أمي ! أبي ! ممكن نصف ساعة !

منذ فترة كنا في حديقة قريبة من المنزل ، نذهب إليها يوميّاً تقريباً ، حتى يلعب أطفالنا في الهواء الطلق ألعاباً حركية ..

فقد غزتنا التكنولوجيا والكومبيوترات والأيباد والجوال ، ونسيّ أطفالنا كيف يلعبون …..

المهم، طلب ابني الصغير من والده أن يهزّه في أرجوحة الحديقة ، فذهب والده ليهزه وكنت جالسة وحدي ، وأنا أراقبه يتحدّث مع أبٍّ آخر كان يهزّ طفله أيضا في الأرجوحة ….

عندما عاد زوجي وجلس بجانبي ، كان متأثرا جدا ، وسألته عن السبب..
قال لي أنّه كان يتحدث مع والد ذاك الطفل ،وأنّه أخبره أنّ طفله أصبح عمره سنتين ونصف ولم ينطق بكلمة إلى الآن ..

وأنّه وأمّه موظفين ولا يمضيان الوقت معه ، وأنه دائما مع الشغالة ، وأنهما حاولا وضعه في رياض الأطفال ولكن الروضات لاتقبل الأطفال إلا بعد ثلاث سنوات …

زوجي أخبره أنهما يجب أن يتحدّثا ويلعبا معه حتى يتعلم الكلام والنطق الصحيح ، فالشغالة لغتها العربية بسيطة ولا تعرف التواصل معه ، قال له الرجل أنهم مشغولون ويعملون من أجل طفلهم ومن أجل مستقبله ….

ذاك الأب وضع ابنه في الأرجوحة ربع ساعة وأخذه وذهب إلى البيت ..

حزنت جدا عندما حكى زوجي لي ،قلت له :

طيب أمّه لما ترجع من الدوام ماذا تفعل طوال اليوم ؟؟؟، ألا تحدّث طفلها !!! ألا تلعب معه .!!!!..
إذا لم يكن عندها غير هذا الطفل ، ولديها شغالة ، فماذا تفعل بعد عودتها من العمل ؟؟؟
ألا تجدُ هذه الأمّ أو حتى الأبّ ساعة أو نصف ساعة لإبنهم ؟؟!!!!

شيءٌ غريب ، ومبرّرات أغرب !!!

… ونحن نعرف الحل ، ونترك المشكلة ، ونقول ما باليد حيلة . . ومن أجلهم ..

عزيزاتي الأمهات :

على الأمّ والأبّ أن يعرفوا أنّ اللعب مع الطفل باليوم ولو نصف ساعة أو ساعة ، هو أمر هام وضروري …إذا كنا نعمل من أجلهم ، ومشغولون من أجلهم ‘ فلم لا نفرّغ وقتاً قصيراً من أجلهم …
اللّعب مع الطفل يجعله يتكلّم بطلاقة وينطق بطلاقة ، كما أنه يُحسّنُ نفسيته وذكاءه …

حتى أنّي قرأتُ مرّة ، أنّ اللّعب مع الطفل يفيد الأمّ نفسها ، ويخلّصها من التوتر والقلق خصوصاً لو كانت أمّاً عاملة …

اللّعب مع الأطفال يعزّز الرابطة النفسيه بينهم وبين الآباء ، ويعطي الأطفال الاهتمام والانتباه الذي يحتاجونه …

كما يمكن باللّعب معهم ، التعرف على السلوكيات السلبية كالأنانيّة وحبّ السيطرة ، والعنف وغيرها ،التي قد تؤثر على تواصله مع الآخرين ، وبالتالي تعديلها ، وتعليمهم السلوكيات الإيجابية مثل المشاركة والإيثار والعمل الجماعي ….

ويمكن من خلال اللّعب ، تعليم الطفل الاستقلاليّة ، وتنميّة مقدرته على حلّ المشكلات من خلال إعطائه فرصة قيادة اللّعب وتحديد القوانين ، ومهم ان يأخذ الوالد أيضاً دور القياده أحيانا لتعليم الطفل أهميّة تبادل الأدوار وتحسين تواصله الاجتماعي والمشاركة …

مثلا ابنتي، في الصف الأول ابتدائي ، أكون في المطبخ مشغولة أطبخ وأرتّب

فتأتي وتلعب معي لعبة وهي : أن تقول هي أول حرفين من الكلمة وأنا أكمل الكلمة ،

تقول خمس كلمات ، ثم أقول لها : والآن دوري أنا …

وأقول خمس كلمات وهي تكملها …..ونفضل هكذا حوالي نصف ساعة تقريبا ،

نتبادل الأدوار في اللعب …

هكذا تتعلم المشاركة وتبادل الأدوار، مع أني أكون مشغولة ، ولكنها طريقة تشعرها بالسعادة ، ومفيدة بنفس الوقت …

فالأطفال يتجنبون مع الوقت اللعب مع الطفل الأناني والمسيطر ويؤدي إلى عزله اجتماعيا ….

اللعب مع الأطفال، بالذّات ألعاب الفيديو هو أفضل طريقة للتعرف على محتواها والتأكد من ملائمتها لسن الطفل …

يعطي أيضاً اللعب مع الطفل الوالدين فرصه للتعرف عن قرب على شخصية الطفل وفرصة للتواصل خارج نطاق الأوامر والنواهي السائدة في تواصل الآباء مع الأبناء،فقد يكبر الطفل ويغادر بيت والديه وهم لايعرفون عنه إلا القليل في أحيان كثيرة ..

فحين ألعب مع طفلي ، أعرف مستوى ذكائه وأنميه، أعرف صفاته وميولاته ، ومخاوفه أيضاوخصوصا حين نرسم ونلون معا ، ونتحدّث ونحن نلعب …
لعب الأب أيضا مع طفله ضروري جدا ، وغياب الآباء عن أبنائهم يؤثر على تصرفاتهم وسلوكياتهم باختلاف أعمارهم فهناك أباء يتواجدون في المنزل بشكل مستمر، ولكن ليس هناك علاقة مع أطفالهم ، وهذا النوع يعطى فقط الشعور بالأمان ولكن الأطفال يصبحون أقلّ ذكاء وأكثر فى الاضطرابات النفسية.

هناك آباء يعملون على تعويض أوقات عدم تواجدهم مع أطفالهم بالأموال وشراء الألعاب وتنفيذ رغباتهم وطلباتهم الماديّة، وهذا خطأ كبير لأنّ الأطفال فى هذه الحالة لا يعرفون الأب ّ، غير أنه بنك ، ولا يوجد بينهم لغة تفاهم غير الأموال ممّا يضر بالطفل سلوكيّاً ونفسيّاً.
أخيرا عزيزاتي الأمهات :

سأطلب من كلّ أمّ تمرُّ من هاهنا أن تذكر لنا إذا كانت وزوجها يلعبان مع أطفالهما ؟؟

وماهي طريقتها في اللعب معهم ، والوقت الذي تخصّصه تقريبا ، للعب معهم …
سأبدأ بي أنا :

نحن يوميّا تقريبا نأخذهم إلى حديقة مجاورة لمنزلنا ، ويلعب والدهم معهم بالكرة ..

والصغير ذو الثلاث سنوات نهزه بالأرجوحة ونحدّثه طوال الوقت ونحن نهزه ، وأحيانا إذا كانت فاضية الحديقة ننشد له وهو يضحك ..

وفي البيت أخصّص له في الصباح عندما يكون الأب في العمل وأخوته في المدرسة ، حوالي ثلاثة أرباع ساعة نرسم ونلون ونتعلم الحروف ،ونلعب بمجموعة ألعاب عنده مثل مسرحية أو قصة …

وأبوه في المساء يرفعه على أكتافه ويلعب معه مصارعة ( برفق طبعا )

وبالنسبة للبنوتة أخصصُّ لها حوالي ساعة لفروضها وواجباتها المدرسية ، وساعة في الحديقة ، وساعة نرسم ونلون …. أحيانا تطلب مني أن أرسم لها وهي تلون كهذه الصورة طلبت فتاة لابسة فستان فيه زهور :

( واعذروني الرسم كان بسرعة):

عن

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …