(*)(_.·´¯`·«¤° ه, وقفات مع ترجمان القلوب وأفـــاته …. °¤»·´¯`·._)(*)


نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة ..


صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه ..


وبه يستبان الكفر والإيمان …


فهو رحب الميدان .. واسع المجال ..


هو ترجمان القلوب والأفكار ..


آلة البيان وطريق الخطاب ..

له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل ..

فمن استعمله للحكمة والقول النافع ..

وقضاء الحوائج .. وقيده بلجام الشرع ..

فقد اقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه ..

وهو بالنجاة جدير..

ومن أطلقه وأهمله .. سلك به الشيطان كل طريق ..

غاليتي :

إنه اللسان وما أدراك ما اللسان !!

لا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم … بل أن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج ..

روى الأمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول : اتق الله فينا فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا “

تأمّلي ياغاليه ..


في هذا الحديث العظيم … في “الصحيحين ” من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :” إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم ”

ومن هنا جاء التأكيد العظيم على حفظ اللسان..” ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد”

ولعظم هذا الآمر فقد ضرب السلف أروع الأمثلة في حفظهم لألسنتهم : فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول:” هذا أوردني الموارد “


وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لااله إلا هو : ماعلى الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان ..

أيها الحبيبه .. الكلام أسيرك .. فإذا خرج من فيك أصبحت أنتي أسيرت له

.. وإذا أردت أن تستدلي على مافي قلبك فاستدلي عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على مافي القلب شاء صاحبه أم آبى..

قال يحي بن معاذ : ” القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه ” …

أنّ اللسان سلاح ذو حدين ..


فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر ..


ومركب من مراكب البلوغ والنجاح ..

ورأب صدع الفلك الماخر..

وهو عند غيره عقرب خبيثة ..

ودود علق يلاصق لحم من ينال ..

ولهذا فهذه وقفات يسيرات مع أهم واشد آفات اللسان فأليك إياها مختصرة …

ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ..

الآفة الأولى : الشرك بالله تعالى :

يقول الحافظ ابن رجب : ” فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب


عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم ”

الآفة الثانية : القول على الله بغير علم :

إن القول على الله تعالى بغير علم هو من اعظم الذنوب .. بل هو أعظم من الشرك كما قرر ذلك ابن القيم رحمه الله .. وما ذاك إلاّ لأنه هو السبب حتى في الشرك فان السبب فيه هو القول على الله بغير علم ..

إن المفتي موقع من رب العالمين ومخبر عما يعتقد انه حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في مسألة معينة أو نازلة أو موضوع ..

ومن هذا المنطلق يقول الإمام ابن القيم :” إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو من أعلى المراتب السنيات فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات ؟!

ومن صور القول على الله بغير علم :

1) التسرع بالإفتاء بغير علم .


2) الاعتراض على النصوص بالعقل .


3) ذكر الحديث دون معرفة صحته أو ضعفه .

4) تسفيه أراء أئمة الإسلام .

5) الكلام بالدين على حسب الهوى والظن

الآفة الثالثة الغيبة :

نعم إنها الغيبة يا غالية

إنها ذكر العيب بظهر الغيب ذكرك أخاك بما يكره سواء أكان فيه ما تقول أم لم يكن هكذا بينها رسولها محمد صلى الله عليه وسلم

يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله:” ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه …”


عجبا لمن ينتسب لأهل الحق والإيمان كيف يركب مركب الغيبة وقد علم أن المبتلى لها ذو قلب متقلب وفؤاد مظلم . .

ياعزيزتي …

ويشتد القبح والجرم .. ويتعاظم الذنب والذم .. حينما تصدر الغيبة ممن ينتسبون إلى العلم والصلاح ويتزينون بسيما أهل الزهد والورع فيجمعون في غيبتهم بين تزكية أنفسهم وذم غيرهم ..

وقد يزيد البعض خبثه فيقدم المدح لمن يغتابه حتى يظهر تنصله من الغيبة فيقول : كان مجتهدا في العبادة والعلم والنزاهة والأمانة ولكنه فتر وابتلي بما ابتلينا به كلنا ومن ذلك أن يقول: ساء ني ما وقع لصديقنا من كذا وكذا فنسأل الله أن يثبته وهو كاذب في ذلك

..ولهذا يقول ابن القيم وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!!..

الآفة الرابعة الكذب :

في خبر البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما قال عليه الصلاة والسلام :” أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة”..

من لطخ لسانه برجس الكذب وخبيث الكلم ..


لابد أن تبدو سريرته .. وينكشف أمره ..


فلا يلقى من الناس إلا الازدراء والمنقصة ..

أما أهل الحق والإيمان فيهديهم ربهم إلى الطيب من القول

.. ويهديهم إلى صراط الحميد ..

.. ياغاليه ..

إنّ الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا “هكذا اخبر نبيك صلى الله عليه وسلم

النكت :

لقد انتشر بين الناس اليوم نوع من أنواع الكذب وهو ما يسمى ” بالنكت” حيث يقوم بعض الناس باصطناع حكايات لا أصل لها عن جنسيات أو انساب أو بلاد لأقوام .. وما ذاك ألا من اجل إضحاك الناس ..

وهذا أمر محرم جمع بين الغيبة لهؤلاء والكذب ..

وقد ورد الوعيد الشديد عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:” ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له ”

ما يباح من الكذب :

عن الزهري قال : ” ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها

مازال للوقفات بقيه تابعونا في الرد التالي


عن rana1212

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …