يارب رحمتك .. ارحمنا يالله


حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم . صحيح البخاري

بسم الله… الحمد لله الّذي أنعم علينا بالشّمس والقمر، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّدٍ خيرٌ من بلغ الدّين للبشر، وعلى آله وصحبه وكل من خاف مقام ربّه واعتبر.. أمّا بعد

كسوف الشّمس وخسوف القمر
تذكرةٌ من الله للبشر

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إنّ الشّمس والقمر آيتانِ من آياتِ الله. يخوف الله بهما عباده. وإنّهما لا ينكسفان لموتِ أحدِ منَ النّاس. فإذا رأيتم منها شيئًا فصلُّوا وادعوا الله. حتى يكشف مابكم» [رواه مسلم 911].

انكسفت الشّمس يوم مات إبراهيم (ابن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم) فقال النّاس: “انكسفت لموت إبراهيم”، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّ الشّمس والقمر آيتانِ من آياتِ الله، لا ينكسفان لموت أحدِ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي» [رواه البخاري 1060].
وفي رواية: «فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصّلاة» [رواه البخاري 1047]، وفي أخرى: «فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره» [صححه الألباني 2260 في صحيح الجامع]، وفي رواية: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلُّوا وتصدّقوا» [رواه البخاري 1044].

أيُّها المسلمون: هكذا فعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عند الكسوف… وهكذا فزع وأمر بالفزع إلى الصّلاة… فمتى رأيتم كسوف الشّمس في أيّة ساعةٍ من ساعات النّهار في: أول النّهار، أو أوسطه، آخره، ولو قبيل الغروب، فافزعوا إلى ما أمرتم بالفزع إليه من: الدّعاء، والذّكر، والتّكبير، والاستغفار والصّدقة، والصّلاة. ثمّ ذكِّروا النّاس وانصحوهم كما فعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

بعض التّأثيرات والظّواهر المترافقة

الأزهار: سوف تبدأ بالانحناء… وتنغلق على نفسها كما لو كان النّهار ليلًا.
النّحل: يصبح في حيرةٍ من أمره…
الطّيور: تتوقف عن التّغريد…
وغيرها من التّأثيرات (الّتي لا يعلمها إلا خالق السّماوات والأرض-عزّ وجلّ-).

أيُّها الأحبّة:
إذا كانت الأزهار تنحني عند الكسوف…
وربما تكون في حالة سجود لله.. سبحانه وتعالى!!!…
أفلا نصلِّي نحن المسلمين ونركع ونسجد لله -عزّ وجلّ- عند حدوث هذه الظّاهرة الغريبة، بدلًا من أن كون في غفلة ولهو ولعب؟؟!!!. وإذا كان النّحل يحتار!!! والطّيور تنقطع عن التّغريد، وتصمت تعظيمًا وإجلالًا وخشيةً للّذي خلق السّماوات والأرض!!! فأين تعظيمنا نحن البشر لله -عزّ وجلّ- وخشيتنا منه وإجلالنا له -سبحانه وتعالى-؟؟؟!!!

صلاة الكسوف والخسوف

حكمها: سنةٌ مؤكدةٌ.
وقتها: يبدأ وقتها من وقت الكسوف والخسوف وينتهي بانجلائهما.
كيفيتها: ركعتان، في كلّ ركعةٍ: قيامان وقراءتان، وركوعان، وسجودان.

ملاحظات:

1- الأفضل أن تصلِّي جماعة في المسجد لفعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
2- ينادى لها: الصّلاة جامعة… الصّلاة جامعة…
3- تُصلّى من غير أذانٍ ولا إقامةٍ.
4- يسنُّ إطالة القراءة كثيرًا.
5- وكذلك إطالة الرّكوع والسّجود.
6- يخطب الإمام بعدها خطبتين كخطبيتي العيد.
7- يطيل الإمام الدّعاء حتى تنكشف هذه الظّاهرة المخوفة.
8- يجوز أن تصلِّي جماعةً أو فرادى، سرًّا أو جهرًا، بخطبةٍ أو بلا خطبةٍ.
9- تُصلّى حضرًا وسفرًا، للكبار والصّغار.
10- للصّبيان والنّساء حضورها كالجمعة والعيدين.

وفي الختام يا أخواتي ..

إنّ الكسوف والخسوف تخويف من الله -عزّ وجلّ- لعبادة قال -تعالى-: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].

ولقد ضلّ قومٌ غفلوا عن هذه الحكمة الإلهية، وهذه الحقيقة الرّبانيّة:
فلم يروا في الكسوف بأسًا…. ولم يرفعوا به رأسًا…. ولم يرجعوا إلى الله رأسًا (مسرعين)…
نسأل الله -تعالى- أن نكون وإيّاكم من الّذين قال الله -عزّ وجلّ- فيهم: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذّاريات: 55] إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه.


عن b132040

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!