الاهتمام بتجفيف الأطراف بعد الوضوء تفادياً للفطريات

توعية الناس بضرورة تجفيف اطرافهم، وخاصة القدمين بعد الوضوء الامر الذي يتكرر في حياة المسلم خمس مرات يوميا كطهارة لازمة لاداء الصلوات.

فعن السيدة عائشة “رضي الله عنها” قالت: “كان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قطعة قماش لتجفيف أطرافه بعد كل وضوء”. رواه الترمذي والنسائي والعيني.

وقد اوصانا الرسول (صلى الله عليه وسلم) منذ اربعة عشر قرنا بضرورة تجفيف الاعضاء وبخاصة القدمين بعد الوضوء تفاديا للاصابة بالفطريات (التهابات القدم الفطرية).

وقد روى سلمان الفارسي “رضي الله عنه” فيما أخرجه ابن ماجة ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مسح وجهه الشريف بعباءة الصوف الخاصة به، وكذلك أورد كثير من اصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) انه اوصاهم بضرورة تجفيف كل الاعضاء بعد الوضوء ودليلهم الحديث الذي اوردته السيدة عائشة، والذي رُوي بعدة صيغ اخرى كلها تدعمه وتؤكد صحته، كما صححه الالباني وقال حديث حسن. “انظر فقه الامام سعيد 1/70 وصحيح الجامع”.

وقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: “يا ايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق و امسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون”. (المائدة، آية 6)

وقد جاء الامر في القرآن الكريم بالصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، وعلى المسلم الوضوء بغسل بعض اعضاء الجسم لكل صلاة، وبما ان الوضوء والصلاة شعائر جماعية تؤدى من عدد من المسلمين في مكان واحد مما يعزز روح الاخوة الاسلامية بينهم وأن الوضوء شعيرة لها قيمة صحية كبيرة، الا ان دراسة اعدتها الرابطة الطبية الاسلامية في جنوب افريقيا “JIMASA” عن احتمال وجود الفطريات بأماكن الوضوء بالمساجد اكدت ان التجمع بها يلعب دورا كبيرا في انتشار تلك الفطريات بين المصلين.

وأُجريت الدراسة المشار اليها في جامعة رودس بجنوب افريقيا لعدد من المسلمين وبالذات المصلين من الطلاب بمسجد “جماعة خانا” لمعرفة مدى انتشار التهابات القدم الفطرية ومدى ادراك الناس لهذا الامر بالمساجد.

وقد وجدت الدراسة ان انتشار التهابات القدم الفطرية قد يصل الى 80% وهذا يعتبر نسبة عالية جدا، وحيث يرجع ذلك الى ان آلاف المصلين يداومون على الصلوات مما يجعل مداخل دور الصلاة رطبة الى حد كبير وبالتالي تزداد امكانية الاصابة والعدوى بالتهابات القدم الفطرية خاصة مع قلة ادراك الناس لذلك.

وألقت الدراسة الضوء على هذه المشكلة العامة وحاولت وضع حلول لها للحد من الانتشار العالي والمتزايد لها. وبالنظر الى التوصيات الهادفة للقضاء على الفطريات بأماكن الوضوء بالمساجد الا اننا نلاحظ ان تلك التوصيات وجدت طريقها للتطبيق في تجمعات اخرى مثل التجمعات الرياضية والنوادي الصحية واحواض السباحة وغرف غيار ملابس اللاعبين والحمامات العامة وحتى بالفنادق.

فطريات القدم (سعفة القدم):

ان التهابات القدم الفطرية من انواع العدوى التي يمكن ان تصيب اي انسان علما ان الفطريات تنمو وتتكاثر في الاماكن الدافئة والرطبة وتعتبر القدم اكثر الاعضاء ملاءمة لتكاثرها خاصة بين الاصابع مسببة الطفح الجلدي والحكة والاحساس بالسخونة. وعادة ما تهاجم الفطريات الاصابع والنعل والاظفار مسببة تقرحات واثارة ورائحة كريهة، وعندما تتفسخ هذه التقرحات تنتشر العدوى الى مساحة اكبر من الجلد في منطقة القدم، وقد تؤدي الحكة الشديدة والشعور بالسخونة اللتان تصاحبان التقرحات الى مضاعفات خطيرة وشعور بعدم الراحة.

ونسبة لأن هذه الفطريات معدية بدرجة كبيرة فإنها تنتشر بصورة سريعة الى اعضاء الجسم والى الآخرين اذا لم يتم علاجها بالسرعة اللازمة وبالطرق الصحيحة.

العلاج:

يعتبر لاميزيل احد العلاجات الفعالة الاخرى المتوافرة في الصيدليات ضد الفطريات، وهو ليس كغيره يمنع انتشارها فحسب بل يقضي عليها تماما، ويستخدم بطريقتين اما في شكل بخاخ او كريم، ويأتي البخاخ عادة في عبوة 15 ملجرام، ويستخدم لاميزيل مرة واحدة في اليوم ولمدة اسبوع مما يعطي حماية طويلة الامد من عودة الاصابة.

الوقاية:

يمكننا منع انتشار الالتهابات الفطرية بالمحافظة على صحة القدمين، وكخطوة مهمة لمجتمع معافى نظمت نوفارتيس كونسيومر هيلث بالتعاون مع دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري حملة توعية شاملة على كل المساجد بإمارة دبي للتعريف بهذا المرض ومحاولة استئصاله.

وقال مدير العلامة التجارية (لاميزيل) بشركة نوفارتيس كونسيومر هيلث: “ ان الاهتمام بمعالجة الفرد والمحافظة على البيئة امران ضروريان جدا، كما ان المصلين بحاجة لادراك اهمية منع انتشار التهابات القدم الفطرية، مضيفا ان تفشي العدوى لا يمكن ان ينتهي الا بمزيد من المراقبة وتغيير العادات المؤدية لها وعلاجها في حال حدوثها”.

وتم تجهيز الملصقات والبروشورات لتوزيعها بالمساجد، وقد حملت عدة نصائح للوقاية من فطريات القدم كالآتي:

* تجفيف القدم بصورة جيدة خاصة بين الاصابع.

* عدم المشي حافي القدمين في الاماكن الرطبة والمبللة.

* ارتداء الجوارب القطنية والتي لها خاصية الامتصاص.

* تغيير الجوارب بصورة متكررة في حالة التعرق الشديد لتقليل الرطوبة التي تساعد كثيرا على نمو الفطريات.

* يمنع مشاركة الآخرين الاحذية والمناشف وغيرها، وفي حالة الاحساس بالعدوى عليك مراجعة الصيدلي.

* تجنب السير حافي القدمين في حال الاصابة.

* اختر الاحذية الصحية والتي تسمح بالتهوية الجيدة.

* حفظ الاماكن العامة جافة ونظيفة.

* الاهتمام بتجفيف ونظافة القدم لمنع المرض.

* نظافة الحذاء الرياضي باستمرار.

ومن اجل بيئة صحية يجب اتباع الآتي:

* نظافة ارضية اماكن الوضوء اثبتت فاعلية في تقليل العدوى.

* غسل ارضية مكان الوضوء بصورة دورية باستعمال المحاليل المطهرة قد يكون له نفس الاثر الفعال في تقليل انتشار الفطريات.