مشط جدتي !!!


وقتما كنتُ صغيرة ، كانت جدتي تزور عندنا ، وكان يلفت نظري مشطها العظمي المسنن بأسنان صغيرة متقاربة ، تمشط فيها شعرها الطويل الأحمر بلون الحناء …..

في تسريحة أمي وجدت مشطا مشابها قد اعتلاه الغبار ، فحاولتُ تمشيط شعري به ، لكني تألمتُ جدا ، فكان شعري يتقطّع من أسنانه الصغيرة …

فقلت : لله درك ياجدتي ! كيف تستطيعين استخدامه ؟؟ 😛

وكنتُ في الصف الثالث الابتدائي عندما غزا مدرستنا وباء القمل ، فانتشر بين كل الطالبات …

والمدرسات أعدننا إلى بيوتنا ، وقلن لنا ألا نعود حتى يذهب القمل من رؤوسنا الصغيرة ….
عدت إلى البيت أبكي بحرقة ، وحضنتني أمي ، ثم أحضرت وعاءا عميقا وضعت فيه بعض الكاز ( وهو من مشتقات البترول كالمازوت ولكنه مكرر أكثر ولونه أبيض كالماء ، ورائحته كرائحة المازوت ) ، وغطت فيه مشط جدتي وبدأت بتمشيط شعري بأسنانه الناعمة …
وظلت حوالي نصف ساعة تمشط شعري به وفي كل مرة تعيد غطه في وعاء الكاز …
كانت الرائحة قاتلة ، لكنها سألتني أن أتحمل قليلا ، وبدأتْ بسحب ما تبقى من بيوض القمل بأطراف أصابعها، ثم بعد ساعة أدخلتني الحمام وبصابون الغار الأصلي القديم غسلت شعري أدوار ، وختمتها بدور شامبو رائحته زكية …
وخرجتُ، من الحمام شعري نظيف يلمع وله بريق رائع .
وفي اليوم التالي عدت لمدرستي وعندما نظرتْ المعلمة برأسي تفاجئت بنظافته وخلوه من أي قمل أو بيوضه وأدخلتني الصف، فكنت سعيدة جدا …..

ومرّتْ الأيام وصار عندي ابنة صغيرة جميلة ، دخلت المدرسة ، وهي في الصف الأول ابتدائي ، ومنذ حوالي ثلاثة أشهر ، جاءت تشكو من حكة برأسها ، فنظرت في شعرها ووجدت القمل وبيوضه…….
ودق جرس الاستنفار …..;)
أحضر أبوها شامبو للقمل من الصيدلية ، وكان معه مشط كمشط جدتي واتبعت التعليمات المذكورة ..

هذه صورته :
بحثت في شعرها بعد الحمام ولم أجد شيئا ، فحمدت الله ، ولكن ….

بعد يومين أصيبت مرة ثانية ، وعلى الحمام ، ولم أجد شيئا بعده ، ولكن ….
بعد يومين آخرين عاد القمل ، فاتصلتُ بالمعلمة وأخبرتها ، وفتشتْ الفصل ووجدتْ في شعر طالبتين فقط ..
لكن ابنتي كانت كلّ يومين يعود القمل لرأسها … والمسكينة انعدمت من الحمام وخصوصا فصل الشتاء والبرد ، أشفقت عليها جدا …
حتى أخوها الصغير أُصيب منها ، ولكن الولد نحلق شعره ، ثم حمام ، وخلص حُلتْ المشكلة ..
أما البنت …فهنا تكمن المشكلة …
غسلت أغطية سريرها ومخدتها ولحافها وثيابها بالماء الحار جدا….
وبحثت على النت فاستخدمت خل التفاح ، ولكنها كانت تصرخ وتصيح ولم تتركني أستخدمه مرة ثانية ولم يحل المشكلة ….
ثم تذكرت مشط جدتي … وطريقة أمي …
فجعلتها تجلس على طرف البانيو ، ولففتها بمنشفة حتى لا تبرد ، ووضعت شامبو القمل ، وبدأت أمشط شعرها بأسنان المشط الناعمة من الجذور للأطراف …

وكنتُ أنفض المشط على المغسلة وأرى القمل والبيوض تتساقط فأغسل المشط ، وأمشط ، وبقيت هكذا حتى لم أعد أرى شيئا ، ثم غسلت شعرها….. وغيرت كل أغطية سريرها وبيجامتها ، وغسلتها ثانية بالماء الحار جدا مع برش الغسيل …
وفي اليوم التالي أعدت الكرة ثانية بنفس الطريقة …
ومن يومها لم أعد أرى شيئا بشعرها ، وكل أسبوع أتأكد بالنظر جيدا في رأسها ….
حقا كانت تجربة قاسية ، حيث كانت بيوض القمل المتبقية في رأسها تفقس من جديد في شعرها
وكان مشط جدتي هو الحل ….

أخيرا عزيزاتي الأمهات :

أتمنى أن أكون قد أفدتكن بذكر تجربتي ، وأعطيتكن حلا مناسبا ، وليس عيبا أن نتحدث عن تجاربنا ، فالبعض يتحسس من موضوع القمل ويعتبره عيبا ، ولكن لا …
القمل وباء خطير ويتكاثر بسرعة وينتقل بسرعة ، حتى لو كانت ابنتك نظيفة ..
ابنتي تغسل يديها بعد الطعام وكلما أكلت شوكولاته أو حتى شيبس بطاطس ، وكل يومين تستحم ، ومع ذلك أصيبت بالقمل ..

لذلك سأطلب من كل فراشة ترفرف هاهنا أن تذكر لنا ، تجربتها ، والحل أو الطريقة التي اتبعتها للتخلص من القمل ؟؟
أو كانت تعرف حلولا أخرى لتلك المشكلة ؟؟؟؟

وأناعارفة أن كل واحدة منكن الآن وهي تقرأ موضوعي تحك في شعرها ههههههه………
قولوا الحقيقة ➡
حفظ الله أطفالكم يارب من كل سوء وشر 😆

( بقلمي )

عن

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …