السابع عشر من رمضان…..هاليوم وش يعني لك…وش تعرفين عنه…… –

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الغاليات ….اليوم هو السابع عشر من رمضان…ومثل هذا اليوم في السنة الثانية للهجرة يوم الجمعه..السابع عشر من رمضان…كانت غزوة بدر الكبرى…لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم…..ضد كفار قريش….
فحبيت أيتها الغاليات نتذكر هذا اليوم العظيم مع بعض ونقلب صفحات الماضي الجميل ….وننأنس بها….نسأل الله عزوجل أن ينصر الاسلام والمسلمين ….ويرزقنا بيوم نصر مثل يوم بدر…إنه وحده القادر على ذلك…

أهمية معركة بدر..
في رمضان السنة الثانية من الهجرة..كانت غزوة بدر الكبرى..وهي المعركة الحاسمة التي تقرر مصير الامة الاسلامية ..ومصير الدعوة الاسلامية وعليها يتوقف مصيرالانسانية المعنوي….فكل ماحدث من فتوح وانتصارت ..وكل ماقام من دول وحكومات مدين للفتح المبين بميدان بدرولذلك سمى الله عزوجل هذه المعركة..بيوم الفرقان…فقال تعالى:{إن كنتم آمنتم بالله ومأنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان}…
وكان من خبر هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا في عير{قافلة تجارة} عظيمة من الشام…فيها أموالهم وتجارتهم..وقد كانت قريش تبذل كل ماتملك في محاربة الاسلام وإضعاف شأن المسلمين…وكانت كتائبهم تصل إلى حدود المدينة وإلى مراعيها….
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام على رأس هذه العير..وكان من أشد الناس.عداوة للاسلام,فحث الرسول صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها..ولم يستعدوا كثيرا لان الامر أمر عير لانفير…
وبلغ أبو سفيان الخبر فأرسل الى مكة مستصرخا لقريش ليمنعوه ….فبلغ الامر مكة…فجد جدهم ونهضوا ولم يبقى منهم أحد ولا من أشرافهم…وحشدوا حولهم القبائل..ولم يتخلف أحدوجاءوا على حمية وغضب وحنق…

ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج قريش استشار أصحابه, وكان يعني الانصار لانهم بايعوه على الحماية والنصرة….وكان للانصار موقف جميل هنا….
لما عزم رسول الله على الخروج من المدينة…أراد أن يعلم ماعندهم,فتكلم المهاجرون ,فأحسنوا,ثم استشارهم ثانيا فتكلموا أيضا فاحسنوا, وهذكا ثالثة فأحسنوا..ففهمت الانصار أنه يعنيهم فبادر سعد بن معاذ,فقال:يارسول الله كأنك تعرض بنا..لعلك تخشى أن تكون الانصار ترى حقا عليها الاتنصرك الافي ديارهم, إني أقول عن الانصاروأجيب عنهم …فاظعن {امض} حيث شئت ,وصل حبل من شئت,واقطع حبل من شئت, وخذ من أموالنا ماشئت, وأعطنا ماشئت,وماأخذت منا كان أحب الينا مماتركت, وماأمرت فيه من أمر,فأمرنا تبع لأمرك,فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان,{قصربصنعاء باليمن..كان منزل الملوك..}لنسيرن معك, فوالله لئن استعرضت بنا هذا البحرخضناه معك…
وقال له المقداد:لانقول لك كما قال قوم موسى لموسى {اذهب وقاتل أنت وقومك انا ههنا قاعدون} ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك…فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أشرق وجهه وسر بما سمع من أصحابه..وقال سيروا وأبشروا….
ولما توجه المسلمون الى بدر خرج غلام اسمه عمير بن أبي وقاص وهو في السادسة عشرة من عمره..وكان يخاف الايقبله النبي صلى الله عليه وسلم فكان يجتهد ألايراه أحد وكان يتوارى وسأله أخوه الاكبر سعد بن أبي وقاص عن ذلك فقال :أخاف أن يردني رسول الله وأنا أحب الخروج..لعا الله يرزقني الشهادة..فأراد رسول الله أن يرده لانه لم يبلغ مبالغ الرجال…فبكى عمير ورق قلبه صلى الله عليه وسلم…فأجازه..وقتل شهيدا في الغزوة…
وخرج رسول الله مسرعا في 313 رجلا لم يكن معهم من الخيل الااثنتان…وسبعون بعيرا…يعتقب الرجلان على البعير الواحد….لافرق بين جندي وقائد…ودفع اللواء الى مصعب بن عمير…وراية المهاجرين الى علي بن أبي طالب…وراية الانصار الى سعد بن معاذ…وكان أبو سفيان قد سلك طريق ساحل البحروقد كتب لقريش…أن ارجعوا قد نجا عيركم وهموا بالرجوع…فأبى أبو جهل الا القتال…وكانت قريش بين1000وزيادة منهم صناديد قريش وسادتها …..فقال رسول الله صلى الله عليه وسام …هذه مكة قد ألقت اليكم أفلاذ أكبادها…..
ومضت قريش حتى نزلوا بجانب الوادي ونزل المسلمون بجانب بعدوة الوادي….بعيدا عن الماء في أرض سبخة لاتثبت عليها الاقدام فأصبحوا عطشى..وبعضهم أحدث وبعضهم جنب..ووجد ابليس عونا عليهم فوسوس لهم وألقى الشك والريب بهم…ولكن الله عزوجل أبطل كيده ومن عليهم بمطر أرسله من السماء فشربوا واغتسلوا وتوضأوا وتطهروا..وملأو الاسقية ..ولبدت الارض من تحتهم فسهل المسير عليهم…على حين كان نقمة على المشركين فقد وحلت الارض حتى لم يعودوا قادرين على الارتحال فيها …وصدق سبحانه وتعالى. حيث يقول…{إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام}…
.فجاء الحباب بن المنذر وقال: يارسول أهذا المنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولانتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة….فقال بل بل هو الرأي والحرب والمكيدة….فأشار عليه بأرض تصلح للحرب وأشار بأدنى ماء ببدر وننزل ونغور ماوراءه من الابار ..ثم نقاتل القوم فنشرب ولايشربون.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم…لقد أشرت بالرأي …ونهض ومن معه من الناس فأتى أدنى ماء من القوم فنزل عليه…….
وأيضا اشار عليه سعد بن معاذفقد قال ..{ يانبي الله ألا نبي لك عريشا تكون فيه ونعد عند ركائبك ثم نلقى عدونا…فإن أعزنا الله على عدونا كان ذلك ماأحببناه ..وان كانت الاخرى..جلست على ركائبك فلحقتبمن وراءنا…فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم..ودعا له بالخير ثم بني العريش على تل مشرف على ميدان القتال..فكان يه ومعه أبو بكر…رضي الله عنه…
وفي الصباح صف النبي جنوده…صفا لاخلل فيه……وارتحلت قريش فلما رائهم الرسول صلى الله عليه وسلم…قال ..{اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك..اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة}…أي أهلكهم…وأمتهم…
وابتدأت الحرب بالمبارزة…فخرج عتبة بن ربيعة..بين أخيه شيبة وابنه الوليد وطلبوا المبارزة…فخرج اليهم ثلاثة رجال من الانصار فقالوا من أنتم…قالوا رهط من الانصار..فقالوا ارجعوا فأخرجواإلينا أكفاء من أبناء عمنا…فقام اليهم عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب…وقد بارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد فقتلاهما…وأما عبيدة وعتبة فقد اختلفا بضربتين كلاهما أصاب الاخر…فكر حمزة وعلي فأجهزا على عتبة وحملا عبيدة الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأفرشه قدمه…فوضع خده عليه ثم مات…..
وقد تزاحم الناس ودنا بعضهم من بعض…وانحدرت جموع المشركين على المسلمين وهم ثابتون في مكانهم عملا بوصيته صلى الله عليه وسلم……..وهنا عاد الرسول صلى الله عليه وسلم الى العريش..ومعه أبو بكر وسعد بن معاذ مشهرا سلاحه على الباب..وكان الرسول أشدمايكون اشفاقا على المسلمين وهم قليل…وأخوف على مصير هذا اليوم الذي له مابعده….فاتجه صلى الله عليه وسلم بقلبه بإخلاص وصدق مناشدا اياه ماوعده قائلا ..{.اللهم أنجز لي ماوعدتني اللهم ان تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام فلا تعبد في الارض أبدا…}ومازال يدعو حتى سقط رداؤه فأخذه ابو بكر فرده على منكبيه ثم قال{:يارسول الله كفاك مناشدتك ربك…فإنه سينجز لك ماوعدك}..
وأخذت النبي سنة..{نعس} وهو في العريش…ثم انتبه فقال ابشر ياأبوبكر..فقد أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع…وصدق سبحانه وتعالى حين قال..{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}….وقد حصل الامداد على مرات …أولا بألف..ثم بثلاثة الاف…ثم بخمسة الاف من الملائكة…فعن ابن عباس ..قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من قريش أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه..وصوت فارس يقول…اقدم حيزوم …اسم فرس الملك….فنظر الى المشرك أمامه فخر مستلقيا فاذاهو قد خطم أنفه وشق وجهه..كضربة سوط….فجاء الانصاري الى رسول الله واخبره ذلك …فقال ..{صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة..}
ثم خرج صلى الله عليه وسلم الى صفوف المسلمين يحرضهم على القتال..ويعدهم بالخلود في جنات النعيم بمثل قوله…{والذي نفس محمد بيده لايقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر الاأدخله الله الجنة..ومن قتل قتيلا فله سلبه…} وقوله …{قوموا الى جنة عرضها السموات والارض…}…فسمع ذلك عمير بن الحمام الانصاري فقال يارسول الله جنة عرضها السماوات والارض..فقال ..نعم …فقال بخ بخ …فقال رسول الله مايحملك على قول بخ بخ …قال..لا والله يارسول الله الارجاء أن أكون من أهلها..قال فإنك من أهلها….وكان معه تمرات في يده يأكل منهن فقال لئن أنا حييت حتى آكل تمرتي هذه إنها لحياة طويلة…فرمى بها ثم قاتل حتى قتل شهيدا…رضي الله عنه…
وقد شارك صلى الله عليه وسلم في القتال…قال علي بن أبي طالب…{لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله وهو أقربنا من العدو…وكان من أشد الناس يومئذ بأسأ…}
وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم حصى بيده واستقبل قريش وقال…شاهت الوجوه…ثم رماها وقال لأصحابه شدوا فشدوا…واشتد القتال…وحمي الوطيس…وتوالت الامدادات الالهيه بجند الله الملائكة…تثبت قلوب المؤمنين وتزف لهم البشرى بالنصر…وكان شعارهم …{أحد …أحد}…وماهي الاساعة حتى انجلت المعركة عن نصر حاسم للمسلمين…وهزيمة منكرة للمشركين..فقتل سبعون من صناديدهم….وأسر سبعون …ومن أفلت من القتل أو الأسر سارع بالهرب..وقال النجاء النجاء…ولم تزد خسارة المسلمين يومئذ عن أربعة عشر شهيدا منهم ستة من المهاجرين وثمانة من الانصار…ولاعجب فقد كانت يده صلى الله عليه وسلم فوق أيديهم..وقوته معهم…وكأنما كانت الحصى التي رمى بها سهاما صائبة ونارا محرقة…قال تعالى { ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى}…..
لقد قتل في بدر من صناديد قريش وأشرافهم مايربو على سبعون منهم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة..وأبو جهل…وقد قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ ..ابن عفراء ..فتيان من الانصار…ثم أدركه ابن مسعود…وبه رمق فوضع رجله فوق عنقه …فقال أبو جهل ..لقد ارتقيت مرتقى صعب يارويعي الغنم..فاجتز رأسه وجاء به يسحبه الى رسول الله..صلى الله عليه وسلم….
ولما تم النصر…أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرين للمدينة زيد بن حارثة..وعبد الله بن رواحة…وطافوا بالمدينة مهللين ومكبرين…وقد جاءت هذه البشرى والمسلمون منصرفون من دفن السيدة رقية بنت رسول الله عيه الصلاة والسلام…وكان قد تركها مريضة وعندها زوجها عثمان بن عفان…

هذا والصلاة والسلام على خاتم النبيين والرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا……والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته……

عن AhmedAli00

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!