إدانة أممية لسوريا ودعوة لتنحي الأسد
مقتل أكثر من 3500 قتيل منذ بدء المظاهرات في سوريا وفق إحصائيات أممية
أدانت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة حملة القمع التي يشنها النظام السوري على المتظاهرين، في حين دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي ووقف إراقة المزيد من الدماء.
فقد أدانت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة حملة القمع خلال التصويت على مشروع قرار حصل على تأييد 122 دولة -من بينها عدد من الدول العربية- مقابل 13 صوتا، بينما امتنع 41 بلداً عن التصويت.
ويدين مشروع القرار -الذي قدمته ألمانيا- بشدة استمرار السلطات السورية في انتهاكاتها الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك حالات الإعدام التعسفية، واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، واضطهادهم وقتلهم.
ويهيب المشروع بالسلطات السورية لوضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان، والوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وتطبيق خطة عمل الجامعة العربية بشكل كامل ودون إبطاء.
وتعتبر فرنسا وبريطانيا وألمانيا ذلك القرار خطوة أولى لإعادة تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي، يستهدف الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي وقت سابق هاجم مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مشروع القرار، وقال إنه إعلان حرب سياسية وإعلامية ودبلوماسية على سوريا.
وشدد الجعفري أمام لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان على أن إعلان الحرب يهدف إلى التأثير على استقلالية عملية اتخاذ القرارات السياسية في سوريا، ومنعها من التحرك قدماً على مسار أجندتها السياسية الوطنية.
أردوغان دعا بشار الأسد إلى وقف إراقة الدماء والتنحي من أجل سلامة بلاده المنطقة (الفرنسية)
دعوة للتنحي
وعلى الصعيد الإقليمي، شددت تركيا لهجتها ضد الرئيس السوري، حيث توجه رجب طيب أردوغان -خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه- إلى بشار الأسد قائلا “تنحّ حتى لا يراق المزيد من الدماء، وحتى لا تتسبب في مزيد من الظلم، ومن أجل سلامة الناس والبلاد والمنطقة”.
ومن جهته، قال الرئيس التركي عبد الله غل إن سوريا وصلت إلى طريق مسدود، وإن التغيير لا مفر منه، لكن لا بد من بذل أقصى جهد لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وأضاف غل -الذي يزور الآن بريطانيا- لصحيفة الغارديان “لا نعتقد أن الطريق السليم لإحداث التغيير هو من خلال التدخل الخارجي، لا بد أن يقوم الشعب بهذا التغيير، والحرب الأهلية ليست أمرا يريد أحد أن يشهده، ولا بد من بذل كل جهد لمنعها لأنها خطيرة للغاية”.
وأشار غل إلى أنه كان يتحدث بانتظام إلى الأسد حتى أشهر قريبة، ونصحه بالسماح بإجراء انتخابات حرة، وبالإفراج عن السجناء السياسيين، وإعلان جدول زمني واضح للإصلاحات.
وقال للصحفية “فات وقت حدوث هذا الآن، يبدو أنه اختار مسارا مختلفا، وبصراحة لم تعد لدينا أي ثقة فيه”.
تحركات المعارضة
وعلى صعيد آخر، يتوقع أن يعقد اليوم مسؤولون بارزون في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية لقاءً مع وفد من المعارضة السورية يضم أعضاء في المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطني.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد التقى أمس أعضاء الوفد، وقال إن الرسالة الموجهة إلى نظام الأسد هي أن بقية العالم تجري محادثات مع المعارضة السورية، وتتطلع إلى مستقبل مختلف لسوريا.