ياشيخ أحسن الله إليك
ماحكم استعمال المناكير ؟ وإذا كانت جائزة فهل يصح أن أتوضأ مع وجود المناكير لأني اجد مشقة في إزالتها ويأخذ مني وقتا ليس بالقصير
أفتونا مأجورين
هذا السؤال يتكرر كثيرا وتجد النساء فيه حرجا ومشقة والشريعة بنيت على اليسر و السماحة ولم تبن على العسر والمشقة ولن يشاد الدين أحد إلا غلبة
أولا : بالنسبة لحكم وضع المناكير فهو جائز وقد كان تغيير الأظافر للنساء باللون هو مما يميز النساء عن الرجال حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت النساء تغير الأظافر بلون الحناء .
وقد يقول قائل هذا من شعار الكافرات نقول له : والآن هو من شعار المسلمات وصار أمرا ظاهرا في النساء وقد أباح الله لهن كثيرا من الزينة إجابة لرغبتهن الأنثوية في حب الزينة والتجمل بخلاف أمر الرجال
فالشريعة الإسلامية راعت مشاعر الأنثى في كثير من الأمور الشرعية وخاصة فيما يتعلق بالزينة فقد أصبحت الزينة في حياتها حاجة وأحيانا ضرورة فقد أباح الله تعالى كثيرا من الزينة أو مكان طريقا لها مثل الخاتم والأساور مع أنها مانعة لوصول الماء وهي في حقيقة اليد أو الرجل ومثل العسل أو غيره مما يلبد به مع أنه مانع من وصول الماء ومثل الأدهان المتنوع فإنه ولو كان الماء يجري فوقها إلا أنه حقيقة لايغسل البشرة أويحدث لها شيئا .
الأمر الآخرفي الحكم : أن الظفر ومثله الشعر هو من الأجزاء المنفصلة وليست من الأشياء المتصلة ذكر الإمام ابن رجب الحنبلي-رحمه الله- في كتابه النفيس “في قواعد الفقه” قال : شعر الإنسان والحيوان في حكم المنفصل لا في حكم المتصل وكذلك الظفر على ظاهر المذهب”.
وأيضا فإن الظفر ليس من البشرة عند أهل اللغة
فإذا كان منفصلا وليس من البشرة لم يكن علينا أن نشبهه بالمتصل من البشرة فهناك أحكام للشعر والظفر ليست للبشرة والجلد
وأقول حينئذ : يجب أن يكون حكم الظفر ليس مثل حكم البشرة او ما اتصل وأيضا فطلاء الأظافر لايمنع إسباغ الوضوء الذي أمر به الشرع
ثم إن ظاهر الأظفار لايحمل الوسخ والقذر غالبا
والأحاديث التي جاءت في ترك موضع لم يأته الماء جاءت في الأمر بإحسان الوضوء والمرأة التي تستعمل المناكير مادامت غسلت أعضاء الوضوء كاملة هي محسنة في وضوئها وسابغة له ولاينبغي أن نقول أن وضوءها غير صحيح بسبب ماعلى الظفر من زينة أباحها الله تعالى ويجهدها إزالتها
بخلاف لو كان ماعلى الظفر ما يسهل إزالته كعجين وطين ونحو ذلك فمن السهل إزالته
فإذا كانت المرأة يشق عليها إزالة ذلك بل وكثير من النساء تجد حرجا في وضعه لأجل الوضوء بل وتترك التجمل بما أباحها الله تعالى وفطرها من حب التجمل لأجل أنه مانع لوصول الماء
فإن الرأي الحق والله أعلم وبما أن الشريعة مبناها على التيسير لا التعسير فإنه يصح الوضوء مع وجود طلاء الأظفار والأحوط أن يزال في غسل الجنابة
وهذا لايعني أني أدعو إلى إطالة الأظافر كلا فقد جائت الفطرة السوية بتحديد المدة لطول الأظفار وهو أربعين يوما وبعده لاينبغي للفتاة أن تتقصد إطالته عن حده
ولو قصت جزءا منه يعد الأربعين ليكون بشكل طبعي ولا يجمع الوسخ فلا بأس
والله أعلم
د . ناصر بن عبدالرحمن الحمد
موقع الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الحمد | صحة الوضوء مع وجود المناكير وطلاء ألأظفار