
رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة و الكِفة الراجحة ولما حباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال . هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً ** وينفخ فيها قـوة الروح والـفــكر ويخلع عنها كل قيد يعــوقها ** ويعلي منار الحق والصدق والصبر فالأسباب مهيأة ، والأبواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة ، و الصحبة الصالحة ، والاستعانة بالله في أن يوفقك للخير والهداية .
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح ** هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه **تسعد بخير دائم وفلاح
رمضان فرصة الجميع للتغيير?
فرمضان فرصة للتغيير .. ليصبح العبد من المتقين الأخيار ..ومن الصالحين الأبرار
يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] فقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
خل الـذنوب صغـرها وكبيرها ذاك الـتقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغيرةً إن الجبـــــــالَ من الحـصى ?
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها , أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد ،
جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي ? في الرؤيا قال :” أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة “ رواه البخاري
ورمضان فرصة للتغيير ..لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام، من خـمر ومخدرات ، أو دخان و مسكرات ، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية ، أو يوهنها ?
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات ؛ فلم يجعل له منها نصيباً ، ولم يأخذ لنفسه قسماً مفروضاً ، فيغير من حاله ، ويبدل من شأنه ، ففي رمضان تتهيأ النفوس ، وتقبل القلوب ، وتخشع الأفئدة ، فينتهز هذه الفرصة ، فيحافظ على شيء منها ، فهي مكملة لفرائضه ، متممة لها?
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً ، وحفظاً وعملاً حتى أصبح القرآن نسياً منسياً ، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير ، فترتب لنفسك جزءاً من القرآن ، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال يقول النبي : ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ” رواه الترمذي (2910)
و رمضان فرصة للتغيير .. للمرأة المسلمة التي أصبح حجابها مهلهلاً، وعباءتها مطرزة ، وثيابها فاتنة،وعطرها يفوح و في كل يوم إلى الأسواق تروح . . قال :” أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية ” رواه أحمد
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن تعود على حياة المترفين ، ونشأ على حب الدعة واللين، أن يأخذ من رمضان درسا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة ، فربما تسلب النعمة ، و تحل النقمة . فالدنيا غدارة غرارة مناحة مناعة
ورمضان فرصة للتغيير .. من أخلاقنـــا . فمن جبل على الأنانية والشح وفقدان روح الشعور بالجسد الواحد ، فشهر الصوم مدرسة عملية ، له وهو أوقع في نفس الإنسان من نصح الناصح ، وخطبة الخطيب الصوم يمنحنا مشاعر رحمة وتعاون وتعفف وسماح
ورمضان فرصة للتغيير ..لمن كان قليل الصبر ، سريع الغضب ،أن يتعلم منه الصبر والأناة . فأنتِ الآن تصبرين على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بقلب قاسٍ كالصـخر الراسي ، لا تدمع له عين أن ينتهز فرصة هذا الشهر الذي تكون للنفوس فيه صولة . . وللقلوب فيه جولة . . فيحرص على ترقيق قلبه ، بصرفه عن الذنوب التي هي جالبة الخطوب ، و حاجبة القلوب عن علام الغيوب وما أحسن قول القائل :
رأيت الذنوب تميت القلوب ** وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب حياة القلوب ** وخـير لنفسك عصيانهـا
ورمضان فرصة للتغيير ..لمن كان مذنباً ومسرفاً على نفسه بالخطايا والموبقات فإذا به يسمع الأغنيات بأصوات المغنين والمغنيات ، ويشاهد القنوات بصورها الفاضحات ، ويعاكس الفتيات ، ويسهر على الموبقات ، ويعاقر المنكرات ، أن يسارع إلى الإنابة ، ويبادر إلى الاستقامة (قبل زوال النعم ، وحلـول النقم)
فبــااادري يا رعاك الله إليها في مثل هذا الشهر المبارك ، فأبواب الجنة مشرعة ، وأبواب النار مغلقة ، ولله في كل ليلة عتقاء من النار ، فاجتهدي أن تكوني واحده منهم ،
جعلني الله وإياكٌن ووالدينا ممن فاز بالرضا والرضوان والفوز بالجنان والنجاة من النيران
