10 وقفات للنساء في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاةوالسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين.. أمابعد:
فهذه كلمات وجيزة، ونداءات غالية، نهديها إلى المرأة المسلمة والفتاةالمؤمنة، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها منأخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرتهفي هذا الشهر العظيم.
الوقفة الأولى: رمضان نعمة يجب أن تُشكر:
أختاه! إن شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، فهوشهر تتنزل فيه الرحمات، وتُغفر فيه الذنوب والسيئات، وتضاعف فيه الأجور والدرجات،ويعتق الله فيه عباده من النيران؛ قال النبي : (( إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة،وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلْسلت الشياطين)) (متفق عليه).
وقال : (( من صامرمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباًغُفر له ما تقدم من ذنبه)) (متفق عليه).
وقال تعالى في الحديث القدسي : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)) (متفق عليه).
وقال : (( إن لله في كل يوم و ليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعوبها، فيُستجاب له)) (رواه أحمد بسند صحيح). وفيه ليلة القدر؛ قال تعالى : ) لَيْـلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ( (القدر:3)
فيا أختي المسلمة،هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم، وهي تبين عظم نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك علىغيرك وهيأك لصيامه وقيامه، فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر، وهم الآن بينأطباق الثرى مجندلين في قبورهم. فاشكري الله –أختي المسلمة- على هذه النعمة، ولاتقابليها بالمعاصي والسيئات فتزول وتنمحي، ولقد أحسن القائل:
إذا كنت فينعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحطـها بطـاعة رب العـباد فرب العبادسـريع النـقـم
الوقفة الثانية: كيف تستقبلين رمضان؟!
1/ بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه: ) وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاًأَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( (النور: 31)
2/ بالتخلصمن جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرج واختلاط وغيرذلك.
3/ بعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمالالصالحة، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد.
4/ بكثرة الذكر والدعاءوالاستغفار وتلاوة القرآن.
5/ بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها،وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع.
6/ بالمحافظة على النوافل بعد إتيانالفرائض.
الوقفة الثالثة: تعلمي أحكام الصيام:
يجبعلى المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام، فرائضه وسننه وآدابه، حتى يصح صومها ويكونمقبولاً عند الله تعالى. وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة:
1- يجبالصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة (غير مسافرة) قادرة (غير مريضة) سالمة منالموانع كالحيض والنفاس.
2- إذا بلغت الفتاة أثناء النهار لزمها الإمساك بقيةاليوم؛ لأنها صارت من أهل الوجوب، ولا يلزمها قضاء ما فات من الشهر؛ لأنها لم تكنمن أهل الوجوب.
3- تُشترط النية في صوم الفرض (بالقلب دون التلفظ بها)، وكذا كلصوم واجب، كالقضاء والكفارة لحديث : (( لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل)) (رواه أحمد) فإذا نويت الصيام في أي جزء من أجزاء الليل ولو قبل الفجر بلحظة صحالصيام.
مفسدات الصوم سبعة:
أ- الجماع.
ب- إنزال المني (منالرجل أو المرأة) بمباشرة أو ضم أو تقبيل.
جـ- الأكل والشرب.
د- ماكان بمعنى الأكل والشرب كالإبر المغذية.
هـ- إخراج الدم بالحجامةوالفصد.
و- التقيؤ عمداً.
ز- خروج دم الحيض والنفاس.
1- الحائض إذا رأت القصة البيضاء- وهو سائل أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض- التيتعرف بها المرأة أنها قد طهرت، تنوي الصيام من الليل وتصوم، وإن لم يكن لها طهرتعرفه احتشت بقطن ونحوه، فإن خرج نظيفاً صامت، وإن رجع دم الحيض أفطرت.
2- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها، وترضى بما كتبه الله عليها، ولا تتعاطى ما تمنعبه الحيض، فإنه شيء كتبه الله على بنات آدم.
إذا طهرت النفساء قبل الأربعينصامت واغتسلت للصلاة، وإذا تجاوزت الأربعين نوت الصيام واغتسلت، وتعتبر ما استمراستحاضة، إلا إذا وافق وقت حيضها المعتاد فهو حينئذ حيض.
3- دم الاستحاضة لايؤثر في صحة الصيام.
4- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض، فيجوز لهماالإفطار، وليس عليهما إلا القضاء، لقول النبي r : ((إن الله وضع عن المسافر الصومَوشطرَ الصلاة، وعن الحامل والمرضع الصومَ)) (رواه الترمذي وقال: حسن).
5- لابأس للصائمة بتذوق الطعام للحاجة، ولكن لا تبتلع شيئاً منه، بل تمجُّه وتخرجه منفيها، ولا يفسد بذلك صومها.
6- يستحب تعجيل الفطر قبل صلاة المغرب، وتأخيرالسحور، قال : ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر)) (متفق عليه).
الوقفة الرابعة: رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام:
أختيالمسلمة: فرض الله صيام رمضان ليتعود المسلم على الصبر وقوة التحمل، حتى يكونضابطاً لنفسه، قامعاً لشهوته، متقياً لربه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَاُم كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183).
وقد سُئل بعض السلف: لِمشُرع الصيام؟ فقال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الفقير!!.
وإن مما يبعثعلى الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر، حيث إنكميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة!! إلا من رحم الله. وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعدادألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!!
فمتى تقرأ هذه القرآن؟
ومتى تذكرالله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟
ومتى تتعلم أحكام الصيام وآدابالقيام؟
ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل؟
فاحذري –أختاه- من تضييعأوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته، فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفرله، قال النبي r : (( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسبِ ابن آدم لُقيماتٍيُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) )رواه أحمدوالترمذي وصححه الألباني(.
الوقفة الخامسة: رمضان شهر القرآن:
لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله تعالى: (شَهْرُرَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً للنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَالهُدَى وَالفُرْقَانِ) (البقرة: 185). فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذُكر رمضانذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان النبي أجود الناس،وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضانفيدارسه القرآن، فَلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة)). فيهذا دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، واستحباب ذلك ليلاً، فأنالليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبركما قال تعالى: ( إِنَّ نَاشِئَةَ الليلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ) (المزمل: 6). وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان، وكان بعضهم يختم القرآنفي قيام رمضان في كل عشر، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث،وفي العشر الأواخر كل ليلة.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوةالقرآن، وإطعام الطعام.
وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان تركقراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وقالعبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوةالقرآن.
وأنت –أختي المسلمة- ينبغي أن يكون لك وِرّد من تلاوة القرآن، يحيابه قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي : ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أيْ ربّمنعته الطعام والشهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيُشفَّعان)) (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح).
الوقفة السادسة: رمضان شهر الجود والإحسان:
أختي المسلمة: حثَّ النبي النساء على الصدقةفقال عليه الصلاة والسلام: (( يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكنأكثر أهل النار)) (رواه مسلم)، وقال : ((تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن..)) (رواه البخاري).
ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت فييوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقال لها خادمها: أما استطعت فيماأنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه؟ فقالت: لو ذكّرتني لفعلت!!
أماالجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره، ولذلك كان النبي في رمضان أجود بالخيرمن الريح المرسلة، وكان جوده شاملاً جميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذلالنفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، منإطعام جائعهم، و وعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم.
ومن الجود فيرمضان: إطعام الصائمين: فاحرصي –أختي المسلمة- على أن تُفطّري صائماً، فإن في ذلكالأجر العظيم، والخير العميم، قال النبي : (( من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غيرأنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً)) (رواه أحمد والترمذي وقال: حسنصحيح).
واحرصي كذلك على الصدقة الجارية، فقد قال النبي : ((إذا مات ابن آدمانقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) (رواهمسلم).
الوقفة السابعة: رمضان شهر القيام:
أختيالمسلمة: كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، فقالوا له: يا رسول الله! تفعلذلك وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) (متفقعليه). وقال النبي : ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) (متفق عليه).
وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلاةالتراويح، غير أن صلاتها في بيتها أفضل، لقول النبي : ((لا تمنعوا نسائكم المساجد،وبيوتهن خير لهن)) (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني).
قال الحافظالدمياطي: ((كان النساء في عهد رسول الله إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجنمتبذِّلات مُتلفِّعات بالأكسية، لا يعرفن من الغَلَس- أي الظلمة- وكان إذا سلَّمالنبي يقال للرجال: مكانكم حتى ينصرف النساء، ومع هذا قال رسول الله إن صلاتهن فيبيوتهن أفضل لهن.. فما ظنك فيمن تخرج متزينة، متبخرة، متبهرجة، لابسة أحسن ثيابها،وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو علم النبي ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلىالمسجد. هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول، فما ظنك لو رأت نساء زمانناهذا؟!))
فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد أن تخرج علىالهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد.
وعليها كذلكاستحضار النية الصالحة في ذلك، وأنها ذاهبة لأداء الصلاة، وسماع آيات الله عز وجل،وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت الأنظار إليها.
بعض النساء يذهبنإلى المسجد مع السائق بمفردهن فيكن بذلك مرتكبات لمحرّم سعياً في طلب نافلة، وهذامن أعظم الجهل وأشد الحمق.
ولا يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهي خارجة منمنزلها، كما أنه لا يجوز لها أن تتبخر بالمجامر لقوله : (( أيما امرأة أصابت بخوراًفلا تشهد معنا العشاء)) (رواه مسلم).
وعلى المرأة ألا تصطحب معها الأطفالالذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ،أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها.
الوقفة الثامنة: صيام الجوارح:
أختي المسلمة: اعلمي أن الصائم هو الذي صامت جوارحه عنالآثام، فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات، وصامت أذناه عن سماع المحرمات من كذبوغيبة ونميمة وغناء وكل أنواع الباطل، وصامت يداه عن البطش المحرم، وصامت رجلاه عنالمشي إلى الحرام، وصام لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعاموالشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته،فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو يفسده. ولا يفري كذلك في أعراضالمسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً؛ لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائروأعظم المنكرات، ولهذا قال النبي : ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليسلله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)) (رواه البخاري).
وقال : ((… وإذا كان يومصوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم)) (متفق عليه).
وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط، ويفطر على لحوم إخوانهالمسلمين وأعراضهم، فإنه المعني بقوله : ((رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش)) (رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح).
الوقفة التاسعة: خطوات عمليةللمحافظة على الأوقات في رمضان:
ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذاالشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة، وأن تغتنم أيامه ولياليهفيما يقربها من الجنة ويباعدها عن النار، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه،وحتى تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها مايلي:
1- عدم الخروج من البيت إلا لضرورة، أو لطاعة لله محققة، أو لحاجةلا بد منها.
2- تجنب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان، ويمكنشراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان.
3- تجنب الزيارات التي ليسلها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس.
4- تجنبمجالس السوء، وهي مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين.
5- تجنب تضييع الأوقات في المسابقات وحل الفوازير ومشاهدة الأفلام والمسلسلاتوتتبع القنوات الفضائية. فإذا انشغلت المسلمة بذلك فعلى رمضان السلام!
6- تجنبالسهر إلى الفجر؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
7- تجنبصحبة الأشرار وبطانة السوء.
8- الحذر من تضييع أغلب ساعات النهار في النوم، فإنبعض الناس ينامون بعد الفجر، ولا يستيقظون إلا قرب المغرب، فأي صيام هذا؟!
9- الحذر من تضييع الأوقات في إعداد الطعام وتجهيزه، وقد سبق التنبيه على ذلك.
10-الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمامالمرآة.
11-الحذر من تضييع الأوقات في المكالمة الهاتفية، فإنها وسيلة ضعفاءالإيمان في كسر حدة الجوع والعطش، ولو أقبل هؤلاء على كتاب الله تلاوة ومدارسة لكانخيراً لهم.
12-الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلاإهدار الأوقات والوقوع في المحرمات، وإذا دعيت –أختي المسلمة- إلى شيء من ذلكفقولي: إني امرأة صائمة!
الوقفة العاشرة: العشر الأواخر:
أيتها الأخت في الله، مضى من الشهر عشرون يوماً ولم يبق إلا هؤلاءالعشر، فالفرصة ما زالت أمامك قائمة، والأجور ما زالت مُعدّة، فإذا كنت قد فرطتفيما مضى من الأيام، فاحرصي على اغتنام هذه الليالي والأيام، فإنما الأعمالبخواتيمها.
وقد كان النبي إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله. (متفق عليه). فهي والله أيام يسيرة، وليال معدودة، يفوز فيها الفائزون، ويخسر فيهاالخاسرون.
كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبينأيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدّامنا، ونحن قدبقينا!!
ومن فضل الله تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر الآخر، وهيفي أوتار العشر الأواخر من رمضان، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول اللهيقول: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)) (متفق عليه). وليلةالقدر ليلة عظيمة، وفرصة جليلة، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، ولذلك قالالنبي : ((إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخيركله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم)) (رواه ابن ماجة وصححه الألباني).
فاجتهدي– أختي المسلمة- في تحري هذه الليلة العظيمة، ولا تحرمي نفسك من هذا الأجر الكبير،واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها، وعمَّرتيها بالعبادة والطاعة، فقد أدركت ليلةالقدر لا محالة، وفزتِ- إن شاء الله- بعظيم الأجر وجزيل المثوبة.
دعاء ليلةالقدر:
قالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقولفيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)) (رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح).
وصلى الله على محمد وآله وصحبهوسلم.
__________________
منقول
__________________