مغسلات الموتى: جثث الضحايا وصلت متهالكة بفعل المياه والطين


مغسلات الموتى: جثث الضحايا وصلت متهالكة بفعل المياه والطين

الوحل يعيق عمليات البحث عن المفقودين في سيول جدة


جدة: نجلاء الحربي



ربما ينسى الجميع وبمرور الوقت مأساة سيول جدة، إلا هؤلاء المغسلات اللاتي شاهدن عن قرب جثث الشهيدات والأطفال، وقمن بتغسيلهن، وهن يبكين من هول مشاهد الجثث التي وصلت متهالكة بفعل المياه والطين.
“الوطن ” زارت مغاسل الأموات لكي تنقل قصص الموظفات اللاتي شهدن غسيل أعداد من شهيدات جدة من بين هؤلاء متطوعات يبحثن المساهمة في أعمال الخير وروت أم احمد اللحظات التي عاشتها مع جثث الشهيدات قائلة: إنه في يوم عرفة استقبلت في مغسلة أبو أيوب الأنصاري 6 جثث لثلاث سيدات وثلاثة أطفال كانوا من ضمن أسرة مكونة من 11 فردا داهمتهم الأمطار بحي الصواعد وشآء الله أن يغيب 6 أشخاص منهم بينما فقدت طفلة لا تتجاوز الثمانية أعوام، مشيرة إلى أن من بين الشهيدات سيدة حامل بالشهر التاسع ومعها ثلاثة من أطفالها من بينهم رضيع عمره أربعة أشهر وطفل عمره خمس سنوات.
تتذكر أم أحمد مشهد جثث الشهيدات وعيونها تذرف بدموع بعد أن رأت المناظر المحزنة التي كانت عليها هذه الجثث فمعظمها اختلطت بمياه السيول والطين ومياه الصرف الصحي مما جعل أرضية الشرشورة تمتلىء بالمياه الآسنة والروائح الكريهة الصادرة من اختلاط مياه السيول بالصرف الصحي. وفي مغسلة شارع فلسطين – أكثر المغاسل التي استقبلت أعداداً من الشهيدات وشهداء الكارثة قالت مغسلة ” تحتفظ “الوطن” باسمها ” شاهدت غسيل أسرة مكونة من سبعة أشخاص تسرد قصتهم في ألم وحزن، تطيل في السكوت للحظات ثم تهمهم بكلمات غير مفهومة من شدة تأثرها بمشاهدة مناظر هذه الجثث. وأضافت: قمت بغسيل 3 سيدات جميعهن لم تتجاوز أعمارهن الخمسة والعشرين عاما وبعد سؤالي لوالدتهن التي رافقتهن للمغسلة عرفت أن من بين بناتها فاطمة التي من المفترض أن يعقد قرانها في شهر محرم لكن الموت كان أسرع وغيبها عن الوجود وتصف المغسلة أم عبد الله الفاجعة بالأيام الحزينة، مشيرة إلى أن مشهد الجثث التي قامت بغسيلها لا يفارق عينيها ليل نهار، حيث فوجئت بوجود جثث تم انتشالها بعد ثمانية أيام من منطقة قويزة وقد تحللت تلك الجثث حتى فسخ الجلد عن العظم ومطمورة بالطين ومياه الصرف الصحي موضحة أن سبب ذلك حدوث حريق لهم نتيجة السيول التي غمرت منزلهم وأصيبوا بالحروق والغرق.
و تذكر مشهد طفله شهيدة قامت بغسيلها تتجاوز عاما ونصف العام لم يحدث بها تشوهات،كان جسدها سليما إلا من بعض الجروح البسيطة وحدث لها انتفاخ بسبب تأخر العثور عليها لفترة طويلة.
و تتشابه قصة أم سالم مع الأخريات اللاتي شاركن في غسيل شهيدات جدة،حيث قامت باستقبال جثة لسيدة تشادية عمرها 70 عاما، وكانت جثتها قد تحللت ولم يتبق منها إلا جزء من العظم وأصبحت شبيهة بقطعة الخشب من شدة جفاف هذه الجثة،وبعد السؤال وجدت أنه عثر عليها بعد عدة أيام من وفاتها إلى جانب امتزاجها بمياه الصرف الصحي ومياه السيول والطين.

جريدة الوطن

عن shagawa2004

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …