ارتفاع حرارة الطفل

سرعة تخفيض الحرارة المرتفعة تقي الأطفال التشنجات الحرارية

إن ارتفاع درجة حرارة الجسم من أكثر الأعراض التي تحدث عند الأطفال. ولمعرفة بعض المعلومات عن هذا الموضوع نقول: إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجسم في درجة حرارة معينة لكي تقوم أعضاء وأنسجة الجسم بالعمليات الفسيولوجية الطبيعية.
وقد وضحت الدراسات الطبية أن مركز التحكم في حرارة الجسم يوجد في غدة بالرأس تُسمى الهيبوثلامس.والحرارة الطبيعية هي 37درجة (من فتحة الشرج). فإذا تعرض الجسم إلى التهابات فإن هذا يؤدي إلى إفراز مواد داخل الجسم (Endogerois Pyrogens) وبواسطة الشرايين فإن هذه المواد تصل إلى الهيبوثلامس (Hypothelams) وهذه بدورها تفرز مواد تتحلل إلى مادة بروستافلاندين (Prostaglandin E2) وهذه المادة تؤدي إلى ارتفاع الحرارة وذلك عن طريق تأثيرها على عمل الهيبوثلامس في تنظيم الحرارة.
الأسباب
وأسباب ارتفاع الحرارة كثيرة جداً منها:
1) التهاب الجهاز التنفسي العلوي (URTI):وهذا هو أكثر مسبب لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال، ويشمل التهاب الحلق، التهاب اللوزتين، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية.ومن أعراض التهاب الحلق: القلق، العطاس، سيلان الأنف، قلة الرضاعة.
ويجب التنبيه هنا أن المسبب الأكثر انتشاراً هنا هو فيروسات، وأهم فيروس هو راينو فيروس (Rhino Virus).
وأما البكتيريا فهي أقل من الفيروسات كسبب لالتهاب الحلق، وأكثر بكتريا مسببة هي العقدية وعلاج هذه الالتهابات يعتمد إذا كان المسبب هو الفيروس (وهو الأكثر) فالمريض لا يحتاج مضاداً حيوياً بل ان استعمال المضاد الحيوي قد يؤثر على الصحة وتقوى بذلك الميكروبات ضد الجسم.أما إذا كان الالتهاب بكتيرياً فيجب أخذ المضاد الحيوي المناسب، ففي حالة بكتريا العقدية يؤخذ البنسلين، وعدم علاج هذا قد يُسبب عواق على الجسم مثل مرض الحمى الروماتيزمية أو التهاب حوض الكلى.
2) التهاب الجهاز التنفسي السفلي (LRTI):
وهو يُمثل التهاب الرئة سواء بميكروب فيروسي أو بكتيري، فيكون المصاب يعاني من كحة وضيق في التنفس وأحياناً ازرقاق ونقص في نسبة الأكسجين في الدم، وبعد الفحص السريري يتم عمل أشعة سينية للصدر لمعرفة حجم الالتهاب وعمل تحاليل للدم ليتم بذلك أخذ العلاج المناسب.
3- التهاب في الجهاز الهضمي:
وأكثر مثال له هو: النزلة المعوية التي من أعراضها الاسهال والاستفراغ بالاضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة.
وأهم نقطة في علاج هذا هو تعويض الجسم بالسوائل بدلاً من التي يفقدها حتى لا يصل الطفل إلى مرحلة الجفاف ويتم تحليل للدم وتحليل للبراز لمعرفة الميكروب المسبب ومن ثم علاجه. أما الأدوية التي توقف الإسهال أو الاستفراغ فهي مُضرة ولها مشاكل على الأطفال ولذلك فهي ممنوعة ويجب عدم أخذها بدون وصفة طبية.
4) التهاب المسالك البولية (N.T.I):
وأعراضه: الشعور بحرقان أثناء التبول أو ألم في أسفل البطن أو أسفل الظهر، أو تغير في لون البول أو كمية البول، وبعد تحليل البول يتضح الميكروب المسبب ويأخذ الطفل العلاج المناسب..
العلاج الوقائي
وقد يحتاج المريض إلى علاج وقائي إذا تكرر التهاب المسالك البولية.
5) التهاب العظام أو المفاصل:
ويكون هناك تورم واحمرار في العظم أو المفصل المصاب مع ألم ومحدودية الحركة، وبهذا يُعمل تحاليل للدم وتحليل زراعة الدم مع سرعة الترسيب، وأشعة لمعرفة مكان الالتهاب. وعلاج هذه الالتهابات تأخذ وقتاً طويلاً.
6- التهابات تصيب الجهاز العصبي:
مثل التهاب السحايا (الحمى الشوكية) وهو من الأمراض الخطيرة إذا لم يتم علاجه سريعاً ومن أعراضه الاستفراغ وارتفاع درجة الحرارة وتشنجات في بعض الأحيان، وعند الطفل البالغ أكثر من 4سنوات قد يشتكي من صداع. ويتم تشخيص هذا المرض بالكشف السريري من قبل طبيب الأطفال، ثم عمل تحليل سائل النخاع الشوكي. وإذا تأخر تشخيص المرض فقد يكون هناك عواقب مثل تشنجات متكررة قد تتحول إلى صرع أو نقص في السمع أو في البصر أو استسقاء في المخ، أو شلل لا سمح الله.
7- أمراض مصاحبة بطفح في الجلد:
أ) مثل الإصابة ببعض الفيروسات كالحصبة، الحصبة الألمانية، الجديري المائي (العنقز)، الهربس، التهاب الكبدي
ب) الاصابة بفيروس E.B.V
ج) الاصابة بالتهاب بكتيري مثل مرض الحمى الروماتيزمية نتيجة ميكروب العقدية (Streptoccocus) يصيب اللوز ثم يؤثر على المفاصل وأحياناً يؤثر على صمامات القلب أو مرض الحمى القرمزية، وقد يصل الميكروب الكبتيري إلى الدم فيسبب تسمما في الدم.
د) الأمراض الخبيثة (السرطان) في الدم أو في الغدد اللمفاوية والحرارة هنا تكون مستمرة مع فقد الشهية وقلة في الوزن.
ه) أمراض غير معروفة السبب مثل مرض كواساكي والذي يصاحبه التهاب في جفون العين وتضخم في الغدد اللمفاوية وتقشر في الجلد مع تورم وقد يؤثر هذا على شرايين القلب الصغيرة. وفي هذه الحالة يتم تنويم الطفل بالمستشفى واعطائه العلاج مع عمل أشعة صوتية للقلب وتخطيط كهربائي ويستمر في المتابعة بعد خروجه من المستشفى.
8- أدوية تسبب ارتفاع درجة الحرارة مع طفح في الجلد مثل بعض المضادات الحيوية كالبنسلين والسلفالوسبورين أو أدوية التشنجات مثل الفينيتوين، أدوية القلب مثل الهيدرالازين.
علاج هذه الحالات هو إيقاف الدواء وملاحظة الحرارة بأنها ستنخفض خلال 72ساعة.
إن بعض الأطفال تكون عندهم قابلية للتشنج مع ارتفاع الحرارة أياً كان مصدرها ويُسمى هذا بالتشنج الحراري ويراعى هؤلاء الأطفال بحيث يتم السرعة في خفض الحرارة وعلاج مصدرها حتى لا تتكرر التشنجات.
إذا استمرت الحرارة مرتفعة عند الطفل لمدة تزيد عن أربعة عشر يوماً، فهذا يستدعي تنويمه في المستشفى لإجراء الفحص الأكلينيكي الكامل وعمل مجموعة تحاليل تشمل عدد كريات الدم البيضاء والحمراء وسرعة الترسيب وعدد الصفائح الدموية وتحليل زراعة الدم وعمل أشعة حسب الكشف، وأحياناً قد يحتاج الأمر إلى تحليل نخاع العظام لمعرفة التشخيص الدقيق للمرض.
من أهم أسباب ارتفاع الحرارة المستمر (Pno)
هو: 1) الالتهابات:
مثل الحمى المالطية، والتي تأتي غالباً من شرب حليب الإبل والماعز غير المبستر أو الالتهاب الكبدي أو التهاب الكلى أو التهاب بكتيري داخل أغشية القلب.
2) أمراض الروماتيزم:
ومنها روماتيزم المفاصل المزمن ومرض الذئبة الحمراء.
3) الأورام (السرطان):
وهذا يُمثل 10% من الأسباب ومثال ذلك سرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية.
يجب على الأهل الاهتمام إذا أصيب الطفل بارتفاع في درجة الحرارة فقد يكون سبب ذلك بسيطاً وقد يكون السبب خطيراً، فعليهم عرضه مباشرة على الطبيب وعدم تأجيل الموضوع حتى لا تكون هناك عواقب على صحته.
نسأل الله السلامة والعافية لأطفالنا
د. خالد عبدالله العران /استشاري طب أطفال
مستشفى الأطفال، مدينة الملك فهد الطبية

منقول 😐

عن omar212

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …