قلة شهية الطفل……..؟؟؟


د. أنوار عبد الله أبو خالد .
كثيراً ما أسمع هذه العبارة (ساعديني يادكتورة فطفلي لا يأكل، وشهيته ضعيفة) من الأمهات اللاتي يأتين إلى عيادتي بعد ان أعيتهن الحيلة وفاض بهن الصبر، بل ربما طلبن مني ان أساعدهن في اقناع الطبيب بصرف دواء فاتح للشهية لأطفالهن!!

وللأسف يقوم بعض الأطباء بتلبية هذه الطلبات لارضاء الأم، رغم ان كثيراً من هذه الأدوية الفاتحة للشهية، غير معترف بها من الهيئات الصحية الموثوقة، إلى جانب ان هذه الأدوية تعمل على خداع الانزيمات داخل المخ فتعطي شعوراً وهميا بالجوع، وربما تمت المبالغة في الأكل حتى يصاب الطفل بالتخمة ومن ثم فرط السمنة لكون معدته قد تعودت على الكميات الكبيرة من الأكل، ولذلك انا لا انصح ابدا بالتوجه إلى اي دواء يغير الحركة الطبيعية لانزيمات الجسم وطبيعته التي خلقها الله، وبالتالي فان الأدوية الفاتحة للشهية تعتبر خياراً سيئا جدا..

@ هل ضعف شهية ابنك ناتجة عن مرض عضوي وانت لا تعلمين ؟

ربما كان ابنك يشتكي من إمساك مزمن، وربما لديه فقر دم ناتج من نقص الحديد وبعض الفيتامينات، وربما يشتكي من التهاب اللوزتين أو ربو أو أمراض مزمنة، فهل فحصته وتأكدت من سلامته، إذن فالدور الآن على الوضع النفسي ..

@ لا تتساهلي بالوضع النفسي ابدا، تحدثي مع طفلك واعرفي منه كل شيء، اعرفي منه مما يخاف، ومن ماذا يقلق، واعرفي منه ماذا يريد، وعلى ماذا يريد ان يحصل، وماذا يريد ان يحقق، وتعرفي على من يحبهم وعلى من يكرههم أو يخافهم، فاذا استطعت ذلك – وهذا فن من الفنون – فانك قد قطعت نصف الطريق ..

@ اهتمي بعنصريء الزمان والمكان، وحاولي ضبطهما، وادخال عنصر التشويق والتشجيع غير المباشر والمشاركة في الوجبة معه، مع تخصيص ملعقة وشوكة وصحن خاصة بالطفل ..

@وأيضا بعنصريء الكمية والنوعية، فلا تركزي عليهما كثيرا، ولا تجبيرنه على شيء مخصوص، حتى لا يحرك عنده ردة فعل عنادية ..

@ أيضا فإن عنصريء التجاهل والمراقبة عن بعد، يتناسبان كثيرا مع طفل من سن السنتين إلى سن الرابعة، كون هذه المرحلة العمرية تظهر فيهما ذاتية الطفل ومحاولة استقلاله، فيصبح سلبيا عنيدا وربما انتظر ان يسمع الأمر من الأبوين ليفعل العكس تماما!!

@ راعي ان تكون نفسيته مرتاحة، فلا هو بالغضبان ولا النعسان، وراعي ان لا تسحبيه من جو قد صنعه لنفسه، كأن يكون مستغرقاً بكل حواسه في التعامل مع لعبة يلعبها، أو في الحديث مع عرائسه ودماه، أو في مشاهدة فيلم كرتوني، أو في اتمام قصة يقرأها، فانت إن فعلت ذلك فسوف يفهم انك حرمتيه من حريته، وربما بحث عن طريقة يعاقبك بها كأن يمتنع عن الطعام!!

@ وهناك عنصران أخيران أختم بهما، وهما عنصر المكافأة وعنصر العقاب، وهذان العنصران لا يصلحان في هذا المجال ابدا، بل ربما افسداه، بمعنى ان رتبت على اكل الطفل مكافأة ما كما فعلت صاحبة القطار الأحمر، أو رتبت على عدم الأكل عقاباً ما، فأنت بذلك لخبطت أسس المعادلة ..

منقووول للفائدة

عن KKhalil

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …