السعر المتوقع لسهم إعمار بين التطبيل والواقع

هناك من يبيع الوهم للناس.. وسيدفع الثمن كل من يصدقه!

الوهم الذي يجري تسويقه منذ شهور للناس أن سهم شركة إعمار بات على أعتاب مرحلة جديدة من الارتفاع تعود به إلى مستويات تتراوح بين 15- 19 درهم، حتى أن بعض الشركات المالية المتخصصة أصدرت دراسات تؤكد بأن السعر العادل لسهم إعمار هو 19 درهما.

لكن على أي أساس سيرتفع سعر سهم الشركة إلى هذه المستويات؟

فحتى في أفضل سيناريو الذي يفترض قيام إعمار بشراء 10% من أسهمها، فإن أي ارتفاع سعري سيكون محدودا ليس من حيث الحجم فقط وإنما من حيث المدة الزمنية، وقد أكدت تجربة شركة بلدكو، أن إعادة الشراء تدفع سعر السهم للارتفاع بشكل مؤقت (وكنتيجة للمضاربات بشكل أساسي) قبل ان يعود إلى مستوياته السابقة للشراء.

ولا شك في أن إدارة الشركة تعرف أن تكبدها أعباء كبيرة (من خلال تخصيص مواردها المالية التي تحتاجها بشدة لتمويل توسعاتها) للقيام بإعادة الشراء يعد خياراً غير عملي، ومن المتوقع أن تعارض بشدة مثل هذا الخيار خلال اجتماع الجمعية العمومية.

ومن هنا فإن المراهنة على إعادة الشراء (سواء حدثت أم لم تحدث) قد تكون في غير مكانها.

أما بالنسبة للتوزيعات النقدية، فإنه وفي أفضل سيناريو للتوزيعات الذي يتصور تقديم أرباح نقدية بنسبة 50% (وهو مستبعد جدا) فإن ذلك لن يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في سعر السهم.

فعلى ماذا يعتمد المطبلون بارتفاع سعر السهم؟

من الواضح أن المطبلين يتجاهلون إما جهلا أو عمداً عوامل أساسية مهمة ترجح عدم تسجيل مثل هذا الارتفاع الكبير، ومن أبرز هذه العوامل:

– مضاعف سهم إعمار حسب السعر السوقي الحالي البالغ 13.2 درهم يصل إلى أكثر من 14 ومن شأن أي ارتفاع ملحوظ في سعر السهم أن يقفز بالمضاعف السعري إلى مستويات مرتفعة غير جذابة استثماريا.

– الشركة تعاني منى تأخر بدء مشاريعها الخارجية في وقت لا يوجد لديها فيه سوى عدد محدود من المشاريع المحلية التي يمكن بيعها. فمن المعروف أن معظم مشاريع الشركة الخارجية لم تصل إلى مرحلة البدء في البيع، كما أنه لم يعد لدى الشركة سوى مساحات محدودة من الأراضي في دبي لتنفيذ مشاريع جديدة.

– ظهور مؤشرات على وجود أزمة في تدفقات الربحية : شكل قيام إعمار بطرح فيلات البحيرات للبيع بمثابة دليل حيوي على وجود أزمة في تدفقات الربحية لديها هذا العام، فمن المعروف أن إيجارات هذه الفيلات شكلت رافدا مهما لربحية الشركة على مدى السنوات الماضية، خاصة في ظل ارتفاع الإيجارات، ومن الواضح أن لجوء الشركة لبيعها يجسد محدودية تدفقات الربحية لديها في هذا العام، تماشيا مع المثل العربي الذي يقول “آخر العلاج الكي”.

– محافظة سهم إعمار على أسعاره هذا العام مقارنة بالأسهم الأخرى، نجم عن تصاعد مشتريات المحافظ والصناديق ومؤسسات الاستثمار، ومن شأن قيام المؤسسات المالية التي دخلت في السوق بغرض الاستثمار قصير الأجل بجني الأرباح أن يشكل ضغطاً كبيرا على سعر السهم.

الخلاصة:

صحيح أن شركة إعمار شركة قوية تتمتع بآفاق مستقبلية متميزة، والسعر الحالي لسهم الشركة يعد مناسبا للاستثمار متوسط وطويل الأجل. غير أنه يتعين على كل من يشتري السهم أن لا يأمل بتحقيق ارتفاع سريع، فالارتفاع المرتقب في سعر السهم سيكون تدريجيا وعلى مدى شهور وسنوات وليس أيام واسابيع.

ويجب أن نعود بتوقعاتنا الاستثمارية إلى أرض الواقع.

فالحذر مطلوب، حتى لا نصدم مجددا، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين

15 thoughts on “هناك من يبيع الوهم للناس.. وسيدفع الثمن كل من يصدقه

  1. حياكم الله

    الاخ العزيز بوعمر

    بنصحك نصيحة من مجرب عاش في هذا السوق ايام عزه وايام قحطة
    خالط الكثيرين من المتداولين جميع الطبقات الكبيره قبل الصغيره
    المستثمرين منهم وعتاة المضاربين

    ركز نظرك فقط على حركة السهم الفنية وتحليله الفني والعلمي للسهم
    وعلى تذبذب القيم السعرية للسهم
    ابتعد عن السماع للناس وسماع الشائعات هنا وهناك

    ما اشبه اليوم بالامس
    وما اشبه اجتماع جمعية اليوم بجمعية الامس يوم الوعد ويوم النصيحة الشهيره
    وما اشبة حالة الترقب والحذر في الحالتين

    عموما ………….

    نتأمل الخير
    وبالتوفيق للجميع

    أخي Trend XP
    تعجبني رؤيتك المتعقلة للسوق، وتحليلاتك المتوازنة لتوجهاته.

Comments are closed.