لكل منا صفحة ذكريات مؤلمة ومفرحة وظريفة أو هناك قصص مرت في الذاكرة ولا يمكن تركها تذهب مع الرياح لتقضمها العواصف وتمحيها بل بقيت بالذاكرة ولذا في هذه الصفحة أتمنى من جميع الأعضاء مشاركتي في مساحتي الصغيرة وأرجو كتابة ذكرياتكم المفرحة منها والمبكية باللهجة التي تفضلونها سواء بالعامية أم بالفصحى ويمكن ذكر قصة قرأتها وأثرت بك وأنا أبدأ بذكر أول صفحة من مذكراتي وهي قصة حزينة وواقعية طبعاً اقرءوها لتعرفوا المضمون .

الكاتبة : ريم الشحي
القصة حقيقية – المكان : بلد خليجي _ الزمان 2006م _ الساعة : وقت توقف قلوب البشر _ الشخصيات : دموع + معاناة = جروح

في يوم حار تلتهم فيه حرارة الصيف كل ما أمامها ،فتصهر أفكارنا لتحولها إلى سراب يتراءى أمام الناظرين ،ذلك الجسم الصغير الذي وجدته في بادئ الأمر ظل خلّفه السراب ،وإذا بي اقترب من ذلك الجسم الأسود الذي بقي في قلب الرمال الحارقة ، شهقت فجأة لأرى بأن ذلك السراب لم يكن سوى خيمة صغيرة وحيدة في قلب معاناة الصيف وبجوارها رجل مسن، كان المكان ساكن كسكون الدجى الحالم وجمود الصخر الممزوجة بلون رمادي كئيب، ولون الغصون الصامدة على تلك البقعة التي تكاد تخلو من البشر وصارت تسكنها ربما الأشباح ولكنني وجدت جسد آدمي مطرق الرأس وكأنه يسترجع ذكريات أليمة وبدأ الشحوب يغطي خريطة وجهه التي تحمل خفايا كثيرة، نظر إلي من البعيد وظهرت على فمه بسمة ألم ، قيودها الحسرة والتوجع ، أجل هذا ما تثبته تلك الملامح الصامتة اقتربت شيئاً فشيئاً من ذلك المكان المعتم في تلك الصفحة البائسة ، نظر الرجل المسن نظرة طويلة إليّ وكأنه أدرك استغرابي الشديد لوجود آدمي في هذه البقعة المتشائمة فحاولت أن أبدأ بالكلام لعلني أكشف هذا الغموض الذي يحيط به وقبل أن أبدأ بطرح تساؤلات الفضول قال والدموع هطلت على وجنتيه المرسومة بخيوط الزمن الصعب، ثم أخذ يمسح دموعه وبدأ الصمت يتحول لسر دفين قال في حزن : ابنتي الزمن رماني إلى هنا بعد أن كرست حياتي في سبيل خدمة أسرتي المكونة من 8 أبناء وناضلت في سبيل أن أطوق حياتهم بالورود والياسمين إلى أن كبرت وبدأت قواي تضعف ومرضي يزداد شيئاً فشيئاً وحطمني الكبر فماذا حدث بالأخير رماني أبنائي وزوجتي خارج المنزل وحاولت معرفة سبب ذلك ولم أدري وبدأت الأشواك تلتف حول عنقي ولاسيما عندما حاولت اللجوء لأخي بالدم ولكنه تخلى عني وتخلى عني الوجود بأسره فلم أجد مأوى يحميني من برد الشتاء وحر الصيف القاسي وكلما حاولت الذهاب لمنزلي لزيارة أبنائي وزوجتي فما كان من ولدي إلا أن اتهمني تهمة باطلة وأدخلني السجن وجاء أخي ليحل القضية وأخرجني من السجن وردد بالحرف الواحد :أخرجوه من حياتنا وفي إحدى المرات جئت إلى بناتي من شدة شوقي إليهن وهرعت ابنتي لتصافحني فما كان من أخيها الأكبر إلا أن ضربها ضرباً مبرحاً ترك لها إعاقة دائمة وقام بسحبي من ثيابي ورماني كما ترمى النفاية البالية وأخذت صحتي تزداد سوءاً ويزداد شوقي لأبنائي وما زلت أذكر كلماتهم الأخيرة لي عندما كنت أجيء المنزل كضيف أو لص ينظر من الباب الخارجي ليتفقد على أحوال أبنائه سمعتهم يقولون أجل أبنائي قالوا لأمهم دعيه يذهب ويموت بالخارج ما أقسى تلك القلوب كتلك الصخور الجامدة وها أنا اليوم أقطن في خيمة التي تحوي هذا الأثاث البالي وأصبحت قضيتي خلف ستار المجتمع وأغلقت جميع الأبواب في وجهي هذه قصتي يا ابنتي .
انشقت الأرض الحزينة بعد سماعها لهذه القصة المؤلمة وتمزق الفؤاد ، رحلت وفي ذاكرتي صفحة من الذكريات التي غزلت بأيادي قاسية فهل هذا فيلم خليجي بسيناريو جديد أم سيناريو نسجه واقع مظلم لهذا الأب بل للأسف هذه قصة حقيقية أدمعت لها القلوب في بلد خليجي ، خرجت من صفحتي وما زالت تلك الصورة عالقة في ذهني فلماذا تحول الأبناء إلى وحوش في زمن فيه الحب والإخلاص مستحيل وزمن لا يرحم فينهش أفراحنا تلك الأفراح التي بقيت الآن تنتظر أن تهدي ابتسامة عابرة
فمن هو المذنب الحقيقي ؟؟؟؟؟؟
أخواني الأعضاء ننتظر صفحاتكم فلا تخذلوني هنا ودمتم لي أخوة في الله .

ريم الشحي

مع تحياتي : الريم

9 thoughts on “ابنتي(أبنائي وزوجتي طردوني وابني الأكبر سحبني من ثيابي وقال دعوه يموت بالخارج )

  1. لا حول ولا قوه الا بالله

    قلوب البشر صارت من حجر

    الله يستر من اللي جاي

    العالم تبدل أخي ولا ندري ماذا يخبأ القدر وماذا يخفي من أمور مرعبة .


  2. قال الله تعالى ( وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا ) صدق الله العظيم

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

    شكرا ريم للنقل


  3. قال الله تعالى ( وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا ) صدق الله العظيم

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

    شكرا ريم للنقل

Comments are closed.