معلم في مصحة للأمراض العقلية ( عندما تموت الأمنيات )


ماأقسى أن تشعر بالضيق لدرجة الأحتضار ………..

ماأ قسى أن تشعر بالأختناق رغم أنك تتنفس بشكل جيد وبعمق ……….

ماأ قسى أن تشعر بأن اليوم لا غد له ……. ولكن تبقى رحمة الله فوق كل شئ وترسم الأمل داخل

القلوب المحطمة بغد أفضل مهما بلغت قسوة الأيام وعظمت مرارة الألم …..

اليوم الحبر الذي أكتب به لونه مختلف فقد كنت في المرات الماضية أهرب إلى الطرفة وأبحث عن

البسمة ولكن اليوم سطوري مختلفة تماماً وكلماتي دامعة ….. فعذروني …. وقبل كل شئ رجائ من

كل من مرت عليه هذه السطور ولو مرور الكرام الدعاء لصاحب هذه القصة فهو في امس الحاجة إلى ذلك والله وحده يعلم بحاله ………..

شاب تبتدئ قصته بعد تخرجه من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة قسم قراءات القرأن الكريم

مثله كمثل أي شاب يحمل بين ضلوعه أحلام وأمنيات بعرض السماوات وينتظر أن يحمل الغد له أجمل

البشائر …. نشاء منذ نعومة أظافره على طاعة الله وكان إمام مسجد الحارة منذ صغره ….

تميز بين أقرانه بالأخلاق العالية والأدب وبر الوالدين وأحترام من يكبره سن وكان له مشاركات عديدة

في حلق الذكر والدعوةوحلقات تحفيظ القرأن …… كانت متعته أن يذهب إلى مكة المكرمة معتمراً أو

حاجاً ….. وكان يومه ينتهي بعد صلأة العشاء يسامر والدته قليلاً وأخواته ثم يذهب إلى النوم من شدة

حرصة على صلاة الفجر ….. وبعد التخرج بفترة قصيرة تغير حاله وأصبح يعاني من حالة حيرت أهله

وكل محبيه وصلت لدرجة محاولة الانتحار ثلاث مرات أنقذ منها جميعها باعجوبة وبقدرة الله …..

تحولت حالة أسرته إلى جحيم لا يطا ق فلا هم لهم إلا التناوب على حراسته حتى لا يهرب ويقتل

نفسه حتى مغيب الشمس حيث يذهب إلى النوم وتنهار أسرته في أثره مابين باكاً وحائر والكل

يفكر في الغد كيف سيمضي ….. كان والده يمضي الليل مابين الدعاء والدموع والصلاة …..

ووالدته بدأت تنهار صحتها من شدة الخوف والقلق عليه والصدمة النفسية فكيف أبنها حافظ القرأن

على القراءات العشر يكون هذا مصيرة …..

وبدأت رحلة البحث عن العلاج بين الرقاة والطب النفسي دون تحقق أي نتيجة وعندما زادت

الحالة سؤاً كان القرار المر والصعب بأدخاله مصحة للامراض النفسية ….. فنهارت الأسرة وأنزوى

كل واحدمنهم في ركن يصارع حزنه على القدوة والمثل الذي أنهار فجأة كاصرح شامخ ….

ولم يطق الأب الحنون صبراً عندما شاهد وضعه داخل المصحة فقد أزداد سؤ ….

قفرر أن يخرجه منها ……

ليكمل معها رحلة البحث عن علاج ….. ولكن صحة الأب بدأت تنهار فجأة وأصبحت الأسرة بين

جرحين لا تدري أيهما تعالج …… أستمر على هذه الحال مايقارب الثمانية أشهر أو ….. أكثر ……

ثم بدأ يتماثل للشفاء وبدأت الأسرة تتنفس الصعداء ….. ولكن المصيبة كانت أكبر ….

فقد هجر القرأن ….. والصلاة …. ولم يعد يبالي بالمعاصي ….

ويجاهر بها فتزداد حالة الأب المسكين سؤاً و تنهار صروج الامل في أعماق والدته ……

وبعد فترة جاء قرار تعيينه ….. فعاد كما كانت حالته …… بل أشد ….. لتعاني معه أسرته

وتزداد قتامة الأيام في عيونهم ……. وتعود رحلة البحث عن علاج داخل البلاد وخارجها

وبدأ يفقد صورته بين المحيطين به وأصبح في نظرهم مجرد مريض نفسي ليس أكثر …

حتى بين أخوته فقد الأحترام والتقدير …. وبعد فترة ليست بالقصيرة …..

وبعد معاناة يصعب وصفها بدأ يتماثل للشفاء ….

فقررت الأسرة أن تزوجه لعل ذلك يكون له تأثير عليه ………..

فتغير حاله وعاد تداعبه أطياف الأمل بنفراج كربته ……

ولكن المعاناة تصر على أن تكمل فصولها حتى النهاية فقد …..

قوبل بالرفض بحجة أنه مريض نفسي ….. وبدأت التساؤلات ….

لماذا حلق لحيته ؟؟؟؟ هل هو أمام المسجد الأن أم لا ؟؟؟؟؟

وزاد المأساة مدير المدرسة الذي بدأ يتعامل معه على أنه ( مجنووون ) وغير صالح للعمل

وأنه خطر على الطلاب !!!! رغم أنه يحمل تقريراً من مستشفى كبير في المملكة أنه سليم تماماً !

فبدأ يخوض حروب مع المجتمع ….. مدير المدرسة ….. الذي كان يتفنن في إثارة المشاكل

معه ثم يرفع التقارير إلى إدارة التعليم التي كانت لا تتأخر عن إجراء التحقيق معه …..

حتى أوصلها مدير المدرسة إلى الشرطة التي بدورها رفعت تقريراً إلى إمارة المنطقة !!!!!

زادت حالته سؤ وبدأت دائرة المعاناة تتسع والأمال تذبل فأدمن التدخين والهروب من واقعه

بالسهر وشرب الشيشة ….. والنوم !!!

وبقيت أسرته تتجرع القهر على مصيره الذي أنتهى إليه …..

وهي لا تملك له إلا الحيرة واليأس الذي بدأ يفتك بكل فرد فيها ….

حتى كان يوم جاء إتصال من الشرطة يخبرهم أنه قد وقع له حادث ….. في طريق صحراوي

عند المغيب …..

أسرع إليه أخوته فوجدوه في المستشفى ….

وبعد الأطمئنان على صحته الجسدية عادو به إلى المنزل ليكتشفوا هناك أنه …..

شبه مختل عقلياً …… ولايدرك أي شئ …..

بدأت الحالة تسؤ وكانت أسرته تتناوب في الذهاب به إلى بعض الرقاة في محاولة منها حتى

لاتظتطر إلى إدخاله لمصحة عقلية …..

وبعد أشهر من المعاناة وجهاد والدته المريضة معه عله يشفى …بدأ يصاب بحالات هياج

وتهجم على أخوته …. ثم تطور الأمر إلى محاولته للأتصال بالشرطة والتبليغ بحجة

أنه يريد سجن أخوته ….. سجن مدير المدرسة ….. ومع الأيام …..

بدأت أسرته تنهار اخر بقاي الأمل عندها لتصل إلى الأستسلام …… الرضوخ للقرار الذي طالما

هربت منه ……….

إدخاله إلى مصحة الأمراض العقلية !!!!!!!!!!!!!!

لقد دخل اليوم ………..

ليودع عند بابها اخر أمنياته ويستقبل أيام لا تختلف في قسوتها عن التي مضت ………

دخل إلى مصحة الأمراض العقلية !!!!!!!!! ولكن ياترى هل ستعيد له عقله ؟؟؟

هل ستعيد ذلك الشاب الذي عطر الأسماع يتلو ايات القرأن في صلاة الفجر وهو دون العشرين

من العمر !!!!!!!!!

هل ستعيد تلك الرزانة والهيبة التي كان الكبار قبل الصغار يقفون هيبة لها !!!!!

لقد كتبت هذه الكلمات رسالة لكل من شكى وبكى من الضيم والألم …..

رسالة لكل من خاصم دنياه وسخط على أيامه ……

رسالة تقول لنا أن كل خسارة مهما بلغت فداحتها …. بجانب نعمة العقل لا تساوي شئاً

رسالة تقول أن جميع الفرص يمكن أن تعوض …. المهم أن لايقفد الأنسان القدرة على ذلك

رسالة تقول لنا … أن كنت فقدت القدرة على تحقيق أمنياتي … فأن هناك من لم يعد

بمقدورة أن يحلم ولولو بأبسط الأمنيات في هذه الحياة !!!!

عندما تقف الأقدار بينك وبين غدك ….. ماذا يتبقى لك في هذه الدنيا !!!!

عندما تنتهي صلاحية عقلك سيدك وقائدك لكل ماتريد وتطمح له في هذه الدنيا هل ….. يهمك

أن كانت الشمس ستشرق في الغد ام لالالالالالالالالالا

أعذروني أن كنت فشلت في إصال الصورة واضحة لكم …. فأن هنا أكتب هذه الكلمات

بوصفي أنسانة تخنق كلماتها مأساة أنسان يحتاج إلى دعاء صادق منكم أن يفرج الله كربته .

عن BlackBone35

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …