بقلم شادي و لوليا: صـ(أمل)ـرخة



رغم ماآلت إليه الحياة من ظلامٍ دامس , ورغم ماوصلت له الأمور من يأسٍ وقهرٍ , ورغم الدموع التي جفت غيظاً , وانهالت بغزارة حتى غطت على قطرات البحر ,
رغم كل مايجري , تبقى في أعماق نفوسنا صرخةً من الأمل تجري في دمائنا , ونُبصِرُها في عُيونِنا , ونستنشقُ نسمتَها , ونُعانقُ طيفَها .
فبالأملِ نزرعُ جمالَ هذا العالم , وبه نحيا ونعيش , ونطرد أفكار اليأسِ والفشل .
قال الشاعر :
أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها …. ماأضيقَ العيشَ لولا فسحةِ الأملِ
فدعونا نطردُ اليأسَ , ودعونا نمدُ أيدينا لاستقبالِ الأمل الذي لايُمكنُ أن تُشرده الرياح أو تقتله السنين .

من هنا كتبنا هذه الأبيات التي نتمنى أن تنال رضى الله عزوجل , ثم رضاكم .
مع تحيات : لوليا+شادي

وإليكم الأبيات :

صرخة أمل

نسألُ الطيور … ونتبعُ الجدران
يُقتلُ السرور … فتصدعُ الأحزان

ونسري في الشوارع المخيفة
فتقذفنا الأمواجُ العنيفة

إلى شواطئ الظلام
إلى مقابرِ الحِمام

والقيودُ في أعناقنا
والجروحُ في أعماقنا

* * * * * * * * * * * *
هل تسمعينَ صرخةَ النجوم ؟
هل تمسحينَ دمعةَ الغيوم ؟

هل أمطرتكَ السماءُ بالأشواك ؟
هل فاضت الدماءُ من عيناك ؟

أين شموخُ الجبال ؟
أين البدرُ والهلال ؟

أين أغصانُ الأشجار ؟
أين ألوانُ الأزهار ؟

أين المحاسنُ والجَمال ؟
وحدائِقَ تزهو بالخيال ؟

ماذا يحدثُ للبلدان ؟
لماذا الحربُ يا إنسان ؟

ماذنبُ طفلٍ رضيع
لايُبصرُ فصلَ الربيع !

ماخطبُ شيخٍ ضرير
يُعانقٌ الموتَ المرير !

وماذا أقول ُ في دمعةٍ أبكت دمعتي ؟
ماذا أقول في صرخة قتلت شبابي

من يعيدُ دمعةً نزفت من عينٍ طاهرة ؟
من يُعيدُ فرحةً رسمت آمالاً ساهرة ؟

من يُسكتُ صرخةً تُفتتُ الأحجار ؟
وتشتتُ الإعصار
وتردمُ الأنهار
من يُسكتُ صرخةً تُشرقُ في النهار ؟
لاتبكي يا أمي
لاتكسري قلمي
لاتنبُشي ألمي
أفديكِ يا أمي

فالحال قد تبدلت … والناس قد تغيرت

رحلت تلك الخصال النبيلة … رحلت
دُفِنت تلك السمات الجليلة … دُفنت

فأين منبعُ الحنان ؟ … وأين لمسةُ الحنان ؟

* * * * * * * * * * * *
قد أتى زمنُ الأنين … وانتهى عصرُ الحنين

فوسادتي هجَرتها الأحلام
قيثارتي أنغامُها الآلآم

وأطباقُ مائدتي يأساً
والبُؤسُ صارَ لي كأساً

أَنُصغي للحياةِ ونرضخ ؟
أم نسحبُ السيوفَ ونصرخ ؟

فيا أيُها اليأسُ القادم مهلاً
فما واللهِ سيفي الصارمُ كهلاً

فماتزالُ نسمةُ الأملِ تمرُ بنا
ولاتزالُ أحلامُنا مُعلقةً بها

فياشمساً قد تلاشت حُزناً … ألن تعودي لأرضنا ؟
وياقمراً قد تهاوى غضباً … ألن تُنير سمائنا ؟

فرغم الجروحِ العميقة
ورغم الآمال الغريقة

تبقى الطيورُ تشدو بألحانِ الأمل
تبقى القلوب تسمو بدقات الأمل

تبقى الورودُ بالأريجِ تفوح
تبقى السماءُ بالنجومِ تلوح

* * * * * * * * * * * * *

فحياتُنا منذُ القِدم
رُغم المواجِعِ والألم

تُنعِشُها البَسمات
تُطرِبُها النَسمات

سنحيا بالأمل
ونموت بالأمل

لن نجعل اليأس ينمو في أرضنا
سنجعل الأمل نجما في أعلامنا

كلمات :شادي+لوليا

يوم الخميس 10/7/2008

ملاحظة : حقوق الطبع محفوظة


عن abooodshadid

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …