عالم البنات النسائي كل ما يخص المرأة العربية من ازياء وجمال والحياة الزوجية والمطبخ
بما أن النمو هو صميم الطفولة ، فإن تقييم النمو يشكل جزء مهما من طب الأطفال .أحد أهم أسباب الفحوصات التي تجرى للأطفال الأصحاء هو قياس ومراقبة نمو الطفل على مرالأيام . كلما زار طفل طبيبه يقوم الطبيب بقياس طوله ووزنه ومحيط رأسه ويسجل ذلك كله في رسم بياني لنمو الطفل .
وضعت هذه الرسوم البيانية بناء على معلومات تم جمعها بين عامي 1963 و 1975 التي شكلت جزء من دراسة فيلس الطولانية التي قامت بها المدرسة الطبية بجامعة رايت في يلوسبرنجز في أوهايو . تم قياس أكثر من 20000 طفل أمريكي من الأطفال الأصحاء الجيدي التغذية من أجل تحديد معدلات النمو الطبيعي . قام المركز الوطني للإحصاءات الصحية في عام 1979 بنشر هذه المعلومات لتكون مرجعا للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية . وقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية هذه الأرقام فيما بعد معتبرة إياها معدلات نمو عالمية .
تنقسم الرسوم البيانية التي نشرها المركز الوطني إلى سبعة فئات مئوية تمتد من الخامسة إلى الخامسة والتسعين . الفئة المئوية الخمسين هي الفئة الأوسط ، أو القيمة القياسية ، التي يقع نصف الأطفال فوقها والنصف الآخر تحتها .
الأرقام التي تقع بين الفئة المئوية الخامسة والفئة المئوية الخامسة والتسعين تعتبر طبيعية . الوزن القياسي لطفلة عمرها سنة واحدة هو 21 رطلا . أي طفل يزن ما بين4/1 17 و 4/3 14 رطل يقع بين الفئة المئوية الخامسة والفئة المئوية الخامسة والتسعين . مع ذلك ، لنتذكر أن 5 بالمئة من الأطفال الأصحاء الجيدي التغذية سيقعون دون الفئة المئوية الخامسة . مع ذلك عندما تكون مقاسات الطفل دون الفئة المئوية الخامسة ، يزيد احتمال وجود نوع من مشاكل النمو .
الرسوم البيانية التي نشرها المركز الوطني للإحصاءات الصحية لا تبين فقط الأطوال والأوزان ومحيطات الرؤوس الطبيعية لعمر معين ، وإنما تبين أيضا الوزن المناسب لكل طول معين بغض النظر عن العمر .
ولكن النمو هو عبارة عن عملية متواصلة وليس لحظة من الوقت . الطفل الذي يكون وزنه في الفئة المئوية الخامسة قد يكون ينمو نموا طبيعيا , أو قد يكون مصاب بتخلف النمو ، أو ربما يكون يمر بطفرة نمو ، وذلك كله يتوقف على منحنى اتجاه نموه .النقاط القليلة الأولى تعكس بصورة رئيسية البيئة التي عاشها الجنين داخل الرحم . ولكن عندما يبلغ الطفل بضعة شهور من العمر يبدأ المنحنى يعكس نزعات الطفل الوراثية الخاصة ، ويعكس كذلك تأثير غذائه وصحته . التغيّرات السريعة في خطوط الفئات المئوية قد تدل على وجود مشكلة . إذا بدأ وزن الطفل ومحيط رأسه بالانخفاض إلى دون الفئة المئوية الخامسة كان من الحكمة فحصه وتحديد السبب .
بصورة عامة ، يرجع سبب صغر حجم الأطفال الصغيري الحجم إلى أحد الأسباب الخمسة التالية : سبب خلقي ، أو سبب عائلي ، أو سبب بنيوي(نسبة إلى بنية الطفل) ، أو سبب هورموني، أو سبب غذائي :
· الأطفال الصغار خلقيا هم الذين يولدون صغارا ، ويتضاءل نموهم خلال الطفولة . يرجع سبب هذه المشكلة إلى شذوذ كروموسومي (تناذر داون)، أو إصابة خلقية (مثل الحلأ) ، أو تسمم (كالذي تسببه الكحول والتبغ) .
· الأطفال الذين يكونون صغارا لأسباب عائلية يكون آباؤهم أو أمهاتهم صغارا .
· في حالة تأخر النمو البنيوي ، يكون وزن الطفل عاديا عند الولادة ، ويدخل في الفئات المئوية المتدنية خلال الطفولة . ثم يسير النمو في هذه المنحنيات وتحدث له طفرة نمو في سن المراهقة . هذا النوع من الأطفال يصبح حجمهم طبيعيا في سن البلوغ . تتصف بعض العائلات بهذا النمط (وهو موجود في عائلتي أنا) .
· الأطفال المصابون بفقر في هرمون النمو يكون وزنهم طبيعيا ، أو يكون فوق الطبيعي بالنسبة لطولهم . ييأخر ازدياد طولهم قبل أو مع تأخر ازدياد وزنهم .
· في حالة المشاكل الغذائية ، على عكس الفئة السابقة ، يتأخر الوزن أولا (تدعى هذه الحالة الهزال) ، وربما يتبعه الطول فيما بعد (تدعى هذه الحالة توقف النمو) ، وأحيانا يؤدي إلى صغر الرأس (بسبب شدة سوء التغذية أو سوء التغذية المزمن) . قد تنشأ مشاكل التغذية عن عدم كفاية ما يتناوله الطفل أو ازدياد الحاجة للسعرات الحرارية (بسبب أمراض القلب أو أمراض الكلى) ، أو عدم القدرة على استعمال السعرات الداخلة للجسم (بسبب حرمان اجتماعي أو عاطفي شديد) .
