جروحي تنزف احزاني بطوله بسمه وخالد رومانسيه حزينه رووووعه


مرت اليومين بسرعه وكانت الساعه 9 الصبح…وفي بيت ابو خالد …تقلبت ريم في فراشها بملل…وناظرت ساعتها…كانت متاكده الكل نايم اللي هي…حاسه بغثيان وبتعب في كل جسمها من قل النوم وكثر التفكير…
نقلت نظرها في انحاء غرفتها…حست بدمعه سقطت من عينها..
في هالغرفه ذكريتها واحلامها…قضت فيها مرحله من مراحل عمرها وبتنتقل منها …ماتدري وش بيكون مصيرها…من كثر ماكانت تفكر بكل شي ملت وقررت تتناسى الموضوع لو مؤقتا…رجعت لواقعها لما سمعت احد يطق الباب استغربت من صاحي اللحين لو امها كان دخلت من غير ماتطق مثل ماهي متعوده…
قامت من سريرها ومسحت دموعها وحاولت تظهر طبيعيه…وتفاجأت لما فتحت الباب وكان الواقف خالد…
نزلت راسها وتركت له مجال حتى يدخل…لكن حست بيده الدافيه وهي ترفع راسها ولما جت عينها في عينه شافت نظرات خالد الحانيه….واللي متعوده عليها …حست بدموعها تغرقها ..ورمت نفسها في حظنه…كانت مفتقده له…وحست بيده تحظنها بكل حنان…

ومن بين دموعها:”سامحني ياخوي…”
خالد بحنان:”اانتي ماغلطتي في حقي حتى اسامحك انتي غلطتي في حق نفسك…وبعدين تعالي فيه عروس تبدى يومها بالصياح…”
مسحت ريم دموعها وحاولت تبتسم:”ايه…كل العرايس…حتى اسأل حرمتك…”
خالد:”لاء مابسأل حرمتي بسأل فهد…يمكن الموضه اللحن العرسان بعد يصيحون…”
انقبض قلب ريم وهي تتخيل فهد يصيح….غالي عليها وتتمنى تموت ولا تشوف دمعة فهد…
خالد:”ياللا نزلنا نفطر…”
ريم:”مالي نفس …”
قاطعها خالد ومسك يدها وجرها ورها وهو يقول:”ماعندنا بنات ماتفطر يوم عرسها…هذا تقليد في العائله من زمن جدنا الاكبر…”
ضحت ريم غصب عنها وهي تسمع كلام خالد…ووصلت الصاله لقت امها وابوها
حست بحزن يعتصر قلبها وهي تشوف امها تمسح دمعتها والحزن يطل من عيون ابوها…ماتتخيل تصحى الصبح من دون ماتشوف هالوجوه….
خالد:”ايه مايخالف…اذا فيه نوبة صياح …اللحين ولا في الليل…”
ابو خالد بصوت حزين:”الله يوفقك وانا ابوك…وتراك مانتي بعيده كل شوي واحنا عندك….”
مسحت ام خالد دموعها:”تعالي قعدي وش فيك واقفه…”
ماردت عليها وقعدت بجنبها وهي تقاوم رغبتها بالصياح…
ودخلت بسمه عليهم وشافت اشكثر الحزن يغلب كل شي حولها…
خالد:”تعالي يابسمه…الكل يصيح وانا من الصبح احاول انزل لي دمعه وماقدرت
تهقين عندي جفاف “
بسمه مازحه:”ايه…اشرب مويه كثييير…انتبه ترى قل الدموع خطير علي عيونك ممكن بعيد الشر يسبب العمى…”
انحرجت بسمه وهي تسمع ام خالد ترد بحماس بعد مامسحت دموعها…
ام خالد:”بسم الله على ولدي من العمى ان شاء الله في اللي يكرهونه…”
خالد:”وش يفكك اللحين من ميمتي…”
ام خالد بضيق:”اقول خل عنك كثر الحكي…”
ابو خالد بفرح:”الحمد لله …ربي حقق لي امنيتي وعشت لليوم اللي تختلف ياخالد انت وامك…”
خالد:”من متى يابيي وانت تتمنى هاليوم…”
ابو خالد:”من زمان وانا ابوك….”
ضحكت ريم بعد مامسحت دموعها:”شكلك حاقد يبه …”
ابوخالد:”اكيد حاقد وانا اشوف الحب والدلال يروح لغيري…
ام خالد وهي منحرجه:”ابو خالد وش هالحكي…”
ابو خالد:”اقول ذكرينا ياريم …بدل مانقول يوم زواجك…نقول يوم اختلاف الحلفاء….”
.
.
.
ومر اليوم بسرعه ونست ريم كل اللي في داخلها من مشاعر وانشغلت مع خواتها في تجهيزات كل عروس مثل هاليوم…كانت معهم في المشغل وانظمت لهم عبير متأخره وهالشي ضايق بسمه…كانت مقهوره منها وهي تشوف عبير لازقه في ريم …وغرورها تكبرها مثل ماهو ولا هزها كل اللي صار…وتناظر بسمه بنظرات كلها تكبر وتعالي…
وبعد وماخلصوا راحت ريم وبدريه ورهف وامل…وما بقى الا ساره وبسمه وعبير لانهم ماجهزوا لما وصل السايق…. كان اخر من جهز بسمه…
ساره:”يالا يابسمه السياره وصلت….”
تاففت بسمه فداخلها وكانت منقهره من عبير اللي بتركب معها في نفس السياره….
وكانت صدمتها كبيره لما شافت سيارة خالد تنتظرهم…
ركبت قدام قبل وصولهم…
بسمه:”السلام عليكم…”
خالد :”وعليكم السلام…هلا والله بالغلا كله….”
وركبت ساره بعد ماسلمت وكانت عبيربعدها…بعد مارد على ساره توقع ان امل هي الراكبه الثانيه….
خالد:”وش فيه القمر مايسلم؟؟”
عبير بدلع:”السلام عليكم…اشلونك ياخالد؟؟”
انصدم خالد وحس وجهه احترق من الاحراج…… لما سمع صوت عبير….وناظر بسمه بطرف عينه وفخاطره وش بيرضيها ذي اللحين…اكيد تظن اني عارف انها عبير…
خالد “وعليكم السلام…سوري كنت متوقعك امل…”
عبيربوقاحه:”مايخالف انا وامل واحد…”
ماعجبه ردها وحس فيه جراءه زايده…وحست ساره بتكهرب الجو..
ساره:”وشلونهم عيالي ياخالد…”
خالد:”زياد مع ابوه ينطط …قلب الدنيا قلب…وريناد ماشفتها…”
وقعد يسولف مع ساره…كانت بسمه تغلى في داخلها …ومقهوره من خالد…ومن عبير اكثر…ومستغربه انه في وحده وقحه مثلها….اصلا اشلون ترضى تركب معهم ..وامها اللي بس فالحه تتنقد على فلانه وعلانه وبنتها …مخليه لها الحبل على الغارب…
وكرهتها اكثر وهي تسمعها ترد على تلفونها ….واضح ان المتصل ابوها …ترد عليه بصوت كله غنج ودلال…واخيرا وصلوا بعد ماحست ان عبير نكدت عليها ليلتها من اولها…ونزلت عبير بعد ماشكرت خالد وفتحت بسمه باب السياره بس كانت يد خالد
اقرب وسكر الباب…
خالد:”اشفيك اكلمك قبل شوي ماتردين…”
بسمه بضيق:”كنت سرحانه …وما سمعتك…”
خالد وهو يتنهد:”اعتقد مايحتاج احلف لك اني كنت متوقعها امل…”
بسمه ببساطه:”مايحتاج…لاني
مسكت ام محمد بيده بقسوه وراحت مكان بعيد عن اختها وبناتها…
ام محمد:”اشلون تركبين مع خالد بعد كل اللي صار…” مصدقتك…بس اللي قاهرني…اشلون كنت مخدوع فيها طول هالسنين …فيه بنت محترمه تسوى اللي سوته قبل شوي…..اختك مثلا ترضى تكلم ولد خالتك بهالطريقه؟؟؟…”
ونزلت من عنده من غير مايرد عليها …لانه فعلا كان محتار وش بيجاوب على سؤال بسمه.. فتحت بسمه عينه على شي كان مايدقق فيه من كثر ماكان غارق في حب هالعبير وشاف جانب سيئ لعبير واللي كانت في نظره تقارب الكمال….
.
.
.
دخلت عبير وهي مقهوره من بسمه….وحاسه بنارالغيره تشتعل داخل قلبها…مستحيل تنسى حبها لخالد او تسلم انه انتهى من حياتها…كانت امها في استقبالها ونظراتها حاده لها…
عرفت انه درت انه خالد اللي وصلهم…
بادرت عبيرامها ببرود:”مادريت انه هو اللي بيوصلنا…”
ام محمد بعصبيه:”انتي ماعندك كرامه…المفروض من شفتي انه هو اللي بيوصلكم رجعتي واتصلتي على السايق يوصلك…”
عبير:”وليش التعقيد…اللي يسمعك يفكر اني ركبت معه بالحالي…ماكأن هالسحليه راكبه معه قدام…”
ام محمد:”حتى ولو…وان شاء الله بعد سلمتي عليه و…”
عبير بضيق:”لا سلمت ولا هم يحزنون…من ركبنا واحنا ساكتين…ارتحتي…”
وفكت يد امها ودخلت داخل عند ريم …انقهرت ام محمد من بنتها المفروض حسست خالد انه جرحهها برفضه لها …مهو تركب معه بكل سهوله….
^^^
كان الحقد يملئ قلبه وهو داخل لزواج وشاف فهد والسعاده ظاهره على وجهها…
انقهر انه سعيد…بعكس حاله واللي ودع السعاده وللابد…استرجع كلامات الامس وصداها يتردد في ذهنه…تحسس جيبه حتى يطمئن على الظرف…واتجه لفهد وحس بيد تمسكه والتفتت وشاف سعود…
سعود:”اشلونك ياوليد…”
وليد ببرود:”بخير…خير عندك شي…”
سعود:”انت ليش تعاملني كذا …”
وليد:”الله يرحم ولديك حل عني….انا جاي اسلم لى فهد واقلاع طيارتي مابقى عليها شي…”
سعود:”ترى السفر مهوب حل….”
وليد:”لا…الحل اظل في ديرتي انتظر الموت…ونهايتي في المستشفى اعامل مثل حيوان موبؤ ومحروم من ابسط حقوقه…”
نزل سعود راسه وبحزن:”وش الفرق …حتى برى نفس الشي…”
وليد :”لاء مهو نفس الشي…”
سعود:”اهلك يدرون…”
وليد:”لاء مايدرون…انا فسخت الخطبه وهالشي زعل اخواني واللحين الكل مقاطعني الا امي…”
واكمل كلامه:”انا جاي اسلم على فهد واوصل له امانه حتى يعيش بقية حياته سعيد…”
ومشى من عند سعود من غير مايودعه…فداخله كان كاره كل شي …وحس بحقارة الدنيا لكن للاسف هالاحساس ولد داخله رغبه من الانتقام من كل اللي حوله…حتى من نفسه اللي حرمها من التوبه والعوده الصادقه لله…
.
.
.
.في نفس الوقت كان فهدمع اخوه وناصر ولد عمه…و يحس الوقت يمر ببطئ ..كان سعيد بكل اللي قاعد يصيرومايكدر عليه الا تعليقات فيصل وناصر…ناظر ساعته للمره الاف وتافف لما شاف الوقت مثل ماهو…
ناصر:”يالحبيب….اركد شوي مهو كل شوي تناظر ساعتك…”
فهد بضيق:”كيفي حر…وبعدين يااخي ساعتي جديده ومن فرحتي كل شوي اتأملها”
ضحك فيصل :”الله يهديك ياناصر فهمت فهد غلط الا هو مايفكر في اللي تفكر به…”
ناصر:”الله يافهد بنفقدك في السهر….وش رايك ان شفنا الحريم بيطولون في سهرتهم رحنا لعبنا صكة بلوت و…”
فهد :”انت متى بتعقل من هالبلوت ابو ومافيه امل تعقل…شياب ومافيه امل تعقلون”
ناصر:”شياب في عينك….ياشيخ لاتقعد تفلسف حدك شهر بالكثير ..ونلاقيك محظر يوميا عند الشباب…”
فهد:”لاء انا قرررت اعتزل حياة العزوبيه واكرس حياتي لشغلي وبيتي بس…
كمل فهد كلامه:”لا تصدقون بس الايام بتثبت لكم….”
فيصل :”الله يحينا حياة طيبه ونشوف….”
فهد بضيق:”انا نفسي اعرف وش عيب الزواج العائلي…الواحد ياخذ مرته في اجتماع الاهل و…”
ناصر وهو يقاطعه:”حفل عائلي قال…انت تاخذ ريم اخر بنت في العائله ودلوعة الكل وتبيها في زواج عائلي…”
فهد:”لو سمحت لاتطري اسم مرتي على لسانك و…”
وسكت لما شاف وليد وسعود متجه لهم…
وليد وهو يمد يده مصافحا:”مبروك يافهد…الف مبروك…”
فهد:”الله يبارك بعمرك….عقبالك…”
وليد:”ان شاء الله قريب…”
واكمل كلامه:”على اني مسافر ورحلتي بقى عليها اقل من ساعه …الا اني ماحبيت اسافر قبل ماابارك لك…”
فهد:”مشكور وهذا العشم فيك…”
وليد بصوت اقرب للهمس حتى مايسمعون عيال عمه وش يقول:”فهد سامحني ياخوي ان غلطت بحق في يوم من الايام…”
ونزل راسه وتنهد وطلع الظرف وسلمه وحطه في يد فهد:” في هالظرف كتبت لك اللي مااقدر اقوله لك….وتاكد ان كل اللي فيه صحيح…”
ومشى من عند فهد وهو مستغرب من وليد وكلامه اللي سمعه تو….ناظر لظرف في يده والفضول بيذبحه…لكن لا الوقت ولا الزمان مناسبه لفتح الظرف….
فيصل:”فهد …اكلمك..”
فهد بشرود:”ماانتبهت وش قلت….”
فيصل:”اقول بطلعكم المطار بسيارتك وبوقفها لك في مواقف المطارحتى اذا رجعتوا بسلامه ماتعبني اطلع لك المطار…”
فهد:”لا تخاف خالد بيطلعنا المطار وبيرجعنا…استريح انت…”
فيصل:”افا عليك….تعبك راحه يااخوي….”
فهد:”اللحين تعبي راحه….طيب مادام تعبي راحه خذ هالظرف وحطه في درج السياره”
اخذ فيصل الظرف وهو يقلبه في يده:”وش هالظرف…”
فهد:”ماادري ….الظاهر رساله من وليد …تعرف كان بينا مشاكل …وهو بيسافر اللحين ووده يصفي النفوس ويقول كتب اللي مايقدر يقوله لي…”
.
.
.
طلع وليد وهو حاس براحه …زينت له نفسه الشريره كل اللي قاعد يسويه…كان ناقم على كل شي حوله….وكاره يشوف السعاده اللي انحرم منها للابد ملك احد خاصة فهد
وهو طالع لمح خالد واللي كان يناظره بنظرات حاده…بادله نظراته وركب سيارته وخالد محتار ومستغرب انه وليد يكلف على عمره ويحظر عرس فهد…
الجزء السادس والعشرون..

كانت تتأمل وجهه وهو نايم بكل حنان..خاطرها تحط يدها على خده
لكن كانت متأكده بيصحى…تسحبت من طرف السرير وقامت من جنبه بهدوء حتى مايحس فيها..
اليوم بيكون مر على زواجها اسبوعين بكره رحلتهم على الرياض…لانها لازم تداوم في الجامعه وهالشي زعل فهد اللي كان مخطط على شهر ومسويها مفاجأه لريم و صدمت لانها لازم تداوم بعد اسبوعين…ابتسمت لما تذكرت هالاسبوعين..كانت اجمل ايام حياتها وتحمل ذكريات جميله مستحيل الايام تنسيها روعتها..جلست على الكرسي اللي مقابل البلكونه…تناظرشروق الشمس …مهي اول مره تسافر لباريس بس باريس هالمره في نظرها غير لان فهد اجمل واحلى مافي هالسفره…
رجعت ناظرت فهد كان يتحرك في السرير…تساءلت في نفسها اشلون كنت افكر ارفض فهد …وكيف ماحبيته في طفولتي وانا اشوفه دايم مع خالد
يمكن غروري وكبرياءي منعني اني احب فهد لاني طول عمري وانا احس انه واقع ومفروض ولازم اتقبله…. من كثر مااسمع اهلي فهد لريم وريم لفهد …وعشان اعاندهم واثبت لهم انه رايي اهم من كل كلامهم كنت بكل غباء مصممه على رفضه….
تنهدت من اعماقها وهي تحمد ربها اللي ساعدها تجاوز كل اللي صار وزواجها من فهد اكبر نعمه من ربها…وماكان ينغص عليها سعادتها الاتفكيرها في وليد والصور اللي معه ولو ان خوفها قل لما مر يوم الزواج على خير من غير مايسوي وليد أي شي…
اعادها صوت فهد الحنون للواقع …
“شكلك كذا سافرتي للرياض بتفكيرك…”
كان فهد حاط يده ورى راسه وهو يتأملها باعجاب…
ريم:”ايه والله وحشوني اهل الرياض…”
فهد:”افا مليتي مني…”
ريم بااستنكار:”انا…حرام عليك انا امل من العالم كلها ولا امل منك…”
قام فهد بخفه وجلس بجنبها:”طيب وشرايك نمدد قعدتنا اسبوع ثالث…”
ريم:”مااقدر يافهد …حرام اضيع سنه كامله على نهايتها…وبعدين هنا ولا في الرياض بنكون مع بعض”
ابتسم لها برقه:”على قولتك…اهم شي انا مع بعض…”
ريم بتردد:”فهد بكره بنوصل الرياض العصر ليش مانروح المزرعه…و…”
قاطعها فهد بحزم:”لاء…وبعدين وش يودينا المزرعه…”
ريم:”نسلم على اهلي وش بيودينا بعد…”
فهد:”هم لو مهتمين فينا كان قعدوا في الرياض حتى يستقبلونا كما نستحق…”
ضحكت ريم على تعليقه:”مايخالف احنا نروح لهم المزرعه ونسلم عليهم كما يستحقون تراههم اهلنا والحق لهم…”
فهد وهو يتنهد بضيق:”انا من اول كنت الوم هالرجاجيل اللي تضيع علوم الواحد منهم عند حرمته والظاهر ان الكل غصب طيب بيكون على نفس المنوال…المهم نروح لهم المزرعه بس ماننام معهم نرجع لبيتنا…”
ريم وهو تبتسم:”اوكيه متفقين…”
فهد:”ايه متفقين لكن من نوصل بتغيرين رايك بس مستحيل اطيعك…اجل تبيني اقابل خالد وناصر وفيصل اللي مليت من مقابل خششهم…”
ريم:”اوعدك مااخالفك خلاص…”
فهد:”خلاص نشوف يااحلى من شافت عيوني…”
ريم وهي تناظره بطرف عينها:”وهالشقر اللي نشوف مهم احلى…”
فهد:”يخسون الشقر عند الريم…وبعدين ترى انا اكره ماعلي الشقر مااواطنهم…”
ريم:”احسن مهو لازم تواطنهم…”
فهد وه يتنهد:”تصدقين مليت من هالشقر والحمر اشتقت للرياض وللناس اللي لفحت الشمس وجوههم والطيبه تطل من عيونهم…حتى طباخ امي والله وحشني…”
ضحكت ريم:”وش جاب طاري الطباخ اللحين…”
فهد:”تذكرت ديرتي وهزني الشوق لها واكيد بطني ارسل اشارات لعقلي الباطن واللي حرك لساني بشوقه لطباخ امي…”
ريم بتردد:”الظاهر عندك خبر اني مااعرف اطبخ…”
فهد:”ايه عندي خبر…بس انتي ماتعرفين تطبخين ابدا…”
ريم بعد تفكير:”اعرف اسوي شاهي…”
فهد بحماس:”بعدي والله …تعرفين للشاهي احمدك يارب… اجل شوفي انا يوم في الاسبوع بااكل شاهي مو اشربه اكله لانه من يدك مارح اكل معه شي وحتى السكر لاتحطين اصابعك اللي تنقط عسل بتقوم بالمهمه…”
ضحكت ريم على كلامه:”انت من وين تجيب هالكلام…”
فهد وهو يتنهد:”انتي اللي من وين لك هالضحكه اللي بتطيربرج من ابراج عقلي…”
وابتسم لها وهو يسمعها تتكلم ماكان مركز في كلامه كثر ماهو يفكر في سعادته اللي زادت من وقت جمعه الله مع اللي اختاره عقله وقلبه…
كانت ريم حبه من طفولته…ولما كبرت وتغطت عنه وماصار يشوفها حبها في قلبه ماقل الا زادد…و غيابها عن عيونه زاد حبها وغلاها في قلبه… ويتمنى اليوم اللي بتصير ريم له زوجه…
كانت رغم التكبر والغرور والانانيه اللي فيها يحبها بكل صفاتها وبكل حسناتها وعيوبها….

^^^
سكر التلفون من فهد وهو مبتسم…سعيد لفهد وريم السعاده اللي هم فيها…
يتذكر يوم الزواج والرعب اللي حسه لما شاف وليد ..لكن اطمئن بعد ماقعد مع فهد وعرف منه ان وليد مسافر… لو لاقدر الله وليد فضح ريم عند فهد..وش بيكون موقف فهد… هز راسه وهو يحاول يطرد هالفكره المرعبه من ذهنه…لكن رغم كل شي فهد غير عنه حتى في ردات افعاله…ومن صغرهم دائما فهد تكون ردة فعله مدروسه عكس خالد اللي تجي ردة فعله عنيفه اعنف من الفعل نفسه… فكر لو انحط في موقف غدر وخيانه من أي احد… اكيد مستحيل يغفر اويسامح ويمكن ان تربيته غرست فيه نوع من الانانيه ولان كرامته اغلى عليه من كل شي فعشانها بيضحي بكل شي…مشى وقبل مايوصل لامه وخواته كان يسمع صوت صراخهم وضحكهم …الظاهر انهم يلعبون في المسبح ..
اول مادخل شاف امه وبدريه وجدته قاعدات يناظرون البنات وهو يلعبون في المسبح …وبسمه متسنده وحاطه يدها على خدها وهي تراقبهم وراسمه على وجهها احلى ابتسامه…انتبه خالد على ساره اللي اول ماشافته حاولت تطلع من المسبح وزقلت رجلها وطاحت على حافت المسبح…كان شكلها يضحك وملابسها مبلوله…
خالد وهو يضحك:”شوي…شوي…يالفقمه…”
ساره بقهر :”فقمه في عينك…”
ام عبد الرحمن:”وشي الفقه ذي…”
خالد:”هذي الله يسلمك شي…لاحظي ياساره اني قلت شي ماقلت حيوان احتراما لك……وين وصلنا ايه شي ابد نسخه من ساره نفس الشكل …اللهم ان لونه اسود ويعيش في البحر…”
رهف وهي تضحك:”صح ياخالي…ويترجرج نفس خالتي ساره..”
ساره وهي معصبه:”يتررج في عينك ياقليلة الادب…الشرهه مهي عليك الشرهه على امك اللي تسمع كلامك وتضحك…”
بدريه:”نسيتي ياساره لما كنتي تفترين علي عند بناتي وانا ياحليلي عمري مااجرمت فيك..عاد اللحين خليهم ينفعونك…”
خالد:”اف…فيه حركة نذاله….خلاص ياساره لاتزعلين انتي مو فقمه انتي بطريق وبجداره…”
امل:”لا هاللقب حقوقه محفوظه لبسمه من حملت وهي تكورت مثل البطريق…”
بسمه:”اذا انا بطريق انتي وش تصيرين…”
امل:”انا عروس البحر ياماما…”
خالد:”يخسى الا انتي تصيرين عروس البحر وبسمه قاعده..بس عروس دبا شوي”
تنهدت بسمه بقهر:”ما تكمل شي انت ابد..مدحتني شوي وعلى طول قلبت…”
خالد:”الصراحه تزعل احيانا بس مااقدر اغير هالطبع فيني…صح يمه مهي الصراحه زينه…”
ام خالد بضيق”خالد ورى ماتروح عند الرجال ازين لك…”
الكل انصدم من رد ام خالد…الا خالد كان يبتسم لامه وهي ترد على ابتسامته ببرود تحاول تدعيه قدامه وهي قلبها احن عليه من كل القلوب…
امل:”ضاااع وجهك ياخالي….شف شف خشمك طاح ذيك الجهه ركبه بعدال وانتبه لاتركبه بالمقلوب…”
خالد:”امووول احترمي نفسك ولا…قسم بالله لجرك من كشتك واطلعك عند طلول اللي توه واصل حتى يعرف ست الحسن والجمال اشلون تصير خشتها عقب المويه…”
امل بلهفه ماقدرت تخفيها:”طلال هنا…”
خالد وهو يحاول يقلد نبرة صوتها:”ايه هنا…”
ومشى خالد لما شاف ريناد تركض اول ماشافته حتى مايلحقها…ومن السرعه ماانتبه على الارض انها مبلوله وماحس بنفسه الا وهو طايح ….كان حاس بالم خفيف وسمع ضحكه عرفها وعرف راعيتها وقام بخفه واتجه لبسمه اللي كانت متسنده وتناظره وهي تظحك…وتحولت نظراتها المتشفيه الا نظرات خوف لما شافت خالد يحاول يشيلهاا بس هون لما شافها تمسكت بجدته اقرب وحده منها…
خالد وهو يناظرها بتهديد:”تضحكين انتي ووجهك ها…”
بسمه واصلت ضحكها بعد مااطمئنت وهي متمسكه في ام عبد الرحمن:”بصراااحه شكلك يضحك لما طحت…وبعدين كما تدين تدان توك تعلق على ساره”
خالد:”اشفيكم اليوم علي ست الحبايب وضيعت وجههي… وانت تضكين لاني طحت…اشفيكم كارهيني…”
وحاول يقرب من بسمه بس انتبه من جدته اللي مدت العصاه في وجهه…
ام عبد الرحمن:”اللحين حرمتك حامل وش تبي منها “
خالد:”ودي ارميها في المسبح…ترى السباحه يمدحونها هالايام…”
بدريه:”وليش ماتسبح انت…”
تنهد خالد :”انا احس نفسي مثل اليتيم من عقب فهد…”
وناظر امه اللي كانت تدقق في كل كلامه وجمله مثل اللي نطقها كانت بترد عليها بكل حنيه :”سلامة قلبك من اليتم…”بس الظاهر حاقده عليه من قلب…
قرب خالد من امه ومسك يده بلطف:”يمه ابيك بكلمة راس…”
ام خالد ببرود مصطنع:”اجل كلامك عقب…”
خالد:”ترى ان مامشيتي معي لشيلك بالقوه…ولا تنسين انه مااحد يمنعني مثل الشويش عطيه…”
ام عبد الرحمن:”شوش الله راسك قل امين…”
ضحك خالد من رد جدته وهو ماشي هو وامه…الكل كان يناظرهم حتى اختفوا عن نظرهم والتهوا عقب في اللي كان مشغلهم قبل دخول خالد…
الا بسمه الاحاسه قلبها من كثر دقاته بتطلع من صدرها…حاسه ان الكل يسمع نبظات قلبها اللي يتردد صداها في اذنها….قامت عنهم بدون مااحد يحس…
مشت في المزرعه حتى حست انها ابتعدت عن الكل…في مكان معزول كل ماحولها يوحي بسعاده لكن اللي خوفها من اللي شافته قبل شوي…من زعل ام خالد علي خالد زاد الشكوك اللي تدور في مخيلتها…تخاف تكون رجعت ام خالد تزن عليه عشان عبير وهالشي يثير في قلبها الرعب…تنهدت من اعماقها وهي تتخيل نفسها ترجع لبيت عمها…عمها اللي من دخلت بيته يتيمه…وهي متوقعه انها تلقى عنده الحنان والامان اللي اختفى من حياتها بااختفاء اهلها…لكن صدمت بالواقع المر اللي عاشته معه…
يما بللت مخدتها من كثر دموعها وهي تشوف الذل والحرمان على يد اقرب الناس لها وكانت تتحمل الضرب والاهانات والحرمان… لكن كان اكثر مايعذبها سمعها عمها ومرته يهينون امها وابوها ويلصقون تهم بشعه بهم…اول مره سمعتهم ردت عليهم بكل قوه…لكن بعد اللي كانت تشوفه من عقاب اصبحت تدعى البرود والامبالاه حتى تحمي نفسها…ولما تكون لوحدها تسترجع كل ماسمعت بمراره وهي تتمنى قوه تستند عليها حتى ترد على عمها ومرته…
قوه!! …تذكرت اخر مره في بيت عمها لما ردت بقوه استمدتها من خالد…
كانت في بيت عمها في زياره لهم…احست بملل من تحقيق مرة عمها عن كل مايخص حياتها وحياة اهل خالد…ولما جا عمها كمل اللي بدته مرته كانت ترد عليهم ببرود من كثر ماملت حتى احست بنار داخلها وهي تسمع عمها…
ابو عبد العزيز:”وش فيك تتكلمين من راس خشمك…الظاهر الكبر اللي في قلب امك وابوك بدى يظهر”
حاولت تتماسك وتتجاهل ماسمعت لانه اكتشفت من فتره طويله ان عمها ترك اهنتها في اهلها لما شاف انه مايأثر عليها…
بسمه ببرود:”الله يرحمهم…”
انقهر ابو عبد العزيز من بروده …
ابو عبد العزيز بقهر:”الله لا يرحمك…بعدين تعالي ورى ماتكلمين زوجك يمر علي المكتب يشتري كم قطعة ارض…خيرهم زايد ولا يدري وين يوديه…”
كانت بسمه تحاول تتجاوز مرحلة سبه لاهلها… ولما ذكر لها هالموضوع ماقدرت تمسك اعصابها لانه كان ممكن يهدم حياتها مع خالد في يوم من الايام…وردت على عمها بكل حزم:”عمي انا مالي دخل في شغل خالد ومااقدر اكلمه ابدا…”
ابو عبد العزيز بصوت عالي:”سمعت انه شرى ارض في الخرج من رجل خالتك…”
بسمه بعصبيه:”والله هو حر …”
قام ابو عبد العزيز وقف قدامه وهو يتوعد:”وترفعين صوتك يالخايسه “
وقفت بسمه حتى تطلع على… وين ماتدري …بس اهم شي تطلع من هالبيت…ومسك عمها يدها بكل قسوه:”وين رايحه …لكن مايخالف يابسمه مردك ترجعين هالبيت…”
ومن ذاك اليوم ماراحت لعمها وقررت في ذيك الليله تكون صريحه مع خالد وتقوله عن العلاقه اللي تربطها بعمها…لكن تفاجأت لما درت من خالد انه مسافر اليوم الثاني واجلت كلامه عقب ما يرجع..ورجع من السفر وكلمها عمها يعتذر …كانت عارفه انه اعتذره مهو لله …لكن ساهم هالاعتذار في نسيانها للموضوع لو مؤقتا…
حزن يعصف بنفسها وهي تتذكر انها ممكن بسبب عبير ترجع لعمها اللي مستحيل يرحمها…
“ساعه وانا ادورك…”
اعادها هالصوت الحنون من ذكرياتها الموجعه…ومسحت دموعها قبل ماتقرب منها امل…قعدت امل بجنبها بعد مالمحت الدموع اللي مسحتها بسمه…
امل:”بسمه زعلانه من احد؟؟”
تنهدت بسمه بحزن:”لاء…”
امل:”طيب وش فيك دموعك وملامح وجههك تدل على عكس كلامك…”
سندت بسمه راسها بتعب:”متضايقه شوي…”
طقتها امل على كتفها برقه:”وانا وش دوري ياحلوه…تراني مستمعه جيده…”
ابتسمت لها بسمه:”بقولك وش يدور في عقلي…افكر في ان الحرمان احياننا يكون نعمه..”
زادت ابتسامة الحزن لما ماردت عليها امل وتنتظرها تكمل كلامها…
كملت بسمه:”يعني حياتي في بيت عمي بكل مافيها من قسوه وحرمان والآم وعذاب عرفتني قدر حياتي مع خالد…يمكن لو ابوي وامي عايشين ما عرفت قيمة الحياه اللي انا فيها…هالحياه ياامل اللي اموت لو افكر اني ممكن اخسرها وارجع لحياة الذل والهوان في بيت عمي وغير كذا خالد اللي له وبه عايشه سعيده…”
حطت امل يدها على كتف بسمه بحنان:”شوفي يابسمه الدنيا دوراه ومااحد يظمن بكره لا لي ولا لك ولا لغيرنا…عشان كذا ليش نقضي ايامنا السعيده نترقب الاسوء
عيشي يومك…وشيلي التشاؤم من راسك…”
تنهدت بسمه وهي تناظر لبعيد :”بشيله ياامل بس اخاف هو مايشيليني من راسه ويطاردني طول حياتي…”
^^^
“خير وش فييك راز كشرتك ومادها شبرين”
قالها ابو صالح بعد ماشاف محمد عامل البقاله اللي يشتغل عنده يشتغل وهو ساكت على غير العاده…العاده من يدخل البقاله ومحمد يعطيه اخبار الجيران اول بااول…حتى يسكته ابو صالح..
محمد بضيق:”بابا هزا فيه سته شهر مافيه راتب و…”
قاطعه ابو صالح بخشونه:”والله اني عارف من شفت وجهك عرفت انك بتحكي في الراتب..”
رد محمد بتوسل:”بابا انا مافيه فلوس …واهل مال انا يرسل رساله يبغى فلوس…”
قام ابو صالح لاخر البقاله وبصوت عالي :”ياللي ماتخاف ربك تبي رواتبك وانت شغلك مثل وجهك…”
تنهد محمد بحسره:”انا فيه شغل كويس بس انته لازم يجيب عامل ينظف بقاله…”
نزل ابو صالح علب منتهية الصلاحيه من ورى الاغراض:”شف طلع هالعلب كلها البلديه مادامهم مسكوا علينا شي بينط لي كل شوي واحد منهم…والبقاله نظفها اول بأول…وعامل ثاني منيب جايب..انت في النهار وانا في الليل حدنا الساعه 12ومقفلين…”
قرب محمد منه ومعه كيس كبير ونزل علب قديمه من جهه ثانيه…
محمد بتساؤل:”ارمي هزا كله في الزباله؟؟”
انتفض ابو صالح بكبره ومن الروعه طاحت من يده علبة تونه قديمه على رجله …
ابو صالح وهو يتأوه:”وش قلت انت وجهك؟؟ ترميها في الزباله…كان ارميك وراها يالخبل…”
محمد بتعجب:”ايش يسويي في هزا كله!!”
ابو صالح وهو يناظر في ساعته:”اتصل في البيت وخلهم يرسلون احد من العيال وياخذها…”
محمد:”بابا ممكن عيال مال انته يصير مريض…”
ابو صالح:”اقول خل عنك كثر الحكي ….وسو اللي قلت لك عليه…اصلا توها تنتهي هالشهر… بس هالبلديه يمنعون نبيع اللي مابقى له ثلاثة اشهر وينتهي صلاحيته…مهم فالحين الا علينا يالضعوف والا الهوامير يبعون السم وياكلونه امة محمد ومافيه احد يمنعهم”
كان محمد يحط الاغراض في الكيس وهو يهز راسه…ويحاول يفهم وش قاعد يقول ابو صالح…
حط ابو صالح الكيس اللي في يده وتجهز حتى يطلع من البقاله والتفت على محمد
:”شف انا بروح اتقهوى عند ابو علي اذا احد سأل عني… قله ابو صالح بيجي بعد شوي…”
هز محمد راسه وبعد ماطلع ابو صالح تذكر انه كلمه في رواتبه وابو صالح مارد عليه طلع بسرعه وشافه يمشي متجه لابو علي…
محمد:”بابا راتب مال انا متى يجي..”
رد عليه ابو صالح من غير مايلتف:”اذا رجعت لك نتفاهم…”
وكمل طريقه لبيت ابو علي واللي كان اقرب بيت لبقالته …لقى الباب مفتوح دخل شاف ابو علي وابو عبد العزيز قاعدين في الحوش …
قاموا وسلموا عليه…وبعد السؤال عن الحال والعتب اللي دايم يكون بين الجيران بسبب القطاعه…بدى ابو صالح يحكي لهم عن همومه مع البلديه واشلون دفع الغرامه وما نزلوا منها ريال واحد…
ابو على وهو يمد له فنجال القهوه:”انت بعد الله يهديك وشوله تبيع شيا منتهي صلاحيته…”
عدل ابو صالح جلسته:”ومن قال اني ابيع شي منتهي صلاحيته…اكيييد هالخايس حميدااان”
تبادل ابو عبد العزيز وابو علي النظرات الساخره…
ابو علي:”لاتظلم عاملك انا بس خمنت من كثر ماتطب عليك البلديه…”
ابو صالح بعد مارشف القهوه بصوت مقزز:”البلديه كل مره مطلعه عذر مره البقاله مهيب نظيفه… ومره اللوحه مخالفه ….وكل مره شكل…”
ابو عبد العزيز:”انت امش في السليم ومااح بيجيك…”
تنهد ابو صالح”اجل انتوا ياجيراني تشكون اني ابيع شيي منتهي الصلاحيه وانا اقول اشفيكم ماتشترون من بقالتي…والله وهذا انتوا ماحلفتوني ماابيع الا اللي ارضى اني عيالي ياكلونه…”
ابوعلي بصوت اقرب للهمس:”قالوا للحرامي احلف قال جاك الفرج..”
ابو صالح:”وش قلت ياابو علي…”
ابو علي:”ابد سلامتك…”
تلفت ابو صالح حوله بنظرات مستكشفه:”احد من عيالك موجود…”
ابو علي:”لاء العيال وامهم طلعوا السوق…”
ابو صالح:”تراااك خربت عيالك وعودتهم على التبذير وهالشي مهو بزين…”
ابو علي:”وانت بتضيع عيالك بالبخل وهالشي مهوبزين مليون مره…”
مد ابو صالح يده لتمر اللي قدامه وناظرتمره رفعها بحسره:”مافيه امل منك ابد… بس مااقول الا اويل قلبي علي التمر انحرمت منه بسبة هالضرووووس….”
اخذها ابو عبد العزيز من يده واكلها :”رح ركب لك طقم ضروس وريح عمرك…”
ابو صالح:”وانا وشوله اسال ابو علي عن عياله اخاف احد يسمعنا ويوصل هالحكي لحريمي جعلهم المرض”
عدل ابو عبد العزيز:”وقل وش عند وخل حريماتك في حالهم…”
ابو صالح:”على قولتك…المهم انا قررت اسافر سوريا…”
غص ابو علي بالتمره اللي كانت في فمه وبالقوه قدر يسترد انفاسه…
ابو عبد العزيز بذهول بعد ماسكت لحظات من الصدمه:”انت بتسافر سوريا…”
رفع ابو صالح يده وتخللت اصابعه لحيته ورد وهو يبسم ابتسامة فخر:”ايه بسافر سوريا …ياخوك كل شي فيها رخيص…وبعدل هالضروس يتراب الفلوس…مهوب هنا يقولي الدكتور ثلاثين الف….والله لو اكل بلى ضروس ماصلحتهن بثلاثين…”
ابو علي وهو يغمز له:”وبالمره خذ لك عروس …تراهم مهرهم رخيصه بالحيل…”
ابو صالح:”لا حلاة الثوب رقعته منه وفيه…وبعدين كل شوي بتنط لي ابروح ازور اهلي …اخوي يبي يشتغل في السعوديه دور له وضيفه وماادرو وش بعد…”
ابو عبد العزيز:”منتب سهل تفكر لبعيد…”
ابو علي:”ايه افكر لبعيد…لكن اللي قاهرني ناس كنت افكر معهم لبعيد ويوعدون ومن اسافر ينسون الموضوع”
ضحك ابو عبد العزيز:”انت للحين مانسيت…”
ضرب ابو صالح لصدره وبحسره:”انسى واشلون انسى…”
كان ابو علي يسمعهم وهو محتقرهم اثنينهم محتقر هالشايب البخيل اللي للحين يدور العرس ويتحسر على وحده متزوجه … ومحتقر العم اللي يتكلم عن بنت عمه كأنه يتكلم عن شي ماله قيمه وصعق وهو يسمع ابو عبد العزيز:”ولله لو زوجتك بنت اخوي كان ابرك لي من رجلها اللي قواها علي….”
ابو علي لما طفح الكيل عنده:”مدامك متحسف على نسب ابو صالح زوجه بنتك ولا تقعد تحسر انت وياه”
ارتبك ابو عبد العزيز من رد ابو علي وماعرف اشلون يرد….
ابو صالح:”وهو صادق ورى ماتزوجني بنتك…”
ابو عبد العزيز باارتباك”لا…بنتي ماتناسبك يا ابو صالح…”
انقهر ابو صالح:”عاد انا اللي ميت على بنتك…المهم مهوب ذا موضوعنا..ودي تخاوني في سفرتي…”
ابو علي:”لا انا انسى…بطلع انا واهلي بسفره واعدهم من زمان…”
ابو عبد العزيز:”وانا بقضيها في ربوع بلادي…”
ابو صالح وهو يناظره بطرف عينه:”في ربوع بلادك ولا ربوع ام عبد العزيز…”
ابو عبد العزيز:”ماتفرق بلادي وام عبد العزيز واحد….”
ابو صالح وهو قايم بيروح:”الشرهه على اللي يبي يوسع صدوركم ويسفركم معه …”
مسك ابو علي بيده وهويقاوم الضحك على شكل ابو صالح المعصب:”تعال ياابن الحلال وش فيك عصبت…خلاص انا بروح معك بس تكاليف الرحله عليك…”
ابو صالح:”تم…اصلا بالباص من الرياض لسوريا مهو بشي…”
ابو علي بتعجب:”بااااص…لا ياخوي اذا مهي بطياره منيب رايح معك…”
مشى ابو صالح وهو يتمتم:”مهوب لازم… اروح بالحالي وافتك من وجوهكم اللي تقصر العمر….”
وطلع وهو معصب اصلا هو ماطلب منهم يروحون معه الا لانها اول سفره له خارج المملكه ووده احد يروح معه…مشى من طريق ثاني مايمر على البقاله حتى مايقابل محمد اللي بيذكره براتبه…هو طبعا اكيد بيعطيه راتبه بس يحب يأخره شوي وكانه مامر عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم واللي بما معناه”اعطوا الاجير اجرته قبل ان يجف عرقه”
: : :
ناظرت ساعته كان الوقت يدل على الساعه ثنين الفجر…تنهدت من اعماقها وهي مقهوره من امل اللي ماقدرت تقاوم وراحت تنام…وهي من كثر ماالافكار تاخذها وتديها ماقدرت تنام …سمعت صوت كلاب تنبح…ضمت يدينها حول صدرها وحست برجفه في جسمها…دائما صوت الكلاب يحسسها بالوحده وبالخوف…قامت وفتحت الدريشه وناظرت كان الظلام يغطى كل شي الا من اضاءه خافته زادت المكان غموض…ارتعبت لما تهياء لها انه في ظلال يتحرك من حول الشجر…قفلت الدريشه وراحت لسرير تدور فيه شوي من الامان…وحطت يدها على تلفونها حتى تدق على خالد تشوف ليش تأخر…وهي ملتهيه تدق الارقام ارتعبت لما سمعت باب الغرفه يتسكر وكان الداخل خالد…واطمئنت لما شافته…
ضحك على شكلها :”اشفيك كنك شايفه سكني…”
ردت عليه بضيق:”ليش تأخرت زهقت وانا بالحالي…”
خالد:”كنت اظن امل سهرانه معك…”
بسمه:”ماقدرت تقاوم وراحت تنام…”
ابتسم لها خالد بخبث:”وشكلك كذا اشتقتي لي….”
بسمه بسخريه:”ماتتصور اشكثر اشتقت لك…”
ضحك خالد على نبرة السخريه الواضحه في لهجتها:”واضح شكلك لما دخلت وحده ميته رعب…”
بسمه بتردد حتى مايسخر منها:” ايه سمعت صوت كلاب خوفتني وتهياء لي وانا اطل مع الدريشه انه في ظلال يتحرك…”
اتجه خالد لدريشه وفتحه وهز راسه عقب ماسكرها:”مافيه شي …وبعدين تعالي فيه احد يخاف من صوت الكلاب…عاد تصدقين انا اعتبر صوت الكلاب قمة الرمانسيه…”
ضحكت بسمه بصوت عالي ومن بين ضحكاته ردت:”خالد ترى يعز علي اقولك انك فاهم الرومنسيه غلط…”
كان خالد يبدل ملابسه وبتعجب مصطنع:”انا!! لا حرااام لاتصدميني…”
بسمه :”لازم ياحبيبي تعرف هالحقيقه المره… اجل وش جاب نباح الكلب عند الرومنسيه…”
رمي خالد نفسه بتعب على السرير :”انا اقولك…لما الواحد يسمع صوت كلب في الليل والقمر قاعد قدامه…لازم يعتبر هالليله سبشل يعني بيصير صوت الكلب يذكره بليله حلوه…”
بسمه:”بصراااحه انت حاله ميؤس منها ومستحيل تشفى بسهوله…”
ابتسم خالد وبرقه:”امزح انتي ووجهك بس ابيك كل ماسمعتي صوت كلاب واكيد مابتسمعينه الا في المزرعه… ماتخافين بالعكس تبتسمين من اعماقك لما تتذكرين الرومنسيه اللي حكيت لك عنها…”
كلامه حسسها بحزن مفاجأه لان كلامه يدل على انه ممكن يوم يمر عليها من دونه وحتى لو ماقصد هالمعني بس هي ماتتخيل حياتها من دونه…
خالد:”وش سبب نظرة الحزن ياحلوه…”
تنهدت ولفت وجهها عنه وناظرت سقف الغرفه:”مااتخيل يوم يمر علي من غيرك…”
خالد :”ولا انا اتخيل حياتي من دونك بس لا تنسين هادم اللذات ومفرق الجماعات…”
بسمه بحزن:”اشلون انساه وحرماني من اهلي وافتقادي لهم يزيد يوم بعد يوم…”
وسكتت بعد ماخنقتها العبره…واحترم خالد سكوتها وما حب يقطع عليها ذكريات تمر عليها ولازم تعبر عن اللي في قلبها احسن من كتمانها…
بسمه بعد ماتمالكت نفسها:”سوري نكدت عليك…”
خالد وهو يضرب على صدره:”في الخدمه…اي وقت تبين تنكدين على احد تلاقيني طوع بنانك بس مهو دايم…”
ببسمه:”ادري انه مهو بدايم الا على فكره وش بينك انت وامك شكلها كذا حاقده عليك…”
خالد:”سوء تفاهم والحمد لله حليناه بدون أي اضرار”

بسمه :”يعني سر…”
خالد:”لا سر ولا شي …بس خلي عنك الفضول تراه مهو بزين…”
ماردت بسمه والفضول ذابحها لكن حياتها مع خالد علمتها اذا ماكان يبي يتكلم مافيه شي بيجبره …وتنبهت على صوت خالد …
“وعشان تنامين وانتي مرتاحه امي زعلت مني لاني قلت لها لاتكلم خالتي تطلع معنا..”
ماقدرت تحدد مشاعرها من اللي تسمعه هل هو فرحه ولا استغراب….
بسمه وهي تتصنع الامبالاه:”عاد انت غريبه قلت لامك هالحكي…”
خالد:”ماادري بس خالتي وجدتي مايحبون بعض ويصير بينهم صدام احيانا عشان كذا قلت لامي مادام جدتي بتروح معنا ماله داعي نقول لخالتي عن روحتنا”
فعلا كان هذا هو العذر اللي قاله لامه واقتنعت بكلامه…لكن هو في الحقيقه ماكان وده عبيرتجي لانها بتسكن مع اهله يعني في نفس المكان اللي بيكون هو فيه…وهالشي اكيد بيضايق بسمه وبينعكس على نفسيتها …وخالد اللحين زاد حرصه على راحت بسمه لانها صارت كل شي بحياته…
^^^
وصلت ريم وفهد بعد العصر وكانت احلى مفاجأه للكل لانه مااحد يدرى عن وصولهم الا خالد واللي كلم السواق يطلع سيارة فهد المطار قبل وصوله…
كان فهد واضحه السعاده عليه وقعد معهم وهويحكي لهم كل المواقف اللي صارت لهم
بااسلوبه الرائع واللي ما ينمل…كان ابوه يناظره بحنان… على انه دائما يختلف معه الا ان اختلافه معه من حبه له يحاول انه فهد يكون جدي اكثر وما ياخذ كل الامور ببساطه…
“يبه وين رحت..”
قطع صوت فيصل عليه افكاره:”مارحت بعيد ..بغيت شي…”
فيصل:”سلامتك…بس اقول انا بروح باخذ مرتي من عند اهلها وبروح البيت …تامر شي”
ابو عبد الرحمن:”سلامتك…اصلا كلنا بنرجع بس على الليل…”
فهد:”وانا طول الطريق اقول لريم ماتقولين بنام معهم في المزرعه…”
ناصر:”وكيد قالت لك ريم ضف وجههك وانتظر حتى اقول لك مشينا…”
ناظره فهد بطرف عينه:”انا كم مره قلت لك لا تجيب طاريها على لسانك…”
ناصر :”بنت عمي وامون…”
تجاهله فهد ومارد عليه…
فهد وهو يكلم خالد:”ها…واشلون الشباب؟؟”
خالد:”ماعليهم على حالهم ومافيه جديد…”
فهدوهو يضحك:”والله ولهم وحشه…”
خالد:”هزك الشوق لسهر يابابا…”
لما ذكر خالد السهر كان فهد يفكر في كل الشله…وللي حظروا زواجه وسمعوه تعليقاتهم ومزحهم ونصائحهم المرحه اللي كان يسمعها فهد لكل واحد في ليلة زواجه…..وهو يتذكر كل اللي شاركوه فرحته ليلة زواجه تذكر وليد والظرف اللي عطاه كان في سيارته…ولما قام حتى يشوفه اضطر يقعد احتراما لابوه اللي يتكلم…
ناصر:”ابد ياعمي انت تآمر واحنا نطامر…”
خالد:”بس الله يخليك بحنيه وانت تطامر اخاف يصير زلازل وهزات من مطامرتك…”
ناصر:”باااايخه لا تعيدها…”
اكتفى فهد بابتسامه وهو يتمنى ابوه ينهي كلامه عن المشروع اللي ماسكه خالد …
وارتاح لما سكت ابوه وبدى خالد يتكلم …قام من دون مااحد يحس فيه..نسى الظرف من يوم زوجه …وقال لفيصل يحطه في السياره …دخل سيارته وفتح الدرج …مالقاه..
رفع تلفونه على فيصل واللي اكد له وجوده وانه هو اللي حطه بيده…رجع فهد يتأكد لقاه موجود تحت اوراق و فواتير…
فتحه بفضول…وصدم من اللي يشوفه وحس كان خنجر مسموم ينغرس في صدره
حط راسه بين يده..يتمنى انه يفتح عينه مره ثانيه ويلاقي كل شي مختفي…رجع فتح عينه على الحقيقه البشعه…وشاف رساله بخط وليد..كانت كل كلمه مثل سم يتجرعه ببطئ…تنهد بقهر…رفع الجوال ودق رقم وليد وسمع صوته العبث…
وليد ببرود:”اخيرا يافهد… من متى وانا اتمنى اشوف هالرقم…”
حاول فهد يتمالك اعصابه:”وش ودى صور ريم عندك يالنذل…”
وليد بعد ضحكه عابثه:”انت شكلك ماقريت الرساله لو قريتها كان عرفت انها ريم هي اللي عطتني الصور…”
فهد بعصبيه:”كذاااااب “
وليد:”هد اعصابك لا يطق لك عرق وتموت ان شاء الله…”
فهد:”انا اللحين بشغل سيارتي وجايك اللحين….”
وليد:”لا تعب نفسك انا مسافر ومابرجع قريب …وعلى فكره انا كنت احب ريم وخطبتها بس خالد رفض…حتى اسأله اذا من مصدق…”
سكر فهد التلفون بعصبيه…ورجع الصور في الظرف …كانت يده ترتجف من كثر ماهو معصب طلع من سيارته بقايا انسان و محطم… بعد ماغدرت به ريم الرقيقه والناعمه واللي كان عيبها الوحيد في نظره غرورها وتكبرها طلع لبنت عمه عيوووب كثيره مهو داري عنها…حاول يرجع لطبيعته لما شاف خالد متجه له…
خالد:”وين رحت جدتي جات تبي تسلم عليك…”
فهد:”موجود مااختفيت…”
وهم ماشين وقبل مايوصلون …
سئل فهد بطريقه حاول تكون عفويه:”خالد ماقلت لي ان وليد خطب ريم…”
وقف خالد وحس فهد بارتباكه:”من قال لك؟؟…”
ابتسم فهد:”ابوي قال لي …وانا استغربت لانك ماقلت لي…”
كمل خالد طريقه كأنه يحاول الهروب من مواجهة فهد:”حسيت انه ماله داعي لانه انرفض على طول…”
كان تأكيد خالد لكلام وليد يقتل في قلب فهد اخر امل في ان وليد يخدعه ويقتل في نفسه اشياء كثيره …احساسه بالغدر يزيد داخله والحب والمرح اللي كان يملئ روحه انقلب لكره وحقد ورغبه في الانتقام….

عن Majdialiragi

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …