هيئة كبار العلماء والتصدي للمتطفلين على الفتوى


تفاجأ الجميع خلال عدة أشهر مضت بهجمات متوالية من أناس تجرؤوا على الفتوى ، فهاجموا عموم الناس بفتاوى شاذة ، من أمثلة رضاعة الكبير، وجواز الاختلاط بين الرجال والنساء، وحل الاستماع إلى الأغاني والمعازف، وعدم وجوب صلاة الجماعة على الرجال، وجواز قيادة المرأة للسيارة، والكلام وإثارة البلبلة حول ما إذا كان أبوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من أهل الجنة أم من أهل النار، والتبرك ببوله صلى الله عليه وسلم… إلى آخر ذلك من الفتاوى العجيبة التي خالفت ما عليه المجتمع الذي انبنت دعائمه على كلام أهل العلم الراسخين من القدامى والمحدثين، أو حتى الكلام في قضايا لا ينبني عليها عمل وإثارة البلبلة حولها وتجهيل المخالفين فيها، وشغل الأمة بمناوشات جانبية عن عدوها الحقيقي في الداخل والخارج.
هذه الفتاوى المثيرة لحيرة الناس، من أشد الوسائل فتكًا بالمجتمع المسلم، فهي فضلاً عن أنها توقع المسلمين في حيرة بين ما تربوا عليه وما تلقوه على أيدي علماء الأمة الكبار وبين ما تبثه وسائل الإعلام عن بعض غير الراسخين في العلم من أقوال ضعيفة أو متروكة لم يلتفت إليها أهل العلم لتهاويها وضعفها وعدم صمودها في وجه الأدلة القوية الأخرى، ففضلاً عن ذلك تورث في الأمة إضعافًا للثقة في العلماء الراسخين، وإظهارهم في موقف الضعف، لاسيما في ظل وقوف وسائل الإعلام بجانب أصحاب الفتاوى الشاذة ودعمهم وإظهار حجتهم في صورة القول الأوحد والأرجح الذي ليس له مخالف والذي عليه العلماء سلفًا وخلفًا، وهو كلام باطل يعلم مرددوه أنه للاستهلاك الإعلامي وللتلبيس على العامة.
ولكن سحرة الإعلام، الذين أوتوا نصيبًا من السحر، يعرفون كيف يزينون باطلهم حتى يلبسوه لباس الحق، ويعرفون كذلك كيف يقبحون الحق ليلبسوه ثوب الباطل، وقد ظهر ذلك واضحًا في مرات عديدة كان آخرها الخبر الذي نشرته إحدى الصحف السعودية عن العلامة عبد الرحمن البراك، زاعمة أنه قال في درس من دروسه: إن على المرأة أن تغطي وجهها عن النساء أيضًا فضلاً عن الرجال، وهذا كذب وزور أكده طلبة الشيخ الذين حضروا درسه.
وسائل الإعلام الليبرالية تتربص بالعلماء والدعاة والمشايخ لتأخذ من أفواههم كلمة لينسجوا عليها مائة كذبة، شأنهم في ذلك شأن الشياطين والأبالسة من الجن، ليشوهوا صورة العلماء ويظهروهم في صورة المتناقضين المتشددين، ليسحبوا من تحت أقدامهم حب الناس وثقتهم التي لم ولن تتزعزع بحول الله تعالى وقوته..
ولعل رفع هيئة كبار العلماء أسماء 12 مفتيًا ليتم توزيعهم جغرافيًا على مناطق المملكة ليكونوا تمثيلاً للفتوى بالنيابة عن الجهة الرسمية لها في المملكة، وليتولوا الإفتاء بحيث يكونون المرجعية الأولى، لعل ذلك تحرك من الهيئة للحد من تلك الفتاوى الشاذة التي تفسد أكثر مما تصلح، هذا إن كانت تصلح أصلاً.
ومن المقرر كذلك تشكيل لجنة تنظم الفتوى لمنع التجرؤ عليها ممن لا يملكون بسطة في العلم، وإنشاء مكاتب للإفتاء في مناطق المملكة وتوفير المفتين المعتمدين لمساندة اللجنة الدائمة للإفتاء، التي لم تعد إمكاناتها الحالية تستوعب اتصالات الاستفتاء التي قد تصل إلى المئات يوميًا لا سيما في قضايا الطلاق.
قد لا تُخرس هذه الإجراءات ألسنة المتطفلين من الإعلاميين عن إبداء آرائهم –التي لا تنفك غالبًا عن مصالح شخصية- في مسائل الشرع، ولكنها بالتأكيد ستقلل من فرص التقول على الله تعالى بلا علم، والأهم من ذلك أنها ستعيد الثقة في أهل العلم الذين هم منارات هذه البلاد، والذين عملت تلك الفتاوى ومن ورائها وسائل الإعلام الهدامة على التقليل والحط دومًا من شأنهم.

نقلا عن موقع وفاء لحقوق المرأة


عن NoonaStark89

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …