أحبائي … إلى كل وحدة عملت طفل أنبوب

كتبت هذه الرسالة إلى أجنتي التي تلقحت بعدة عمليات طفل أنبوب ثم ماتوا جميعا
فهل تشعرون كما أشعر
مع العلم أني لم أفقد الأمل والحمد لله

أحبائي الصغار…
أعتذر منكم و أعرف مدى معاناتكم التي تعانونها لأجلي
وذلك بسبب أنانيتي التي لا تنتهي
فهل يعقل أن أعرضكم لكل هذه الأدوات الخطيرة التي تخوفني كلما رأيتها رغم أني أكبر منها فكيف بحالكم أنتم الصغار
أحبائي … حلمت بلقائكم المستمر وجئتكم بأشرس أنواع وسائل النقل وأجبرتكم على ركوب الصعاب والخطر
هل يغفر لي أنني أيضا تعرضت للخطر لأجل لقاءكم
هل يغفر لي أنني حلمت كثيرا بلقاءكم 💡
ولكن ما هو ذنبكم يا صغاري
لقد كنتم هانئين نائمين تعيشون حياة هانئة في دنياكم التي لا أعرف عنها شيئا ولكني سمعت أنها من أهنأ العوالم
وبأنانيتي نسيت أن رغبتي في أن أكون أم بهذه الطريقة قد جردتني من أمومتي تماما
فكيف بأم تعذب صغارها حتى قبل أن يولدو لأنها ترغب في أن يقول ويعرف الجميع أنها أم
كيف لي أن أعرضكم لاختلاف درجات الحرارة الحاد جدا.. والأنانبيب والمايكروسكوب .. وغيرها من الأدوات التي لا تعرفون عنها شيئا لأنها لا توجد في عالمكم المجهول
هل شعرتم بالخوف؟ هل إرتعدت أطرافكم التي لم تكن قد تكونت بعد؟ هل دق قلبكم الصغير قبل موعده المعتاد؟ وهل فكرتم بقسوتي قبل أن تتعرفو إليّ حتى
ماذا قلتم سويا؟!، ماهي الأحاديث التي دارت بينكم بعد أن بدأت خلاياكم بالتكون وأنتم في مكان مظلم غريب، ليس هو المكان الطبيعي لوجودكم، هل شعرتم بتلك الأيادي التي كانت تمتد لتقلبكم يمينا ويسارا ثم تضعكم تحت عيون المايكروسكوب
هل كان من بينكم من استطاع تخفيف روعكم وأنتم تخوضون غمار هذه المغامرة وحيدين وقد تخليت عنكم لأني أريدكم
أي أنانية أنا؟
هل أسعى لأن أكون أم بهذه القسوة ثم ألدكم لتموتو بعد سنين (مهما طال العمر) ….
هل أكون أم على حساب ترويعكم
وضعتكم في الثلاجة 8 أشهر قبل أن أشعر حتى بوجودكم
أحبائي
صغاري
أطفالي
بل أجنتي
هل شعرتم بالبرد قبل تكون الجهاز العصبي
بالطبع شعرتم فقد كنتم مجتمعين ثم بدأتم تموتون الواحد تلو الآخر
آه كم أنا قاسية أقتل أجنتي الواحد تلو الآخر لأني أريدعدد منهم يتناسب مع ظروفي
ماذا لو قال لي الطبيب هناك 20 وسيعيش العشرين كنت لن أفرح فأنا أنانية يكفيني 1 2 3 كفى كفى
أريد تربيتهم بشكل جيد
وأقتل الأجنة أجنتي الصغار لأجل واحد بدأو يموتون منهم من مات بسبب البرد أو الحرارة ومنهم من مات لأنه كان مريضا متعبا ولم يستطع البقاء ومنهم من مات …. جائعا؟!! هل يعقل؟ ربما لما لا
يقولون أنهم لا يشعرون…… فلماذا يموتون ؟!
لمَ تموت خلايا أجنتي حتى قبل التعرف إلي
ثم لماذا تموت في رحمي
هل هم يتعذبون؟ حل يحزنون؟ أين أنتم الآن ؟
أحبائي …. برغم كل ما يقال وبرغم أن رغبتي في أن أصبح أم مستعملة كل الطرق لن تتوقف عند أي حد إلا أنني أحبكم وأشعر بالأسى اتجاهكم
لقد سميتكم جميعا ….
كل جنين لقح في أنبوب الإختبار … حلمت به، شعرت به، حملت همه، ثم عندما مات بكيته ، رثيته، لدي الكثير من الأولاد والبنات ربما لم يتسنى لي العيش معكم أو الشعور بكم
إلا أني لا أزال أتمنى لقياكم جميعا وقد تجاوزتم السبعين جنينا في عداد …. لا أدري قيل لي أنكم لا تحسبون من البشر ولكني أحسبكم أحبائي….
لقد استسلمتم لمصاعب الحياة بسرعة أو ربما لم نكن أنا وأبوكم أقوياء بما فيه الكفاية لمنحكم القوة
أعتذر منكم أحبائي
ولكني لن أقطع الأمل حتى يبقى منكم واحد على الأقل ليذكرني بكم جميعا وعندها لن يكون وحيدا بل سيكون من ضمن مجموعة كبيرة جدا سأحكي له عن إخوته
ولكن إعذروني.. سامحوني… إقبلو حبي العميق لكم
فعذري الوحيد أنني أحببتكم ولم أرغب لكم إلا طول العمر والحياة
ولكن هذا قدرنا جميعا
وأنتم الأمل يا أغلى صغار ….