الخطبه الاولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا…
أما بعد أيها الإخوة المسلمون…
خلق الله تعالى الناس وجعلهم في مشاعر متنوعة فجعلهم ما بين فرح وحزن وما بين ضحك وبكاء وجعل الله تعالى في مواسات الناس على احزانهم اجرا عظيما وجعل الله تعالى ايضا في ادخال السرور على المسلمين اجرا عظيما ومن نظر في حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وجد انهم كانوا يتتبعون جميع ابواب الخير لاجل ان يسلكوا منها الى الاجر والثواب والجزاء ومن ذلك ايها الاخوة الكرام ادخال السرور على المسلمين ولقد مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاعله فقال عليه الصلاة والسلام:[ احب الناس الى الله انفعهم واحب الاعمال الى الله سرور تدخله على قلب المسلم]
وقال عليه الصلاة والسلام:[ احب الاعمال الى الله بعد الفرائض ادخال السرور على المسلمين] كما عند الطبراني… وقال صلوات ربي وسلامه عليه وهو يبين ايضا فضل ذلك قال لما سئل اي الاعمال افضل قال:[ ادخال السرور على مؤمن او ان تشبع جوعته او ان تستر عورته]
ولما سئل بعض الصحابه رضي الله تعالى عنهم قيل لهم:
ما بقي من لذاتك في الدنيا؟؟؟
قال: ادخال السرور على الاخوان.
وقال الامام مالك رحمه الله تعالى لما سئل قيل له:
اي الاعمال تحب؟؟؟
قال: ادخال السرور على المسلمين.
قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال:”من ادخل على اخيه المسلم سرورا او فرحا في دار الدنيا خلق الله عزوجل من ذلك خلقا يدفع عنه الافات في دار الدنيا فاذا كان يو القيامة كان قريبا” كماعند الخطيب البغدادي
فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحَرص على ان يكون المرء مدخلا للسرور على قلوب اخوانه المسلمين وكان يفعل هو صل الله عليه وسلم ذلك.
وكيفية ادخال هذا السرور يكون بحسب قرب ذلك المسلم منك…
ادخالك السرور على امك وعلى ابيك وعلى زوجتك وعلى ابناءك وعلى إخوانك واخواتك فالاقرب والاقرب كل هذا يزيد الفضل والجزاء كل ما كان الذي ادخلت عليه السرور كلما كان اقرب اليك {واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله}
كان عليه الصلاة والسلام يَسلك طرقا لادخال السرور على المسلمين من ذلك الهدية كما قال صل الله عليه وآله وسلم [تهادوا تحابوا حتى لوكان شيئا يسيرا] جيء اليه صلى الله عليه وسلم يوما بثوب له اعلام يعني فيه خطوط واعلام فقال عليه الصلاة والسلام:
“اين ام خالد؟؟؟”
وهي طفلة صغيرة بنت لابي العاص كانت قد ولدت في الحبشة قال: اين ام خالد؟؟؟
وكانا يُكَنون الصغار بِكُنى فجيء بالصبية إليه صل اله عليه وسلم فجعل يلبسها الثوب بيده وهي تنظر الى اعلامه والى الثوب فرحة مستبشرة مسرورة ثم لما لف عليها الثوب جعل صل اله عليه وآله وسلم يشير الى اعلام الثوب يعني الى الخطوط الملونة فيه ويقول: “هذا سنا يا ام خاد هذا سنا يا ام خالد”
وسنا بلغة الحبشة يعني هذا جميل
فكان عليه الصلاة والسلام حريصا على ان يدخل السرور على الاخرين بمثل ذلك…ربما اهدي اليه صلى الله عليه وسلم لبن او طعام او تمر وربما اهدى هو صل اله عليه وسلم ايضا الى الاخرين …
فهذا باب من ابواب ادخال السرور…
مر بعض السلف رحمهم الله تعالى على اطفال يلعبون فمضى واشترى جوزا والجوز نوع من الحلويات عندهم التي يفرح بها الاطفال فجعل يوزعها على الاطفال ثم مضى فقيل له:
لماذا فعلت ذلك؟؟؟
قال اكسب اجرا ويفرحون بمال يسير.
فكانوا يتعبدون لله تعالى ليس فقط بصلاة وصوم وصدقة وذكر لله انما كانوا يتتبعون ابواب الخير فيسلك منها طلبا للثواب عند الله جل وعلا فما اجمل لو دخلت على اختك زائرا فاهديت الى ابناءها شيئا او دخلت على صديقك ومررت ببقالة فاشتريت شيئا واهديته اليهم كل هذا له فضل لما فيه من ادخال السرور على الاخرين…
ومن ذلك ايضا الابتسامه… كما قال صلى الله عليه وسلم:[ تبسمك في وجه اخيك صدقة]
وكما قال الجرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه قال: “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت ولا رآني الا تبسم في وجهي”…
والابتسامة لا تنافي الخشوعوالانكسار و التعبد… ايوب السختياني رحمه الله تعالى كان بكاءاً في الليل قالوا لكنه كان بساماً فيالنهار قال عنه بعض اصحابه ما رايت احدا اكثر تبسما في وجوه الرجال من ايوب السختياني… ومن ذلك ايضا قضاء الحاجات كما قال صل الله عليه وسلم[لان امشي معاخي في حاجة حتى اثبتها له احب الي من ان اعتكف في مسجدي هذا شهرا]… واقبل رجل يوماالى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وكان ابن عباس معتكفا في المسجد فاراده فيحاجة فخرج معه عبد الله بن عباس ليقضي حاجته التي اراده منها من شفاعة عنه عند شخصمعين فقال لهالرجل: “الست معتكفا”؟؟؟
والمعتكف يلزم المسجد لطاعة الله عزوجل ولا يخرج منهفان خرج منه انقطع اعتكافه..
قال:” الست معتكفا”؟؟؟
قال:” بلى لكني سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول وذكر الحديث ان من خرج ومن قضى حاجة اخيه احب اليه من ان يعتكف بمسجده ثمقال ابن عباس رضي الله عنهما:
انا نرى ان للجاه زكاة كما ان للمال زكاة.
فقضاء الحاجاتللناس هذا من ادخال السرور عليهم
ومن ذلكزيارة المرضى ومن العجيب اني قرات في بعض كتب التاريخ ان بعض الخلفاء السابقين كانيعطي بعض الناس اجورا يعني يجعلهم موظفين وكَون منهم مجموعه او ما يسمى بلجنه اسمها “مؤنس المرضى والغرباء” هؤلاء يستلمونراتبا يذهبون الى “المارستان” الى المستشفيات ويزورون المرضى واذا رأوا غرباء قد جاءوا الى البلد سواءفي سوق او في غيره اقبلوا اليهم وآنسوهم وخدموهم ليدخلوا السرور عليهم، فكان يصرفاموالا لهؤلاء بمسمى مؤنس المرضى والغرباء حرصا منهم على ادخال السرور على الاخرين…وما اجمل لو ان شابا ذهب الى المستشفى الى بعض المرضى الذين ربما تكون اقامتهم في المستشفى لمدةاربع اشهر اوخمسة اشهر عنده عدد من الكسور مثلا في ظهره او في رجله واهله يكونون فيمنطقة بعيدة عن الرياض فتدخل عليه وتتلطف معه وان كان معك كتاب نافع اعطيته له او اكتفيتبالابتسامة إليه و الحديث معه او ان تيسر لك ان تتصدق عليه ببعض بطاقات شحن الهاتف اوما شابه ذلك هذا ايها الافاضل من ابواب الخير العظيمة وكلما كان باب الخير قليلفاعله والناس يغفلون عنه صار اجره عند الله تعالى اعظم… ومن ادخال السرور الكلمة الطيبة الكلمةالطيبة كما قال عليه الصلاة والسلام:[ الكلمة الطيبة صدقة] وقال صل الله عليه وسلم:[اتقوا النار ولو بشقتمرة] قال:[فمن لم يجد فبكلمة طيبة] وربنا عز و جل يقول:{و قولوا للناس حسنا} يعني الكلامالطيب ويقول عز و جل مبينا فضل ذلك وهو يختار لعباده ان يتكلموا باحسن الكلام :{ وقللعبادي يقولوا التى هي احسن} يعني يختار اطيب الكلمات ثم يتكلم بها ومن ذلك ايضاالصدقة على المحتاج كما بين النبي صل الله عليه وسلم فضلها في احاديث كثيره وكما قال جل وعلا:{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}…فهو ليس مالك ولا مال ابيك إنما هو مال الله جعله بين يديك قال :{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}…وما اجمل أن يكون من إدخال السرور التعامل مع بعض الباعه الضعفاء بإدخال السرور عليهم. تعجب احيانا لما يكون هناك بائع يبيع سلعة زهيده ببضعة ريالات ويأتي إليه إنسان ويبدأ يحاول أن يخفض السعر من خمسة ريالات إلى ثلاثه ويبدأ يطول معه الكلام وربح ذلك الرجل ربما لا يتجاوز النصف ريال في السلعه او الريال الواحد،بينما تجد هذا الإنسان يذهب إلى بعض المحلات التي تبيع الماركات المتعلقه بالملابس او بالعطورات ويدفع اربعمئة ريال والف ريال دون أن يطالبهم أن يخفضوا له شيئا بل يخجل من ذلك، بينما يأتي إلى هؤلاء الضعفاء ويبدأ يحاول ان يماكسهم ليخفض السعر، ما أجمل ان يقول لك قيمة هذا الشيء ثمانية ريالات فتقول هذه عشرة ودع الريالين عندك هديه لأولادك فيدخل السرور على قلبه،وكذلك أيضا لو انك وقفت في محطة وقود ثم سألت هذا العامل:كم حسابك؟؟؟
فقال:تسعة عشرة ريالا.
فاعطيته عشرين ريالا وقلت دع الريال الباقي هدية لك او مثلا في بعض مواقف السيارات في المطار او غيره فلما بقي ريال أو ريالين وهبتها له هدية، فيجد انه إضافة إلى راتبه يستطيع ان يزيد ولو مئة ريال في الشهر هذا فيه إدخال للسرور عليه.واعلم انك ما تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا رزقك الله تعالى خيرا منها.انت تتعامل مع رب كريم {وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}…والله جل وعلا إذا تصدق العبد بدرهم عوضه الله تعالى بمثله عشرا إلى سبع مئة ضعف كما بين النبي صل الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيره.
إدخال السرور أيها الافاضل متنوع حتى لو كان الإنسان يسأل عن الغائب…لو لم يصلي معك أياما فاتصلت به فسألته عن حاله دخل السرور إلى قلبه او لو كنتم في منتدى في الإنترنت ثم غاب احد الأعضاء فكتبت موضوعا تسأل عنه وتدعوا له وتذكر انك فقدته وفقدت مواضيعه ثم قرأها ذلك العضو لاستبشر بذلك ودخل السرور إلى قلبه. فهذه أبواب للخير أيها المسلمون يستطيع الإنسان أن يُحصلها دون ان يخسر من ماله شيئا بل حتى ربما أن لا يخسر شيئا مؤثرا في ماله وان لا يخسر أيضا شيئا من جهده …
أيها الأفاضل…ولقد كان النبي صل الله عليه وسلم يحرص على ان يدخل السرور على الآخرين،ومن نظر في سروره صل الله عليه وسلم للناس وممازحته لهم وجد ان لذلك اسبابا من ذلك مثلا:
النبي صل الله عليه وسلم كان يمزح أحيانا للتحبب إلى الآخرين كما في حديث زاهر بن حرام الأشجعي لما أقبل إلى بيت النبي صل الله عليه وسلم يريده في حاجه فلم يجده فمضى إلى السوق ليبيع بعض بضاعة أحضرها من الباديه يقول أنس وكان زاهر رجلا فقيرا ذميما (يعني لا مال ولا جمال) فأقبل النبي صل الله عليه وسلم إليه وهو في السوق ثم قبضه من كتفه من خلفه وجعل ينادي من يشتري العبد من يشتري العبد والناس يتلفتون وزاهر يقول من هذا الذي يبيعني ويلتفت حتى راى النبي صل الله عليه وسلم فسكن روعه وجعل يحاول ان يلصق كتفيه بالنبي صل الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله تبيعوني اذن تجدني كاسدا
فقال عليه الصلاة والسلام: لكنك عند الله لست بكاسد انت عند الله غالي
فكان يتحبب إلى هؤلاء بالمِزاح معهم وربما كان صل الله عليه وسلم يمزح للمواساه…قال عليه الصلاة والسلام يوما:مالي أرى ابا عمير حزينا؟؟
وأبو عمير هذا ليس رجلا عمره اربعون سنه او في سن ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، لا، أبو عمير هذا غلام عمره خمس سنوات أخ لأنس بن مالك أخ لأنس من أمه وهو ابن لأبي طلحة ويقول صل الله عليه وسلم:مالي أرى ابا عمير حزينا؟؟؟
قالوا يا رسول الله كان له عصفور يلعب به فمات العصفور فأقبل صل الله عليه وسلم إليه يمازحه…يمازح طفل عمره خمس سنوات للمواساة ويقول له صل الله عليه وسلم :يا أبى عمير ما فعل النغير ؟؟؟
(النغير يعني العصفور الصغير ) ويلاطفه بذلك والصبي يضحك ويقول مات يا رسول لله مات يا رسول الله وهو صل الله عليه وسلم يلاطفه ويمازحه بذلك….
وربما مزح النبي صل الله عليه وسلم للتربيه كما روى الطبراني وهو حديث صحيح عن خوات بن جبير رضي الل تعالى عنه:قال خرج النبي صل الله عليه وسلم يوما في بعض أطراف المدينه قال وكنت قد خرجت في حاجة فمررت بنساء ووقفت معهن أتحدث قال فمر النبي صل الله عليه وسلم بي…قال خوات ما تفعل ها هنا؟؟؟
(يعني ما الذي يوقفك مع النساء)
قلت يا رسول الله إن لي جملا شاردا فأنا خرجت أبحث عنه ثم مضى من بين أيديهم فلما رآه النبي صل الله عليه وسلم من غد في طريق من طرق المدينه قال…يا خوات ما فعل شراد جملك؟؟؟
يقول فقلت: يا رسول الله لا يزال شاردا.
قال ثم أخذت اصد عن النبي صل الله عليه وسلم لأن لا أراه قال فدخلت المسجد يوما لاصلي فدخل النبي عليه الصلاة والسلام فراني فوقف ينتظرني قال فطولت الصلاة
قال فقال لي: يا خوات طول أو لا تطول لن انصرف حتى تنتهي قال فلما انتهيت قال صل الله عليه وسلم يا خوات:ما فعل شراد جملك؟؟؟
قلت :يا رسول الله والله ما شرد علي منذ أسلمت منذ أن حسن إسلامي لم يشرد الجمل عني
قال فضحك النبي صل الله عليه وسلم متلطفا معه… هذا من إدخاله للسرور صلوات ربي وسلامه عليه
ومن مِزاحه من أصحابه لم يكن متكبرا صل الله عليه وسلم عن ذلك بل كان صلوات ربي وسلامه عليه من إدخاله السرور على الآخرين أنهم إذا مزحوا معه تفاعل معهم لم يكن يتكبر لمن أراد أن يمازحه ويتصنع الرزانه عليه والثقل كلا بل كان يتلطف معهم…كان عليه الصلاة والسلام يوما في بعض اسفاره فكان في خيمة صغيره فأقبل عوف بن مالك وكان رجلا بدينا فاستأذن على النبي صل الله عليه وسلم من خارج خيمته فأذن له النبي صل الله عليه وسلم
قال: أدخل
فقال عوف مازحا:قال ادخل كلي أم بعضي؟؟؟
طبعا هو لابد ان يدخل كله لا يستطيع ان يدخل رأسه ليجلس مع النبي صل الله عليه وسلم وهو في الخارج فضحك النبي صل الله عليه وسلم وعلم أنه يمزح قال:أدخل كلك
فكان يتلطف معهم صلوات ربي وسلامه عليه
وفي حديث السماك بن حرب عند مسلم قال سألت جابر بن سمر
قلت:أكنتم تجالسون النبي صل الله عليه وسلم
قال: نعم كنا نجالسه وكنا نتحدث بشيء من امر الجاهليه فنضحك ويلتفت إلينا ويتبسم نحن نجلس وربما تحدثنا عن أمورنا في الجاهليه أمور مضحكه يفعلونها في الجاهليه يقول فكان صل الله عليه وسلم يلتفت إلينا ويبتسم ملاطفا لأصحابه صلوات ربي وسلامه عليه
هذا أيها الأحبة الكرام من إدخال السرور على المسلمين…كل ما كان هذا المسلم أو المسلمة أكثر التصاقا بك من ام وأب او زوجة أو أبناء أو إخوة وأخوات واقارب وزملاء وأصدقاء كلما كان أقرب أليك رحما كانت ممازحته وملاطفته والتفاعل معه وإدخال السرور عليه كان اعظم اجرا عند رب العالمين …
أسال الله جل وعلا ان يرزقنا وإياكم جميعا حسن الخلق وأن يعيذنا من سوء الاخلاق… وقولوا ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هوالغفور الرحيم
الخطبه الثانيه
الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلّ الله وسلم وبارك عليه وعلى آله واخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستنى بسنته الى يوم الدين…
اما بعد ايها الاخوة الكرام...
ولقد كان أصحاب رسول الله صل الله عليه وآله وسلم على مثل ما هو عليه من الاتباع والحرص على إدخال السور على المسلمين من ذلك أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يمازح مولاة عنده مولاه يملكها وهي خادمه جاريه كان يمازحها ويقول لها خلقني خالق الكرام وخلقك خالق اللئام فتبكي وهي لا تدري ماذا يقصد والله جل وعلى هو الذي خلق الكل خلق الكرام واللئام وكان بعدما تتاثر يمازحها ويلاطفها إدخالا للسرور عليهم…
وكذلك أبو موسى رضي الله تعالى عنه كان له مزاح مشهور مع الصحابه ولم يكونوا يتكبرون عن مثل ذلك لما فيه من إدخال السرور على الآخرين…
بل إننا في ديننا قد شُرع لنا من العبادات والتصرفات مافيه تخفيف للحزن عند الآخرين …
ألم يشرع عندنا في الدين التعزيه؟؟؟
وقال النبي صل الله عليه وآله وسلم:[ حق المسلم على المسلم ست] وذكر منها صلوات ربي وسلامه عليه و [فإذا مات فاتبعه]
فإذا تبعت الميت خففت الحزن عن اهله وادخلت السرور عليهم …
وكان صل الله عليه وسلم يعزي من يموت له احد من أصحابه لأجل أن يخفف الحزن عنه ولأجل ان يدخل عليه السرور بل حتى في الاخلاق نُهِي عن عدد من التصرفات لأجل ان لا يُذهب السرور او ان يدخل الحزن
عند البخاري قال صل الله عليه وسلم :[إذا كنتم ثلاثه] (يعني إذا كنتم ثلاثه في مكان في سيارة في بيت في غير ذلك) [إذا كنتم ثلاثه فلا يتناجى إثنان دون الثالث]
لماذا؟؟؟
قال:[فإن ذلك يحزنه]
وحتى لا يحزن ويظن انكم ربما تتكلمون في عرضه أو تغتابونه او تحتقرونه فلا يستحق ان يستمع إلى حديثكم قال:[فإن ذلك يحزنه فلا يتناجى إثنان دون الثالث]
فهذا الدين جاء بالسرور والفرح سواءا للعبد مع نفسه أو مع الآخرين
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد …سبحان ربك رب لعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.