محبة الله عز وجل


محبة الله عز وجل
***********
المحبة هى المنزلة التى فيها تنافس المتنافسون, وبروح نسيمهـا تروح العـابـدون, فهى قـوت القـلـوب , وغذاء الأرواح, وقرة العيون, وهى الحياة التى من حرمها فهـو من جملة الأمـوات, والنـور الذى من فقده فهـو فى بحار الظلمات, والشفـاء الذى مـن عـدمـه حلت بقـلبه جـميـع الأسقـام. بالله لقـد ذهب أهلها بشرف الـدنـيـا والآخرة، اذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قـدر مقـاديـر الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب. والمحبة لله عز وجل هى الغـايـة القصوى من المقـامـات، فما بعد ادراك المحبة من مقـام الا وهو ثمرة من ثمارها وتـابع من توابعها كالشوق والأنس والرضا، ولا قبل المحبة مقام الاوهـو مقدمة من مقدماتها كـالتوبة والصبر والزهد وغيرها وأنفع المحبة على الاطـلاق وأوجبها وأعلاها وأجلهـا محبة من جبلت القلـوب على محبته، وفطرت الخليقـة على تأليهه، فان الأله هو الذى تألهه القلوب بالمحبة والأجلال والتعظيم والذل له والخضوع والتعـبـد، والعبادة لاتصلح الا له وحده، والعبادة هى كمال الحب مع كمال الخضوع والذل
وقـد دل على وجـوب محبته سبحـانه جميـع كتبه المنـزلة ودعـوة جميـع رسلـه وفطـرته التى فطر عباده عليها، فـان القلوب مفطـورة على محبة من أنعم عليها وأحسن اليها، فكيف بمن كل الاحسان منه ! قال تعالى: – ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله ) وقال تعالى 🙁 يآأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينـه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) وقال :(:- ( والله لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين) . وقال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه:-(لا حتى أكون أحب اليك من نفسك) … فاذا كان النبى 🙂 أولى بنا من محبة أنفسنا فى المحبة ولـوازمهـا أفليس الرب جل جلاله أولى بمحبته وعبادته من أنفسهم وكل مامنه الى عبده يدعو الى محبته مما يحب ويكره؟ فكل من تحبه من الخلق ويحبك انما يـريـدك لنفسه وغرضه مـنـك، والله سبحانه يـريـدك لـك, وأيضا فكل من تعامله من الخلق ان لم يربح عليك لم يعاملك، والرب تعالى انما يعـاملـك لتربح عليه أعظم الربح وأعـلاه، فـالدرهـم بعشرة أمثاله الى سبعمـائـة ضعف الى أضعاف كثيرة، والسيئة بواحدة وهى أسرع شىء محوا. وأيضا فهو سبحانه خلقك لنفسه وخلق كل شىء لـك فى الـدنيـا والآخـرة، فـمـن أولى منـه باستفراغ الوسع فى محبته وبذل الجهد فى مرضاته
وأيضا فمطالبك – بل مطالب الخلق كلهم جميعا- لديه وهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمـين أعطى عبده قبل أن يسأله فوق مايؤمله، يشكر القليل من العمل وينميـه ويغفـر الكثير من الذلل ويمحوه.. ( يسأله من فى السموات والأرض كل يوم هـو فى شـأن ) ، لايشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، ولايتبرم بالحاح الملحـيـن، بـل يحب الملحـيـن فى الدعـاء، ويحب أن يسأل ويغضب اذا لم يسأل، يستحى من عبده حيث لايستحيى العبد منه، ويستره حيث لايستر نفسه، ويرحمه حيث لايـرحم نفسـه، دعـاه بنعمه واحسانه وأيـاديـه الى كرامته ورضوانه فأبى، فأرسل رسله فى طلبه وبعث معهم عهده، ثم نزل اليه سبحانه بنفسه وقال:-( من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له )……….. فهو أحق من ذكر، وأحق من شكر، وأحق من عبد، وأحق من حمد،وأنصر من ابتغى وأرأف من ملك واجود من سئل وأوسع من أعطى وأرحم من استرحم وأكرم من قصد وأعز من التجىء اليـه وأكفى مـن تـوكـل عليـه، أرحـم بعبده من الوالدة بولدها، وأشد فرحـا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التى عليها طعامه وشرابه فى الأرض المهلكة اذا يئس الحياة ثم وجدها.
فمحبة الله عز وجل هى حياة القلوب وغذاء الأرواح، وليس للقلب لذة ولا فلاح ولاحياة الا بها، واذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من ألم العين اذا فقدت نورها، والأذن اذا فقدت سمعها، بل فساد القلب اذا خلا من محبة فاطره وبارئه والهه الحق أعظم من فساد البدن اذا خلا من الروح، وهذا الأمر لايصدق به الا من فيه حياة ومالجرح بميت ايلام.
وأخيرا………… اللهم انى أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربنى الى حبك، اللهم اجعل حبك أحب الى من أهلى ونفسى ومالى ومن الماء البارد على الظمأمنقول

عن Sana ihsan

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!