أمي .. لقد دخلت مرحلة الشباب‎


.ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;}


عندما يولد الطفل ، نتعلم كيفية التعامل معه من خلال إطعامه وتغير ثيابه ومساعدته على النوم فنكون نحن المسئولون عن أموره بالكامل ، وفي أثناء مراحل نمو طفلنا نقف بجانبه ونسانده ونشجعه ونصحح له كل أخطائه ..


هذا بالنسبة للطفل لكن المراهق تربيته مختلفة ، فنحتاج إلى تغيير شامل في المفاهيم والأهداف لأن هذا الأمر ظهر عليه فقد يدهشنا حين نرى هذا التغيّر عليه وتمر الأيام ونرى صغارنا قد دخلوا عتبة سن الشباب وأصبحت لهم آراؤهم القوية ، مع رفضهم لآرائنا ، وفجأة نرى أن كل الطرق والأساليب التي كنا نعتمد عليها في أثناء تربيتهم وهم صغار لم تعد تجدي ولا تفيد معهم ..


إن عملية تربية المراهقين تتطلب منا إعادة نظر في حدود العلاقات الإجتماعية وهي تشجع أطفالنا على اتخاذ زمام المبادرة ..



إن تشجيع الأبناء في هذه المرحلة على الاعتماد على النفس يعني حاجتنا لوقت أطول لتنفيذها وهو ما يسبب انزعاجا بالغا لنا نحن الآباء لكن تشجيعهم على تولي أمورهم بأنفسهم سيصب في مصلحة الجميع ..



قابل أحد الأفراد صديقا له في الفصل الدراسي الأول للجامعة وقد أحضر معه خمسين زوجا من الجوارب حتى لا يضطر لغسل أي واحد منها وحينما عاد لبيته بعد نهاية الفصل غسلت والدته جواربه وزادت أعداد الجوارب لتكفيه الفترة القادمة كلها فهذه الأم المسكينة تفعل هذا الأمر لأنها تصر على العيش في الوضع القديم بصفتها الأم الحانية وهو الطفل معدوم الحيلة ، لكن هذا لم يساعده في طريق حياته كشاب راشد بالغ فحتى بلوغه الخامسة والأربعين لم يستطع الدخول في أي علاقة رسمية مع الغير ..


وبطبيعة الحال نرى أن الفتيات يتحملن مسئولية أكبر على الرغم من أنهن يمنحن قدرا أقل من الحرية والمال ، فالآباء يتوقعون منهن أن يعتنين بأنفسهن بصورة أسرع وهذا ما يحصل فعلا !! فالفتاة هي التي تنظم شئون إخوانها الذكور وتعتني بهم وتقوم أحيانا بدور الأم في المنزل وتعد طعامهم بخلاف الشباب من الذكور ..



وهذا الأمر خاطئ فالشاب يتطلب أسلوبا يساعد على تنميةإحساسه بذاته ويعينه على الاعتماد على نفسه ، والتحدي الأعظم في تربية المراهقين هو أن تترك أبناءك يحددون ما يرغبون في أن يكونوا عليه حتى ولو تنمنينا خلاف ذلك ..


ملامح شخصية المراهق السوية :


من الملامح المتميزة لشخصية الطفل المراهق السوي أن :


! يكون مراعيا لمشاعر الآخرين .


! يتقبل ويتفهم عواقب أفعاله ..


! يتعاطف مع من حوله .


! يكون على دراية بمشاعره عارفا لطبيعتها .


! يتعرف كيف يتواصل مع الآخرين ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه


! يشعر بتقبل الآخرين وتقديرهم له .


! يعرف حقوقه


! يكتسب حسا أخلاقيا خاصا به .


! يتفهم أن المواقف المختلفة تتطلب سلوكيات مختلفة


! يكون تقديره لذاته عاليا


! يحافظ على صداقاته ..


! يكون قادرا على مناقشة مشكلاته واستخدام الوقت بصورة جيدة سواء وقت الدراسة أو الفراغ .


! يكون قادرا على الاختيار الواعي بعد دراسة كل الاعتبارات والعواقب المحتملة .


! يعرف متى يكون محتاجا للمساعدة وسبل الحصول عليها ..


فالثقة والقيم والعدالة تكون منتشرة في أفراد العائلة خاصة حين يكون الوالدين قدوة لأبنائهما ..

المبادئ الأساسية للتعامل مع المراهقين


– تحدث إليهم بدون أوامر :

يمكنك الحصول على استجابات أفضل إذا ماتحدثت مع الناس دون إصدار أي أوامر فكيف بالحديث مع الشاب ؟ هو ليس استثناء والحديث له أهميته خاصة بعد حدوث أي خلاف فأفضل طريقة للبدء هي بالاعتذار ، ذلك أن تجاهل الأمر والاعتداد بالرأي وعدم الاستماع لطفلك والعناد لن يؤدي إلا لتعقد الأمور واشتعالها ..

– لا تتوقع منهم أن يتفهموا وجهة نظرك :

فالتفاهم والتعاطف سلوك مكتسب يترسخ في شخصية المرء عبر السنين فإذا أردت مساعدة طفلك على تفهم مشاعرك إلى جانب مشاعره الخاصة لكي تشجعه على التعاطف مع الآخرين ولابد ان تبدي أنت نفسك بعضا من هذا التعاطف ، ناقش مع ابنك قصة معينة ثم اسأله عن شعور بطل القصة مثلا في مثل هذا الموقف ولو كنت مكانه ماذا كنت ستفعل ، فهي وسيلة جيدة للبدء في تنمية هذه المشاعر فيهم ..

– تعلم طريق التعرف على مشاعرك أنت والتعبير عنها دون الاقتصار على مشاعر الغضب :

كثيرا ما يصف الأبناء آباءهم بأنهم غاضبون من معظم الأشياء والغضب ماهو إلا خليط من المشاعر ( الخوف والحزن والإحباط والغيرة والوحدة والشعور بالجرح أو الإهمال )

إن قدرتنا على تحديد مشاعرنا مهما كانتمعقدة سوف تساعدنا على تبين مشاعر أطفالنا بصورة أوضح ..

– تمهل قبل أن تتحدث :

هناك ظروف معينة تتطلب من الشخص التحدث مع الطفل بخصوص موضوع معين كعودته للمنزل في الليل متى تكون أو ما يجب أن ترتديه الفتاة في هذا السن ، لنتعلم أن الوقت الملائم لإثارة هذه الحوارات ليس وقت حدوث الموقف نفسه ، انتظر الوقت الملائم للحديث بتعقل فلا تبدأ الحوار مع الابن وهو واقف على عتبة الباب مستعدا للخروج أو بعد عودته متأخرا للمنزل ، الحديث قبل حدوث الموقف بوقت كاف أفضل بمراحل من الحديث بعد حدوثه ..

– عليك بالتفاوض :

فكّر في شعورك تجاه أمر أو قرار يفرض عليك من سلطة أعلى منك ، إن القرارات التي تتخذ عبر التفاوض والحوار يتم الالتزام بها أكثر من تلك التي يتم فرضها قسرا .. ماذا عن إعطاء مصروف لشراء ملابس في مقابل قيام الطفل بتقديم مساعدات إضافية لك في أعمال المنزل ؟ حين نجعل مشكلة ما تتعلق بنا ولو جزئيا بوسعنا التأكيد على أن حلها مسئولية الجميع ، لابد من استخدام لغة غير اللوم فبدلا من قولنا : لقد آلمتني بهذا ، قل : هذا أمر مؤلم ..

– حاول أن تنسى أنك من يعرف الصواب : فنحن جميعا نتعلم عن طريق الخبرة ، لذا لا يهم عدد المرات التي تخبر فيها طفلك المراهق بأن سلوكا ما له عواقب سيئة فلن يتذكر كلامك دون مواجهة الموقف بنفسه وغذا ساءت الأمور حينها فلا تذكر طفلك بقولك : لقد أخبرتك بهذا من قبل ، التجربة خير مدرسة يتعلم منها المرء ..

– لدى طفلك المراهق وجهة نظر خاصة به :

وجهة نظر الأبناء غالبا ما تتشكل لديهم نتيجة استجابتهم كأفراد وتأثير الأقران والنماذج الخارجية ولاحظ أنهم ربما يكون لديهم معرفة بالعديد من الأشياء تفوق معرفتك أنت بها ، فلتتقبل هذا وتبدي احترامك له ، حتى لو لم توافق على وجهات نظرهم فمن حقهم أن يكون لهم رؤيتهم الخاصة ، إن فن التعايش في انسجام مع الأبناء يتلخص في التالي : عليك أن تعيش معهم بدلا من التحكم فيهم ..

– إن الحياة العائلية ليست نزهة مرحة :

علينا تعلم التفاوض مع الآخرين وقراءة وتفهم الإشارات المختلفة والاستجابة لاحتياجاتهم فهي شيء عظيم القيمة في نفوسهم لذا تقبل الأمر بكل جوانبه الجيدة السيئة ..

– فلتبد لهم حبك :

أظهر فخرك بمشاعرهم التي يظهرونها تجاهك حيثما حدث ذلك ومهما تقلبت الحياة بحلوها ومرّها ستجد أن الحياة مع أطفالك ممتعة بحق خاصة وهم في هذا العمر ..

– كن مرنا :

هناك اوقات يرغب فيها أطفالك ان تعاملهم عن بعد وباحترام لائق وأوقات أخرى يريدون منك أن تكون لصيقا بهم ، ستراهم يتأرجحون بين هذه الحالات فالشاب ذو القلب الكبير يحتاج ليد تربت عليه ، إن مفتاح كل شيء هو المرونة : عاملهم بكل رفق كأطفال لكن إذا تطّلب الموقف خلاف ذلك عاملهم كأشخاص ناضجين ..

– تعاطف معهم :

خذ لحظة لتنظر فيها للموقف من وجهة نظرهم هم ، أنا أعلم أن الأمر يبدو وكأنهم هم الذين لا يرون الأمر من وجهة نظرنا لكننا حين نواجه الواقع نرى أننا مررنا بمثل هذا الموقف بخلافهم هم الذين لم يمروا بمثله أبدا ، علينا حينما نجد أنفسنا في واحد من تلك المواقف التي لا يبالون فيها هم بمن حولهم أو تجدهم مصممين على كسر القواعد أن نتجنب اتخاذ قرارات عقلانية مدروسة ولنضع أنفسنا مكانهم ونفكر مثلهم بصورة عاطفية ..

إن تربية الأطفال ليست علما معقدا مثل صناعة الصواريخ حتى وإن كلنت تحتاج لصبر شديد من قبل الآباء فمن واجبنا أن نستدعي ونشحذ كل مهارات التواصل التي اكتسبناها عبر سنوات حياتنا ومغامراتنا وعثراتنا ..

من كتاب : مهما حدث ! دليل عملي لتربية الأطفال المراهقين ( مختصر وبتصرف )

عن

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …