يعود للرياض تزامنا مع عودة الفريق من معسكره الإعدادي ويتم تجهيزه الأخير بالنادي في العيادة الطبية، وكان حريصا بشكل كبير على التواجد المبكر في النادي، وتطبيق البرنامج المعد له، وفي خلال مدة التجهيز لم تسجل للاعب أي حالة غياب سوى واحدة كانت بسب حالة وفاة لمدة يوم واحد .
وقبل الدخول إلى أرضية الميدان، غادر حسين إلى لندن مرة أخرى للكشف عن موضع الإصابة لدى الدكتور لافال، لإعطائه الضوء الأخضر للعودة لمزاولة الكرة .
ليعود للنادي ويبدأ مشوار التدريبات اللياقية منفردا لمدة 10 أيام، بعدها انخرط في التدريبات الجماعية، وتواجد للمرة الأولى على مقاعد البدلاء في مباراة النصر والتعاون، وتجبر الظروف فريق النصر ليعود للمشاركة مرة أخرى مع فريقه من أمام فريقه السابق ، ويعود كما كان وما تتمناه الجماهير الصفراء، وهذا العمل الكبير الذي قام به حسين دلالة على الاحترافية الكبيرة التي يتمتع بها هذا اللاعب، والفكر الذي يحمله، فهو يعي أن هذا عمله، ويدرك قائد النصر بأنه يجب عليه بذل جهد أكبر كي يعود لمستواه المعروف، فطبق مفهوم الاحتراف بحذافيره، بل زاد واجتهد في كثير من الأحيان ليجهز نفسه التجهيز السليم والكفيل بالعودة القوية .

