رساله من القلـــــــــب ” لقلب كل معلمـــــــــــه ” موضوع يستحق القراءه والتعليق !؟

أيتها المعلمه المسلمه .
*يا مربية الأجيال ، وصانعة الأمهات والزوجات .
*يا من شرفكِ الله بمهنة الأنبياء و الرسل عليهم السلام .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:

فأكتب إليكِ هذه الرسالة من وراء ثلاثةٍ وعشرين عاماَ قضيتها في مهنة التعليم ؛شاعرة َبكثير من الاعتزاز والفخر لانتمائي إلى مهنة هي أشرف المهن ، وصناعة هي أكرم الصناعات ، لاسيما وأنها رسالة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين أرسلهم الله تعالى إلى أقوامهم معلمين ومُبشرين ومُنذرين يدعونهم إلى الصراط المستقيم ، ويخرجونهم من الظلمات إلى النور .
قال تعالى : وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( الأنعام : 48 ) .

فيا أختي المعلمه في أي مرحلةٍ من المراحل ، وفي أي مادةٍ من المواد العلمية أو الأدبية أو غيرها ؛ أكتب لكِ هذه الرسالة مُذكرةً وناصحةً ، وأمله أن تنال رضاك ، وأن تحوز إعجابك ، وأن تكون عوناً لنا جميعاً على بذل المزيد من الجهد والسعي لما فيه الخير والصلاح . وفيها أقول :

• يا من أعَّـزها الله بالإسلام ، تَذَكَّرى أن المعلمه المسلمه تحمل أشرف رسالة ، وتؤدي أعظم أمانة ، وأن جمال رسالتها مستمدة من شرفها وبخاصة أن قدوتها في ذلك أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية محمد ، فمن أجلُ وأشرفُ من المعلم في مهنته ؟ الموظف أم البائع ؟ المهندس أم الصانع ؟ الطبيب أم المزارع ؟

إن كل أولئك و غيرهم من أبناء المجتمع إنما هم صنائع المعلم ، به قاموا ، وبه كانوا ، لذا فهو يسعَدُ إذ يرى أبناءه وقد كانوا من أولئك المهندسين والأطباء والفنيين والخبراء …..الخ . الذين تنهض بهم الأمم ، وتقوم بهم المجتمعات ، وينتشر على أيديهم الخير ويعم الصلاح .
وصدق الله تعالى في قوله : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( إبراهيم : 24 ) .

• يا من تخافى الله تعالى وترجوا رحمته ، اتقِ الله في عملك وراقبه سبحانه ؛ فإنه يراكِ في كل وقتٍ وحين . واحرصى على أداء واجبك بالشكل الذي يرضاه جل في عُلاه ، وتذكرى ما روي عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أن النبي قال : ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” ( رواه أبو يعلى في مسنده برقم 4386 ، المجلد السابع ، ص 349 ) . ولا تنسى -بارك الله فيكِ – أن حُسن تعاملك وتجاوبك مع مُديريتك وزملائك ، أو جلوسك في مكتبك ، أو فصلك ، أو معملك ، وقضاءكِ لحاجة طلابك أو إجابتك عن استفساراتهن يُعد عبادةً تُثابِ عليها متى صلُحت نيتك واحتسبتيها عند الله سبحانه .

• يا من يتيها فخراً على أقرانِها من العاملات في القطاعات و الميادين الأخرى ؛ يكفيكِ أن أسمى ما تعتزى به تلك المودة والمحبة ، وذلك الاحترام والتقدير والوفاء الذي تحظى به أينما اتجهتِ ، وحيثما حللتِ من طالبات الأمس الائى أصبحن سيدات اليوم. وتذكرى أن من يجلسن أمامك – الآن – على مقاعد الدراسة هن امهات ومربيات الغد المشرق وبُناة المستقبل الزاهر – إن شاء الله – . واعلمى أن هؤلاء الطالبات أوسمةً على صدرك ، ولئن كان البعض يعتزُ بوسامٍ واحدٍ يحمله بعد عملٍ جليلٍ طويل ؛ فإن المعلم يحمل كل يومٍ وساماً ، ولئن كانت أوسمة الآخرين تُعلقُ على صدورهم فإن أوسمة المعلم تعيش في قلبه ، ويجسدها وجدانه وهو يرى مكانته في نفوس الآخرين اعترافاً بفضله وإجلالاً لقدره
كما قال الشاعر :
يا صانع الأجيال ما كانت لنا من غير صُنعك راية بيضاءُ
لولاك ما كان الخطيب مفوهاً ولما تغنى في الهوى الشعراءُ

• يا من تعيش حياة التعليم وتستغرق فيها بعقلها وقلبها ، ولا ترضى عنها بديلاً ، لا تكونى شمعةً تُحرق نفسها لتضيء الدرب للآخرين ؛ بل كونى سراجاً يُضيء الدروب للآخرين ولا ينسى نفسه من الخير والعطاء . وخيرُ سبيلٍ لتحقيق ذلك أن يكون شعاركِ في حياتك قوله تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( فصلت : 33 ) . وأن تبذلِ كل ما في وسعِك لتكونِ قدوةً حسنةً لأبناتك الطالبات في التزامك ، وموضوعيتك ، وسمّتِك ، وعدلِك ، وإنصافكِ ، وفي تعاملكِ مع من حولك على أُسسٍ قويمةٍ من التقوى والصلاح والأخلاق الفاضلة .
ولله در الشاعر إذ يقول :
إني أرى التدريس أشرف مهنةٍ تبعـاته من أثقل التَبِعاتِ
فليتق الله الـمدرسُ دائـماً فيمن يُدَرِّسُه من الفلذات

• يا من تعلمِ أن الله يراكِ في كل وقتٍ وحين ، تَذَكَّرى أن التربية فن وعلم ورسالة عظمى لمن وفقه الله لأدائها ، لا سيما وأنها تعتمد على رؤية المعلم لطلابه وتحسسه لمشكلاتهم ، وحسن تقديره لظروفهم ومراعاته لأحوالهم . وحافظ ِعلى مواعيد الحضور والانصراف ، وإياكِ أن تتأخرى أو تتغيبى عن طالباتك بغير عذر يجبرك على ذلك فكل راع ٍ مسؤول عن رعيته ، وكل معلم مسؤول عن مهامه وواجباته ؛ التي إن أحسن أداءها جوزي خيراً إن شاء الله تعالى ، وإن قصَّر حوسب وعوقب – والعياذ بالله من ذلك – . وعليكِ أن تضعى نصب عينيك تقوى الله في كل وقتٍ وحين ، والشعور بمراقبته سبحانه وتعالى .
وما أجمل قول الشاعر :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحـسـبن الله يَغفـلُ سـاعة ولا أن ما تُخفي عليه يغـيب

• يا من ترجوا رحمة الله تعالى وتخشى عقابه ، الحذر من الانشغال بأي عملٍ مهما كان مهماً متى حان وقت الصلاة ، وعليكِ – بارك الله فيكِ – أن تُعوِّدِ نفسك على إجابة النداء مبكراً ، وأداء الفريضة في وقتها حتى يكون عملكِ – بإذن الله تعالى – عوناً لك على الطاعة . وتذكَّرى أنه لا خير في عملٍ يؤخر المسلم عن أداء الفريضة ، أو يمنعه من إجابة داعي الله جل في عُلاه . فإذا ما فرغتِ من ذلك فإياك وإضاعة الوقت فيما لا فائدة منه ولا نفع فيه ، و عودى مباشرةً إلى فصلك أو مكتبك أو معملك حتى لا يتعطل سير العمل أو يضيع وقته .

• يا من تقتدي بمعلم البشرية وأُستاذ الإنسانية ، كُونى سهلةً لـينةً ، حبيبةً لطيفةً في تعـاملك مع من حولك من المديرات والموجهات والمرشدات والوكلاء وأولياء الأمور والمستخدمات والعاملات والطالبات ، وعليكِ بمساعدة من تستطيعى منهن ومد يد العون لها في حدود ما تسمح به الأنظمة والتعليمات ، ودونما ضررٍ أو ضِرار ، وتذكّرى أن من يَسَّر على مسلم ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، وأن من رفق بمسلم رفق الله به في الدنيا والآخرة
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله يقول في بيتي هذا :
” اللهم ! من وَلِيَ من أمر أُمتي شيئاً فشقَّ عليهم ، فاشقق عليه . ومن وَلِيَ من أمر أُمتي شيئًا فرَفَق بهم ، فارفق به ” ( رواه مسلم ، الحديث رقم 4722 ، ص 819 – 820 ) .

• يا من تفتخرى بدينك الإسلامي الحنيف ، وتعتزى بانتمائك لأمة الإسلام ، حافظى على هويتك المُتميزة وشخصيتكِ المُستقلة ، التي لا ترضىِ معها أن تتخلى أو تتنازل عن شيءٍ من المظاهر مهما كان ذلك يسيراً في نظرك ؛ كأن تُحافظ ِعلى تحية الإسلام عند الالتقاء بالزميلات والطالبات ، وأن تبدئى الدرس بحمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه محمد ، والمحافظة على كتابة البسملة في أعلى السبورة ، وترديد دعاء ختام المجلس عند نهاية الدرس ، والمحافظة على المظهر الجميل ، ونحو ذلك من الآداب النبوية والأخلاق الإسلامية التي تُميز شخصية المعلمه المسلمه ، وتحفظ هويتها ، وتُعلي منـزلتها في أي زمانٍ ومكان .

• يا من تبتغي بقولك وعملك ما عند الله تعالى من الخير العميم والثواب العظيم ، لا تترددى في استخدام أُسلوب الثواب والمكافأة ، واحرصى على توظيف أسلوب الثناء المُباشر على طالباتك إذا رأيتِ فيهن أو لمستِ منهن بادرةً حسنةً ، أو سلوكاً طيباً . وما أحسن أن تُشجعهن على ذلك ببعض الهدايا المناسبة والجوائز الملائمة التي تعود عليهن بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة كأن تقومى بتوزيع بعض الأشرطة الإسلامية المختارة ، أو الكُتيبات ذات الموضوعات النافعة ، أو المطويات المُختصرة ، أو نحو ذلك من الهدايا والمكافآت التي تُسهم في حثهن على الجد والاجتهاد ومضاعفة الجهد في الدرس والتحصيل ، وتدفعهن إلى تحقيق الأهداف النبيلة والغايات السامية ، وتغرس في أنفسهن المحبة والمودة لكلٍ من حولهن من الكائنات والمكونات .

• يا من تقومى بإعداد أجيال الأُمة ، وتربية جيل المستقبل ليقمن بوظائفهن البلاد وينهضن بحضارة الأمة ، ويحملن رسالتها ، تَذَكَّرى أنكِ الأساس والمرتكز وحجر الزاوية في بناء الأمة الحضاري ؛ فتحملِ المسؤولية كاملة ، وكونى أهلاً لأداء هذه الرسالة العظيمة التي جسد أبعادها قول الشاعر :
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشىءُ أنفساَ وعقولاَ

وقول الآخر :
إن المعلم في عينـي وفي نظـري نورٌ به يهتدي من كان حيـراناَ
لولا ” المعلم ” ما كانت حضارتنا تزداد شأواً وتسمو في الدُنا شانا
وهذا يفرض عليكِ أن تكون مُلمة بكل جديدٍ ومُفيدٍ في مجال تخصصك ، وأن تكونى مُتمكنة من مادتك العلمية التي تقومى بتدريسها لطالباتك ، وأن تكونى حريصة على الاطلاع والتجديد والتطوير المستمر لمعلوماتك ومهاراتك وقدراتك وخبراتك حتى تتمكن من مواكبة تطورات العصر وتغيراته المتلاحقة .

• يا من تُجهدى نفسك وتُضحي بوقتك ، وتبذُلى الكثير لأداء رسالتك ، وتجدى في أثناء ذلك كثيراً من المتاعب والعقبات ، لا تنسى أنكِ مأجورةً ومشكورةً ـ إن شاء الله ـ على ذلك كله متى أخلصتِ النية لله سبحانه ، وصبرتِ واحتسبت ذلك عند الله تعالى . فليس هناك عملٌ بلا تعب ، ولا نجاح بلا سهر
وما أجمل قول الشاعر الذي صوُّر حال مهنة التدريس بقوله :
ما أحسن التدريس لـولا الابتلا بمُشاكسٍ أو أحمـقٍ أو عاتـي
أو ذي غبـاءٍ ليس يفهم درسـه ولديه نثر القـول كالأبيـات

• وختاماً ، أُهديك أختي المعلمة عظيم شُكري ، ووافر تحيتي ، وخالص دعائي بالتوفيق والسداد ، والهداية والرشاد في مسيرتك المُباركة ، ومشواركِ الطويل لأداء هذه الرسالة العظيمة التي جعلتك محط الأنظار ، ومحل العناية والاهتمام في هذا الزمان وكل زمان . وصلى الله على محمدٍ المختار وآله الأطهار ، وسلَّم تسليماً كثيراً

ألم اقل لكن انها رساله من القلب للقلب ؟؟

لا تنسونى من دعائكن والدعاء ايضا لكاتب هذا الموضوع النبيل الرائع …

فالدال على الخير كفاعله ان شاء الله …

انتظر تعليقاتكن …

عن Majdialiragi

شاهد أيضاً

بنات مساعده في اكمال بيانات حـافز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعد صباحكم بكل خيـر بنات وش الحل اعبي بيانات حافز …