ثقافة العطاء

لا يتوقف العطاء على الماديات فقط وانما يتعداها بالعاطفي مثل اغراق من حولك بالحب والمشاعر الجياشة والابتسام والمعنوي كتشجيع الناس على الاعمال الحسنة وحثهم على النجاح والتفوق وشكر الناس علي أي عمل جيد يعملونه.كل تلك العطاءت حث عليها الاسلام وشدد على الكثير منها في كتاب الله او الاحاديث النبوية الشريفة وما اعظم وصفة سبحانة في العطاء المادي بالقرض الحسن ﴿ مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾… [البقرة: 245]. ويقول سبحانه ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ ﴾… [النور: 33].

لا بل جعل الزكاة والخمس فرعين من فروع الدين، ولم يغفل الاسلام العطاء الروحي والعاطفي فقد قال تبسمك في وجه اخيك صدقة،وجعل السعي في حاجة اخيه المؤمن افضل من عامة الصلاة والصيام.

الا ان مجتمعنا ينأى بجانب عن العطاء فالاغلبية لديهم رغبة جامحة بالاخذ. فالاكثرية يحثون الناس على العطاء لا للعطاء نفسه انما لكي يأخذوا هم حتى وصلت الامور الى نوع من المرض الاجتماعي فالاغنياء بدل ان يبذلون اصبحوا يزاحمون الفقراء في اخذ المستحقات كالشئون الاجتماعية التي هي في الاصل زكاة الاغنياء للفقراء. وترى من يبذلون ويعطون للمجتمع باموالهم وجهودهم هم القلة القليلة مثل القائمين بالاعمال الخيريه والمتطوعين الاجتماعيين والنشاطات الاسرية.

ومن طريف مايذكر قصة رجل مشهور بحب الاخذ سقط يوم من الايام من القارب الى النهر فهب الناس الموجودين على ظهر القارب بمد ايديهم له وكل واحد ينادي اعطني يدك ياشيخ وهو لايمد يده فهب شخص ذكي يعرف طبع الشيخ بانه لا يعطي وانما يحب الاخذ فناداه الذكي خذ يدي ياشيخ فمد الشيخ يده على الفور وتم انقاذه.