✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكار طرفي النـهـار~الصباح والمساء )


مدخل ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة ]

(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (1) (2)
صحابي الحديث هو أبي بن كعب – رضي الله عنه -.
والحديث بتمامه؛ هو أن أُبي بن كعب – رضي الله عنه – كان له جُرْنٌ من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جنيٌّ أم إنسيٌّ؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يدُه يدُ كلبٍ، وشعرُه شعرُ كلب، قال: هذا خَلْقُ الجِنِّ؟!
قال: قد علمتِ الجنُّ أن ما فيهم رجلاً أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحبُّ الصدقة، فجئنا نُصيبُ من طعامك، قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من قالها حين يُمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يُصْبِحُ أُجيرَ منا حتى يُمسي.
فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له؟! فقال صلى الله عليه وسلم، : =صدق الخبيث.
قوله: =جُرن الجرن هو موضع تجفيف التمر.
قوله: =بدابة شبه الغلام المحتلم أي: البالغ؛ والمعنى: أنه رأى مخلوقاً حجمه كحجم الغلام البالغ.
قوله: =أُجير أي: حُفِظَ ووُقي.

() سورة البقرة, الآية: 255.
() أخرجه الحاكم (1/562)، وصححه الألباني في =صحيح الترغيب والترهيب (1/273)=
= [برقم (655)]، وعزاه إلى النسائي [في =عمل اليوم والليلة برقم (960)]، والطبراني [في =الكبير برقم (541)]، وقال: إسناد الطبراني جيد. (ق).

(2)
المعوذات (الاخلاص , الفلق ، الناس)
ثلاث مرات

– صحابي الحديث هو عبدالله بن خُبَيب – رضي الله عنه -.
وجاء في الحديث: من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي؛ كَفَتْهُ من كل شيء

(3)
أصْبَحْنَا وَأصْبَحَ الـمُلْكُ للـهِ، وَالـحَمْدُ لِلَّـهِ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، ولَهُ الـحَمْدُ, وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا في هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ،
وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وعَذَابٍ فِي القَبْرِ().

وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى الـمُلْكُ لِلَّـهِ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وشَرِّ مَا بَعْدَهَا.

– صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قوله: =أصبحنا+ أو =أمسينا+ أي: دخلنا في الصباح، أو دخلنا في المساء متلبسين بنعمةٍ وحفظٍ من الله تعالى.
قوله: =إذا أمسى+ أي: إذا دخل في [المساء]، وفي لفظ =إذا أصبح أي: إذا دخل [في الصباح].
قوله: =وأصبح الملك لله+، وأيضاً قوله: =وأمسى الملك لله+ أي: استمر دوام الملك والتصرف لله تعالى.
قوله: =رب+ أي: يا رب.
قوله: =خير ما في هذا اليوم – أو هذه الليلة – أي: الخيرات التي تحصل في هذا اليوم – أو هذه الليلة – من خيرات الدنيا والآخرة؛ أما خيرات الدنيا فهي حصول النعم والأمن والسلامة من طوارق الليل وحوادثه… ونحوها، وأما خيرات الآخرة فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليلة بالصلاة والتسبيح، وقراءة القرآن… ونحو ذلك.
قوله: =وخير ما بعده – أو ما بعدها – أي: أسألك الخيرات التي تعقب هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: =من الكسل وهو عدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذوراً، بخلاف العاجز؛ فإنه معذور لعدم القوة وفقدان الاستطاعة.
قوله: =وسوء الكِبَر أراد به ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال.
قوله: =رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإنما خصَّ عذابي النار والقبر، من بين سائر أعذبة يوم القيامة؛ لشدتهما، وعظم شأنهما؛ أما القبر: فلأنه أول منزل من منازل الآخرة؛ فإن من سلم فيه سلم في الجميع؛ وأما النار: فإن عذابها شديد، نعوذ بالله من ذلك، يا ربّ سلِّم سلِّم.
() مسلم (4/2088) [برقم (2723)]. (ق).

(4)
اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنَا، وبِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وإلَيْكَ النُّشُورُ().
=وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ أصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوْتُ، وَإليْكَ الـمَصِيْرُ.

– صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =بك أصبحنا متعلق بمحذوف؛ فكأنه يريد: بنعمتك أصبحنا، أو بحفظك… أو بذكرك…، وكذلك التقدير في قوله: =وبك أمسينا
أي بنعمتك وإعانتك وإمدادك أدركنا الصباح أو المساء
قوله: =وبك نحيا يكون في معنى الحال؛ أي: مستجيرين ومستعيذين بك في جميع الأوقات، وسائر الأحوال، في الإصباح والإمساء، والمحيا والممات.
أي حالنا مستمر على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال ، في حركاتنا كلها وشؤوننا جميعها ، فإنما نحن بك ، أنت المعين وحدك والمور كلها بيدك
ولا غنى لنا عنك طرفة عين ،
وفي هذا من الاعتماد على الله واللجوء إليه والاعتراف بمنه وفضله ما يحقق للمرء إيمانه ويقوي يقينه ويعظم صلته بربه سبحانه .
قوله: =وإليك النشور أي: الإحياء للبعث يوم القيامة.
قوله: =وإليك المصير أي: المرجع.
وإنما قال في الإصباح: =وإليك النشور، وفي الإمساء: =وإليك المصير؛ لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت،
والإمساء يشبه الموت بعد الحياة؛ فلذلك قال فيما يشبه الحياة:=وإليك النشور، وفيما يشبه الممات: =وإليك المصير رعاية للتناسب والتشاكل، والله أعلم.

() الترمذي (5/466) [برقم (3391)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/142). (ق).(5)
سيد الأستغفار
اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنَا عَبْدُكَ، وأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوْءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوْءُ بِذَنْبِي فَاغْفِر لِي فَإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ().

سبب تسميته بسيد الاستغفار:
وصفه النبي ? بأنه سيد الاستغفار؛ وذلك لأنه قد فاق سائر صيغ الاستغفار في الفضيلة وعلا عليها في الرتبة؛ لأن من معاني السيد: الذي يفوق قومه في الخير ويرتفع عليهم.
وإنما كان سيداً؛ لأنه تضمن:
– الإقرار بالذنب و الاعتراف بالخطية
– مع العلم يقيناً بأنه لا يغفر الذنوب إلا الله .

شرح الحديث:
((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت))
بدأه النبي ب:
(اللهم أنت ربي) الثناء على الله بوصفي الألوهية ( اللهم)، والربوبية(ربي).
أ‌- (أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك) أن يقر العبد بقلبه لله عز وجلّ بأنه:
1)هو ربه المالك له، المدبر لأمره، وأنه عبد لله:
– أي يفعل الله به ما يشاء، إن شاء أمرضه وإن شاء أصحه، وإن شاء أغناه وإن شاء أفقره؛ حسبما تقتضيه حكمته.
– شرعًا: بأن يتعبد لله بما أمره وينتهي عن نواهيه.
2)وأنه سبحانه المعبودُ بحق ولا معبود بحق سواه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الإله هو: المعبود المطاع ؛ فإن الإله هو المألوه , والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد . وكونه يستحق أن يعبد, هو بما أتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية المحبة, المخضوع له غاية الخضوع، فالإله هو المعبود الذي تألهه القلوب بحبها, وتخضع له وتذل له , وتخافه وترجوه وتنيب إليه في شدائدها , وتدعوه في مهماتها, وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه وتطمئن بذكره , وتسكن إلى حبه, وليس ذلك إلا لله وحده, ولهذا كانت لا إله إلا الله أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه, والمنكرون لها أعداءه, وأهل غضبه ونقمته, فإذا صحت صح بها كل مسألة , وإذا لم يصححها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله كلها
(وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت)) وأنا مقيمٌ على العهد من الإيمان بك وبكتابك وسائر أنبيائك ورسلك, والتصديق بوعدك، ما وعدتَ به أهل الخير من الخير ، وأنا مقيمٌ على ذلك بحسب طَوْقي واستطاعتي، لأن كل إنسان قد عاهد الله عزّوجلّ أن يعمل بما علم، قال تعالى: ?وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ? فمتى أعطاك الله علماً فإنه قد عهد إليك أن تعمل به .
((أعوذ بك من شرّ ما صنعت))
أي: ألتجئ إليك يا الله وأعتصم بك من:
من شرّ:
أو من العود إلى مثله من شر الأفعال,وقبيح الأعمال, ورديء الخصال.
((أبوء لك بنعمتك عليّ))
فأعترف بعِظم إنعامك عليّ وترادف فضلِك وإحسانِك، وفي ضمن ذلك شكر المنعم سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى والتبرّىء من كفران النعم .
((وأبوء بذنبي))
فيه اعتراف بما يصيب من الذنوب والمعاصي.
والخطأ الذي يصدر من بني آدم إما:
– تقصير في واجب.
– أو فعل لمحظور.
ولا يخلو الإنسان من ذلك, ولكن دواء الذنوب الاستغفار.
((فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))

جزاء المحافظة على سيد الاستغفار:
ختم النبي ? هذا الدعاء بتبيين الأجر العظيم والثواب الجزيل الذي ينال من يحافظ عليه كل صباح ومساء, فقال:
((من قال)) أي: هؤلاء الكلمات من النهار.
((موقناً بها)) أي: مصدقاً بها ومعتقداً لها, لكونها من كلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, صلوات الله وسلامه عليه.
((فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة, ومن قالها من الليل وهو موقناً بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)).
وإنما حاز المحافظ على هذا الدعاء هذا الموعود الكريم والثواب الجزيل:
– لأنه افتتح نهاره واختتمه بتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته والاعتراف بالعبودية. (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك)
– مشاهدة المنة والاعتراف بالمنة. ( أبوء لك بنعمتك علي)
– القيام على قدم الذل والخضوع والانكسار لله عزوجل.
(أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
معاني جليلة وصفات كريمة يُفتتح بها النهار ويختتم, جدير صاحبها أو المحافظ عليها بالعفو والغفران والعتق من النيران والدخول للجنان .

(6)
اللَّهُمَّ إنِّي أصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، ومَلائِكَتِكَ، وجَميْعَ خَلْقِكَ، أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ+ (أرْبَعَ مَرَّاتٍ) ().
– صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن مَن قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات، أعتقه الله من النار.
قوله: =وأُشْهد حملة عرشك+؛ قال تعالى:ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
قال ابن عباس رضي الله عنهما:فوقهم يومئذ ثمانية (2)أي: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدَّتهم إلا الله+.
وكذا قال الضحَّاك رحمه الله.
وقال الحسن البصري رحمه الله: =الله أعلم كم هم؟ أثمانية أم ثمانية آلاف؟+.
قوله: =وملائكتك؛ الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله تعالى من نور؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: =خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ من مارج من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مِـمَّا وُصِفَ لَكُم().
وعطفه =جميع خلقك على =ملائكتك؛ من باب عطف العام على الخاص؛ لأن جميع الخلق تتناول الملائكة وغيرهم.
والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات: هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر، أو أن المقام مقام الإشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم؛ إما لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، قبل سائر المخلوقات، وإما لأن الأصل في الشهود العدالة، وهي أتمّ فيهم.
قوله: =أعتق الله الإعتاق هنا هو التخلُّص عن ذل النار.

(7)

اللّهُمَّ ما أَصْبََحَ بي مِنْ نِعْمَةٍ أَو بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِك ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شريكَ لَك ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْر .

وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ مَا أمْسَى بِي…

– صحابي الحديث هو عبدالله بن غنَّام رضي الله عنه.

وجاء في الحديث: أن من قالها: فقد أدَّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي؛ فقد أدى شكر ليلته.

قوله: =ما أصبح بي أي: ما صار مصاحباً بي من نعمة.

قوله: =فمنك أي: فمن عندك ومن فضلك.

قوله: =وحدك توكيد لقوله: =فمنك؛ وأيضاً: =لا شريك لك+ توكيد لـ =وحدك؛ بمعنى كل ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا يشاركك في إعطائها غيرك.

قوله: =لك الحمد ولك الشكر أي: لك الحمد بلساني على ما أعطيت، ولك الشكر بجوارحي على ما أوليت، وإنما جمع بين الحمد والشكر؛ لأن الحمد رأس للشكر، والشكر سبب للزيادة، قال الله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم

وشكر المنعم واجب؛ قال تعالى:واشكرو لى ولاتكفرون
(8)
اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) ().

– صحابي الحديث هو أبو بكرة، نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة رضي الله عنه.
قوله: =اللهم عافني في بدني أي: سلِّمْني من الآفاتِ والأمراض في بدني.
قوله: =عافني في سمعي… وفي بصري خاص بعد عام؛ فقوله بدني شامل لكل الجسم، ولكن خصص هاتين الحاستين؛ لأنهما الطريق إلى القلب؛ الذي بصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله.

() أبو داود (4/324) [برقم (5090)]، وأحمد (5/42)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (22)، وابن السني برقم (69)، والبخاري في الأدب المفرد، وحسَّن العلامة ابن باز إسناده في تحفة الأخيار (ص 26). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: = ضعيف الجامع برقم (1210). (م).

(9)
حَسْبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) [أبو داود موقوفاً 4/321]
صحابي الحديث هو أبو الدرداء رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.
قوله: =حسبي الله أي: كفاني الله تعالى في كل شيء.
قوله: =عليه توكلت أي: اعتمدت
.

(10)
اللّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرَة ، اللّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيةَ في ديني وَدُنْيايَ وَأهْلي وَمالي ، اللّهُمَّ اسْتُرْ عوْراتي وَآمِنْ رَوْعاتي ، اللّهُمَّ احْفَظْني مِن بَينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفي وَعَن يَميني وَعَن شِمالي ، وَمِن فَوْقي ، وَأَعوذُ بِعَظَمَتِكَ أَن أُغْتالَ مِن تَحْتي . [صحيح ابن ماجه 2/332] صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما.
قوله: =العافية من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي: دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي: دفاع الله كل ما يشين الدين ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام… وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة… وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.
قوله: =عوراتي وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.
[قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى:
( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما )
()

، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة(). وقال عز وجل:
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ
(3)
وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى:وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقالت عائشة رضي الله عنها في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: =…فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه…() وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي ×: =المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان(). وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.
وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول ذلك()].
والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.
قوله: =وآمن من قولك: أمن يؤمن من الأمن.
قوله: =روعاتي جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.
قوله: =اللهم احفظني من بين يدي…+ إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله: =من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ(8)
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: =وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.
وأما قوله: =أغتال والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.
قال الله تعالى:
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ
أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ
(9)

م ن ق و ل

عن Dragon-11

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!