قصة قصيرة 2 … بمناسبة شهرنا الفضيل … أدعولي اذا أعجبتكم

رسالة فدائي

وقعت بين أيديهم …. أجل … اليوم كان مصيري
وأنا أعرف بأنه نهاية عملي …. فقد وقعت أسيرا بيد أعدائي … …. ….
بعد أن رأوني وقد كنت أحاول أن أفجر إحدى قاعداتهم العسكرية … في الحقيقة لم أكن وحدي بالطبع بل كنت وأصحابي الفدائيين مع بعضنا في هذا … لكن أعدائنا شعروا بنا لخطأ ما حصل بيننا فاضررنا للهرب وإلغاء العملية … لكن الموقف كان مكشوفا أمامهم وكادوا يقبضون على أصدقائي … لذا فضلت أن يمسكوا بي على أن يمسكوا بنا جميعا … فجعلت من نفسي طعما لهم .. وهم كالحيوان المفترس انقضوا علي وانهالوا على جسدي بالضرب … أين ما وصلت أيديهم وأرجلهم وحتى أسلحتهم من جسدي المنهك نالوا منه … تعبت ثم شعرت بأن كل شيء أصبح مظلما من حولي … ولم أعد أرى شيئا من بعدها فقد أغمي علي .. لكن ذلك لم يدم طويلا فقد استيقظت فزعا متألما اثر ضربة من جلاد على ظهري … فتحت عيني بتعب ووجدت نفسي في مكان هو أقرب من مكب النفايات في قذارته … و رائحة الدخان والقذارة قد عششت بأنفي .. نظرت لنفسي فوجدت أنني مكبل اليدين والقدمين وملصق الفم مرميا على الأرض في وسط تلك الغرفة المقرفه … وأمامي يقبع كرسي عليه رجل هو أقرب للخمسين من عمره .. للشيب الذي طغى على سواد شعره والتجاعيد التي غطت وجهه الذي كان أشبه بوجه الذئاب حين تنظر لفريستها نظرات حقد وكره واستخفاف … ااااه أتتني ضربه من قدمه على بطني وكأن أحشائي معها ستخرج من فمي .. وددت لو أقف وأصرخ بهم … وودت لو أنهض وأكل من لحمهم … أهكذا يعاملونني وأنا صاحب أرضي وما هم إلا مستعمر لها ولحقوقي .. فأنا لم أكن أفعل سوى أني أدافع عن حقي وها أنا بت سجينا عندهم …
شعرت بعدها بالضربات التي أخذت تنهال علي … ابتسمت بعد قليل فبصراحة لم أعد أشعر بجسدي … صحيح أنني أشعر بالألم وبأن الدماء تتدفق مني ولكني ولا أعرف كيف مازلت على قيد الحياة …
نزعوا اللاصق من حول فمي وأخذوا يسألوني عن أصدقائي , أسمائهم , مكان تواجدهم , الأشياء التخريبية التي قررنا القيام بها …… ازدادت ابتسامتي اتساعا .. أشياء تخريبية قال .. من المخرب بيننا ؟ صاحب الحق والذي يحاول استعادته أم هذا الغاصب المعتدي سارق هذه الأرض …. الآن بتنا نحن الإرهاب أليس كذلك …….
وطبعا ازدادت الضربات على جسدي وازدياد ألمي مع سكوتي وازدياد رفضي بالإجابة عن أسئلتهم …
توعدوني بأقسى أنواع العذاب فقلت في نفسي وهل بقي أشد من هذا … وبعد وقت ليس بطويل من الضرب وأنا مازلت على سكوتي أغمي علي ثم شعرت بالماء البارد المتجمد القذر يسفح على جسدي ليعاودوا تعذيبي وليعاود جسدي استحمال الألم لكني صامت ولن أتكلم …..
يالسخافتهم .. أحقا يظنون أنني سأتكلم أين إخوتي وأصحابي .. حتى يلاقوا مااذوقه حتى يبقى بلدي بدون مدافع عنه … فليحلموا فلن يأخذوا مني غير الصمت والأعراض ….. بعد هذا بدأ تعذيب الحرق … وبصراحة لم أتوقع أن هناك تعذيبا كهذا … وقد كنت أتمنى أن يعاودوا تعذيبي بالضرب على هذا … فها أنا الآن جثة محروقة مرمية على الأرض … فوجهي وملامحي ماعادت واضحة … وجسمي من الحرق والتعذيب لم يعد جسما … على كلن تركوني أخيرا … أظن أنهم قد تعبوا مني … هههه أجل هم الذين تعبوا لا أنا … وهم الذين يأسوا لا أنا …………………….
ااااااااااااااه كم أفتقدك يا أمي
لو تري ماذا فعلوا بطفلك .. هاهو مرميا على الأرض .. جريحا .. نزيفا .. مقطعا .. محروقا .. مشوها .. وهو لم يبلغ الخامسة عشرة بعد ……….
لكن لاتقلقي يا أمي
فعزيمتي كالجبال بصمودها … ولن تهزني ريح عاتية مهما بلغت من قوتها ….
فلا تقلقي علي يا أمي
فأنا لست الأول ولا حتى الأخير بهذا … سيبقى النضال من بعدي بل وستكون دمائي شعلة للثورات … وستكون شاهدة على صمودي …
لا تقلقي يا أمي
أرضنا ستبقى بل وسترينها حرة أبية كما كانت … وستسمعين ضحكات الأطفال عوضا عن أصوات الدبابات … وسترين تحليق الطيور في السماء عوضا عن الطائرات القاذفات
لاااتقلقي
قادم هو اليوم الذي سنتحرر فيه
ابنك البطل الشهيد …

رسالة فدائي ……. صفحة من حياة معذب

لم تكن رسالة هذا الطفل وصرخة ندائه الا ليطمئن امه بعودة الحق لصاحبها اذا ماكان هناك شبابا في مثل عزيمته وقوته وصبره
فليحمي الله شباب وفتيات العزائم الصامده بوجه الظلم
ولننظر الى حياتنا ولنرى مدى روعتها ومدى طيبة وسهولة عيشتنا ولنشكر العظيم على كل هذا
ولنعلم أن الله تعالى سيحاسبنا على كل هذه النعم ان لم نكن نستغلها بالخير
فربنااا أجعلناا دائما نتمتع بنعمك ونسخرها لرضاك

وأخيرا فلندعي لجميع أحبائنا في جميع الأراضي المحتلة
ولندعي لكل مظلوم لم ينل حقه
وأن ينصرهم الله ويعيد لهم حقوقهم