ماهو المعنى المزدوج للـ((الثقة))..!!



المفعول المزدوج للثقة

راحة نفسية وعطاء بلا حدود .

إن الثقة تولد الشعور بالراحة والطمأنينة والسكينة النفسية , وتفجر الطاقات الغائرة فتشتعل الأعضاء حماسة , ويكون عطاؤها بلا حدود , وبذلها مستمر دون كلل أو ملل , وحركتها دائمة لا ضجر معها .

وصدق توجه الواثقين يبعث تيار الإيمان متدفقاً , لأنهم يحملون هم الفكرة وشوق تحقيق الهدف , بل يجعلها تسري في العروق دون انقطاع , ولقد سرت هذه الروح العالية قديماً , ولا زالت في صدور المعاصرين ممن انتهجوا سنن الأوائل فأقدامهم ثابتة وإن أثخنتهم الجراح , وأعمالهم في ازدياد وإن قل السالكون .

– في التوفيق الرباني .

إن منبع الثقة لدى المؤمن هو الله عز وجل وما عنده من الأجر , فيتيقن الرحالة أن في صالحات أعماله توفيق رباني ومدد إلهي , ما دام الإخلاص ديدنه وحسن التوكل زاده , فإن نور اليقين يضيء دربه , وبرد الرضا يلف جنانه , وحلاوة الإيمان تنسيه مرارة العقبات .

وقد كان مشهد الثقة جلياً عند الصحابة من خريجي جامعة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية العهد الإسلامي , حيث امتلأت القلوب بالثقة الكاملة بنصر الله ووعده , وفي أشد حالات الضنك كانت الآمال بالنصر والتوفيق تبعث في النفس معنى الثبات على طريق العلياء والعزة .

– النفس الواثقة .

اجعل نفسك كبيرة تداعب النصر وتتفاءل بالفوز ولا تصغرها فتقعد وقد سار الركب عنك وسبقك الآخرون , وأفلح المسارعون الواثقون الذين لم تنهزم نفوسهم أمام الصعاب . .

( إن الهزيمة النفسية هي بداية الفشل , بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردته قتيلاً
ولذلك يقول مونتغمري في كتابه ” الحرب عبر التاريخ ” : أهم مميزات الجيوش الإسلامية
لم تكمن في المعدات والتسليح أو التنظيم . بل كانت في الروح المعنوية العالية النابعة من قوة إيمانهم بالدعوة الإسلامية )

– الكلمة المتفائلة .

في الكلمة المتفائلة تأثير على النفوس كبير تجعلها منجذبة نحو الأمل والعمل , نافرة عن الكسل واللامبالاة , بل إنها توقظ النائم وتعافي السقيم وتهدي الحيران .

يقول مصطفى محمد الطحان : ( كنت في زيارة أحد الأشخاص فوجدته مريضاً طريح الفراش , سألته عن أحواله فذكر لي أنه اليوم قُبل في الجامعة فرع الهندسة . . ولكن الطلبة المسجلين في هذا الفرع أخبروه بأنه صعب ولا يمكن للطالب استيعابه أو النجاح فيه . . وعهدي بهذا الطالب نشيطاً ومجداً , ولكن الكلمات المتشائمة قتلته وطرحته فراشاً . . فقلت له : مالك وكلام الآخرين . . وهل تصدق أن دراسة ما لا يمكن استيعابها . . ؟ إنهم ذكروا ذلك ليبرروا فشلهم . . فنهض صاحبنا وليس به بأس )

– جرب وأنت الحكم .

ومن أراد أن يتأكد من مفعول الثقة في نفسه , فعليه أن يجرب التعامل مع هذا الدواء الذي عالج الكثيرين , وأنشأ في نفوسهم مصانع أنتجت الطمأنينة والاندفاع نحو قمة السؤدد والاستشعار بمعاني العزة والكرامة , جرب وأنت الحكم .

( جرب وحاول وكرر وتابع ) ردد هذه الكلمات في نفسك على الدوام حتى تتعود عليهن وتحرص على ترجمتهن عملياً في يومياتك , فلا تيأس وانظر إلى من حولك ممن بلغوا المنازل الأولى بعد تعب وجهد ومشقه وتكرار المحاولة , فحصلوا على المراد ونالوا المبتغى وجازوا المناقب العلا , فلا ضرر بعد ذلك من السير على دربهم واقتفاء آثارهم المباركة .

إنها آيات بينات ودلائل واضحات تدعوك قائلة : ثق في ربك أولاً , وفي طريق المجد الذي سلكته ثانياً . وثق في نفسك دائماً , وازرع هذه الثقة في وجدانك يقيناً لا يخالطه أدنى شك كي تحصد بإذن الله عز وجل النصر والتمكين , وصدق الله العظيم :

{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا . . . }

المرجع : كتاب ( جند المعالي ) تأليف : أ/ خليل صقر .
منقول


عن starimes

شاهد أيضاً

عُدت اليكم من جديد -={ جـديـدي الزئبق }=-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوحشتووووووووني كثير يابنات العلوم نظراً لضرووفي ماقدرت اتواصل معاكم لاكن الحمدلله …