ألحان ٌ .. .. وَأشْجَانٌ

ألحان ٌ .. .. وَأشْجَانٌ

من أروع ماقرأت للدكتور محمد العريفي

كتاب يحمل في طياته الكثير

قليل بالمحتوى

عظيم بالمضمون

أخترت لكم وقفات من بين صفحاته

وحتى لا يطول الحديث

مضمون الكتاب يدرس حكم الغناء عند بعض الصحابة والعلماء

ويذكر كافة أسمائه في اللغة والفقه

ووصف القرآن له

وقصص مختلفة مؤثرة فعلاً

من قصص السابقين وأحوالهم قبل وبعد مزامير الشيطان …..

قال علي بن الحسين :

كان لنا جار من المتعبدين قد برز في الاجتهاد ..
فصلى حتى تورمت قدماه .. وبكى حتى مرضت عيناه ..
فاجتمع إليه أهله وجيرانه فسألوه أن يتزوج ..
فخشي أن يتزوج حرة فتشغله عن طاعة ربه ..
فاشترى جارية يقضي منها وطره ..
وكانت مغنية وهو لا يعلم .. فبينا هو ذات يوم في محرابه يصلي ..
رددت الجارية أبياتاً .. ولحنتها .. ورفعت صوتها بالغناء .. فسمعها وهو في محرابه .. فطار صوابه .. وثقلت عليه صلاته .. فقطعها ..
فأقبلت الجارية عليه فقالت : يا مولاي .. لقد أبليت شبابك .. وأتعبت حياتك .. ورفضت لذاتك .. فلو سمعت غنائي وتمتعت بشبابي ..
فمال إلى قولها .. واشتغل باللذات عما كان فيه من الصلوات ..
فبلغ ذلك بعض أصحابه العباد .. فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم .. من الناصح الشفيق .. والطبيب الرفيق .. إلى من سلب حلاوة القرآن .. والخشوع والأحزان ..
بلغني أنك اشتريت جارية بعت بها من الآخرة حظك ..
فإن كنت بعت الجزيل بالقليل .. والقرآن بالقيان ..
فإني محذرك هادمَ اللذات ..ومنغصَ الشهوات ..وميتّمَ الأولاد والبنات ..
فكأنه قد جاء على غرة .. فأبكم منك اللسان .. وهدَّ منك الأركان .. وقرب منك الأكفان .. واحتوشك الأهل والجيران ..
ثم طوى الكتاب .. وبعثه مع غلام عنده ..
فدخل عليه الغلام .. وناوله الكتاب وهو في مجلس سروره وغنائه ..
فلما قرأ ما فيه انتفض .. وغص بريقه ..
ونهض مبادراً من مجلس سروره .. وكسر آنيته .. وهجر مغنيته ..
وتاب من الغناء .. وتعبد لرب الأرض والسماء ..
فلما مات رآه صاحبه في المنام .. فقال : ما فعل الله بك ؟
قال : قدمنا على رب كريم .. أباحنا الجنة .. وعوضني ذو العرش جاريةً حوراء .. تسقيني طورا .. وتهنيني ..
وتقول لي :
اشرب بما قد كنت تأملني * * وقر عينا مع الولدان والعيين ..
يا من تخلى عن الدنيا وأزعجه * * عن الخطايا وعيدٌ في الطواسين ..

وبعض ماقيل فيها من تفسير القرآن:

وسئل ابن مسعود عن قوله تعالى : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) .. قيل له : ما هو لهو الحديث ..
فقال : والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ..
وصدق ابن مسعود رضي الله عنهما .. وإن لم يقسم ..
وسئل محمد بن الحنفية رحمه الله .. عن قوله تعالى : ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كرامًا ) .. قيل: ما الزور ؟
قال : هو الغناء .. لأنه يميل بك عن ذكر الله ..
وقال تعالى لكفار قريش : ( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون ) ..
قال ابن عباس: سامدون : مغنون .. تقول العرب : اسمُد لنا أي غنِّ لنا ..
ووصف الله تعالى أحوال عباد الأصنام .. عند البيت الحرام ..
فقال عز وجل : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) ..
والمكاء والتصدية .. نوع من المعازف .. وهو التصفيق والتصفير ..

ومن عِظَمِ خطر الغناء ..

توعد النبي عليه السلام .. سُمّاع المعازف بالمسخ والقذف ..فروى الترمذي بسند حسن .. أنه صلى الله عليه وسلم : ( يكون في أمتي خسفٌ وقذفٌ ومسخ ) قيل: يا رسول الله .. متى ؟ قال : ( إذا ظهرت القينات والمعازف واستحلت الخمر ) ..
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن من أمتي أقوام يشربون الخمر ويعزف على رءوسهم بالقيان يمسخهم الله تعالى قردة وخنازير ) ..
والقِيان جمع قَينة .. وهي المرأة المغنية ..
نعم .. سيعاقب الله هذه الأمة .. بما عاقب به الأمم من قبلنا ..
أن يخسف الله بهم الأرض .. أو يمسخهم قردةً وخنازير .. أو تنزل عليهم حجارةٌ من السماء .. بسوء أعمالهم ..
فمتى يكون ذلك ؟! يكون إذا ظهرت المعازف .. وانتشرت وكثرت ..
وهاهي آلات المعازف لا تكاد تحصى عدداً .. بل هاهي مدارس العزف والموسيقى ..
تنتشر في كثير من بلاد الإسلام ..

ومن تتبع الكتاب والسنة ..

وجد أن للغناء أسماء عدة .. كلها تدل على ضلاله ..
فهو اللهو .. واللغو .. والباطل .. والزور .. والمكاء .. والتصدية .. وقرآن الشيطان .. ومنبت النفاق في القلب .. والصوت الأحمق .. والصوت الفاجر .. وصوت الشيطان .. ومزمور الشيطان .. والسمود ..

أسماؤه دلت على أوصافه * * تبا لذي الأسماء والأصاف

من أقوال الصحابه وأهل العلم فيه وحكمهم عليه :

وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه : احذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. فما استمعه عبد إلا أنساه الله القرآن ..

وجاء رجل إلى بن عباس رضي الله عنهما .. فقال :
أرأيت الغناء أحلال هو أم حرام؟
رجل يسأل عن غناء الأعراب الذي ليس فيه معازف .. وليس فيه تصوير .. ولا فيديو كليب .. ولا لباس عارٍ .. ولا قصات فاتنة .. ورقصات ماجنة ..
غناء الأعراب في البوادي .. حلال أم حرام .. يا ابن عباس ..
فقال ابن عباس .. أرأيت الحق والباطل .. إذا جاءا يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟
قال الرجل: يكون مع الباطل .. قال ابن عباس: فماذا بعد الحق إلا الضلال .. اذهب فقد أفتيت نفسك ..
أما أبو بكر رضي الله عنه .. فكان يسمي الغناء مزمار الشيطان..
وسأل رجل الإمام مالكاً عن الغناء .. ؟
فقال: “ما يفعله عندنا إلا الفساق “..
وسُئل الإمام بن حنبل عن الغناء .. ؟
فقال: “الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني ” ..
والشافعي سماه دياثة ..
وأبو حنيفة أفتى بالتحريم .. بل بالغ أصحابه في النهي عن السماع فقالوا : سماع الأغاني فسق والتلذذ بها
كفر ..

وروى ابن أبي الدنيا عن الأوزاعي قال :

بلغني أنه ليس من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل .. فيأمره الله تعالى فيأخذ في السماع .. فيمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث .. فيقول الله عز وجل : وعزتي لو يعلم العباد قدر عظمتي ما عبدوا غيري ..
وروى حماد ابن سلمة عن شهر بن حوشب قال :
أن الله جل ثناؤه يقول لملائكته : إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا .. فيدعونه من أجلي .. فأسمعوا عبادي .. فيأخذون بأصوات من تسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط ..
ولهم سماع أعلى من هذا .. يضحمل دونه كل سماع .. وذلك حين يسمعون كلام الرب جل جلاله وسلامه عليهم .. وخطابه ومحاضرته لهم .. ويقرأ عليهم كلامه .. فإذا سمعوه منه كأنهم لم يسمعوه قبل ذلك ..
فنزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان

أما في عصرنا ..

فيقول أحد العاملين في أمن الطرق ..
كانت مهنتي الأمن ومراقبة السير ..
تعودت على مشاهدة الحوادث والمصابين . .
وذات يوم كنت في دورية أراقب الطريق معي أحد الزملاء ..
وفجأة سمعنا صوت ارتطام قوي .. التفتنا ..
فإذا سيارتان قد ارتطمتا وجها لوجه .. بشكل مروع ..
أسرعنا لإنقاذ المصابين . . حادث لا يكاد يوصف . .
في السيارة الأولى شخصان في حالة خطيرة .. أخرجناهما من السيارة .. والدماء تسيل منهما ..
وهما يصيحان ويتأوهان .. وضعناهما على الأرض ..
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية . . وجدناه قد فارق الحياة . .
عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار .. هب زميلي يلقنهما الشهادة ..
قولا : لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله .. وهما يئنان ويشهقان ..
وصاحبي يردد .. لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله ..
وهما لا يستجيبان .. حتى إذا بدأ بهما النزع .. واشتد شهيقهما .. بدءا يرددان كلمات من الأغاني ..
لم أستطع تحمل الموقف .. بدأت أنتفض .. وصاحبي يكرر عليهما .. ويرجوهما .. لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله ..
وهما على حالهما حتى بدأ صوت الغناء يخف شيئاً فشيئاً ..
سكت الأول وتبعه الثاني .. لا حراك .. فارقا الدنيا ..
حملناهما إلى السيارة .. مع الميت الأول ..
وأخذنا نسير بهؤلاء الموتى الثلاثة ..
صاحبي مطرق لا يتكلم ..
وفجأة التفت إليَّ ثم حدثني عن الموت وسوء الخاتمة ..
وصلنا إلى المستشفى .. وأنزلنا الموتى .. ومضينا إلى سبيلنا ..
أصبحت بعدها كلما أردت أن أسمع الأغاني .. برزت أمامي صورة الرجلين .. وهما يودعان الدنيا بصوت الشيطان ..
وبعد ستة أشهر ..
وقع حادث عجيب .. شاب يسير بسيارته سيراً عادياً .. تعطلت سيارته ..في أحد الأنفاق .. نزل من سيارته لإصلاح أحدى العجلات ..
وعندما وقف خلف السيارة .. لينزل العجلة السليمة .. جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط الشاب مصاباً إصابات بالغة ..
اتصل بعض الناس بنا .. فتوجهت مع أحد زملائي إلى موقع الحادث سريعاً ..
شاب في مقتبل العمر .. ممدد على الأرض .. عليه مظاهر الصلاح .. إصاباته بالغة ..
حملناه معنا في السيارة ..
كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول ..
عندما حملناه سمعناه يهمهم بكلمات .. تخالطها أنات وآهات .. لم نفهم منه شيئاً ..
أسرعنا إلى المستشفى .. فبدأت كلماته تتضح .. أنه يقرأ القرآن .. وبصوت ندي ..
التفتنا إليه .. فإذا هو يرتل في خشوع وسكون ..
سبحان الله .. الدم قد غطى ثيابه .. وقد تكسرت عظامه ..
بل هو على ما يبدو على مشارف الموت .. أسرعنا المسير ..
استمر يقرأ بصوت جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة ..
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).
أنصتُّ أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم ..
أحسست برعشة في جسدي ..
فجأة .. سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف .. فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد ..
ثم انحنى رأسه .. أوقفت السيارة .. قفزت إلى الخلف .. لمست يده .. أنفاسه .. قلبه .. حركته ..
لا شيء .. فارق الحياة .. نظرت إليه طويلاً ..
التفت إلي صاحبي .. وصرخ بي .. ماذا حدث ؟
قلت : مات الشاب .. مات وهو يقرأ القرآن .. مات ..
انفجر صاحبي باكياً .. أما أنا فلم أتمالك نفسي .. أخذت أشهق .. ودموعي لا تقف ..

الكتاب راااائع بمعني الكلمة

ومانقلته هنا ليس كل مافيه

إنما أختصار لما فيه

عن starimes

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …