مرض «مجهول» حوّلها قعيدة.. وتحلم بتوصّل الطب إلى علاج
5 موظفات في امرأة

رفضت المواطنة ريسة سعيد الفلاسي أن «تكون أسيرة لإعاقتها، وقررت خوض المجال العملي، حتى صارت إحدى أفضل الموظفات في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، وحصلت على شهادة تقدير بذلك، بعد عام واحد من بدء عملها».

وتوصف ريسة التي كانت حتى وقت قريب تسير على قدميها بصورة طبيعية ـ قبل أن يحوّلها مرض مجهول قعيدةً ـ بأنها موظفة شاملة في دائرة الصحة، فهي تؤدي خمس وظائف في وقت واحد، ويعدّها كثيرون «المسؤولة عن إدارة الحياة في مركز البدع الصحي في دبي».

يدهش كثير من المرضى المراجعين للمركز حين يرون ريسة تقطع طرقاته ذهاباً وإياباً على مقعدها المتحرك، حاملة في يدها أوراقاً تتطلب تواقيع أطباء، أو مستندات تطلع عليها الموظفين. وأحياناً تلاحق مسؤولاً في موقف السيارات طالبة موافقته على قرار، وتخرج منه لتستقبل مرضى وتستمع إلى مقترحاتهم، أو شكاواهم، وتلبي مطالبهم.

وكانت ريسة التي تحدثت إلى «الإمارات اليوم» تسير على قدميها بصورة طبيعية، ولاتعاني من أي أعراض مرضية، حتى بلغت 23 عاماً، وكانت في المرحلة الثالثة في كلية العلوم في جامعة الإمارات، لكنها فوجئت بآلام في القدمين، جعلتها تتعثر وتقع على الأرض مرات عدة.

وتضيف «تدريجياً، بدأت أفقد القدرة على الوقوف، وبمرور الأيام تحولت إنسانة قعيدة، فطفت على الأطباء داخل الإمارات وخارجها، ليشخصوا حالتي ويجدوا لي علاجاً، لكنهم أخفقوا في تحديد طبيعة المرض، واكتفوا بالقول إنه مرض وراثي غير معروف، أدى إلى ضمور في العضلات. ومنذ 10 سنوات وحتى اليوم لم يجدوا لي دواء».

وتابعت «توقفت عن دراستي، بعد أن وجدت صعوبات شديدة في الالتحاق بالعام النهائي في كلية العلوم، خصوصاً أن الدراسة في قسم الجيولوجيا تتطلب زيارات ميدانية إلى المناطق الجبلية والصحراوية».

وتكمل «رفضت أن أكون مثل كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة، أجلس في المنزل، وأخجل من مواجهة المجتمع، وقررت أن أتحدى إعاقتي، وألتحق بوظيفة أحقق فيها ذاتي».

وقدمت ريسة طلبات للالتحاق بالعمل في دوائر حكومية عدة، وفق قولها، حتى وافقت دائرة الصحة على تعيينها موظفة استقبال في مركز البدع، فأثبتت تميّزاً في العمل، وقررت الإدارة تحويلها موظفة شاملة تؤدي مهام عدة في وقت واحد.

وأضافت «أستقبل المرضى وأستمع إلى مطالبهم أو شكاواهم، وأعرضها على الإدارة سعياً إلى حلها، وأنسق العمل بين الأطباء والإدارة، وتمتد مهامي إلى السجلات الطبية وأعمال السكرتارية، حتى إن بعض زملائي يصفونني بأنني همزة الوصل في المركز». مشيرة إلى أن هذه المهام «تتطلب مني التحرك لمسافات طويلة داخل المركز، لكن ما يساعدني على ذلك مقعدي المتحرك، وتعاون زملائي في تنفيذ متطلبات الوظيفة».

وبسبب تميّزها في عملها، حصلت على لقب أفضل موظفة على مستوى إدارة الرعاية الصحية الأولية عام ،2007 بعد نحو عام من التحاقها بالعمل.

وتؤمن ريسة بأن الإنسان يجب «ألايقع فريسة لإعاقته». داعية «ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً النساء إلى التخلي عن الخجل والخوف من نظرة المجتمع، والخروج إلى ميدان العمل». مؤكدة أن «الإعاقة لاتمنع من تحقيق التميّز».

وتضيف «لقد تعايشت مع إعاقتي، وأنساها أحياناً، لكن حلم عمري، أن يجد الأطباء تشخيصاً لمرضي، ويصفوا علاجاً لحالتي، لأسترد قدرتي على السير وأكمل دراستي الجامعية».

ريسة تدعو ذوي الاحتياجات الخاصة للخروج إلى ميدان العمل

10 thoughts on “5 موظفات في امرأة

Comments are closed.