مشاعري هنا….



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع نسمات الصباح الجميلة, ومع ذلك الهدوء و تلك السكينة, وبين يدي تلك الوردة الصغيرة,
ففاجأتني قائلة وملئ شفتيها ابتسامة : لما تطيلي الصمت؟ ولما عيناك دامعة؟ فهل لك أن تجيبي؟.
فقلت : يا وردتي ولما لا أجيبك !!
فمشاعري لابد أن تذاع وتسطر, فهنا أنا لست أنا, هنا تبدلت لدي معاني الحياة, هنا جنة الدنيا, هنا انشراح البال, ولطالما بحثت عن السعادة, لكن لا جدوى!! إلى أن قدر الله فها أنا بينكم ولله الحمد.
فقالت: أخبريني ما الذي تبدل من حالك؟!!
فقلت لها : حسناً لأن هذا الحديث يسعدني, فمنذ أول يوم هنا ومازالت دمعات الفرح لم تتراقص فرحاً واستبشاراً بهذا الحال الذي تبدل, فإليك حالي قبل وبعد المجيء إلى هنا.
أختاهـ : بينما كنا جلوس على سطح السفينة, فإذا بالمساعد يصرخ, قائلاً: أنظر يا قطبان السفينة, أنها عاصفة قادمة.
فقلت: أسأل الله أن يجعلها برداً وسلاماً علينا, فمازلنا نعاني من أضرار العاصفة السابقة, يا الله أرحمنا.
وهكذا مازالت تتوالى علينا العواصف وتجتاح هذا المحيط ومازلنا داخله, وتلطم الأمواج بالسفينة يمنه ويسرة, وتأخذنا حيث أمرها الله .
فقالت : وماذا بعد؟.
فقلت : وبينما نحن نتأهب للقادم من هذه العواصف فإذ بنا نرى جزيرتكم, وكم تمنينا لو نصل إليها قبل أن تدركنا العاصفة, ولكن أدركتنا, وأخذت تلعب بنا حتى ظننا أننا من عداد الأموات.
وفي ذلك الظلام الدامس وتلك الرياح الهوجاء, نفاجأ بأن السفينة تسكن وتسكن حركتنا, وأيقنا أننا على ساحل جزيرتكم فلله الحمد من قبل ومن بعد.
شعرنا بالطمأنينة وما أن هدأت الرياح حتى ظهر لنا أهلها.
فقلنا : كيف يكون حالنا هنا ؟!! وأسأله كثيرة في أذهاننا.
وارتسم الخوف على وجوهنا, ونزلنا إلى أرضكم.
فسألتني : وماذا حدث بعد هذا؟!!.
فقلت : تبدد ما كنا نخشاه, عندما قوبلنا بالتحية والابتسامة التي ملئت أرجاء جزيرتكم نوراً, وسُمينا أخوتاً في الله, فلله درهم.
فما أجمل تلك الأيام, لأني قضيتها مع أخوة ملئ قلوبهم الحب الصادق, وهم أصحاب مشاعر فياضة, الاحترام والتسامح يكسوا تعاملهم, فليهنأ من أطال المكث بينهم .
وسبقتها قائلة:
فلا تسألي, عن وقت الرحيل فلقد وجدت ضالتي, وجدت أعظم كتاب هنا, ووجدت قيمة ذاتي بقراءته وترتيله وتدبر معانيه والعمل بمقتضاه, فأين أنا منه؟! وأين أنا منه وقد تعرفت على عظم الأجر المكتسب فيه؟!.
ولما الرحيل ؟! وجزيرتكم تضيف بجانب تعليم كتاب الرحمن المحاضرات والأنشطة التي لها شأن في تعليم أمور الدين, والتي نحن بحاجه لها مع كثرة الفتن, والله المستعان.
ولما الرحيل؟! فهنا المكان المناسب للقلب العليل ليشفى بإذن الجليل.
يا أختاهـ :
ماذا عساي أن أقول عن حالي الآن وبعد المجيء هنا, فحالي يسير إلى الأفضل ولله الحمد. فالمحافظة على الأوقات وتنظيمها, وارتياح النفس من متاعب الدنيا, ووجود السعادة التي لا أستطيع وصفها, ناهيك عن أن أحلامي بدت تتحقق والتي طالما رسمتها وأعدت رسمتها والتي لم تكن لتتحقق إلا بفضل من الله ثم بفضل جزيرتكم والتي سوف تصنعني إن شاء الله داعية إليه, وأملاً من آمال أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
..أختكم الداعية إلى الله وأمل الأمة..




هذه مشاعري سطرت عن دور تحفيظ القرآن


عن

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!