*لحن الرحـــيــل*….*قصه خطيره ومؤلمه لاتفوووووتكم

..هااااي بنات ترى جبت لكم قصه على ذوقي..
وأنشاءالله تعجبكم
وعطوني رايكم أذا يعجبكم هذا النوع من
القصص ولا لأ…
..ok..
يلاه أخليكم تقرونها

~لحن الرحيل~

أسندت يدها المثقلة بطبق الحساء على ركبتها المثنية, وعادت طرق الباب وشعور الإحباط يوسع سلطانه في مملكة فكرها. إلا أن باب الملحق فتح ليطل منه وجه أخيها الذي لا تعرفه بغير الاسم “مـنـسـيّ”…

كانت بشرته سمراء , لسمرتها صمت حزين … وفي عينيه النجلاوين , عسليتي اللون , أعماق تنبض بقصص لا يعيها العقل , إلا أن التنهدات تنطلق على إثرها حارة مشفقة… أما شعره فاحم السواد المنتثر بإهمال على جبينه , وكأنه يناشد الخلاص من سياط الوحدة .. والمعاناة!

ببعض التردد وابتسامه واجفة تطل من شفتيها رفعت طبق الحساء وهزت كتفيها مازحة..

– حساء طازج من القدر إلى مسكنك في دقيقتين!!

تسللت ابتسامه إلى ركن فمه , أخفاها, وابتعد عن المدخل قليلاً,فدخلت واحتوتها برودة مسكنه… أزاح عنها الطبق وأشار لها بالجلوس على المقعد الوحيد في حجرته, بينما جلس قبالتها على حافة فراشه. كل مــا أعدته من مواضيع, وخططت قوله , تسرب تحت تأثير برودة الموقف . مواجهة أخ لها لم تحادثه مطلقاً, ولا تعرف له اسماً سوى (منسي), الغريب الذي يعيش في عزل عنها وعن والدتها في هذا الملحق الصغير , بينما تمنعها والدتها من الخروج إلى الحديقة أثناء تواجده فيها…….

قطع منسي الصمت..

– مشاء الله ياهنوف, في أي مرحلة أصبحت الآن؟!

تطلعت إليه بدهشة , فأدرك أنها لم تخله يعرف أسمها. اشتعلت في داخله رغبة إطلاعها على الأعوام الماضية التي قضاها يسترق النظر إليها خلال النافذة الملحق الصغيرة, يرقبها منذ أن كانت طفلة بضفيرتين مجدولتين تسرع راكضة إلى الحافلة المدرسية وابتسامة تشع خلال وداعها لأمها وسلامها لها حين عودتها , حتى أصبحت فتاة ناضجة تخرج بعباءتها , وجمال يشرق بإصرار خلال السواد الذي تكتسي به … يرها كل يوم ويشيعها بدعاء الله أن يحفظها ويوفقها…

تغلبت هنوف على دهشتها لتجيبه ..

– أصبحت في التوجيهية… (عنق الزجاج) كما يقولون!

فابتسم , وعاد الصمت يخيم عليهما من جديد ..

– ألا ترتشف حساءك يا “منســـ…..

عبارتها وقد انتبهت لزلة لسانها, لكنه قرب الحساء إليه وبدء في ارتشافه بتمتع واضح..

– لا عليك .. وذاك هو اسمي بــالفعل .. أستحقه يا هنوف أكثر مما تتصورين!

وبدت عيناه وكأنهما تتطلعان إلى ماضٍ سحيق لم تعشه هنوف ولم تسمع عنه حتى… حينما نطقت عيناها بصادق التعاطف والشفقة,

بدا عليه الانفعال والضيق وبادرها مدافعاً…

– اسمعي ياهنوف ..قد عشت وحدي طوال عشرة أعوام , لم أحتج خلالها إلى معونة أحد… ولن أحتاج في يوم ما إلى شفقة مخلوق أياً كان!

وقبل أن يسترسل في دفاعه المجروح أجابته..

– أدرك هذا جيداً يا أخي

وانسابت كلمة أخي إلى قلبه فشعر بالدفء يسري في أوصاله..

– الجو بارد والحساء يفوق حاجتي أنا وأمي,

وزفرت زفرة طويلة قبل أن تواصل..

– وفي الحقيقة أنني لم أعد أطيق جو الغموض الذي يحيطني وأحببت أن أنهيه بالقدوم إليك .في البداية كنت أظنك ضيفاً غريباً. ثم مرت الأيام واستنتجت معها أنك أخي , وأن أمي غاضبة عليك ولم تعد تحبك. ولكن قبل يومين تنبهت من نومي على صوت شهقات أمي المتقطع . سارعت إليها فوجدتها ترقب الملحق المضاء – حيث أنت – وتبلل خشب النافذة بدموعها المنسابة بغزارة … تدعو الله أن يحفظك … ثم تعود لبكائها من جديد…

تحت ضوء التمعت عينا منسي بتأثر , وبدت تقاطيع وجهه الناضج محفورة بعدد سنينه السبع والعشرين.

تنحنح في جلسته وأسند جبينه إلى يديه مستغرقاً في تفكير عميق وأخيراً رفع عينيه أليها سارداً قصة ماضيه بتفاصيلها الدقيقة.

قصته منذ أن كان في مثل عمرها , يفيض طاقة وحيوية وحيرة… وتوقاً إلى أن يكون مثل سالم… شاب يغاير الطلبة , سواء بقامته الفارعة,أو قوته التي لا ينافسه فيها أحد منهم ..أو استقلاليته حيث كان يعيش مع جدته التي لا تدرك من محيطها شيئاً في معزل عن أهله – الذين لم تتوصل الإشاعات إلى تحديد أصلهم أو محل إقامتهم .. كانت له مواجهات عدة مع رجال الأمن . خرج منها خروج الشعرة الناعمة من العجين …. كان من ذلك النوع الذي لا يشق له غبار ولا يوقف في الطريقة أحد إلا سحقته إطارات سيارته المتجددة في طرازها ولونها……

وأتى يوم أرعد فيه مدير مدرستهم بصفهم الدراسي , وفي عينيه رصاصتا اتهام مصوبتان تجاه سالم … صرخ فيه ,يتوعده بالفصل أن صح ما سمعه عن تدخينه (السجائر) داخل الفصل وقت (الفسحة)…. وأخذ يسأل واحداً واحداًُ عن صحة الخبر وهم يجيبونه بصمت يثقله الخوف – الخوف من سالم … فأنطلق منسي بعد تفكير – لم يدوم طويلاً- ينفي بثقة مبالغة – يخفي بها اضطرابه –أقدام سالم بذلك … وكانت كلمة واحدة منه – وهو الذي عرف باستقامة خلقة وصدقه – كفيله بمسح أي أثر للشك من فكر المدير .. والذي رحل محبطاً – لسبب ما – وهو ينذر من تسول له نفسه الإخلال بالنظام بعقاب لا يعرف الرحمة… وفتحت السماء مصراعيها لمنسي إذ التفت إليه سالم وابتسامه عريضة تقتحم فكه العضلي , ودعاه لمشاركته العشاء في أحد المطاعم التي عرف بارتياده……

ومنذ ذلك الحين, وحياته تسير في خط مواز لسالم…. فقد فتح له الآخر آفاقاً جديدة من القوة… دله على طريق مكنته من أهله إلى إمداده بسيارته التي يتمناها, ومنحه مساحة من الحرية توائم رجولته …. وصار يصحبه إلى الأثقال حتى صار يباريه قوة…. وسمح له بالتجول معه خارطة حياته…. إلا مكاناً واحداً, ولم يصحبه إليه… وهو الشباب… الشباب الذين يتحدث عنهم بفخر ويرفض اصطحاب منسي إليهم …. قائلاً بأن الوقت لم يحن بعد ..بأن منسي لم ينضج بما فيه الكفاية ,ولم يستقل ذهنياً بالصورة التي تؤهله لولوج عالمهم…. وكان في كل مرة يقولها, يطعن منسياً طعن يؤلمه… وصبر الآخر طويلاً, واحتمل الطعنات مراراً حتى تفجر صبره هائجاً فأمسك بتلابيب سالم يحذره من الاسترسال في الاستهانة به , وأن يأخذه إلى أولئك الشباب وإلا –

فما كان من سالم إلا أن دفعة بابتسامة غمضة تشابه تلك التي منحه إياها في الصف حين دافع عنه , وأخبره بأنه سيصحبه ليلتها إلى الشباب ….

فقضى منسي يومه ينتظر حلول الموعد ودقات قلبه تسابق بعضها … فقد كان متيقناً من أنه لم ينتظر … سوى الخطر !!

غابت عيناه عن أخته , وهو يرسم تفاصيل لحظاته الأولى مع الشلة , وكيف كان يجلس بينهم وهو يشعر بضآلة …. والاختناق من عالم حياته صغير الممل الخالي من الإثارة .. والتحدي .. والمتعة ..

ولم تمر عليه ساعه من الجلوس بينهم , حتى كان قد اتخذ قراره بأن يكسر القوقعة التي تطوقه … وأن يجيب

بـ (نعم)حريته الفردية .. واستقلاليته .. وأن لا يسمح لوالديه أو مجتمعه بتقييده و التدخل في قرارته الشخصية!

أخذ يسرد على أخته – التى انتقلت التماعة الحزن إلى عينيها هي الأخرى …

أحداث اليلة التي عاد فيها بعد السهرة مع سالم و(شلته),

تصاعد فيها دخان (الماريجونا) المخدر , إلى المنزل وهو

يقود سيارته بسرعه جنونيه فاصدم بوالده الذي قضى الليل قلقاً

عليه ينتظر وصوله أمام المنزل … فسقط مغشياً عليه إثر كسور شتى أصابت عظامه, ودخل في غيبوبة إثر نزيف داخلي .. ولم تمر أيام حتى فارق الحياة!!

بحرثه أفضى إليها مشاعراً بدا مع كل حرف فيها يفسح للهواء مجالاً أكبر لنفاذ إلى صدره المكتوم….

حكى لها كيف مرت أيام المحاكم والقضاء طويلة غائمة – لا يذكر بم ابتدت , ولا إلى أي شيء آلت … وكيف جرفه تأنيب الضمير إلى الغرق في بحر المخدر , وكأن للغرق أعماقاً سحيقه يلوذ بها من صورة والده التي تلاحقه.. والده الذي جنى عليه بأفعاله الرعناء ,

فيهرب من ذكراه إلى الشباب .. إلى عالم (الرواقة) حيث يحتضنه دوامة النسيان .. نسيان الليلة التي حلفت عليه أمه ألا تطأ قدماه عتبة البيت , والجمود يجعل من حنانها معنى أجنبياً ليس له أي أثر في قسماتها أو نظرات عينيها .

فاستنجد بالشباب ليدخن (الكراك) , موادعاً في سبيل دخانه

سيارته التي كانت أخر مصدر للنقود .. وسار على أثره في الشوارع يترنح ويضحك والعالم في ناظريه مائج , يتراقص خلال شلال دموعه , لتصطدم به سيارة مسرعة.

تم نقله إلى المستشفى لمعاينة كسوره, ثم أحيل إلى مركز “الأمل” لمساعدته في القضاء على الإدمان . وبالفعل أطل الأمل . وبعد أسبوعين من العناية المركزة . نسق المركز مع والدته عودته إلى المنزل , فأجازت له العيش في الملحق …

ومنذ احتواء الملحق له وهو يعيش جحيماً من الذكريات تشن عليه الحرب على مدار اليوم والليلة….

حاول مراراً أن يحادث والدته , أن يستعطفها بدموعه وبكل ما أوتي من عبارات لكن الجرح غار وتعمق وما كان له سوى النظر إلى عالم الخانق عبر نافذته ووحدة حجرته الصامتة.

حانت منه التفاتة إلى باقة ورد مهترء غلافها جافة أوراقها, واختنقت حروفه .. لكنه أكمل رغم حشرجة صوته…

– وعشت بعداً عنكم يحيي مركز الأمل في نفسي الأمل . كانت صورة اللقاء بكم شعلة تجدد في داخلي الإصرار على المقاومة والشفاء ….

فسبقت زملائي في تجاوز المراحل المختلفة حتى تمكنت من طرد السم من دمي كلية.

واحتفى بي المركز وكرمني في حفلة بسيطة تمنيت لو حضرتها أمي لتشهد أنني بالفعل قد تغيرت تغيراً جذرياً , لتشهد أني أصبحت رجلاً عشرينياً له طموح وأهداف يسير على طريقها….

وصمت برهة قبل أن يكمل….

– وعدت إلى المنزل وقد أسندت من أحد المسؤولين بالمركز ريالات لشراء باقة ورود لأمي قضيت ساعتين أصوغ ماخط على البطاقة المرفقة بها من مشاعر. حاولت الدخول النزل . فإذا به مقفل من الداخل ومزقني حينها شعور اللصوصية . طرقت الباب مراراً , حتى سمعت خطواتك الناعمة تسرع إلي وأنت تهتفين لوالدتك بأن الطارق هو الرجل الغريب .

فأمرتك بألا تفتحيه .

بالا تدعي منسياً يدخل…

ورأيتك عبر الباب الزجاجي ترمقينني بعينيك الواسعتين وألف سؤال يرتسم خلالهما .

لكنك استدرت مولية وناثرة شعرك الأسود الطويل خلفك . وعدت أدراجي أجر أذيال الهزيمة تجاه غرفتي.

وكما تلك الزهور أخذت مشاعري وأحلامي تنضب وتجف توشك أن تتحطم . وما عاد يربطني بعالم الأحياء خلالها الأمل في نفوس يكاد يقتلها اليأس….

شعرت الهنوف برغبة منسي في الاختلاء بنفسه

فسحبت خطاها خارجة من الملحق مودعة إياه بقبلة أودعتها جبينه الحار…..

أسرعت إلى حجرت والدتها تتفجر في داخلها الرغبة في ترميم بناء الماضي .

وجدتها تطل عبر النافذة في غياب وعي تام…..

وما دنت منها واحتضنتها بحنان حتى قالت لها والظلام يخفي معالمها….

– في الماضي جراح خير لنا ألا ننكأها….

لكن هنوف تجاهلت مقصد أمها وانطلقت تسرد عليها ما فاتها من الأحداث في قصة منسي والتي ختمتها أمها بصرامة….

– بإمكاني أن أعفو عنه وقد أستحق ذلك . ولكن ليس بمقدوري أن أعيش معه تحت سقف واحد, أجدد بمرآه عذاباً أليماً من ا

ذكريات….

وكشف ضوء القمر عن دمعة وحيدة ترقرقت على خدها وسط الظلام ….

تلون مستقبل أمام هنوف بالسواد . صارت تسامر أخاها بين الفينة والأخرى ’ لاتجرؤ على إطلاعه على ماكان من والدتها .

لكن أجراس الخطر بدأت تدق حواليها حين صارت تلحظ غيبته المتكررة. وحين كانت تمر عليه في بعض الأمسيات فلا

تجده .ووصل به الأمر إلى المبيت خارج الملحق عدة ليالي.

فأدركت أن الانتكاسة أقبلت وأن اليأس قد عاد بمنسي إلى الوراء.

أصبح شديد الهزل تجد الخطوط السوداء تحت عينيه مرتعاً خصباً لها .

وفي محاولة منها على الإلمام بأبعاد ما يجري أخذت تحادثه ذات ليله عن الطموح والمستقبل وتحقيق الذات لتفاجأ بطرده لها

دون أن يقوى للنهوض على قدميه.

صرخ فيها بصوت أبح واهن أنه ليس بحاجة إلى أخت صغيرة تنصحه وتلقنه معان هي أكبر بكثير من استيعابها.

بحزن عميق تركته حتى تخف حدة مزاجه .. عادت إليه بعد الأسبوع فلم تجده مرت علية في اليوم التالي فلم تجده أيضاً …..

وفي اليوم الثالث اقتحمت مسكنه وأخذت تفتش بين أرففه وأدراجه عن شيء يثبت صحة مخاوفها.

عثرت على أشعارات بنكية مبالغ كبيرة مسحوبة بانتظام …

ووجدت قصاصات جرائد قلبتها فخفق قلبها لرؤية أسمه الحقيقي ولأول مره وفوجئت بموهبته الكتابية التي لم يطلعها عليها من قبل ..

في كل خاطره وقصة كتبها جسد مرحلة مر بها في حياته.

حتى هي كتب فيها قصيد بعنوان (وطرقت أناملها بابي….).

وآخر مانشر كان خاطرة تنطق بصريح اليأس وتحمل أثراً لدموع, تحت عنوان..

(لحن الرحيل)

“وحدي.. لا أجد غير الظلام أنيساً, والبرد ملجأً. تطالعني الوحدة وشماتة ترافق ظلها… ليت الدموع تجف لكثرة ما انسابت تصنع بحوراً من الندم… بحوراً ليتها تحملني إلى الماضي إلى الليلة التي ضعفت فيها وقلت “نعم” … ليتها ترد لي أباً يحمل في كبريائه صمود الجبال وفي حديثه صوت الحياة….

ليتها تحملني إلى أمي لترى أي فعل صنعه البعد بقلبي قبل جسدي العليل

فتمسح بيدها على شعري وقد غدا أشعث أغبر يتوق إلى الحنان….

ليتها تصنع بي ولو شيئاً من هذا إذ صمدت, وقلت “لا” ,فأصبح في داخلي قلب يحس وينبض بالنقاء….وصارت لي أذن تسمع الحقيقة, وعينان تريان الجمال ’ وتتجوزان الظاهر الخداع إلى الأعماق حيث يمكن الصدق والإحساس… ولكن أني لــ”ليت” بأن تتحقق شيئاً, وهي رفيقة دربي المثقل بالأماني والحسرات . انيلها بضعف الكلمة التي يرددها قلبي وتهمس بها شفتاي , وتصرخ بها عيناي (آسف آسف آسف)….

معذرة, ليست وحدي , ففي داخلي سم يرافقني ويتغلغل الأعماق , وألم يمزق الجسد كما الإحساس . شمس المغيب تعزف اليوم لحناً حزيناً…و(آسف) تتردد في مسكني , تطل على بيت الأم الحنون تستأخر المصير , وتطلب الرضى ,لاشيء غيره…تطلب العفو, به تقر العين , وتطمئن إلى الرحيل… ولكن تتلاحق النبضات , وعلى أرض ضارعة إلى الرب الرحيم – هيثم “

فسارعت بعدها تقلب أدراج مكتبه بحماس أكثر , فإذ بها تعثر على أوراق مواعيد ووصفات علاج كلها تحمل ختم (قسم علاج السرطان), وتعثر أخيراً على أوراق تشير إلى عمليه مزمعة فأسقط في يدها! سارعت إلى والدتها تطلعها على الأمر لتسرع الاثنتان معاً إلى المستشفى , وتصلان بعد بحث طويل إلى حجرة مسجلة باسمه . عند الباب قابلتهما ممرضة مكتنزة الجسم , آسيوية الملامح . سألتاها عن منسي فهزت رأسها بحركة روتينية متقنة…

– لم نعلم أن له أهل , وإلا لاستدعيناكما البارحة حين كان يعاني من الآلالم المبرحة …… لكن الله ها قد أراحه الله… آسفة جداً!!

في أعماق الهنوف استيقظ مارد الصمود يحبس دموعها ويردد هازئاً أنها لم تعرفه من الأساس فما لها تصر على التشبث وقد رحل بلا رجعة… لكن الألم في داخلها كان سيد الموقف.

عادت أدراجها برفقة والدتها التي ناء جسدها بأعوامه الخمسين فاتكأت بوهن شديد عليها . وقبل أن تصلا نهاية الممر سمعتا نداء شاب يسرع إليهما. أتجه بحديثه إلى والدة هنوف…

– سلام عليك يا خالة… اسمي عبدالله , أتيت أحمل صادق التعازي باسمي واسم شباب الملجاء الملحق بمركز الأمل ..

نظرت الأم إلى الوجهة التي يشير إليها عبدالله لتجد مجموعة من الشباب يعانق بعضهم بعضاً ووجوم يظلل كل فرد منهم…

– باقتراح إنشاء ملجأ يختص باحتضان هذه الفئة العمرية من الشباب , والاستمرار في متابعتهم ودعمهم معنوياً وفكرياً , أنقذ منسي العشرات من الطاقات من براثن التخبط ووجهها إلى الكثير من الأعمال البناءة في المجتمع … سنفتقده كثيراً كأخ غالٍ علينا, وسيفتقد الشباب أبوية… لقد عانى من مرضه كثيراً…عسى الله أن يتغمده في فسيح جناته, وأن يؤجركم في مصيبتكم….

– وانطلق مبتعداً يواري دموعه.

– مدفوعة بإحساس ملحاح ومبهم , أوعزت الهنوف للسائق , في الصباح التالي أن يبتاع الصحيفة الأسبوعية التي كان يكتب بها هيثم . لم تجد اسمه لكنها وجدت زاوية صغيرة بلا أسم ..أو أنها لاسم سقط سهوا!

” تعصف الرياح , وتقتلع بهبوبها منازل كانت يوماً من الأيام وهجاً من الحياة تنبض وتفيض بالسعادة… وعلى ضفتي الواقع يقيم رجلان… يتجاذبهما مد وجزر وتعتصرهما دوامة ذكرى الماضي ورثاء الأيام… أحداهما تغلفه الدوامة وينظر إلى الأسفل فيخيفه العمق , والأخر يرفع عينيه بدعاء خالص إلى الله فيبصر سترة النجاة يتشبث بها لتعينه على اجتياز الخطر… يرى رفيقه يغرق, فيزداد إصراراً على النجاة , يقاوم التيار ويظل يحاول حتى يصل… والذي مات , لموته بقية , جثة تطفو تعلن عن قصة كان ينقصها إيمان بالله , وبعد النظر! “

…النهاية…

أنشاء الله تعجبكم ترها مش من تأليفي
بس تقدرون تقولون أني تعبت
وأنا أكتبها <<<غصب أبيكم تمدحون:061:
هالله هالله بردود
وأرجع وأقول
(قلولي أذا يعجبكم هذا النوع من القصص ولا لأ)

عن

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …