
منهج البحث : هو القانون الذي يحكم أية دراسة وتقييمها على أسس سليمة.
العلمي: نسبة إلى العلم ، وهو المعرفة المنظمة التي تتصف بالصحة والصدق والثبات.
التعريف المختار لمنهج البحث العلمي :
إن منهج البحث العلمي هو عبارة عن الطرق المقننة والمنظمة التي يسلكها الباحث في معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً واختراعاً أو تدليلاً وبرهاناً متفقاً مع الأسلوب والطريقة التي تناسبه.
أنواع البحوث العلمية
تنقسم البحوث العلمية إلى أقسام مختلفة :
(أ) أبحاث كاملة
(ب) أبحاث تمهيدية غير كاملة .
ومن ناحية منهج البحث تنقسم إلى :
اولا -الأبحاث الكاملة :
وهي التي تضيف إلى رصيد المعرفة الإنسانية معرفة جديدة ، مثل أبحاث الماجستير والدكتوراة وأبحاث تخصصية مختلفة ، والأبحاث الكاملة لها خصائصها وشروطها لابد من الالتزام بها لكي تستحق التسمية بهذا الاسم وتندرج تحت هذا النوع من الأبحاث. وتتلخص خصائص الأبحاث الكاملة في كونها ذات موضوع جديد من حيث الأصل والنتيجة ، أو اشتمالها على التمحيص النقدي للبراهين والأدلة ، كذلك كونها تستخدم الحقائق الجديدة في حل قضايا ومشكلات المجتمع.
أما شروطها فتتلخص في الالتزام بالأسس والمبادئ والطرق العلمية التي وضعها أصحاب مناهج البحث .
أقسام الأبحاث الكاملة :
1- أبحاث الموضوع .
هي أبحاث يبحث فيها الباحث عن حل مشكلة ما على طريقتة الخاصة ومن إنشائه للموضوع، معتمدا على قدراتة العلمية والتعبيرية .
2- أبحاث التحقيق .
أما أبحاث التحقيق فهي محاولة إحياء كتب التراث المخزونة في دور الكتب بخطوطها الأصلية أو المنقولة ويشترط في القائم بالتحقيق الإتصاف بصفات الباحث العامة التي سيأتي ذكرها إلى جانب معرفة قواعد تحقيق المخطوطات وأصولها .
ويعتمد منهج التحقيق على الخطوات التالية :
أولاً – التحقيق من أن الكتاب لم يحقق من قبل .
ثانياً – جمع النسخ المختلفة للمخطوط .
ثالثاً -الموازنة بينها لتعيين الأصل والفرع .
رابعاً – تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه .
خامساً – ضبط عنوان الكتاب .
سادساً – مقابلة النسخ لحصر وجوه الاختلاف ووجوه الاتفاق .
سابعاً – تخريج الآيات والأحاديث والنصوص الأخرى .
ثامناً – ترجمة الأعلام الواردة بالمخطوط .
تاسعاً – شرح الكلمات الصعبة والأفكار الغامضة .
عاشراً – التقديم بكتابة مقدمة عامة تشمل على فكرة موجزة عن كل ما يتعلق بالكتاب والموضوع والمؤلف.
قيمة أبحاث التحقيق :
يرى بعض الباحثين أن التحقيق عمل ليس ذا شأنه كبير يمكن اختيارة موضوعاً للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة ، ويرى البعض أن يقوم بأعمال التحقيق وإحياء التراث اللجان المختصة بهذا العمل . ومن ناحية أخرى يرى البعض الآخر أن التحقيق شأنه شأن البحث الموضوعي في بذل الوقت والجهد والتعب والصبر والمثابرة ألخ ، ومع ذلك كله تبقى الأبحاث الموضوعية ِهي الأولى والأنفع من أبحاث التحقيق ، وأكثر استحقاق للحصول على مؤهل علمي ، نظراً لما تتسم بالأصالة ، وإخراج شيء جديد من العدم إغلى الوجود ومعالجة قضايا ومشكلات المجتمع.
أنواع الأبحاث الكاملة :
تنقسم الأبحاث الكاملة باعتبار منهج البحث إلى نوعين :
اولا أبحاث نظرية .
هي أبحاث تعالج مشكلات فكرية واجتماعية وتجرى غالبا في مجالات الأديان والفلسفات والآداب والتاريخ وسائر الدراسات الإنسانية ولها أنواع كثيرة نكتفي بذكر هذه الأنواع الرئيسية :
1- أبحاث في مجال الدراسات الإسلامية مثل : التفسير والحديث والعقيدة والفقة وأصوله … ألخ .
2_ أبحاث في مجال الأديان بصفة عامة .
3_ الأبحاث الفلسفية والفكرية .
4_ الأبحاث اللغوية والأدبية .
5_ الأابحاث المتعلقة بالظواهر الشائعة في المجتمعات .
6_ الأبحاث الاقتصادية والإدارية .
7_ الأبحاث التاريخية .
8_ الأبحاث التربوية والنفسية .
9 المباحث الجغرافية والفلكية وكل ما يتعلق بالظواهر الطبيعية والجوية.
مميزات الأبحاث النظرية :
تتميز الأبحاث النظرية بتعدد النظريات بسبب تدخل الرأي الشخصي فيها، وكذلك تتميز هذه الأبحاث بالتفرع السريع لها أيضاً كما هو في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم .
منهج البحث في العلوم النظرية :
تعتمد هذه الأبحاث على المنهج العقلي المنطقي الاستنباطي والمنطق هو العلم الذي ينظم التفكير البشري ويضع القوانين التي تعصم الأذهان من الوقوع في الخطأ . فالباحث الذي يريد أن يكون بحثه سليماً لا تناقض فيه ولا تضارب يجب أن يلم بقوانين هذا العلم ويسلم بها ، وهي أربعة :
1- قانون الذاتية : ويعني ثبوت ذاتية الأشياء وعذم تغييرها واختلاطها .
2- قانون عدم التناقض : ويعني عدم اجتماع الشيء وضده في آن واحد ، ومن جهة واحدة . وباتباع هذا القانون يتجنب الباحث الاضطراب في بحثه ، بإثبات فكرة ما في موضع ونفيها في موضع آخر، مثلاً .
3- قانون الثالث المرفوع : ويعني أن الشيء إما صواب وإما خطأ ، لا يخلو من أحدهما ، وليس هناك وجه ثالث .
4- قانون التعليل : وهو تفسير أسباب الحوادث والظواهر.
ثانيا الأبحاث العلمية التجريبية :
وهي الأبحاث التي تجري في المجال الذي تحكمه الظواهر المحسوسة ، وتعتمد هذه الأبحاث في الغالب على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية وعلى المعمل والتجربة والمختبر، ولكن ينبغي أن يعلم أن التجربة المعملية ليست الأساس الوحيد للمعرفة العلمية، بل المنهج العقلي الاستنباطي والرياضي أيضاً معتمد كثير في هذه العلوم وفروعها . فينبغي للباحث في مثل هذه المجالات أن لا يقصر نظره على المختبر والتجربة في كل ما يشكل عليه، وعليه أن يعلم أن لكل حقيقة منهجا بحثها ملائما ، وأن المنهج التجريبي دائرته ضيقة.
انواع المناهج التجريبية؟
المنهج العام:هو الذي يصلح للحقائق المادية وللامادية معاً وهو المنهج العقلي المنطقي.
المنهج الخاص:- فهي كثيرة منها : منهج البحث التجريبي الذي لا يصلح إلاّ لدراسة الماديات، ومنها : منهج المسح ودراسة الحالة ، ومنهج البحث التاريخي ، والمنهج الإحصائي ، وغيرها من المناهج . ولا ينبغي الاقتصار على المنهج التجريبي والاستغناء عن المنهج النظري الاستنباطي لأن الجانب النظري هو أحد الجوانب الأساسية التي لا يستطيع أن يعيش الإنسان سعيداً بدونه مهما بلغ من التطور والتقدم في الجانب المادي، والمجتمعات الأوربية المنهارة خير دليل على ذلك.
النوع الثاني : البحوث الناقصة والتمهيدية :
وهي عبارة عن المقالات والتقارير والبحوث الدراسية ، وإنما اعتبرت من البحوث الناقصة لأنها لا تصل إلى مستوى الأبحاث الكاملة ، بل يتميز عنها من نواحي عديدة :
أولاً : لا تضيف البحوث الناقصة جديداً للمعرفة الإنسانية وإنما هي مجرد دراسة أو تلخيص لموضوع أو مشكلة قام ببحثها عالم معين ، بينما البحث الكامل يجب أن يكون أكثر من اقتطاع بعض أفكار الآخرين .
ثانياً : لا يلتزم كاتب المقالة بقواعد وإجراءات البحث التي يلتزم بها الباحث عند كتابة بحثه .
ثالثاً : الغرض من المقال هو التيسير على القراء وإطلاعهم على النتائج بطريقة مباشرة ومختصرة، أما الأبحاث الكاملة فهي موجهة لطبقة خاصة ولها أسلوبها الخاص.
رابعاً : تحتاج البحوث الكاملة إلى قدرات واستعدادات خاصة لا تتوفر في الغالب في كاتب المقال وخير مثال على البحوث الناقصة هي.
الأبحاث الصفية :
من أبرز مظاهر البحوث التمهيدية : الأبحاث الصفية التي يقوم بإعدادها الطلاب في سنوات الدراسة الجامعية والقصد منها : تدريب الطالب الجامعي على كيفية إعداد البحوث توطئة لإعداد بحوث الماجستير والدكتوراة ، ولذلك تنمية مواهبه وتوسيع مداركه ، وتنظيم أفكاره، والتعبير عما يجول في خاطره بأسلوب لغوي جيد.
صفات البحث
البحث عملية إنتاج وإبداع وخلق وابتكار، تحتاج إلى موهبة وليس بمقدور كل إنسان القيام بها ، وينبغي أن يعلم أن التفوق الدراسي لا يعني التأهيل لهذا العمل. بل قد يكون عكس ذلك. وإذا وجدت الموهبة عند طالب ما يجب استغلالها ولا تنميتها والوصول بها إلى المستوى المطلوب والاستفادة منها.
أما مظاهر وجود هذه الموهبة عند الطلاب فهي ما يأتي :
1 – القدرة على اختيار موضوع جديد للبحث .
2 – القدرة على وضع خطة مبدئية للموضوع .
3 – القدرة على نقد الأفكار والبرهنة على فكرته .
4 – القدرة على المناقشة والفهم وتوجيه الأنظار إلى أفكار جديدة من خلال المناقشات.
صفات الباحث
1 – حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في البحث والتقصي :فهو مفتاح كل عمل، ولذا يجب على الباحث أن يصرف من وقته قدراً كافياً للقراءة والاطلاع والفهم والتعمق في الموضوع المراد بحثه ، وأن يلم بكل ما كتب في هذا الموضوع حتى يتمكن من إصدار وإعلان نتائج سليمة من التناقض والتعارض .
2 – الصبر والتأني :
فلا ينبغي للباحث أن يسأم ويمل من الرجوع إلى مراجعة مصادره مرة بعد أخرى إلى أن يتضح له الأمر ويصل إلى الغاية المقصودة، ويجب ألا يكون همة هو الحصول على الشهادة العلمية بأسرع وقت ممكن، بل عليه أن يتطلع دائماً إلى اكمال بحثه واخراجه بصوره لائقة به ملتزماً بالصبر. متحلياً بالتأني والدقة.
3 – الأمانة :
وتتمثل في دقة نقل النص عن الغير، دون لبس أو تحريف أو زيادة أو نقصان يخل بمقصود النقص .
4 – الفطنة وحضور البديهة :
فلا شك أن حاضر البديهة ومتوقد الذهن هو الذي يستطيع أن يربط الأفكار ويوازن فيما بينها بموازين ثابتة ويستخلص النتائج السليمة .
5 – الموضوعية :
ويعني أن يدخل الباحث في بحثه متجرداً عن آرائه الخاصة وأهوائه الشخصية وينظر إلى الموضوع نظرة غير منحازة، وذلك أن البحث لا يقوم على هوى ، وإنما يقوم على الاستنباط والعقل والبرهان.
6 – الشك والتجرد من الآراء التي لم يقم عليها دليل : وعلى الباحث ألا ينخدع بكثرة القائلين بفكرة ما أو بشهرتهم، لأن الحق مستقل عن القلة والكثرة والشهر لا تعني العصمة من الخطأ، ومن هنا فلباحث عليه أن يفحص كل ما يقرأ، ولا يسلم بكل ما قرره غيره ، بل عليه أن يفكر ويدرس ويوازن بين الآراء حتى تبرز شخصيته .
7 – الالتزام بمبادئ الأخلاق : بحيث يقصد الباحث من بحثه خدمة البشرية وتقديم ما فيه صلاح للإنسانية، لا أن يتجه بعلمه وتحقيقه إلى نشر الشر والفساد أو أن يستخدم خبراته وتجاربه العلمية في إختراع أساليب الفتك والدمار للبشرية.
