البلوغ هو سن التكليف الشرعي


يعتبر سن البلوغ هو سن التكليف في الإسلام لحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ‘رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم’ [رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم ـ صحيح الجامع الصغير].

والمتعارف عليه أن فترة المراهقة تبدأ في سن الخامسة عشر غالبًا، وقد تسبق هذا السن وتختلف الفتاة عن الفتى في سرعة النضج والبلوغ.

ـ وتعتبر الفتاة مكلفة بعد البلوغ بالصلاة والصوم وسائر العبادات، والله الذي خلقها هو أعلم سبحانه بمدى طاقتها وتحملها للتكاليف، يقول الأستاذ محمد قطب: ‘ومما يلفت النظر أنه في هذا الوقت ـ أي البلوغ ـ بالذات تصبح الصلاة والصيام فرضًا، والمنهج الإسلامي يضيف إلى التكليف الشرعي حمل التكاليف الدنيوية كذلك، فقد صار الفتى منذ اليوم مسئولاً في البيت والمجتمع لأنه ‘بلغ مبلغ الرجال’ فصار واحدًا منهم يتصرف مثلهم، ويُعهد إليه بالأمور مثلهم، وقد صارت الفتاة مسئولة في البيت ـ ميدانها الأصيل ـ لأنها بلغت مبلغ النساء، ودخلت عالمهن بالفعل فصارت واحدة منهن يُعهد إليها بما يُعهد إليهن من أمور’ [منهج التربية الإسلامية ـ محمد قطب].

ـ وقد أمَّر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسامة بن زيد على جيش لمحاربة الروم ولما لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره بعد.

فالأحكام الشرعية لا تعترف بفترة انتقالية بين الطفولة والرشد كما يسن في القوانين الوضعية التي لا تعتبر الإنسان رجلاً يطبق عليه القانون قبل الثامنة عشرة من عمره.

ـ وتظهر حكمة الشرع في قول رسولنا الكريم: ‘مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر’ حيث إن من المحتمل أن تبلغ الفتاة أو الفتى على عشر سنوات، فتكون قد تعودت على الصلاة وسهل الالتزام بها بمجرد بلوغها.

ـ ولا يعني أن الفتاة في مرحلة البلوغ والمراهقة تكون في سلسلة من التغيرات العضوية والجسمية وكثيرة النوم، أن تهمل التكاليف الشرعية، لا فالله الذي كلفها بذلك هو أعلم منها بنفسها، وأنها ستكون قادرة على القيام بسائر العبادات المفروضة على المسلم.

دور الفتاة يبدأ مع البلوغ:

وهنا أضرب مثلاً لدور الفتاة المسلمة بعد بلوغها وهي فتاة بني هلال: تلك الفتاة التي كانت تسكن في أطراف المدينة قالت لأمها ليلاً عندما أمرتها أن تمذق اللبن بالماء وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قد أمر ألا يمذق اللبن، قالت الفتاة لأمها: ‘والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء’.

وكان أمير المؤمنين يسمع قولها، فأعجب بأمانتها أيما إعجاب وزوجها من ولده عاصم، وقد ولدت له بنتًا أسماها ‘أم عاصم’، تزوج عبد العزيز بن مروان أم عاصم، فولدت له الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز.

إن صلاح هذه الفتاة وقيامها بدور في أسرتها لفت نظر أمير المؤمنين فزوجها من ولده عاصم، وكانت نعم المرأة جدة الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز.

ـ وأخيرًا أقول للمربي الفاضل، إن التربية المتوازنة في ظل العقيدة والإيمان يبدل مرحلة المراهقة إلى فترة عمل وعطاء ودعوة.

وعلى المربي دفع الفتاة بمجرد البلوغ إلى الالتزام بالتكاليف الشرعية، ولا يجوز تجاوز التكاليف الشرعية بحجة أنها مازالت صغيرة أو لا تستطيع، فالله الذي كلفها هو الذي خلق الخلق وهو أعلم بمدى تحمل عباده لهذه التكاليف.

وتذكري فضل الطاعة من الصغر الذي جاء في حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ‘سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله … ومنهم شاب نشأ في طاعة الله’

عن mohamad nimreen

شاهد أيضاً

انواع الاحراجات!!!! لا يفوتكم هع هع ….

أنـواع الإحراجات اللي تصير لأي أحد منا.<< ——————————————————————————– أنـواع الإحراجات اللي تصير لأي أحد منا…. …