حينما تكون بمثابة الأخت الكبيره ، أو الأخت المخلصه الذي تريد لي الخير والصلاح والسعادة ، وتبتعد بي عن مواطن الانحراف والبذاءة والسوء والفحشاء والمنكر ، حينذاك يكون الصديق الصدوق ، والأخت الثقة الذي تعرّفني عيوبي لتقوّمني ، والذي أرى في سمتها وهداها ومسيرتها ما يرفع من درجة إيماني بالله ، وحبّي للخير ، وأملي بالنجاح ، وهي التي أسمع منها وأرى ما تنزع أشواك الغلّ ونزغات الشيطان من صدري .
هي الصديقه الوفيّه المخلصه الغيوره على أخلاقي وديني وسمعتي ، وهي معلّمه آخرى تضاف إلى والدتيّ ومعلّمتي .
فحينما أجد صديقاً صادقاً دائماً معي ، فهو وإن لم يكن يقصد أن يكون قدوتي في الصدق ، لكنّه سيكون كذلك لأ نّني سأستمدّ منه حرارة الصدق في القول والعمل والموقف .
وحينما تعثر الفتاة على صديقة محتشمة نجيبة ، فهي ستتأثر بها ، وستنهل من أخلاقها وستكون قدوتها لا سيما إذا كانت لا تعيش العناد والإصرار والتساهل في الالتزامات الدينية ، وصادق هو الشاعر الذي يقول :
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته***فالطبع مكتسبٌ من كلّ مصحوب
كالريحِ آخذةٌ ممّا تمرّ بهِ***نتناً من النتن أو طيباً من الطيب
إنّ الحديث الشريف : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يخالل» يعني بكلمة «على دين خليله» أ نّه يقتدي ويتأثّر به لدرجة أ نّه يدين بدينه ، فإن كان صالحاً زاده صلاحاً وتقوى ، وإن كان سيِّئاً فاسقاً جرّه إلى أماكن السوء والانحراف والهلكة
دمتي برعاية الله وحفظه