درر منتقاة من تفسير البقرة ..للعلامة ابن عثيمين-رحمة الله


درر منتقاة من تفسير سورة البقرة .. للعلّامةابن عثيمين -رحمه الله- -حلقاتقال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه -في تفسيره :

هدىللمتقين ومن فوائد الآية:فضيلة التقوى، وأنها منأسباب الاهتداء بالقرآن، والاهتداء بالقرآن يشمل الهداية العلمية، والهدايةالعملية؛ أي هداية الإرشاد، والتوفيق.
فإن قيل:

ما الجمع بينقوله تعالى: { هدًى للمتقين }، وقوله تعالى: {شهر رمضان الذيأنزل فيه القرآن هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان}؟ (البقرة: 185) .فالجواب: أن الهدى نوعان: عام، وخاص؛أما العام فهو الشامللجميع الناس وهو هداية العلم، والإرشاد؛ ومثاله قوله تعالى عن القرآن: {هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185] ، وقوله تعالى عن ثمود: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] وأما الخاص فهو هداية التوفيق : أي أن يوفق الله المرء للعمل بماعلم؛ مثاله: قوله تعالى { هدًى للمتقين }، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدًىوشفاء} [فصلت: 44] ..

__________________

قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- في فوائد تفسير قوله تعالى :الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّارَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ومنها: أن صدقة الغاصب باطلة؛ لقوله تعالى: { ومما رزقناهم }؛ لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به، فلا تقبل صدقته.
________________

قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- فيفوائد تفسير قوله تعالى :خَتَمَ اللَّهُ عَلَىقُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ ومنها: أن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة، ولابالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ، ولايؤمنون عند الدعوة إلى الله..
__________________

قال العلّامـةابن عثيمين -رحمه اللـه- في فوائد تفسير قوله تعالى :فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ من فوائد الآية: أنالإنسان إذا لم يكن له إقبال على الحق، وكان قلبه مريضاً فإنه يعاقب بزيادة المرض؛لقوله تعالى: { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً }؛ وهذا المرض الذي في قلوبالمنافقين: شبهات، وشهوات؛ فمنهم من علم الحق، لكن لم يُرِده؛ ومنهم من اشتبه عليه؛وقد قال الله تعالى في سورة النساء: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثمازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلًا} [النساء: 137] ، وقالتعالى في سورة المنافقين: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون} [المنافقون: 3] ..

ومن فوائد الآية: أن أسباب إضلال اللَّهِالعبدَ هو من العبد؛ لقوله تعالى: { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً }؛ ومثل ذلكقوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5] ، وقوله تعالى: {ونقلبأفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} [الأنعام: 110] ، وقوله تعالى: {فإنتولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} [المائدة: 49] ..

ومنها: أن المعاصي والفسوق، تزيد وتنقص، كما أن الإيمان يزيد وينقص؛لقوله تعالى: { فزادهم الله مرضاً }؛ والزيادة لا تُعقل إلا في مقابلة النقص؛ فكماأن الإيمان يزيد وينقص، كذلك الفسق يزيد، وينقص؛ والمرض يزيد،وينقص..
قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- في فوائد تفسير قولهتعالى :وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْهُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ومنها: أن من أعظمالبلوى أن يُزَيَّن للإنسان الفساد حتى يَرى أنه مصلح؛ لقولهم: ( إنما نحن مصلحون )

ومنها: أن غير المؤمن نظره قاصر، حيث يرى الإصلاح في الأمر المعيشي فقط؛بل الإصلاح حقيقة أن يسير على شريعة الله واضحاً صريحاً..

ومنها: أنه ليس كلمن ادعى شيئاً يصدق في دعواه؛ لأنهم قالوا: { إنما نحن مصلحون }؛ فقال الله تعالى: { ألا إنهم هم المفسدون }؛ وليس كل ما زينته النفس يكون حسناً، كما قال تعالى: {أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [فاطر: 8] ..

ومنها: أن الإنسان قد يبتلى بالإفساد في الأرض، ويخفى عليه فساده؛ لقولهتعالى: ولكن لا يشعرون
____________________
فائدة لغويـة في قوله تعالى :

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَالنَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ قال ابن عثيمين -رحمهاللـه– : فإن قيل: ما الفرق بين قوله تعالى هنا: { ولكن لا يعلمون }، وقوله تعالى فيما سبق: { ولكن لا يشعرون }؟فالجواب: أن الإفساد فيالأرض أمر حسي يدركه الإنسان بإحساسه، وشعوره؛ وأما السفه فأمر معنوي يدرك بآثاره،ولا يُحَسُّ به نفسِه..

وقال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- فيفوائد هذه الآية:

ومنها: أن أعداء الله يصفون أولياءه بما يوجب التنفيرعنهم لقولهم: { أنؤمن كما آمن السفهاء }؛ فأعداء الله في كل زمان، وفي كل مكانيصفون أولياء الله بما يوجب التنفير عنهم؛ فالرسل وصفهم قومهم بالجنون، والسحر،والكهانة، والشعر تنفيراً عنهم، كما قال تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم منرسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} [الذاريات: 52] ، وقال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبيعدواً من المجرمين} [الفرقان: 31] وورثة الأنبياء مثلهم يجعل الله لهم أعداء منالمجرمين، ولكن {وكفى بربك هادياً ونصيراً} [الفرقان: 31] ؛ فمهما بلغوا منالأساليب فإن الله تعالى إذا أراد هداية أحد فلا يمنعه إضلال هؤلاء؛ لأن أعداءالأنبياء يسلكون في إبطال دعوة الأنبياء مَسْلكين؛مسلك الإضلال، والدعايةالباطلة في كل زمان، ومكان؛ ثم مسلك السلاح . أي المجابهة المسلحة؛ولهذا قالتعالى: {هادياً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الأول الذي هو الإضلال . وهو الذينسميه الآن بالأفكار المنحرفة، وتضليل الأمة، والتلبيس على عقول أبنائها؛وقالتعالى: {ونصيراً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الثاني . وهو المجابهةالمسلحة..

ومن فوائد الآية:أن كل من لم يؤمنفهو سفيه، كما قال الله تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} [البقرة: 130] ..

ومنها:أن الحكمة كل الحكمةإنما هي الإيمان بالله، واتباع شريعته؛ لأن الكافر المخالف للشريعة سفيه؛ فيقتضي أنضده يكون حكيماً رشيداً..

ومنها:تحقيق ماوعد الله به من الدفاع عن المؤمنين، كما قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38] ؛ فإذا ذموا بالقول دافع الله عنهم بالقول؛ فهؤلاء قالوا: { أنؤمن كماآمن السفهاء }، والله عزّ وجلّ هو الذي جادل عن المؤمنين، فقال: { ألا إنهم همالسفهاء } يعني هم السفهاء لا أنتم؛ فهذا من تحقيق دفاع الله تعالى عن المؤمنين؛أما دفاعه عن المؤمنين إذا اعتُدي عليهم بالفعل فاستمع إلى قول الله تعالى: {إذيوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفرواالرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} [الأنفال: 12] : هذه مدافعةفعلية، حيث تنْزل جنود الله تعالى من السماء لتقتل أعداء المؤمنين؛ فهذا تحقيق لقولالله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38] ؛ ولكن الحقيقة أن هذاالوعد العظيم من القادر جل وعلا الصادق في وعده يحتاج إلى إيمان حتى نؤمن بالله عزّوجلّ، ولا نخشى أحداً سواه، فإذا ضعف الإيمان أصبحنا نخشى الناس كخشية الله، أو أشدخشية؛ لأننا إذا كنا نراعيهم دون أوامر الله فسنخشاهم أشد من خشية الله عزّ وجلّ؛وإلا لكنا ننفذ أمر الله عزّ وجلّ، ولا نخشى إلا الله سبحانه وتعالى..
فنحن لوآمنا حقيقة الإيمان بهذا الوعد الصادق الذي لا يُخلَف لكنا منصورين في كل حال؛ لكنالإيمان ضعيف؛ ولهذا صرنا نخشى الناس أكثر مما نخشى الله عزّ وجلّ؛ وهذه هيالمصيبة، والطامة العظيمة التي أصابت المسلمين اليوم؛ ولذلك تجد كثيراً من ولاةالمسلمين . مع الأسف . لا يهتمون بأمر الله، ولا بشريعة الله؛ لكن يهتمون بمراعاةفلان، وفلان؛ أو الدولة الفلانية، والفلانية . ولو على حساب الشريعة الإسلامية التيمن تمسك بها فهو المنصور، ومن خالفها فهو المخذول؛ وهم لا يعرفون أن هذا هو الذييبعدهم من نصر الله؛ فبدلاً من أن يكونوا عبيداً لله أعزة صاروا عبيداً للمخلوقينأذلة؛ لأن الأمم الكافرة الكبرى لا ترحم أحداً في سبيل مصلحتها؛ لكن لو أننا ضربنابذلك عُرض الحائط، وقلنا: لا نريد إلا رضى الله، ونريد أن نطبق شريعة الله سبحانهوتعالى على أنفسنا، وعلى أمتنا؛ لكانت تلك الأمم العظمى تهابنا؛ ولهذا يقال: من خافالله خافه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كلشيء..
_______________________
قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- فيفوائد تفسير قوله تعالى :وَإِذَا لَقُواالَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواإِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون ،َاللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ومن فوائد الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه..

فيستفادمن هذه الفائدة فائدة أخرى: وهي تحذير الإنسان الطاغي أن يغتر بنعم الله عزّ وجلّ؛فهذه النعم قد تكون استدراجاً من الله؛ فالله سبحانه وتعالى يملي، كما قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ولو شاء لأخذهم، ولكنه سبحانه وتعالى يملي للظالم حتىإذا أخذه لم يفلته . كما جاء في الحديث(64) ..

فإن قال قائل: كيفيعرف الفرق بين النعم التي يجازى بها العبد، والنعم التي يستدرج بهاالعبد؟فالجواب: أن الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من بابالجزاء؛ وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهياستدراج..

ومن فوائد الآيتين: أن صاحب الطغيان يعميه هواه، وطغيانه عنمعرفة الحق، وقبوله؛ ولهذا قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ومن الطغيانأن يُقَدِّم المرء قوله على قول الله ورسوله؛ والله تعالى يقول: {يا أيها الذينآمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم(الحجرات: 1).
______________________
قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- في فوائدتفسير قوله تعالى :أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوامُهْتَدِينَ ومنها: أن المدار في الربح، والخسران على اتباعالهدى؛ فمن اتبعه فهو الرابح؛ ومن خالفه فهو الخاسر؛ ويدل لذلك قوله تعالى: {والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوابالصبر} [العصر: 1 . 3] ، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةتنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكمذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} [الصف: 10، 11] : تقف على {خير لكم} ؛ لأن {إن كنتمتعلمون} إذا وصلناها بما قبلها صار الخير معلقاً بكوننا نعلم . وهو خير علمنا أم لمنعلم..
____________________
قال العلّامـة ابن عثيمين -رحمه اللـه- فيفوائد تفسير قوله تعالى :يَا أَيُّهَاالنَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وربما يستفاد التحذير من البدع؛ وذلك؛لأن عبادة الله لا تتحقق إلا بسلوك الطريق الذي شرعه للعباد؛ لأنه لا يمكن أن نعرفكيف نعبد الله إلا عن طريق الوحي والشرع: كيف نتوضأ، كيف نصلي… يعني ما الذيأدرانا أن الإنسان إذا قام للصلاة يقرأ، ثم يركع، ثم يسجد… إلخ، إلا بعدالوحي..

ومنها: الحث على طلب العلم؛ إذ لا تمكن العبادة إلا بالعلم؛ ولهذاترجم البخاري . رحمه الله . على هذه المسألة بقوله: “باب: العلم قبل القول، والعمل ..

قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله- في فوائد قوله تعالى : الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاًوَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

ومن فوائد الآية: أنه ينبغي لمن خاطب أحداً أنيبين له ما تقوم به عليه الحجة؛ لقوله تعالى: { فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتمتعلمون }، ولقوله تعالى في صدر الآية الأولى: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين منقبلكم} [البقرة: 21] ؛ فإن قوله تعالى: {الذي خلقكم والذين من قبلكم} [البقرة: 21] فيه إقامة الحجة على وجوب عبادته وحده؛ لأنه الخالقوحده..
___________________________________
وقال العلّامة ابن عثيمينرحمه الله- في فوائد قوله تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْمِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ومنها: إثبات علوّ الله عزّ وجلّ؛ لأنه إذا تقررأن القرآن كلامه، وأنه منزل من عنده لزم من ذلك علوّ المتكلم به؛ وعلو الله عزّوجلّ ثابت بالكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة؛ وتفاصيل هذه الأدلة في كتبالعقائد؛ ولولا خوض أهل البدعة في ذلك ما احتيج إلى كبير عناء في إثباته؛ لأنه أمرفطري؛ ولكن علماء أهل السنة يضطرون إلى مثل هذا لدحض حجج أهلالبدع..
____________________________________

وقال العلّامة ابنعثيمين -رحمه الله- مسألة في فوائد قوله تعالى : فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَالَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ حكى الله عزّ وجلّ عن الأنبياء، والرسل، ومنعاندهم أقوالاً؛ وهذه الحكاية تحكي قول من حُكيت عنه؛ فهل يكون قول هؤلاء معجزاً . يعني مثلاً: فرعون قال لموسى: {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين} [الشعراء: 29] : هذا يحكيه الله عزّ وجلّ عن فرعون؛ فيكون القول قول فرعون؛ فكيفكان قول فرعون معجزاً والإعجاز إنما هو قول الله عزّ وجلّ؟فالجواب: أنالله تعالى لم يحك كلامهم بلفظه؛ بل معناه؛ فصار المقروء في القرآن كلام الله عزّوجلّ . وهو معجز..
_____________________
وقال العلّامة ابن عثيمين -رحمهالله- في فوائد قوله تعالى : وَبَشِّرِالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُواهَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَاأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ من فوائدالآية: مشروعية تبشير الإنسان بما يسر؛ لقوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملواالصالحات}؛ ولقول الله تبارك وتعالى: {وبشرناه بإسحاق نبيًّا من الصالحين} [الصافات: 112] ، وقوله تعالى: {وبشروه بغلام عليم} [الذاريات: 28] ، وقوله تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101] ؛ فالبشارة بما يسر الإنسان من سنن المرسلين . عليهم الصلاة والسلام؛ وهل من ذلك أن تبشره بمواسم العبادة، كما لو أدرك رمضان،فقلت: هنّاك الله بهذا الشهر؟ الجواب: نعم؛ وكذلك أيضاً لو أتم الصوم، فقلت: هنّأكالله بهذا العيد، وتقبل منك عبادتك وما أشبه ذلك؛ فإنه لا بأس به، وقد كان من عادةالسلف..
________________________________
وقال العلّامة ابن عثيمين -رحمهالله- في فوائد قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لايَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّاالَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّاالَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّبِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّالْفَاسِقِينَ ومن فوائد الآية: أن لفظ الكثير لا يدل علىالأكثر؛ لقوله تعالى: { يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً }؛ فلو أخذنا بظاهر الآيةلكان الضالون، والمهتدون سواءً؛ وليس كذلك؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون منالألف ضالون؛ وواحد من الألف مهتدٍ؛فكلمة: { كثيراً } لا تعني الأكثر؛وعلى هذا لو قال إنسان: عندي لك دراهم كثيرة، وأعطاه ثلاثة لم يلزمه غيرها؛ لأنكثير” يطلق على القليل، وعلى الأكثر..
ومن فوائد الآية: أن إضلال من ضل ليسلمجرد المشيئة؛ بل لوجود العلة التي كانت سبباً في إضلال الله العبد؛ لقوله تعالى: { وما يضل به إلا الفاسقين }؛ وهذا كقوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهموالله لا يهدي القوم الفاسقين} (الصف: 5) ..

ومنها: الرد على القدريةالذين قالوا: إن العبد مستقل بعمله . لا علاقة لإرادة الله تعالى به؛ لقوله تعالى: ( وما يضل به إلا الفاسقين )..
_______________
وقال العلّامة ابن عثيمينرحمه الله- في فوائد قوله تعالى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ومنها: أن الجنين لوخرج قبل أن تنفخ فيه الروح فإنه لا يثبت له حكم الحي؛ ولهذا لا يُغَسَّل، ولا يكفن،ولا يصلي عليه، ولا يرث، ولا يورث؛ لأنه ميت جماد لا يستحق شيئاً مما يستحقهالأحياء؛ وإنما يدفن في أيّ مكان في المقبرة، أوغيرها..
_________________
وقال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله- في فوائدقوله تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَافِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ومنها: أن الأصل في كل مافي الأرض الحلّ . من أشجار، ومياه، وثمار، وحيوان، وغير ذلك؛ وهذه قاعدة عظيمة؛وبناءً على هذا لو أن إنساناً أكل شيئاً من الأشجار، فقال له بعض الناس: “هذاحرام”؛ فالمحرِّم يطالَب بالدليل؛ ولو أن إنساناً وجد طائراً يطير، فرماه، وأصابه،ومات، وأكله، فقال له الآخر: “هذا حرام”؛ فالمحرِّم يطالب بالدليل؛ ولهذا لا يَحْرمشيء في الأرض إلا ما قام عليه الدليل..

ومنها: أن نخشى، ونخاف؛ لأن اللهتعالى بكل شيء عليم؛ فإذا كان الله عليماً بكل شيء . حتى ما نخفي في صدورنا . أوجبلنا ذلك أن نحترس مما يغضب الله عزّ وجلّ سواء في أفعالنا، أو في أقوالنا، أو فيضمائر قلوبنا..المصدر:
http://www.ibnothaimeen.com/all/book…le_16812.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/book…le_17563.shtml

عن ahmetiraq

شاهد أيضاً

من تبدأ معاي في حفظ سورة البقرة قبل رمضان؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثير من الناس إذا سألناهم عن حفظ القران قالوا ودنا …