أعظم المصائب :-
***********************
إن أعظم المصائب وأعظم الابتلاءات ، أن يبتلي الإنسان في دينه ، إذا أصيب الإنسان في دينه بانحراف أو شبهة أو شهوة – نسأل الله السلامة – فذلك أعظم المصائب التي تحصل للإنسان في هذه الدنيا ، إنها خسارة الدنيا ، وخسارة الآخرة.
قال القاضي شريح – رحمه الله تعالى – إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله – تعالى – عليها ، أربع مرات : إذا لم تكن أعظم مما هي ، وإذا رزقني الصبر عليها ، وإذا وفقني للاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب ، وإذا لم يجعلها في ديني . أهـ .
إذن هو يحمد الله إذا أصيب بمصيبة من أجل هذه الأمور الأربعة ، إذ أنها صغيرة إذا قيست بما هو أعظم منها ن وأن الله وفقه للصبر ، وهذه نعمة تقتضى الشكر ، وأن الله وفقه الله للاسترجاع ، لأن الاسترجاع فيه هذا الثواب (( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) (البقرة : 157) .
والرابع أن الله لم يجعلها في الدين ، فإن المصيبة بالدين أعظم المصائب ، فإن صاحب المصيبة في الدين يخسر ديناه ويخسر آخرته ، ولو قرض الإنسان بمقارض الحديد ، ولو نشر بالمناشير من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ، فلقي الله وهو مؤمن لكان خيراً له من أن يعيش عمر نوح – عليه السلام – ثم يلقي الله وهو كافر .
ومن المصائب في الدين :
* المصيبة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، انقطاع الوحي وارتدت العرب وبدأ النقص بعد الكمال .
* ومن المصائب في الدين فقدان نور النبوة وميراثها ، وهو العلم ، حينما يفقد العلماء ، وحينما تخلو الأرض من أهل العلم ، إما أن لا ينشروا ما عندهم من العلم لسبب من الأسباب ، وإما أن يموتوا ، وإما أن يفروا بدينهم من رجف البلدان إلى بلدان أخرى ، قال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) .
وتلك من أعظم المصائب على البلدان ، أن يفقد أهل العلم ، وأن يضعف فيها نور النبوة .
——————————————————————————–
أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام فالكتاب والسنة / باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس 8/148، ومسلم في كتاب العلم / باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن ( 2673) ( 13، 14)