(( حينما حرّك الشيخ البراك إحدى نعليه .. خافوا الملا…ين !! ))



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل كتابه تبيانا لكل شي … والصلاة والسلام على على اشرف أنبيائه ورسله أما بعد …..

أصحاب الفضيلة العلماء الربانيين .. لهم شأنهم ووقارهم .. ولهم تقديرهم واحترامهم .. في الدنيا .. أما الآخرة .. فلهم الدرجات العالية .. والمنازل الرفيعة .. والأعطيات الجزلة .. من لدن كريم رزاق ..





من يكونون يا ترى أهل الدرجات والمراتب العالية والجبال الشامخة ؟



هم الذين يحملون هـمّ الدين .. ويصونوا الشرع من دنس المفسدين .. والخائفين .. والمرجفين .. يقومون بواجبه ويتعبدون لموجبه .. ويؤدون مسئوليته .. وأمانته .. ويستشعرون الميثاق العظيم .. والعهد المتين .. هم الذين خصهم الله بالعلم فترجموه إلى عمل .. فأورثهم مكانة الأنبياء .. صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين ..




هم الناصحون الصادقون .. يُعرفون بكلامهم إذا سكت الناس .. وبإقدامهم إذا تقاعس الخلق .. وبصدعهم بالحق لا يخافون لومة لائم .. ويثبتون عندما يتكلم يخلط المثبطون .. الموهنون لكل عزيمة صادقة ..




الديْن هو رأس أمرهم .. يدورون حوله .. يحققون مصالحه .. ويدرأون عن الشبه .. يحفظون الأثر .. مع الأخذ بتيسير الحدَث .. دون خلط أو تمييع .. أو مواكبة لعصر .. أو تميلح لقامة الآخر ! أو استحلاب مرضاته وتتبع محابّه في تكلف ظاهر !




يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. وهذا ما يميزهم عن أراذل الناس .. وحرّاس الدنيا وعبّادها .. حيث وصف الله المنافقين بتركها فامتدح عباده الفالحين بها .. قائمين عليها .. ما قامت السموات والأرض .. لا يأبهون بمخالف .. ولا يذعنون لفاسق ..




هُم من يتصدى ويصّد أهل الشهوات أن يخرقوا سفينة الفضيلة .. وأن يقمعوا كل فاجر .. وأن يهينوا كل عربيد .. يحاول أن يشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..





هم الذين سخّروا أنفسهم طواعية لدين الله .. ولم يستغلوا دين الله تطويعاً لأنفسهم وأطماعهم .. رحماء على المؤمنين أشداء على الكافرين .. يعلو وجوههم نور من نور الله .. وترى في كلامهم برهان .. يكسوهم الخشوع .. يرون كل مخلوق صغير من أهل العظمة .. إلا الخالق المتعالي الكبير .. يفهمون كلام الله في قوله (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) يخشون كتمان الحق .. فيظهرون للناس .. ما عرفوا منه .. همهم الأول رضى الله .. وإن سخط العبيد .. لعلمهم أن الجِنان والحياة الأبدية .. لا يعطيها إلا ملك واحد .. متصرف قادر .. سيحاسب من فرّط وجامل في دين الله وخان أمانته .. وباع آخرته لحساب مصالحه .. وهم الذين حفظوا قول قتاده رحمه الله : هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم .. فمن علم شيئاً فليُعلّمه .. وإياكم وكتمان العلم .. فإن كتمان العلم هَلَكَة ..

ترفّعوا عن الدنيا .. وملذاتها الساحرة .. وشاشاتها الساطعة .. ومغرياتها الفاتنة .. وعن مديح المبطلين .. وفي هذا يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – وهو من نفائس ما قرأت .. حُكْم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. يظهر على أربعة ألسِنَة : لسان الراوي ، ولسان المفتي ، ولسان الحاكم ، ولسان الشاهد .. والواجب على هؤلاء الأربعة أن يخبروا بالصدق المستند إلى العلم .. وآفة أحدهم الكذب والكتمان .. فمتى كتم الحق أو كذب فيه فقد حادّ الله في شرعه ودينه .. وقد أجرى الله سنته أن يمحق بركة علمه ودينه ودنياه إذا فعل ذلك .. ومن التزم الصدق والبيان بورك له في علمه ووقته ودينه ودنياه .. فبالكتمان يُعْزل الحق عن سلطانه .. وبالكذب يُقلب عن وجهه .. والجزاء من جنس العمل .. فجزاء أحدهم أن يعزله عن سلطان المهابة والكرامة والمحبة والتعظيم .. الذي يُلبسُه أهلَ الصدق والبيان .. ويُلبسَه ثوب الهوان والمقت والخزي بين عباده .. انتهى ..





هؤلاء هم أهل الفضيلة وأهل – بإذن الله – أن يلبسوا هذا اللباس الجميل ويتزينوا به .. ويزداد جمالاً بهم ..




وإني لأحسب شيخنا العلامة البراك أحدهم .. ولا نزكيـه على الله سبحانه .. ولا أدلّ على ذلك من تواطؤ أهل النفاق والعلمنة ضـده .. والتحريش عليه .. ونسوا أنه هزبر لا يخشى مواء القطط ! ..


أما من تنكّب عن هذا الطريق القويم .. والصراط المستقيم .. والمنهج الواضح .. في التعامل مع هذا العِلم الذي ابتلاه الله به .. وأكرمه عن سائر الخلق .. فهو لا شك .. خاسر للدين والدنيا .. ومتحمل وزره وأوزاراً معه من الذين آمنوا .. حيث غشهم في تبليغه .. وخانهم في تعليمه .. وبدّل في تطبيقه .. وسكت عن صريحه ..



وهو كما قال عنه ابن القيم رحم الله : فإذا كان يومُ القيامة جازى الله سبحانه من يشاء من الكاذبين الكاتمين بطمس الوجوه وردّها على أدبارها كما طمسوا وجه الحق وقلبوه عن وجهه .. جزاءً وفاقًا .. (( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ )) ..



يالها من مصيبة .. وما أعظمها من ندامه .. وأقبحه من عار .. حينما يجد العالم أو طالب العلم .. جزاءه في الآخرة .. العذاب الشديد ! والإهانة البالغة .. والهوان الأليم .. وصدق الله : (( ومن يُهن الله فما له من مكرم )) .. فهل يجرؤ أحد ممن آتاه الله علماً .. أن يخون الله في عدم تبليغ هذا العلم لخلقه .. ؟ وأن يوصله إليهم غير منقوص ولا محرف ولا مبهّر ولا مُلوّى ولا مميّع ؟! وقد حذرهم الله في قوله (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )) ..




وما من شك أن من كان هذا عمله في الدنيا .. فهو من أصحاب الفصيلة (( بدون نقطة على الضاد )) .. وفصيلته هي الحماريّات – أعزكم الله – .. التي تحمل أسفاراً .. ولا تعلم ما فيها .. ؟ وحريّ بأن يكتم الله أنفاسه كما كتم الحق .. وخان الأمانة .. وتكسّب في دين الله !
وما أكثرهم وتزايد عددهم هذه الأيام !!

وبما أننا كبشر لا نقبل أن يغشنا صانع طعام .. أو مالك عقار .. أو صاحب أسهم .. ونغضب حينما يستغلوننا .. ويقللون من شاننا .. ونصفهم بأبشع الألفاظ .. ونغلظ عليهم القول .. فإننا كذلك لانقبل أن يغشنا حافظ علم شرعي .. ونبرأ إلى الله من كل متسول به .. أو منتهز لفرص دنيوية من أجله .. ونذكرهم بقوله تعالى (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )) ..


قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- : ” أخبر الله تعالى أن الذي يكتم ما أُنزل من البيان والهدى أنه ملعون “..



ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : (( لولا آيتان من كتاب الله تعالى ما حدثتكم حديثًا )) وقرأ الآيتين السابقتين.




أرأيتم أيها العقلاء ؟..

أن كل من كتم علماً .. أو حرّف في دين الله .. أو غير لأجل هوى .. ولم يؤد أمانة ما حمّله الله .. فهو ملعون .. لعنه الله .. والملائكة .. والناس أجمعون !

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من سئل عن علم يعلمه .. فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار )) أخرجه أحمد وأبو داود .. قال بعض أهل العلم : ” فكما ألجَم لسانَه عن قول الحق وإظهار العلم يُعاقب في الآخرة بلجام من نار” ..




ختامــاً ..



ليدرك علماء الأمة اليوم وطلاب العلم .. هذا الوعد المنتظر .. وليعملوا ليوم الحساب .. فما – قد – يجده اليوم بعضهم من تضييق أو تهديد لأجل موافقة هوى مَن ضَيَّق .. أو مجاملة لخواطر بشر على حساب الدين وربّ البشر .. لا شك أهون بكثير بل لا يقارن بما سيجده من الله العلي الجبار .. يوم القيامة .. والعبرة بالخواتيم .. ولنعلم يقيناً أنه من أرضى الله بسخط الناس .. رضي الله عنه وأرضى الناس .. وما أجمل هذا المنهج المنجي – بإذن ربه – ونسأل الله الثبات حتى الممات .. آميــن .



ولينتبه كل صاحب فضيلته لنقطته .. ألا تسقط ! فيخرج من دار عزيزة إلى دار ذليلة ..



ويحسن بي أن أجعل آخر ما أكتب في هذا الموضوع الهام .. العتاب الإلهي الكريم .. لمن ؟!




(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين )) ..

قال بن عباس – رضي الله عنهما – : في هذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم .. وتأديب لحَمَلة العلم من أمته .. أن لا يكتموا شيئاً من أمر شريعته ..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..




منقول من الكاتب الراكـــد ..جزاه الله الف خير

عن jungragd

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …