لم يبعث الله الانبياء الا بالاسلام فليس هناك يهوديه ولا نصرانيه


خلق الله تعالى الإنسان مفطوراً على التوحيد والإسلام ، فكل إنسان في قديم الزمان أو حديثه ، في أي بلد وجد وفي أي مكان ، هو مولود على ملة الإسلام ، وإنما يقع له الانحراف بعامل خارجي ، حيث يربيه والداه أو مجتمعه ، على ما يعتقدون من الأديان الباطلة .
يقول الله تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( الروم 30) ويقول :  وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ- أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ  (الأعراف 172-173) والتوحيد والإسلام هو دين البشرية الأصلي ، فقد كان أول البشر آدم عليه السلام مسلماً موحداً ، لأنه كان نبياً ، وظلت ذريته على التوحيد أجيالاً عديدة ، حتى ظهر فيهم الشرك بسبب تعظيم الموتى الصالحين , وبعث الله تعالى أول الرسل نوحاً ليدعوهم إلى الإسلام ، فأسلم معه بعضهم وأغرق الله المشركين , وذكر الله تعالى أن كل نبي قاله له لقومه كما على لسان نوح :  لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  (الاعراف 59) ومن أعظم هؤلاء الانبياء إبراهيم خليل الرحمن ، وهو أبو بقية الأنبياء الذين جاءوا من بعده , وكذلك نبي الله موسى كان مسلماً ودعا قومه إلى الإسلام ، وهذا ما أقره فرعون لما أدركه الغرق وكذلك عيسى كما قال تعالى : َإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ  (المائدة 111) والحواريون هم أصحاب عيسى , فكل نبي دعا قومه إلى الإسلام ، والإسلام هو دين الله الذي لا يقبل سواه ، قال تعالى :  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  (آل عمران 19) (1)
وقال :  وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ  (آل عمران 85)
وإن الإسلام هو دين البشرية الأصلي وان كان كل الأنبياء كانوا مسلمين داعين إلى الإسلام والتوحيد .
وإن اليهودية ، والنصرانية ، والمجوسية ، والهندوسية وكل الأديان سوى الإسلام ليست هي دين الله الذي أرسل به رسله وانزل به كتبه ولا يقبل الله منها شيئاً ، ومصير كل من دان بها هو الخلود في النار وبئس القرار .
وإن الأديان الأخرى سوى الإسلام – إنما هي من صنع وابتداع الأحبار والرهبان والكهان ورجال الدين والفلاسفة .. الذين أسسوا أدياناً من عند أنفسهم ، أو حرفوا دين الله وزادوا فيه ونقصوا حتى ضاعت الحقيقة في ركام الأباطيل.(1)
وقد بين الله فيها : أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه ، ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول  ، فليس من أولياء الله : وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم ، أو في غيرهم ، أنهم من أولياء الله ، ولا يكونون من أولياء ، فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء لله وانه لا يدخل الجنة إلا من كان منهم ، بل يدعون أنهم أبناؤه واحباؤه ، قال تعالى : (قل : فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ) , وقال تعالى : ( وقالوا : لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى ، تلك أمانيهم )(2) .
وقد بين بن تيمية أن كفر النصارى : من جهة عملهم بلا علم . فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله ويقولون على الله ما لا يعلمون . ولهذا كان السلف كسفيان بن عيينة وغيره يقولون : (من فسد من علمائنا : ففيه شبه من اليهود . ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى

النصرانية بين ماضي مُحرف وحاضر متهالك

إن عيسى عليه السلام بعثه الله إلى بني إسرائيل ومن المعلوم إن رسالته هي تجديد لشريعة موسى عليه السلام وتخفيف لها ، وأيضاً تبشير برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد دارت أمور عدة بين عيسى وبني إسرائيل في بداية ولادته وحصل ما حصل من رمي مريم العذراء بالزنا قذفاً مُنكراً والعياذ بالله وهذا دأب بني إسرائيل الظلم والتعدي والتجاوز المسرف في الطغيان .
ولكن حصل آيات بينات وبراهين باهرات على صدقه عليه السلام فلقد نطق وهو في المهد صبيا وانزل الله إليه الإنجيل .
وقد ذكر الشهرستاني(1) في الملل والنحل أن الله أوحى إليه إنطاقاً في المهد وأوحى إليه إبلاغاً عند الثلاثين وكانت مدة دعوته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام .
فالتحريف طال النصارى فحادوا عن جادة الصواب وذلك مصدقاً لحديث المصطفى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على أثنين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة(2) .
وكما هي عادة اليهود عليهم من الله ما يستحقون فقد تدخلوا في النصرانية ليفسدوها من الداخل .
ولقد كفر اليهود برسالة عيسى أشد الكفر ، واتهموه بأشنع التهم ، وسعوا في القضاء عليه وعلى من اتبعه منهم ، ودبروا مكيدة لدى الحاكم الروماني أقنعته على المسيح بغرض قتله وصلبه ، ولكن الله تعالى نجاة منهم ورفعه إليه ، وألقى شبهه على المجوس المنافق فصلبه الحاكم ، قال تعالى عن المسيح ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) (النساء 157) (3) .

واستمرت الحكومة الرومانية بتحريض اليهود ومعاونتهم في تعذيب إتباع المسيح وتقتيلهم ثلاثة قرون تقريباً ، ونتج عن ذلك نتائج وأحداث كبرى في تاريخ النصرانية ، أهمها :
1. ضياع الإنجيل الذي أنزل الله وتفرق المؤمنين به ، وهذا ما جعل كثيراً منهم يكتب ما بلغه وسمعه عن المسيح سراً ودون تحقيق أو تدقيق ، وهذه الكتابات سميت أناجيل .
2. ظهور دعوات وأفكار غريبة انتسبت إلى عيسى كذباً وزوراً ، ولم يكن في إمكان أتباعه وهم في هذه الحالة القاسية أن يقاوموها ويبينوا زيفها .
واهم هذه الدعوات في تلك المرحلة دعوة : ( شاءول ) الملقب ( بولس) ويكاد الباحثون والمؤرخون المعاصرون من النصارى وغيرهم يجمعون على أن بولس هو المؤسس الحقيقي للدين النصراني المعروف اليوم
ولا خلاف في انه كان أول أمره من أشد اليهود عداوة للمؤمنين بالمسيح وتنكيلاً بهم ، كما هو مسطر عنه في الرسائل المقدسة نفسها وانه تحول إلى المسيحية فجأة واعتنقها ، وأصبح أعظم الرسل كما يسمونه.
وكان تحوله في الحقيقة مكيدة يهودية بعيدة النظر ، فقد أخذ يهدم المسيحية من داخلها وينسخ منها ما شاء ، ويضيف إليها ما شاء ، مع أنه لم يلق المسيح ولم يره ، وإنما ادعى أن المسيح يوحي إليه ، فصدقه أكثر النصارى وسموه ( بولس الرسول ) وأصبحت رسائله فيما بعد من كتبهم المقدسة ، والواقع أن بولس كان يؤمن بالمذهب الذي أسسه الفيلسوف اليهودي ( أفلوطين) وهو المذهب المعروف (بالأفلاطونية الحديثة ) وقد اقتبسه أفلوطين من الفلسفتين : الهندوسية واليونانية


عن

شاهد أيضاً

(_.·´¯`·«¤° الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية (_.·´¯`·«¤°

بسم الله والصلاة والسلام على خير الآنام السلام عليكم سؤال: ما رأيكم في أمر التميمة …