رغم ماآلت إليه الحياة من ظلامٍ دامس , ورغم ماوصلت له الأمور من يأسٍ وقهرٍ , ورغم الدموع التي جفت غيظاً , وانهالت بغزارة حتى غطت على قطرات البحر ,
رغم كل مايجري , تبقى في أعماق نفوسنا صرخةً من الأمل تجري في دمائنا , ونُبصِرُها في عُيونِنا , ونستنشقُ نسمتَها , ونُعانقُ طيفَها .
فبالأملِ نزرعُ جمالَ هذا العالم , وبه نحيا ونعيش , ونطرد أفكار اليأسِ والفشل .
قال الشاعر :
أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها …. ماأضيقَ العيشَ لولا فسحةِ الأملِ
فدعونا نطردُ اليأسَ , ودعونا نمدُ أيدينا لاستقبالِ الأمل الذي لايُمكنُ أن تُشرده الرياح أو تقتله السنين .
من هنا كتبنا هذه الأبيات التي نتمنى أن تنال رضى الله عزوجل , ثم رضاكم .
مع تحيات : لوليا+شادي
وإليكم الأبيات :
صرخة أمل
نسألُ الطيور … ونتبعُ الجدران
يُقتلُ السرور … فتصدعُ الأحزان
ونسري في الشوارع المخيفة
فتقذفنا الأمواجُ العنيفة
إلى شواطئ الظلام
إلى مقابرِ الحِمام
والقيودُ في أعناقنا
والجروحُ في أعماقنا
* * * * * * * * * * * *
هل تسمعينَ صرخةَ النجوم ؟
هل تمسحينَ دمعةَ الغيوم ؟
هل أمطرتكَ السماءُ بالأشواك ؟
هل فاضت الدماءُ من عيناك ؟
أين شموخُ الجبال ؟
أين البدرُ والهلال ؟
أين أغصانُ الأشجار ؟
أين ألوانُ الأزهار ؟
أين المحاسنُ والجَمال ؟
وحدائِقَ تزهو بالخيال ؟
ماذا يحدثُ للبلدان ؟
لماذا الحربُ يا إنسان ؟
ماذنبُ طفلٍ رضيع
لايُبصرُ فصلَ الربيع !
ماخطبُ شيخٍ ضرير
يُعانقٌ الموتَ المرير !
وماذا أقول ُ في دمعةٍ أبكت دمعتي ؟
ماذا أقول في صرخة قتلت شبابي
من يعيدُ دمعةً نزفت من عينٍ طاهرة ؟
من يُعيدُ فرحةً رسمت آمالاً ساهرة ؟
من يُسكتُ صرخةً تُفتتُ الأحجار ؟
وتشتتُ الإعصار
وتردمُ الأنهار
من يُسكتُ صرخةً تُشرقُ في النهار ؟
لاتبكي يا أمي
لاتكسري قلمي
لاتنبُشي ألمي
أفديكِ يا أمي
فالحال قد تبدلت … والناس قد تغيرت
رحلت تلك الخصال النبيلة … رحلت
دُفِنت تلك السمات الجليلة … دُفنت
فأين منبعُ الحنان ؟ … وأين لمسةُ الحنان ؟
* * * * * * * * * * * *
قد أتى زمنُ الأنين … وانتهى عصرُ الحنين
فوسادتي هجَرتها الأحلام
قيثارتي أنغامُها الآلآم
وأطباقُ مائدتي يأساً
والبُؤسُ صارَ لي كأساً
أَنُصغي للحياةِ ونرضخ ؟
أم نسحبُ السيوفَ ونصرخ ؟
فيا أيُها اليأسُ القادم مهلاً
فما واللهِ سيفي الصارمُ كهلاً
فماتزالُ نسمةُ الأملِ تمرُ بنا
ولاتزالُ أحلامُنا مُعلقةً بها
فياشمساً قد تلاشت حُزناً … ألن تعودي لأرضنا ؟
وياقمراً قد تهاوى غضباً … ألن تُنير سمائنا ؟
فرغم الجروحِ العميقة
ورغم الآمال الغريقة
تبقى الطيورُ تشدو بألحانِ الأمل
تبقى القلوب تسمو بدقات الأمل
تبقى الورودُ بالأريجِ تفوح
تبقى السماءُ بالنجومِ تلوح
* * * * * * * * * * * * *
فحياتُنا منذُ القِدم
رُغم المواجِعِ والألم
تُنعِشُها البَسمات
تُطرِبُها النَسمات
سنحيا بالأمل
ونموت بالأمل
لن نجعل اليأس ينمو في أرضنا
سنجعل الأمل نجما في أعلامنا
كلمات :شادي+لوليا
يوم الخميس 10/7/2008
ملاحظة : حقوق الطبع محفوظة