أَنَحِــجُّ ولا نتغير!..۞ مسابقة حـ1430هـ ــج ۞


أيهـــا المسلمون .. أيهــا المسلمون

طَـالَ ليلُ الأنين .. دمعُكُم في العيون

مالكـم تلبســون .. حُلَّــةَ البائسيـــن


ونحن في هذا الموسم العظيم وفي أوقات التهيؤ والبدء وحتى الانتهاء
من هذا الركن المهم وبلمحة لما مضى من سنوات عديدة نعيشها؛…
نرسل عتابـامن القلب لأمتنا الطيبةالخيِّـرة
نقول لها فيه:
كيـــــــفتأتي من شتى بقاع الأرض
لتؤدي هذه العبادة كثيرة الحِكَم والمقتضيات ثــــــم تعود بعدها كما كانت
بـــــــــدون أن تُصلح حالها مع الله في كل الأمور, وتلتزم بأحكام دينه
كاملة, وتعبده حق عبادته, وتنصره سبحانه لينصرها بفضله ويعـــود لها
عزها ووحدتهـــــا واتحادهــــــا وتحفظ من شرور الأعداء ومكرهم وتستعيد
ما أخذوه منها ..قال تعالى: ( إن تنصروا الله ينصركم )
وقال سبحانه: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )


أمتنا فيها الخير الكثير ولكنها تعرضت لغفلــة.. ولمكر وكيد وتضليل وتخدير
عظيم من أعداء الدين وأعوانهم, جعلها تستمرئ الكثير من المعاصي و تُصِرُّ
عليها, بل قد لا تشعر أحيانا أنها مما لا يرضي الله.



وشُغِلَت وأُلْهِيت الأمة عـــــن أن تسعى بِجـــدٍ لإصلاح شؤونها والأخـذ
بأسباب تقدمها ونشر عقيدتها الصحيحة ودعوتها الربانية في آفاق الأرض



ومما لا شك فيه أن أمتنا لو استفادت حقاً من هذا الركن العظيم وعاد
الحجيج وقد طبَّقُوا حِكَمَ الحج والعِبَرَ الكثيرة والدروس الهامة منه في حياتهم
والتي من أهمهـــــا التوبة الصادقة– لصلح حال الأمة ولعاد لها عزها
وليس على الله بعزيز أن يتحقق لها النصر وتقود العالم في خلال سنوات
معدودة بإذن الله.

فبـــــــدءاً من الإحرام تبتدئ الحكم والدروس



نُحرمفكأن هذه الشعيرة تُذكِّرنا بالتجرُّد من آفات الدنيا والاغتسال
من ماضٍ لنا كنا قد أذنبنا فيه وقصرنا.




نقول لبيك اللهم لبيك ومن معانيها الكبرى أننا متوجهون لك يا ربنا
في كل أمور حياتنا, طائعون لأوامرك, رَهْنٌ لتعاليم دينك الذي ارتضيته
لنا في كل شؤوننا, محبـــــون لك, مخلصـــــون موحــدون.


تلهج الألسن بالتكبير, وما أكثر المعاني التي تستلهم من
“الله أكبر”!!,… فالله أعلى وأَجَلّ, وأمر الله أعظم, وما يريده الله
هو الذي يجب أن يكون الأهم الأكبر.




نطوف حول الكعبة ونبيت بمنى ثم ننطلق لعرفة ثم إلى مزدلفة
ثم نعود لمنى, ونتحرك في كل مشاعر الحج كمــــا أُمِرنَا, طاعةً له سبحانه
وتحقيقاً لعبوديتنا التي أساسها أن تَكُون مُحققة في شتى أمور حياتنا..
عقيدةً وأفكاراً وقيماً ومفاهيمَ وأعمالاً وسلوكا.


نرمي الجمرات ثلاثة أيام؛ وفي ذلك تذكير لنا بمواصلة حربنا مع
الشيطان, وعدم الرضوخ لإغوائِه وطُرُقِهِ, .. وتعويد لنا على الحذر منه
هو ومعاونيه من شياطين الإنس الذين يمثلون رأس حربةٍ أساسية
في خطة الشيطان وطرق إضلاله, والذين كانوا ولا يزالون يُضيِّعون أمة
الإسلام ويبعدونها عن حقيقة دينها والتمسك الكامــل به, ويُسهِّـلُــــون
عليها المعاصي والمنكرات, ويُمَيِّعُــــــــونَ عليها أوامر وقِيم الشريعة عبر
وسائلهم المختلفة .


نذبح الأضاحي فنتذكر ونتأسى بالخليل وإسماعيل عليهما السلام عندما
لم يترددا ! في تنفيذ ما أمر الله به!!
( افعَل ما تُؤْمَرْ سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللهُ مِنَ الصابرين )


نحلق رؤوسنا وفي ذلك صورة بليغة من صور الخضوع والعبودية
للخالق سبحانه, وإقرار بالطاعة التي نحتاج إلى تحقيقها في كل أيام عمرنا
وكأننا نلمح من ذلك أيضا الإشعار لنا بأهمية التغيير الذي نحتاجه.



والحج كلـــــه بشعائره العديدة التي يظهر فيها بوضوح بذل الجهد
وتحمل المشاقٍ المختلفة هو مُذَكِّرٌ لنا بذروة سنام الإسلام الجهاد, الذي
ضعف في الأمة يوم أن بعدت عن حقيقة الإسلام في أمور كثيرة فلم
تستطع أن تصل لذروة سنامه!,… فهلا ربينا أنفسنا على التطلُّع
لبلوغِ هذه الذروة والتي نحتاج قبلها ومعها -أمةً وأفرادا-



إلى أن نحقق جهاد أنفسنا في حملها على طاعة الله
والالتزام بأوامره وتطبيق شرعه.


والحج كلـــه يُذَكِّرُنَا -أيضا– بالواجب الكبير والذي نحن في أَمَسِّ
الحاجة إليه في هذا العصر الذي نعيشه, وهو واجـــــــــــب الدعــوة إلى
الله وبذل الجهد في سبيله, والـــذي نسيه الكثيرون وكأنه غير واجب
عليهم؛.. ففي الحج نتذكر ونتأمل قصة أول من نادى وأذن في الناس
بالحج أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام, ونعتبر مما بذله من جهود وتعب
ونصب وسفر وترحال وتضحيات من أجل الدعوة وإقامة دين الله ونشره.


وتَقْصُـــــــر الكتابات عن حصر العبر والمواقف والدروسالمستفادة
من هذا الركن العظيم,….لكنها كلها دعوة للتغييــر وبذل الجهود
والانطلاقـــة نحو ما يرضي الله في كل جوانب الحياة…
والحج مدرسة بل جامعة تربيةٍ للأمة للسعي والعمل في كل
ما يفيدها ويصلح شأنها ويُعلي قدرها.


قال تعالى :
( لن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم )


قيل للحسن البصري : ” جزاء الحج المبرور المغفرة
قـال:” آيةُ ذلك أن يدَعَ سيئ ما كان عليه من عمل“.

٭ ٭ ٭



أيهـــا الحاج الكريم..
أيتهــا الحاجـة الكريمـة:



هــــذا الحج مظهر عظيم من مظاهر ديننا, وقد أنعم الله عليك
بأن بُلِّغْتَ هذه الفريضة, وكنت بإذن الله ممن يخرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه,…وكأنك أصبحت صفحة بيضاء نقية….
فلا تلطخ أيها الكريم هذه الصحيفة الطاهرة بذنوب ترجع إليها
وتصر عليها بعد عودتك.

قال تعالى :( وَلاَ تَكُونُوا كَالتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوةٍ أَنكَاثاً )



– وتذكــــــــرأن من علامات قبـول حجك الذي هو مرادك وأملك
أن تكون بعده أحســـن حالا تائبا منيبا مجتهدا في كل خير, بعيــــدا
عن كل شر, داعيــاً إلى الله مجاهـداً لإقامة دينه وشرعه بما تستطيع
ساعيــاً بجدٍ في أسباب الرقي لأمتك.



فانتبه يا صاحب الصفحة البيضاء وراجع نفسك واعرض كل أعمالك
على الشرع ودقق وتبصر فيها,.. حتى لا تكون ممن هو مقيم على ذنب
وهو لا يشعر به ! أو -الأصعب- وهو لا يأبه به!!




ولتَبْـــــــــقَ الصفحات بيضاء نقية بإذن الله, بل فلنسعَ إلى زيادتها
نصاعة وطهارة…حتى نلاقي الإله بها فنفرح الفرح الكبير,…..
ونكون بذلك عونا لأمتنا على طريق الفلاح والعز والنصر.


قال تعالى:
(وَنُودُوا أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوهَا بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ )

وقال سبحانـه :



{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}





عن Mustapha1919

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!