عيرتني بالشيب وهو وقار .. معلومات قيمة ..


بسم الله الرحمن الرحيم ..

معلومات قيمة قرأتها فأعجبتني فقررت نقلها لكم ..

ماهو الشيب :

هو تغير لون شعر لإنسان من اللون الطبيعي إلى اللون الأبيض (أو الرمادي).

أسباب هذا التغيير

فيُعزى إلى توقف بصيلات الشعر عن تكوين مادة الميلانين (المادة المسئولة عن التلوين).
مما يجعل الشعر المتجدد ينمو بلا لون أو بالأحرى بلون مادة الكرياتين
(المادة الأساسية التي يتركب منها الشعر و هي مادة لالون لها).

و سبب تناقص مادة الميلانين إلى أسباب عدة منها:

1- تقدم العمر.

فمع مرور الزمن ينتهي العمر الزمني للخلايا الصانعة لمادة الميلانين (مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى)
و باللتالي تتناقص مادة الميلانين شيئاً فشيئاً على مدى السنين.
كما أن الجيوب الهوائية الموجودة بين خلايا قشرة الشعرة نفسها تتزايد
مما يسبب أكسدة الميلانين الموجود في خلايا قشرة الشعر.
و تبدأ تلك التغييرات الحيويه على الإنسان بين منتصف سن الثلاثين والأربعين
ثم تسمتر على مدى العشرين سنة التالية .

2-الإنفعالات النفسية الشديدة أو المفاجئة.

مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم والغموم

3- سوء التغذية ونقص الفيتامينات .

حيث أن بعض العناصر الغذائية ضرورية لتكوين مادة الميلانين
ومن أهم هذه العناصر الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب)

4- الأمراض العضوية وما يصاحبها.

من إختلال وظائف الغدة الدرقية أو إرتفاع درجة حرارة الجسم والهزال أو الالتهابات المستمرز

5- العوامل الوراثية.

و الأسباب الأربعة الأخيرة
ليست مقيده بتقدم العمر بل تظهر في صغار السن و تُعرَف آنذاك بالشيب المبكر

الشيب في الأمثال والشعر

إهتم شعراء و أدباء العرب بموضوع الشيب منذ قديم الزمن

حتى قال عمرو بن العلاء:
“ما بكت العرب شيئاً ما بكت على الشباب، وما بلغت به ما يستحقه”!

دعوني أبدأ النقل لهذا التباين في سرد طرفة حول المشيب 😆

حدثت مع رجل لديه زوجتان الاولى تدعى حانه وهي الكبرى والثانية تدعى مانه وهي الصغرى
فكان عند زيارته لحانة يسمع منها الكثير عن وقار الشيب وجماله
وتعيب عليه وجود الشعر الاسود بين بياض لحيته فتجعل منه خاضعاً لطلبها في نتف الشعر الاسود المتبقي في لحيته مدعية ان بياض الشعر وقار وهيبة..
وعندما يحين موعد زيارته لزوجته الصغرى مانة..
تبدأ بالحديث عن شبابه وتعيب عليه وجود الشعر الابيض في لحيته مدعية انه يعطيه اكثر من عمره ويظهره هرماً
وهو ما زال شاباً بزعمها.. فيستسلم لقولها وتبدأ في نتف الشيب من لحيته..
وهكذا وجد نفسه فجأة بدون لحيه.. فقال القول المأثور متمرداً شاكياً

«بين حانة ومانه ضاعت لحانا»

👿

وفي الأمثال مثل حانة و مانة الكثير. فبين “شايب وعايب” و “الشيبة هيبة” الكثير

و أكثر ما عجبني في الأمثال هو مثل بدوي يقول :
“ما اكذب من شابّ اتغرّب غير شايب ماتت اجياله”
و يقال هذا المثل للكاذب اللذي يظن أن كذبه لن يُكشَف حيث شُبِّه ذلك بحال الرجل كبر السن
اللذي مات من في جيله فيروي ما يروي عن تلك الحقبة من الزمان و لا يستطيع أحد تكذيبه .

أترككم الآن مع أبياتٍ منتقاة من الشعر في ذلك
“النقش الأبيض”

فأربطوا أحزمتكم و أستعدوا للتنقل بين “مطبات”
التَقبُّل و الرفض و المدح و الذم و الفخر و العار و النصح و الندم

😛

يرحب أبو تمام و يهلي بالشيب قائلاُ:

رأيت الشيب لاح فقلت أهـلاً=وودعت الغواية والشباب
وما إن شبت من كبر ولكن=رأيت من الأحبة ما أشابا

و يقول إبن الرومي واصفاً:

شعرات في الرأس بيض ودعج حل رأسي جيلان روم وزنـج
طار عن هامتي غراب شبـاب وعلاه مكانه شـــــاهمرج
حل في صحن هامتي منه لونـا ن كما حل رقعة شــــطرنج
أيها الشيب لم حللت برأســي إنما لي عشر وعشر وبنــج

يقول رؤبة بن العجاج مادحاً الشيب و مفضلاً إياه على الشباب:

أيها الشامت المعير بالشيـب=أقلن بالشباب افتـــخارا
قد لبست الشباب غضا جديدا=فوجدت الشباب ثوبا معـارا

يقول أبو العتاهية ناعياً مافات من أيام الشباب:

عريت من الشباب وكان غضـا=كما يعرى من الورق القضيب
و نُحت على الشباب بدمع عيني=فما نفع البكاء ولا النحيــب
الا ليت الشباب يعود يومـــاً=فأخبره بما صنع المشـــيب

و يقول أبوتمام وقد أبدع في الحكمة:

أبدت أسى إذ رأتنى مخلس القصب=فآل ما كان من عجب إلى عجب
ست وعشرون تدعوني فاتبـــها=إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب
فلا يؤرقك إيماض القتير بــــه=فإن ذاك أبتسام الـرأي والادب

و يقول البحتري مخاطباً حبيبته:

رأت فلتات الشيب فابتسمت لها=وقالت نجوم لو طلعن بأسعـد
أعاتِك ما كان الشباب مقربي=إليك فألحى الشيب إذ كان مبعدي
تزيدين هجراً كلما ازددت لوعة=طلاباً لأن أردى فها أنــذا ردي

أما الفرزدق فيفتخر و يمدح الشيب بقوله:

الشيب عنوان المنيـة وهو تاريخ الكبر
وبياض شعرك موت شعـرك ثم أنت على الأثر
فإذا رأيت الشيـــب عمّ الرأس فالحذر الحذر


و يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه:

إلام تجر أذيال التصـــابي=وشيبك قد نعى برد الشــباب
بلال الشيب في فوديك نادى=بأعلى الصوت حيّ على الذهاب


و أما البحتري فيعتز بشيبه قائلاً:

عيرتني المشيب وهى بدته=في عذارى بالصد والاجتـناب
لا تريه عارا فما هو بالشب=ولكنه جلاء الشبـــاب
وبياض البازي اصدق حسنا=إن تأملت من سواد الغـراب

و يعدِل طريح بن اسمعيل الثقفى في الحكم بين الشيب والشباب بقوله:

والشيب للحكماء من سفه الصبا=بدل يكون لذي الفضيلة مقنـع
والشيب غاية من تأخر حينــه=لا يستطيع دفاعه من يــجزع
إن الشباب له لذادة جــــدة=والشيب منه في المغبة أنــفع
لايبعد الله الشباب فمرحبـــا =بالشيب حين أوى اليه المضجع

أما ابو الحسن البصري فيحزن على شبابه
(و كان العامة في الاندلس يرتدون الابيض بدلاً من الأسود في مناسبات الحزن) :

اذا كان البياض لباس حـزن=بأندلس فذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي=لاني قد حزنت على شبابي

وقال بديع الهمزاني مادحاً الشيب:

يامن يعلل نفسه بالبـــاطل=نزل المشيب فمرحبا بالنـازل
ان كان ساءك طالعات بياضه=فلقد كساك بذاك ثوب الفاضـل
لا تبكين على الشباب وفقـده=لكن على الفعل القبيح الحاصل

ويقول الشافعي:

ولذة عيش المرء قبل مشيبه=وقد فنيت نفس تولى شبابـها
إذا اسود جلد المرء وأبيض شعره=تكدر من أيامه مستطابها

و يقول أبو ماضي ناصحاً بعدم الندم على الشباب:

قال الصبا ولى فقلت له ابتسم=لن يرجع الاسف الصبا المتصرما

و يقول إبن المعتز مفضلاً العمى على الشيبِ:

قالت وقد راعها مشيبي=كنت ابن عم فصرت عمّــا
واستهزأت بي فقلت ايضا=قد كنت بنتا فصرت امّــا
كفى ولا تكثري ملامي=ولا تزيدي العليل ســــمّا
من شاب ابصرنه الغواني=بعين من قد عمى وصـما
لو قيل لي اختر عمى وشيباً=ايهما شئت؟ قلت اعمـى

و ينعى الشاعر إبراهيم سعد العريفي حظه بأسى حين يقول:

القلب زاف ومورقات غصونه=والرأس والعارض كثر فيهن الشيب
بر الزمان وكشرت لي سنونـه=والحظ الاقشر حط فيني عذاريـب

و يقول صالح بن عبدالعزيز بن عبدالله المنقور:

الشيب لو هو ينشكا كان ابشكيــه=وأقول من جوره تعدا الحدودي
قلته وأنا أعرف ما بغى الله يساويه=وما فات مات ومالك الله يعودي

و هنا مجموعة من الشعر الجميل لبعض الشعراء
و لم يسعفني الحظ في معرفة من يكون هؤلاء الشعراء

قال أحدهم متشائماً من الشيب:

حل المشيب بعارضي ومفارقي=بئس القرين أراه ليس مفارقي
رحل الشباب فقلت قف لي ساعة=حتى اودع.. قال انك لاحقي

و قال أحدهم آخر:

عمري بروحي لا بعد ســـنيني=فلأ سخرن غدا من التسعين
عمري الى السبعين يجري مسرعا=والروح ثابتة على العشرين

و آخِر “أحدهم” قال:

نظرت الي بعين من لم يـعدل=لما تمكن حبها من مقتـلي
لما رأت وضح المشيب بلمتي=صدت صدود مجانب متحمل
فجعلت اطلب وصلها بتـلطف=والشيب يغمزها بألا تفعـلي

مع كل الحب ..:072:


عن osamazahra

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …